مسقط- الرؤية

اختتمت بالكليّة العسكريّة التقنية فعاليات الأسبوع العلمي الخامس الذي جاء هذا العام بعنوان "الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المستقبل"، وذلك تحت رعاية العميد الركن بحري عبدالله بن علي الهاجري رئيس دائرة مكتب صاحب السُّمو السيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع.

واشتمل الحفل الختامي على معرض لأهم الابتكارات والمسابقات العلمية، وعرض مرئي أوضح أبرز الأحداث والفعاليات التي تضمنها الأسبوع العلمي، كما تم خلال الحفل تدشين منصة "آفاق الابتكارية" وهي منصة علمية مركزية لتنظيم وأرشفة وعرض جميع الأنشطة في الكلية ، حيث تهدف إلى تسهيل البحث الأكاديمي وإدارة المشاريع والموارد وبما يعزز بيئة أكاديمية تعاونية مبتكرة، تلا ذلك إيجاز عن المسابقات العلمية التي نظمت خلال هذا الحدث العلمي الهادف.

وفي الختام قام العميد الركن بحري راعي المناسبة بتكريم المحكمين والمشاركين والحاصلين على المراكز المتقدمة في المسابقات المختلفة.

وهدف الأسبوع العلمي الخامس الذي نظمته الكلية العسكرية التقنية بمشاركة عدد من الجامعات والكليات الحكومية والخاصة إلى توفير بيئة تعليمية ملهمة تتيح للطلبة والموظفين على حد سواء استعراض إبداعاتهم وابتكاراتهم، وتعزيز أهمية الابتكار والبحث العلمي، إلى جانب ابتكار حلول لتطوير المشاريع المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، علاوة على خلق جسور للتواصل بين مختلف المؤسسات التعليمية والمؤسسات الحكومية والخاصة في هذا المجال.

وتضمن الأسبوع العلمي خلال أيامه الأربعة عددًا من البرامج والفعاليات كمسابقات التحدي في مجال الذكاء الاصطناعي بين طلاب المؤسسات التعليمية، ومعرضًا للمشاريع العلمية يضم أحدث الابتكارات في الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تنظيم سلسلة من المحاضرات وحلقات العمل العلمية والتعليمية ذات الصلة.

حضر ختام الأسبوع العلمي الخامس عدد من كبار الضباط والضباط بوزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة، وعدد من المحكمين والمشاركين من المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة، وجمع من منتسبي الكلية العسكرية التقنية.

وقال الضابط المدني مهندس طالب بن علي الحارثي من الكلية العسكرية التقنية: "أقامت الكلية العسكرية التقنية أسبوعًا علميًا مُتميزًا؛ حيث تضمن مجموعة من الأنشطة والفعاليات والمسابقات التي أبرزت مستوى الابتكار والتميز لدى الطلبة المشاركين".

وتحدث النقيب ماجد بن عبدالله الحوسني من الجيش السلطاني العماني قائلا: "شارك الجيش السلطاني العماني ممثلا بالنادي العلمي في الأسبوع العلمي الخامس بالكلية العسكرية التقنية وهذا بدوره يساهم في بناء جسور التواصل بين مختلف التخصصات العلمية في الجامعات والكليات الهندسية والكليات التقنية وبين منتسبي الجيش السلطاني العماني".

وقال الطالب اليزن بن خالد السعيدي (مشارك من جامعة السلطان قابوس): "تأتى مشاركتنا في معرض الأسبوع العلمي الخامس بابتكار يعمل على تحليل سوق الأسهم والمال العالمي، وذلك من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي بإعطاء نبذه متكاملة وتقارير واضحة للشركة المستثمرة".

وقال الطالب عمار بن نصير البلوشي من الكلية العسكرية التقنية إن الأسبوع العلمي اشتمل على عدد من المسابقات؛ أبرزها مسابقة اختراق المختبر الإلكتروني التي اختبرت مهارات المشاركين في مجال الأمن السيبراني، ومسابقة الرياضيات التي أسهمت في تعزيز روح التحدي والتنافس بين المشاركين، إضافة إلى هاكاثون علمي يهدف إلى تعزيز الإبداع وروح العمل الجماعي، مما أضاف بعدًا تعليميًا مميزا للأسبوع العلمي.

وعبّرت الطالبة هاجر بنت جمعة العامرية مشاركة من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية قائلة: "شاركنا بابتكار اسمه (Sporle Filter) وهو يعمل على تنقية وتبريد الهواء؛ وذلك باستخدام تكنولوجيا الطحالب، كما يعمل الجهاز على حل مشكلة الاحتباس الحراري ويحسن جودة الهواء داخل المركبة".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الکلیة العسکریة التقنیة الذکاء الاصطناعی عدد من

إقرأ أيضاً:

بتشويه «فوضى الذكاء الاصطناعي» للواقع يمضي العالم إلى كارثة

تهيمن قناتان متوازيتان للصور على استهلاكنا البصري اليومي. في إحداهما، صور ولقطات حقيقية للعالم كما نعرفه، ففيها سياسة ورياضة وأخبار وترفيه. وفي الثانية، فوضى الذكاء الاصطناعي [أو ما يعرف بـ AI slop]، بمحتوى متواضع الجودة ليس فيه من الإسهام البشري إلا الحد الأدنى. بعض ما فيه تافه الشأن عديم المعنى، لا يعدو صورا كرتونية لمشاهير، ومناظر طبيعية خيالية، وحيوانات ذات سمات بشرية. وبعضه الآخر عرض خادش للحياء...ففيه تجد حبيبات افتراضيات لا يمكن أن تتفاعل معهن تفاعلا حقيقيا. ونطاق هذا المحتوى وحجمه مذهلان، فهو يتسرب إلى كل شيء، من صفحات التواصل الاجتماعي إلى الرسائل المتداولة على واتساب. فلا تكون النتيجة محض تشويش على الواقع، وإنما هي تشويه له.

وفي فوضى الذكاء الاصطناعي شيء جديد هو الخيال السياسي اليميني. فعلى موقع يوتيوب مقاطع فيديو كاملة ذات سيناريوهات مختلقة ينتصر فيها مسؤولو ترامب على القوى الليبرالية. وقد استغل حساب البيت الأبيض على منصة إكس صيحة إنشاء صور بأسلوب استوديو جيبلي، ونشر صورة لامرأة من الدومينيكان تبكي أثناء تعرضها للاعتقال على يد إدارة الهجرة والجمارك (ICE). والواقع أن السخرية السياسية باستعمال الذكاء الاصطناعي قد انتشرت على مستوى العالم.

فهناك مقاطع فيديو صينية من إنتاج الذكاء الاصطناعي تسخر من العمال الأمريكيين البدناء وهم يقفون في خطوط التجميع بعد إعلان التعريفات الجمركية، وقد أثارت هذه المقاطع سؤالا موجها للمتحدثة باسم البيت الأبيض الأسبوع الماضي وردا منها. فقد قالت المتحدثة: إن هذه مقاطع أنتجها من «لا يرون إمكانات العامل الأمريكي». ولإثبات مدى انتشار فوضى الذكاء الاصطناعي، كان علي أن أتأكد ثلاث مرات من أنه حتى هذا الرد نفسه لم يكن في حد ذاته محتوى ذكاء اصطناعي منفذا على عجل مختلقا خدعة أخرى لأعداء ترامب.

وليس الدافع إلى تسييس الذكاء الاصطناعي بالأمر الجديد، فهو ببساطة امتداد للبروباجندا المعهودة. ولكن الجديد هو مدى ديمقراطيته وانتشاره، وأنه لا يحتوي أشخاصا حقيقيين ويخلو من قيود الحياة الواقعية المادية، فيوفر بذلك ما لا حصر له من السيناريوهات الخيالية.

وانتشار محتوى الذكاء الاصطناعي عبر قنوات الدردشة الضخمة عظيمة الحضور، من قبيل واتساب، يعني غياب أي ردود أو تعليقات تشكك في صحته. فكل ما تتلقاه ينعم بسلطة من ثقتك في الشخص الذي أرسله إليك. لذلك أخوض صراعا دائما مع قريبة لي كبيرة السن، مطلعة على عالم الإنترنت، تتلقى سيلا من محتوى الذكاء الاصطناعي على واتساب بشأن حرب السودان وتصدقه. تبدو الصور ومقاطع الفيديو حقيقية بالنسبة لها، وترد إليها موجهة من أشخاص تثق فيهم. ويصعب على المرء حتى أن يستوعب قدرة التكنولوجيا على إنتاج محتوى يبدو حقيقيا إلى هذه الدرجة.

وبإضافة هذه القدرة إلى توافق المحتوى مع رغبات قريبتي السياسية، ستجد نفسك متعلقا به إلى حد بعيد، حتى لو اعتراك بعض من الشك فيه. فوسط الكم الهائل من القطط [في بعض الفيديوهات المختلقة]، يجري استعمال الذكاء الاصطناعي في خلق سيناريوهات سياسية، وتحسينها والوصول بها إلى درجة الكمال عبر تقديمها بلغة بصرية تؤجج الرغبة في الانتصار أو تعتمد على الشعور بالحنين.

يشير البروفيسور رولاند ماير، الباحث في الإعلام والثقافة البصرية، إلى «موجة حديثة من الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي لعائلات بيضاء شقراء، تطرحها حسابات إلكترونية فاشية جديدة بوصفها نماذج لمستقبل مشرق». وهو لا يعزو ذلك إلى اللحظة السياسية الراهنة فحسب، وإنما إلى أن «الذكاء الاصطناعي التوليدي محافظ بطبيعته، بل ويقوم على حنين إلى الماضي». فالذكاء الاصطناعي التوليدي يقوم على بيانات مسبقة أثبتت الأبحاث أنها بيانات متحيزة بطبيعتها ضد التنوع العرقي، والأدوار الجندرية والميول الجنسية التقدمية، فتأتي منتجات الذكاء الصناعي بتركيز كبير على هذه المعايير.

يمكن أن نرى الأمر نفسه في محتوى «الزوجة التقليدية» [“trad wife”]، الذي لا يقدم ربات البيوت الجميلات الخاضعات فحسب، وإنما يقدم عالما رجعيا كاملا لينغمس فيه الرجال. وتغص جداول موقع إكس بنوع من المواد الإباحية غير الجنسية، حيث تلمع على الشاشة صور الذكاء الاصطناعي لنساء يوصفن بالحسن والخصوبة والخضوع. ويجري طرح سيادة البيض والاستبداد وتقديس التراتبيات الهرمية في العرق والجندر بوصفها سلة متكاملة من الحنين إلى ماض موهوم. فبات الذكاء الاصطناعي يوصف بالفعل بأنه جمالية الفاشية الجديدة.

لكن الأمر لا يكون دائما على هذا القدر من التماسك. ففي معظم الأحيان، لا تعدو فوضى الذكاء الاصطناعي محتوى فيه بعض المبالغة أو الإثارة بما يغري على التفاعل، ويوفر لمبدعيه فرصة ربح المال من المشاركات والتعليقات وما إلى ذلك. وقد تبين للصحفي ماكس ريد أن فوضى الذكاء الاصطناعي على فيسبوك ـ وهي الفوضى الكبرى على الإطلاق ـ ليست «محض محتوى غير مرغوب فيه» من وجهة نظر فيسبوك، وإنما هي «ما تريده الشركة بالضبط: فهي محتوى شديد الجاذبية». والمحتوى بالنسبة لعمالقة التواصل الاجتماعي هو المحتوى، فكلما كان أرخص، وقلت فيه الحاجة إلى جهد بشري، فذلك أفضل. وتكون النتيجة أن يتحول الإنترنت إلى إنترنت الروبوتات التي تدغدغ مشاعر المستخدمين البشريين وتؤجج فيهم أي أحاسيس أو عواطف تبقيهم منشغلين.

ولكن بغض النظر عن نوايا مبتكريه، يؤدي هذا السيل من محتوى الذكاء الاصطناعي إلى فقدان الإحساس بالواقعية وإرهاق الحواس البصرية. والتأثير العام لدوام التعرض لصور الذكاء الاصطناعي، ما كان منها تافها أو مهدئا أو أيديولوجيا، هو أن كل شيء يبدأ في اتخاذ مسار مختلف. ففي العالم الواقعي، يقف الساسة الأمريكيون خارج أقفاص سجن الترحيل. وتنصب الأكمنة لطلاب الجامعات الأمريكية في الشوارع ليجري إبعادهم. ويحترق أهل غزة أحياء. وتمضي هذه الصور والفيديوهات مع سيل لانهائي من الصور والفيديوهات الأخرى التي تنتهك القوانين المادية والأخلاقية. فتكون النتيجة ارتباكا عميقا. ولا يعود بوسعك أن تصدق عينيك، ولكن ما الذي يمكن أن تصدقه إن لم تصدق عينيك؟ فكل شيء يبدو حقيقيا للغاية وغير واقعي بالمرة، في آن واحد.

أضف إلى هذا ما نعرفه من التبسيط الضروري والإيجاز المستفز في (اقتصاد الانتباه)، وإذا بك في سيرك ضخم من التجاوزات. فحتى عندما يكون المحتوى شديد الجدية، يجري تقديمه بوصفه ترفيها، أو فاصلا، أشبه بنسخة مرئية من موسيقى المصاعد. فهل أفزعك هجوم دونالد ترامب وجيه دي فانس على زيلينسكي؟ حسنا، إليك رسم مصمم بالذكاء الاصطناعي لفانس في هيئة رضيع عملاق. تشعر بالتوتر والإرهاق؟ فها هو بلسم للعين في كوخ فيه نار موقدة والثلج يتساقط في الخارج. ولسبب ما، قرر فيسبوك أنني بحاجة إلى رؤية تيار مستمر من الشقق الصغيرة اللطيفة مع تنويعات من التعليقات التوضيحية مفادها أن «هذا هو كل ما أحتاج إليه».

وتؤدي التحورات السريعة للخوارزميات إلى إمداد المستخدمين بمزيد مما حصدته لهم معتبرة أنه مثير لاهتمامهم. والنتيجة هي أنه يستحيل ترشيد ذلك الاستهلاك حتى لأكثر المستخدمين اتزانا. لأنك تزداد انغماسا في عوالم ذاتية بدلا من الواقع الموضوعي. فتكون النتيجة انفصالا شديد الغرابة. ويضعف الشعور بالقلق والحاجة إلى العمل الذي ينبغي أن يوحي به عالمنا الممزق، وذلك بسبب طريقة عرض المعلومات. وإذن فها هي طريقة جديدة لكي نسير نياما نحو الكارثة وهي طريقة لا تقوم على نقص المعرفة، وإنما تنشأ بسبب الشلل الناجم عن تمرير كل شيء من خلال هذا النظام المشوه، فهو محض جزء آخر من العرض البصري المبالغ فيه.

مقالات مشابهة

  • لطافتك تكلف الذكاء الاصطناعي الملايين!
  • جهاز ذكي يساعد المكفوفين على التنقل باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • وزارة الاتصالات تحتفي بتميّز المرأة السعودية في التقنية والابتكار
  • الاتصالات تحتفي بتميّز المرأة السعودية في التقنية والابتكار
  • كيف تعمل من المنزل باستخدام الذكاء الاصطناعي؟
  • يساعدك في اتخاذ القرار.. كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي صورة الإنسان عن نفسه؟
  • 130 بحثاً علمياً في المؤتمر العلمي العاشر لـ«نوعية طنطا» حول الذكاء الاصطناعي ومستقبل التعليم النوعي
  • بتشويه «فوضى الذكاء الاصطناعي» للواقع يمضي العالم إلى كارثة
  • رئيس جامعة الفرات الأوسط يفتتح معرض مشاريع التخرج في الكلية التقنية الهندسية النجف
  • إطلاق أول برنامج دكتوراه في الذكاء الاصطناعي في دبي