في تمام الساعة الـ9 صباحا على سلم محكمة الأسرة، جلست فتاة في بداية الـ20 من عمرها، يتبين عليها الإرهاق وعدم الاتزان، بسبب سوء حالتها النفسية خلال الفترة الأخيرة، فقررت أن تنصت لعائلتها، وترحم نفسها من العذاب الذي تعيش فيه، على حد وصفها، وتتحلى بالشجاعة وتترك الخوف وراء ظهرها، حتى لا تكمل حياتها في مأساة، وتنقذ نفسها من زوجها الذي كان يسئ معاملتها، فما القصة؟

العذاب ألوان على يد زوجها وعائلته

داخل غرفة لا تتعدي عدة أمتار، عاشت «سعدية»، صاحبة الـ22 عاما مع حماتها وشقيقة زوجها، بعد أن أجبرتها الحياة على الزواج من شاب من نفس قريتهم، لكن الجميع شجعها على الخطوة، وجعلوا الحياة تبرق في عينها، بعد أن أقنعوها بأنها ستترك الأرياف وتذهب إلى المدينة، لتتفاجأ أنها ستقضي حياتها داخل تلك الغرفة، وتركت شقة الزوجية التي حلمت بالعيش فيها أيام وليالٍ، بعد أن باع زوجها الشقة عقب 3 أيام من زواجهما، فرضيت بالواقع لكنه لم يراعِ ذلك؛ وفقا لحديث الزوجة لـ«الوطن».

تحولت حياة «سعدية» لماسأة بعد انتقالها لمنزل عائلة الزوج؛ وبدأت تشعر كأنها في سجن، إذ كانوا يتلذذوا بإهانتها طوال الوقت والضحك عليها، وتكليفها بأعمال المنزل كالخادمة، وبعد عودة زوجها من العمل مساءً، كانوا يشتكوا منها فيضربها ولا يرحمها أحد من بين يديه، وعلى الرغم من ذلك فإنها أبت أن تعود لعائلها وهي عروس حتى تتجنب أحاديث أهالي القرية: «عندنا في الأرياف غير المدن البنت مينفعش تروح بيت أهلها بعد الزواج على طول، ولو غضبانه تبقى مصيبة والعيب فيها، فاستحملت عشان مجبش الكلام لأهلي»، على حد وصفها.

استغل الزوج طبيعية «سعدية» الهادئة، وطريقة تفكيرها الضعيفة وحبها لعائلتها، وزاد إجبارها على خدمتهم، ومع كل طلب يضربها «علقة موت» بمساعدة والدته وشقيقته حتي وإن نفذته، وباتت تقضي وقتها بين التحمل والصبر، وفق حديث الزوجة المكلومة.

سعدية: بيضربوني وبصحي على كوابيس

التقطت سعدية أنفاسها المتقطعة قائلة: «كان بيضربني ليل ونهار، وساكتة عشان مطلقش، ومع الوقت فكرت إنهم هيرحموني من العذاب على الأقل، وجاتلي حالة نفسية من كتر الضرب والزعيق؛ وبقيت أحلم بكوابيس إنهم هيضربوني وأول ما أصحي ألاقيهم فوق دماغي بسبب إني كنت بصوت وأنا نايمة، وأصحى مفزوعة وأعيط، وبعدها بدأوا يقولوا للناس إني ملبوسة، لكن بعد أسبوعين أهلي زاروني، بس والدي شاف حالتي أجبرني على الرجوع معاه لبيتنا، واتخانق مع زوجي، وطلب منه يطلقني».

بعد عودتها للقرية برفقة والدها؛ بدأ أهالي القرية في الحديث عن أنها «ملبوسة» ويجب على عائلتها الذهاب لشيخ، خاصة أن والدة زوجها أذاعت الخبر لتبرر طلبها للطلاق، لكن والدها خرج عن صمته وطلب منها الذهاب لمحامي ليساعدهم في إجراءات الطلاق بعد رفض الزوج، لذا استمعت لوالدها، ولجأت لمحكمة الأسرة بجنوب الجيزة، وأقامت ضده دعوى طلاق للضرر حملت رقم 1003.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: محكمة الأسرة طلاق طلاق للضرر خلافات زوجية

إقرأ أيضاً:

خلى بالك.. حالة يسقط فيها الحق بالجمع بين النفقات والأجور

تعددت أنواع النفقات والأجور المستحقة للمرأة وأولادها فى قانون الأحوال الشخصية، ولكن القانون وضع شروط لاستحقاقها، كما حدد شروط لعدم جواز الجمع بينهما وحدد الفروق بين الأجر والنفقة، وآلية الحصول علي أي منهم، وخلال سلسلة (خلي بالك) نرصد أبرز الأخطاء التي إذا ارتكبها شريكي الحياة تهدد بفقدان حقوقهم الشرعية، ونرصد الإجراءات القانونية الصحيحة اللازم اتخاذها لاسترداد الحقوق المهدرة لطرفي النزاع القضائي حال تخلف أي من الطرفين عن سدادها.

- للزوجة حق النفقة على زوجها نظير احتباسها فى عصمته من نفقة زوجية ونفقة متعة ونفقة عدة  و نفقة صغار ونفقة تعليم ونفقة علاج ونفقة حمل مستكن ونفقة ولاده.

- القانون 25 والمادة 18 مكرر ثانيا من القانون 1929، والمضافة بالقانون 100، يقضيان بأن نفقة الزوجة ونفقة الأولاد كلاهما تستحقان على الملتزم بالنفقة "الزوج" من تاريخ امتناعه عن الإنفاق.

- الأجور فهى نظير عمل مثل أجر الحضانة وأجر الرضاعة، اما أجر المسكن فهو من عناصر نفقة الصغير.

- النفقة والأجر لا يستحقان معا فى ذمة واحدة وذلك بمعنى أن الزوج يلزم بأحد النفقتين فقط، ويلزم الزوج بالأجر إذا لم يكن للمرأة عليه نفقة، وفى حالة ثبت تولي الزوج الإنفاق فليس للزوجة أن تطالب بها.

- من المقرر شرعاً وقانوناً أن الحضانة هى عمل تؤديه الحاضنة لمصلحة والد الصغير ولذلك فإنها تستحق عنه أجرة بعد طلاقها منه وانقضاء عدتها شرعاً.

- إذا ثبت أن الزوجة ابرأت زوجها من نفقة العدة نظير الطلاق أو فى حاله دفع زوجها تلك النفقات فلا يجوز لها أجر حضانة.

- للزوجة الحق فى طلب الأجور متى لم تكن القائمة بهما تستحق نفقة أخري على ولى الصغير كزوجة.

- نفقة الصغير تشمل حسب المادة 18 مكررا ثانيا من قانون الأحوال الشخصية كلا من المأكل والملبس اللائق بأمثاله.

- يستحق على الأب أجر المسكن متى لم يكن له مسكن يقيم فيه - وفقا لما انتهت إليه المحكمة الدستورية العليا -، كما يستحق بدل فرش وغطاء.







مشاركة

مقالات مشابهة

  • في عيد ميلاده.. قصة زواج جمال عبد الناصر من فاطمة الكاشف
  • أغرب قضايا محكمة الأسرة.. عريس يجد نفسه فى المحكمة بعد 4 شهور من الزواج
  • "رمضان بصحة لكل العيلة" تواصل فعالياتها داخل 87 منطقة بأسوان
  • مبادرة رمضان بصحة لكل العيلة تواصل فعالياتها داخل 87 وحدة ومركز بأسوان
  • انطلاق فعاليات رمضان بصحة لكل العيلة في بورسعيد
  • خلى بالك.. حالة يسقط فيها الحق بالجمع بين النفقات والأجور
  • عبير في دعوى خلع: زوجي لا يعرف البيت إلا للنوم
  • أغرب قضايا محكمة الأسرة.. رفض توفير مربية لطفليها فلاحقته زوجته بدعوي طلاق
  • شخص يطالب زوجته أمام محكمة الأسرة بتعويض لتخلفها عن تنفيذ حكم الرؤية
  • أغرب قضايا محكمة الأسرة.. الميكروويف ينهى الزواج ويهدد الزوج بالحبس والطلاق