كأنّك تعيش أبداً..كأنّك تموت غداً
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
بعد أسابيع من الوعيد والتهديد الإسرائيليين برد كبير على إيران؛ رداً على هجمات إيران الصاروخيّة في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، شنَّت إسرائيل هجمات من الجو على بعض الأهداف داخل إيران. استهدفت الضربات مواقع عسكرية في العاصمة الإيرانية طهران، ومدينة كرج المجاورة، تضمَّنت ثكنات ومستودعات أسلحة، وفقاً لما أفاد به مسؤولون عرب لقناة «إن بي سي نيوز» الأمريكية.
مسؤول إسرائيلي ذكر للقناة أن إسرائيل حرصت على عدم استهداف المنشآت النووية أو البنية التحتية النفطية الإيرانية، وبدلاً من ذلك، ركّزت على مواقع تُشكِّل تهديداً أمنياً حالياً، أو قد تُشكِّل خطراً مستقبلياً.
وفي أخبار أخرى أن مرشد إيران كان قد وجَّه قواته برد على إسرائيل إذا ما تمَّت مهاجمة الأصول النفطية والنووية.
وعليه، فهل تكون هذه الجولة الحربية قد انتهت عند هذا الحد؟!
هذا هو المأمول، لأن الانزلاق لحرب مفتوحة الاتجاهات بين طهران وتل أبيب، يعني اشتعال الحرائق الكبرى في منطقتنا، لأمد غير معلوم.
على كل حال، فإنَّ إسرائيل بعد السابع من أكتوبر(تشرين الأول) ليست كما هي قبله، كذلك إيران لن تكون هي إيران ما قبل 7 أكتوبر(تشرين الأول)، وكذا المجموعات التابعة لها في الديار العربية.
لا ندري حتى الآن عن نهايات هذه الضربات الإسرائيلية، وهل ستنتهي عند هذا السقف حتى لو تلتها موجات أخرى بالوتيرة ذاتها... الله أعلم، لكن سنفترض ذلك.
هناك عالم جديد يخلَق في الشرق الأوسط، ونحن من هذا الجزء من العالم، نتنفس هواءه ونشعر بحره وبرده، ومده وجزره، وليله ونهاره، وفرحه وترحه، وحربه وسلمه.
مشروع العرب المستقبلي هو التنمية ثم التنمية، والاستثمار في المستقبل، وتعزيز السلم، لكن هذا المشروع الكبير والعظيم، ربما يتأذى أو يتأخر، بسبب هذه القلاقل والسلاسل المتدلية من متن السفن المبحرة لتوقف مجراها.
هنا يصبح الإبداع السياسي الاستراتيجي هو العمل على المضي قدماً في مشاريع التنمية، وكأنه لا توجد حروب، ومجابهة الأخطار الأمنية بحزم، وكأنه لا توجد تنمية تُحشد لها الطاقات. معادلة صعبة لكنها ليست مستحيلة. أبداً، ولنا في مثال كوريا الجنوبية، النمر الاقتصادي العالمي، خير إلهام، وهي التي تجاور، شقيقتها الشمالية النووية، ومن خلفها التنين الصيني، والدب الروسي.
جاء في الأثر النبوي، وقيل إنه من كلام الخليفة علي بن أبي طالب:
اعمل لدنياك كأنّك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنّك تموت غداً.
علق على هذا النص العالم والمحدث ابن الأثير المتوفى عام 606 هجرية بالقول: "أما في الدنيا فَلِلْحثِّ على عِمارتها، وبقاء الناس فيها حتى يَسْكُن فيها ويَنْتَفع بها مَن يَجيء بعدك، كما انْتَفَعْتَ أنت بعَمَل مَن كان قبلك، وسَكَنْتَ فيما عَمرَه، فإنّ الإنسان إذا عَلم أنه يَطُول عُمْرُه أحْكَم ما يَعمَلُه، وأمّا في جانِب الآخرة فإنه حَثٌّ على إخلاص العمل، وحُضُور النّيَّة والقَلْب في العباداتِ والطاعات".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
مارادونا.. أسطورة لا تموت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في مثل هذا اليوم، يحتفل عشاق كرة القدم حول العالم بعيد ميلاد أحد أعظم لاعبي كرة القدم على الإطلاق، الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا، الذي ولد في 30 أكتوبر 1960.
شخصية مارادونا أسطورية بمعنى الكلمة، سواء داخل الملعب أو خارجه، تتجسد ذكراه في قلوب الملايين ممن عاشوا لحظات مجده وانتصاراته وصراعاته مع الحياة، لتصبح سيرته أحد أكثر القصص إلهاماً وتضحيةً في عالم الرياضة.
من فافيلا بيونس آيرس إلى قمة المجدولد مارادونا ونشأ في حي فيلا فيوريتو الفقير في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس، رغم ظروفه الصعبة، أظهر دييغو شغفاً استثنائياً بكرة القدم منذ صغره، حيث تميز بمهارات غير عادية قادته ليصبح نجم الأرجنتين وأحد أساطيرها الكروية.
بدأ مسيرته مع نادي أرجنتينوس جونيورز، حيث قدّم عروضاً مبهرة جذبته نحو صفوف بوكا جونيورز، قبل أن ينطلق في مغامرته العالمية التي شملت اللعب لناديي برشلونة ونابولي، وحقق مع الأخير ألقاباً تاريخية جعلته بطلاً قومياً لجماهير الجنوب الإيطالي.
الهدف "اليدوي" و"هدف القرن"من اللحظات التي لا يمكن نسيانها في مسيرة مارادونا، كانت مباراته الشهيرة ضد إنجلترا في كأس العالم 1986 سجل مارادونا هدفين في تلك المباراة يعتبران من أشهر الأهداف في تاريخ اللعبة؛ الأول بيده، والثاني الذي راوغ فيه نصف الفريق الإنجليزي مسجلاً ما أطلق عليه “هدف القرن”، لم تكن تلك المباراة فقط نصراً رياضياً، بل حملت في طياتها انتقاماً رمزياً بعد حرب الفوكلاند التي كانت بين الأرجنتين وإنجلترا.
إنجازاته وأرقامهقاد مارادونا المنتخب الأرجنتيني للفوز بكأس العالم في عام 1986، وساهم في وضع بلاده في مصاف الدول الكروية الكبيرة على المستوى الفردي، توّج بالعديد من الجوائز، منها أفضل لاعب في كأس العالم وأفضل لاعب في أوروبا، إلى جانب مساهماته الكبيرة في رفع مستوى الفرق التي لعب معها إلى القمة.
حياة مليئة بالتحديات والمعارك الشخصيةلم تكن حياة مارادونا خالية من الصعوبات، فقد عانى من إدمان المخدرات وتعرّض للعديد من الأزمات الصحية التي كادت تودي بحياته، لكنه ظل يقاتل بروح التحدي ذاتها التي ميزت أداءه في الملعب، كان مارادونا رمزاً للتمرد والعاطفة، واجه السلطة وحارب الظلم في كل مكان، رغم حياته الصاخبة، ظل محبوباً ومؤثراً حتى في سنواته الأخيرة، حيث شغل منصب المدرب في عدة أندية، وقدم الدعم لجيل الشباب.
إرثه وتأثيره في كرة القدم
مارادونا لم يكن مجرد لاعب؛ بل كان مدرسة في فنون اللعبة وقصة تروي حكايات العزيمة والانتصار بفضل إنجازاته وشخصيته، أصبح مصدر إلهام لأجيال من اللاعبين والمشجعين حول العالم. حتى بعد رحيله في 2020، لا يزال مارادونا أسطورة حية تملأ ذكراها الملاعب والأحياء الأرجنتينية، وتظل سيرته حاضرة في كل نقاش عن كرة القدم.
احتفالات الذكرىفي ذكرى ميلاده، تنظم الأرجنتين والعالم عدة فعاليات للاحتفاء بإرث مارادونا من المتاحف المخصصة لمقتنياته الشخصية، إلى مباريات تخلد لحظاته، يحتفل عشاق الكرة بذكرى دييغو ويجددون عهدهم بحب هذا اللاعب الذي جعل من كرة القدم فناً، ومن حياته درساً في الشجاعة والتحمل.