موقع 24:
2025-02-16@11:59:28 GMT

الحكمة لكسر الجنون

تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT

الحكمة لكسر الجنون

وضع الاستهداف الإسرائيلي لمواقع عسكرية في إيران المنطقة أمام حافة الهاوية مجدداً، وأثار كثيراً من الهواجس حول الأوضاع الهشة ومستقبل الاستقرار في هذا الإقليم الحيوي والملتهب منذ أكثر من عام في ظل الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة وامتدت إلى لبنان وتهدد بالتوسع إلى حدود أبعد.
أمام هذا التصعيد الخطر، توالت ردود فعل إقليمية ودولية واسعة ودعوات ملحة إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس، لتجنب التصعيد".

وقد استنكرت دولة الإمارات بشدة الاستهداف العسكري لإيران، وشددت على ضرورة حل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية بعيداً عن لغة المواجهة والتصعيد، وهو موقف يتساوق مع ثوابت الإمارات الراسخة في التشبث بتغليب العمل الدبلوماسي والحلول السياسية لتجنب الحروب وأثمانها الباهظة وتأثيراتها السلبية سياسياً واقتصادياً وإنسانياً وأمنياً.
وبناءً على ذلك، يمكن أن توفر هذه اللحظة الحرجة انفراجة نحو التهدئة الشاملة تقود إلى إنهاء كل عوامل التوتر، والعودة إلى الفعل الدبلوماسي وفتح قنوات التواصل والحوار لإيجاد حلول جذرية ودائمة لأسباب التوترات الإقليمية المزمنة، وأولها إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المتمادية في المنطقة.
الدعوات إلى ممارسة أقضى درجات ضبط النفس والحكمة لتجنب خطر توسيع رقعة الصراع، تتأسس على مخاوف من وقوع ما لا يحمد عقباه في المنطقة، فاستمرار تبادل الهجمات والردود بين إيران وإسرائيل بالتزامن مع استمرار الحرب على غزة ولبنان، سيجعل من هامش الخطأ والانزلاق إلى حرب شاملة أقرب من تجنبها وتفادي ويلاتها، ولذلك فإن العمل الإقليمي والدولي يجب أن ينصب في الظرف الراهن على خوض معركة سياسية لا تقل قساوة عن المواجهات العسكرية، حتى تنجو المنطقة برمتها من تهديدات ومخاطر ستكون خارج السيطرة ولن تخدم أي طرف مهما كان موقعه ووضعه وقوته.
ربما ما يفتح نافذة للأمل، أن الاستهداف الإسرائيلي لإيران، يتزامن مع تحركات دبلوماسية، توحي بأنها جادة، لإنهاء الحرب العدوانية على غزة ولبنان. فقد عاد بشكل مفاجئ الحديث عن عودة المفاوضات للتوصل إلى صفقة لإطلاق الرهائن الإسرائيليين مقابل وقف إطلاق النار في غزة، وهناك جولة محادثات في الدوحة خلال ساعات، بالتزامن مع اتصالات وضغوط لإنهاء القتال في جنوب لبنان، ونجاح هذين المسارين يمكن أن ينزع فتيل التوتر، وربما يقطع الطريق على رد إيراني محتمل على الهجوم الإسرائيلي الأخير.
وتحقيق مثل هذا الاختراق يمكن أن يقود إلى وضع سياسي جديد يمكن التعامل معه من خلال المفاوضات والجهود السياسية، ويبنى عليه لتجسيد رؤية اليوم التالي ليس في غزة فحسب، بل في عموم منطقة الشرق الأوسط.
عندما بدأ التصعيد في السابع من أكتوبر 2023، كانت التوقعات تشير إلى أن هذه الجولة من العنف ستكون خاطفة وأنها محسومة سلفاً لطرف دون آخر، وبعد أكثر من عام ما زال الجرح مفتوحاً وينزف، ولم يسفر المشهد الدموي عن نصر بائن أو هزيمة صريحة، بل أصبح الوضع فوضوياً وقابلاً للاشتعال والتمدد واستقطاب مزيد من عوامل التوتر.
وحتى لا يكون المصير أكثر فظاعة، يجب أن يتوقف هذا التصعيد وتنتصر الحكمة وتكسر دائرة التهور والجنون.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي: خسرنا الحرب أمام “حماس”.. هذه دولة وليست حركة

#سواليف

اعتبر اللواء #جيورا_إيلاند الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي #الحرب التي شنتها #إسرائيل على #غزة أنها ” #فشل_ذريع “، وأن ” #حماس ” تمكنت من فرض إرادتها على تل أبيب”.

وفي مقابلة مع “إذاعة 103FM” العبرية، قال إيلاند: “إسرائيل لم تحقق أهدافها في الحرب، بل على العكس، باتت حماس هي من تملي شروطها. يجب أن نعترف بهذا الواقع بدلا من خلق توقعات غير واقعية”.

ووضع إيلاند معيارين أساسيين لتقييم نتائج الحرب بعيدا عن الاعتبارات السياسية والشعبوية: الأول من هو الطرف الذي حقق أهدافه؟، والثاني من الطرف الذي نجح في فرض إرادته على الآخر؟”.

مقالات ذات صلة قاض أمريكي يمنع تجميد ترامب للمساعدات الخارجية 2025/02/14

وأوضح: “وفقا لهذين المعيارين، فإن إسرائيل لم تحقق أهدافها، بينما استطاعت حماس فرض شروطها”.

وأشار إيلاند إلى أن “حماس” لم تعد مجرد حركة، بل أصبحت كيانا فعليا أشبه بـ” #دولة_غزة ” التي تتحكم بالمجريات، مستشهدا باتفاق تبادل الأسرى، الذي أجبر إسرائيل على فتح معبر رفح والانسحاب من نتساريم والسماح بعودة مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال غزة وإدخال إمدادات إنسانية ومعدات، تعتبر بداية لإعادة الإعمار” في القطاع.

مقالات مشابهة

  • عقوبات 2024 لـ مروجي شائعات بيع المستشفيات وصندوق النقد ورأس الحكمة
  • قناعة إسرائيلية: حرب غزة أثبتت أنه لا يمكن هزيمة الفلسطينيين عسكريا
  • باحثة: الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى إفشال صفقة وقف إطلاق النار
  • منتدى الجزيرة يبحث السبت بالدوحة التوازنات الجديدة في المنطقة
  • باحثة سياسية: ترامب ينفذ خطة الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023
  • الاحتلال الإسرائيلي يعترف: خسرنا الحرب أمام حماس
  • باحثة سياسية فلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي يخطط لاستئناف الحرب على غزة
  • الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي: خسرنا الحرب أمام “حماس”.. هذه دولة وليست حركة
  • دوران المتوهج يقود النصر المنقوص لكسر شوكة الأهلي
  • الحرب الاقتصادية الأمريكية على اليمن.. كيف يمكن الاستفادة من التجربة الروسية الإيرانية؟