أكدت صحيفة "الأهرام" أن توجهات وتحركات سياسة مصر الخارجية في عهد الرئيس السيسي تُشير إلى إعطاء أهمية محورية لعدم توسيع دائرة الصراع، في مرحلة ما بعد حرب غزة الخامسة، ونزع فتيل التوتر الإقليمي وتفادي التصعيد غير المحسوب، للحيلولة دون الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة، ولا تستثنى دولة واحدة منها، وفقا لنظرية «البيوت الخشبية» في العلوم السياسية التي تشير إلى أن اندلاع نيران في أحد البيوت ينتج عنه امتداد تلك النيران إلى بقية البيوت الملاصقة لها، مما يستدعي التحرك الاستباقي من خلال آليات فعالة ومتعددة، دبلوماسية واقتصادية وأمنية، لتفادي أي تأثيرات من «كرة النار» المشتعلة.

وشددت الصحيفة في افتتاحية عددها الصادر، اليوم الأحد، تحت عنوان (مخاطر عدم الاستقرار الإقليمي) على أن التشابكات والتوازنات في المصالح الدولية والإقليمية في هذه المنطقة تجعل من الصعوبة على أي دولة أن تنعزل داخل حدودها تنتظر ما تسوقه إليها الظروف المحيطة بها، ومن هنا كان استشراف مصر لحجم المخاطر والتحديات في حال استمرار تدهور الأوضاع بفلسطين ولبنان والمواجهات الصاروخية بين إسرائيل وإيران، وبقاء الصراعات المسلحة في السودان وليبيا واليمن وسوريا.. الأمر الذي يتطلب التفكير في مقاربة جديدة تقوم على التهدئة تمهيدا لوقف إطلاق النار وإنهاء الصراعات والحروب وإعادة إعمار البنى التحتية التي تم تدميرها.

واختتمت "الأهرام" افتتاحية عددها بأن "الاستقرار الإقليمي يُعد أحد المحددات الحاكمة لتوجه وتحرك السياسة الخارجية المصرية ليس في الشرق الأوسط فقط وإنما يمتد ليشمل شرق المتوسط والقرن الإفريقي والساحل الإفريقي، بحيث تعمل على خفض التصعيد بين القوى الإقليمية الرئيسية وتجاوز الاستقطابات الإقليمية وتعزيز خيار الحلول السلمية، ومنع إعطاء فرصة للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة، وتدشين علاقات متوازنة مع القوى الدولية، مع الأخذ في الاعتبار أن يكون لدول الإقليم الدور المحوري في الترتيبات السياسية والأمنية في الشرق الأوسط حتى يبتعد شبح الحرب المتجددة، وتسود بيئة آمنة ومستقرة في إقليم عصي على الاستقرار".

اقرأ أيضاًخلال حفل القبائل العربية.. الرئيس السيسي يصافح ويحتضن الطفل أنس استجابة لطلبه

بحضور الرئيس السيسي.. محمد منير يبدع في احتفالية اتحاد القبائل العربية بذكرى أكتوبر

الرئيس السيسي يوجّه الشكر لاتحاد القبائل العربية والعائلات المصرية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي سياسة مصر الخارجية صحيفة الأهرام التصعيد في المنطقة حرب إقليمية شاملة الرئیس السیسی

إقرأ أيضاً:

‌‎قراءة تحليلية: تصريحات محمد علي الحوثي ودلالاتها في سياق الصراع الإقليمي

هاني الخالد

جاءت تصريحات رئيس اللجنة الثورية في حكومة صنعاء، محمد علي الحوثي، لتسلط الضوء على تحول نوعي في الخطاب السياسي والعسكري لصنعاء. التصريح الذي يؤكد غياب “الخطوط الحمراء” في مواجهة الأمريكيين والإسرائيليين ومن يدور في فلكهم، يعكس تصعيداً حاسماً في الموقف اليمني، ليس فقط على مستوى الخطاب، بل في الاستعداد العملي لمواجهة ما تعتبره صنعاء تهديداً مباشراً لأمنها وسيادتها.

تحليل التصريحات: أبعاد ودلالات

1. الإعلان عن استراتيجية مفتوحة

الإشارة إلى غياب الخطوط الحمراء تعني أن صنعاء لم تعد ترى أي قيود على خياراتها العسكرية والسياسية في مواجهة القوى المعادية. هذا التحول يهدف إلى إرسال رسائل متعددة الأطراف:

للداخل اليمني: تأكيد الاستعداد الكامل للدفاع عن السيادة، مما يعزز الروح المعنوية لدى القوات والمواطنين.

للخارج الإقليمي والدولي: إعلان عن استعداد صنعاء لتوسيع نطاق المواجهة، بما يشمل استهداف مصالح قوى كبرى مثل الولايات المتحدة وإسرائيل.

2. كسر الحاجز النفسي في المواجهة
الحديث عن أن هذا الموقف “ليس من أجل الحرب النفسية” يشير إلى رغبة في تجاوز التصريحات الرمزية إلى الفعل الميداني. صنعاء تدرك أن الحروب النفسية كانت إحدى أدوات القوى الكبرى لإضعاف الإرادة الشعبية، وبالتالي تسعى لتأكيد جدية مواقفها بما يتجاوز الدعاية.

3. ربط السياق اليمني بالصراع الإقليمي
بإدخال الأمريكيين والإسرائيليين في دائرة الاستهداف، تربط صنعاء الصراع الداخلي بمشهد إقليمي أوسع. هذا الربط يعكس استراتيجية ترى في الصراع في اليمن جزءاً من معركة إقليمية أكبر ضد الهيمنة الغربية والصهيونية.

الأبعاد العسكرية: خيارات صنعاء في المواجهة

1. الصواريخ والطائرات المسيّرة
تصريحات الحوثي تبرز أهمية التطور الذي شهدته القدرات الصاروخية والطائرات المسيّرة في اليمن. هذه الأسلحة أصبحت أدوات فعالة في كسر هيمنة القوى التقليدية في المنطقة، مع القدرة على استهداف مواقع استراتيجية، سواء داخل اليمن أو في عمق أراضي الخصوم.

2. القوة البحرية
تأكيد دور البحرية يعكس وعياً بأهمية خطوط الملاحة البحرية في معادلات الصراع. مضيق باب المندب والبحر الأحمر يشكلان نقاطاً حيوية للتجارة العالمية، مما يجعل أي تحرك بحري لصنعاء تهديداً استراتيجياً لمصالح القوى الكبرى.

3. المواجهة غير التقليدية
تصريحات الحوثي تؤكد أن صنعاء تستعد لاستخدام أساليب غير تقليدية في المواجهة. هذه الأساليب تعتمد على المرونة، والمفاجأة، واستهداف نقاط الضعف لدى الخصوم، مما يمنحها ميزة في مواجهة قوى متفوقة عسكرياً.

التداعيات الإقليمية والدولية

1. تصعيد المواجهة مع التحالف الإقليمي
إعلان صنعاء عن غياب الخطوط الحمراء يضع القوى المنخرطة في التحالف ضدها، مثل السعودية والإمارات، أمام تحدٍ كبير. هذا التصعيد قد يؤدي إلى تصعيد مقابل، لكنه في الوقت ذاته يكشف عن إرادة صنعاء في فرض معادلة ردع جديدة.

2. رسائل مباشرة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل
توسيع دائرة الاستهداف لتشمل الولايات المتحدة وإسرائيل يشير إلى أن صنعاء ترى في تدخلاتهما في اليمن جزءاً من مشروع أكبر يستهدف استقلال القرار اليمني. هذه الرسالة تهدف إلى كسر ما يُعتبر حصانة تقليدية لهاتين القوتين، وإجبارهما على إعادة النظر في سياساتهما تجاه اليمن.

3. تأثير على مسار المفاوضات
قد تؤثر هذه التصريحات على أي محاولات لاستئناف المفاوضات السياسية. صنعاء تستخدم هذه اللغة لإعادة تشكيل ميزان القوى قبل أي تسوية محتملة، مما يجعل من الضروري أن تؤخذ مصالحها بجدية.

الرسائل الاستراتيجية: قراءة ما وراء التصريحات

1. تأكيد الاستقلالية في القرار
هذه التصريحات تأتي لتؤكد أن صنعاء ليست خاضعة لأي إملاءات خارجية، وأن قراراتها تنبع من رؤيتها الوطنية والإقليمية.

2. إعادة تشكيل قواعد الاشتباك
بتجاوز الخطوط الحمراء التقليدية، تسعى صنعاء لإعادة تشكيل قواعد الاشتباك، بحيث تكون قادرة على الردع، وليس فقط الدفاع.

3. استثمار في المظلومية الإقليمية
الربط بين اليمن والقضية الفلسطينية يعكس رغبة في تقديم صنعاء كجزء من محور المقاومة ضد الهيمنة الغربية والصهيونية.

خاتمة: صنعاء في معادلة الصراع الجديد

تصريحات محمد علي الحوثي تمثل انعطافة استراتيجية في خطاب صنعاء. هذا الموقف يعكس إدراكاً عميقاً لتعقيدات المرحلة، ورغبة في فرض معادلات جديدة تتجاوز الأساليب التقليدية. إذا ما ترجم هذا الخطاب إلى أفعال، فإنه قد يغير شكل الصراع في اليمن والمنطقة، ويعيد تعريف موازين القوى في مواجهة الهيمنة الغربية والإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • ‌‎قراءة تحليلية: تصريحات محمد علي الحوثي ودلالاتها في سياق الصراع الإقليمي
  • برلماني: قرار الرئيس السيسي بالإفراج عن 54 من أبناء سيناء يقوي النسيج الوطني
  • حزب «المصريين»: الرئيس السيسي نجح في إعادة الاستقرار للبلاد في أصعب مراحل تاريخها
  • مجلس شيوخ القبائل: الرئيس السيسي أعاد الأمل إلى سيناء باهتمامه بتعميرها وتنميتها (فيديو)
  • رئيس حزب مستقبل وطن: سيناء تشهد تنمية شاملة تحت قيادة الرئيس السيسي
  • مجلس شيوخ القبائل المصرية: الرئيس السيسي يهتم بتنمية وتعمير سيناء
  • اتحاد القبائل يشكر الرئيس السيسي بعد العفو الرئاسي عن 54 من أبناء سيناء
  • اتحاد القبائل العربية يشكر الرئيس السيسي بعد قرار العفو عن 54 من أبناء سيناء
  • لؤي الخطيب: حديث الرئيس السيسي عن المؤامرات الخارجية على مصر يتحقق على أرض الواقع
  • وزير الخارجية الأسبق: سياسة مصر الحكيمة تعزز الاستقرار الإقليمي.. و2025 سيكون صعبا على المنطقة