موقع 24:
2025-03-18@20:27:02 GMT

الحكمة لكسر الجنون

تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT

الحكمة لكسر الجنون

وضع الاستهداف الإسرائيلي لمواقع عسكرية في إيران المنطقة أمام حافة الهاوية مجدداً، وأثار كثيراً من الهواجس حول الأوضاع الهشة ومستقبل الاستقرار في هذا الإقليم الحيوي والملتهب منذ أكثر من عام في ظل الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة وامتدت إلى لبنان وتهدد بالتوسع إلى حدود أبعد.
أمام هذا التصعيد الخطر، توالت ردود فعل إقليمية ودولية واسعة ودعوات ملحة إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس، لتجنب التصعيد".

وقد استنكرت دولة الإمارات بشدة الاستهداف العسكري لإيران، وشددت على ضرورة حل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية بعيداً عن لغة المواجهة والتصعيد، وهو موقف يتساوق مع ثوابت الإمارات الراسخة في التشبث بتغليب العمل الدبلوماسي والحلول السياسية لتجنب الحروب وأثمانها الباهظة وتأثيراتها السلبية سياسياً واقتصادياً وإنسانياً وأمنياً.
وبناءً على ذلك، يمكن أن توفر هذه اللحظة الحرجة انفراجة نحو التهدئة الشاملة تقود إلى إنهاء كل عوامل التوتر، والعودة إلى الفعل الدبلوماسي وفتح قنوات التواصل والحوار لإيجاد حلول جذرية ودائمة لأسباب التوترات الإقليمية المزمنة، وأولها إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المتمادية في المنطقة.
الدعوات إلى ممارسة أقضى درجات ضبط النفس والحكمة لتجنب خطر توسيع رقعة الصراع، تتأسس على مخاوف من وقوع ما لا يحمد عقباه في المنطقة، فاستمرار تبادل الهجمات والردود بين إيران وإسرائيل بالتزامن مع استمرار الحرب على غزة ولبنان، سيجعل من هامش الخطأ والانزلاق إلى حرب شاملة أقرب من تجنبها وتفادي ويلاتها، ولذلك فإن العمل الإقليمي والدولي يجب أن ينصب في الظرف الراهن على خوض معركة سياسية لا تقل قساوة عن المواجهات العسكرية، حتى تنجو المنطقة برمتها من تهديدات ومخاطر ستكون خارج السيطرة ولن تخدم أي طرف مهما كان موقعه ووضعه وقوته.
ربما ما يفتح نافذة للأمل، أن الاستهداف الإسرائيلي لإيران، يتزامن مع تحركات دبلوماسية، توحي بأنها جادة، لإنهاء الحرب العدوانية على غزة ولبنان. فقد عاد بشكل مفاجئ الحديث عن عودة المفاوضات للتوصل إلى صفقة لإطلاق الرهائن الإسرائيليين مقابل وقف إطلاق النار في غزة، وهناك جولة محادثات في الدوحة خلال ساعات، بالتزامن مع اتصالات وضغوط لإنهاء القتال في جنوب لبنان، ونجاح هذين المسارين يمكن أن ينزع فتيل التوتر، وربما يقطع الطريق على رد إيراني محتمل على الهجوم الإسرائيلي الأخير.
وتحقيق مثل هذا الاختراق يمكن أن يقود إلى وضع سياسي جديد يمكن التعامل معه من خلال المفاوضات والجهود السياسية، ويبنى عليه لتجسيد رؤية اليوم التالي ليس في غزة فحسب، بل في عموم منطقة الشرق الأوسط.
عندما بدأ التصعيد في السابع من أكتوبر 2023، كانت التوقعات تشير إلى أن هذه الجولة من العنف ستكون خاطفة وأنها محسومة سلفاً لطرف دون آخر، وبعد أكثر من عام ما زال الجرح مفتوحاً وينزف، ولم يسفر المشهد الدموي عن نصر بائن أو هزيمة صريحة، بل أصبح الوضع فوضوياً وقابلاً للاشتعال والتمدد واستقطاب مزيد من عوامل التوتر.
وحتى لا يكون المصير أكثر فظاعة، يجب أن يتوقف هذا التصعيد وتنتصر الحكمة وتكسر دائرة التهور والجنون.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

باحث: التصعيد الإسرائيلي في غزة مرتبط بأزمات داخلية وخارجية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور يحيى قاعود، الباحث في الشؤون الإسرائيلية، إن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة جاء في سياق تصعيد سياسي وعسكري له أبعاد داخلية وخارجية.

وأوضح قاعود، خلال مداخلة مع الإعلامية فيروز مكي، ببرنامج "مطروح للنقاش"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن هناك عاملين رئيسيين وراء هذا التصعيد، الأول عسكري، يتمثل في تعيين وزير دفاع جديد ورئيس أركان جديد ومدير جديد لجهاز "الشاباك"، وجميعهم يسعون لإثبات وجودهم من خلال التصعيد الميداني، أما العامل الثاني فهو سياسي، حيث تواجه حكومة بنيامين نتنياهو تحديًا كبيرًا يتمثل في المصادقة على الموازنة نهاية الشهر الجاري، وإلا ستسقط الحكومة كما حدث في أعوام سابقة.

وأضاف أن هذا التصعيد يتزامن مع محاولات لإفشال جهود وقف إطلاق النار وإعادة إعمار غزة، وخاصة المبادرة المصرية، إلى جانب محاولة إسرائيل التأثير على المواقف الدولية، مثل تعديل موقف دونالد ترامب من دعم التهجير إلى رفضه.

وأشار قاعود إلى أن إسرائيل كانت تستغل احتفالات الإفراج عن الأسرى في غزة لمراقبة الأهداف عبر وسائلها التجسسية، وهو ما يفسر استهدافها لمجموعة من الشخصيات فجر اليوم، مؤكدًا أن العمليات العسكرية الإسرائيلية ستستمر حتى تمرير الموازنة، وفي انتظار أي رد من المقاومة لتبرير مزيد من التصعيد.

مقالات مشابهة

  • باحث: التصعيد الإسرائيلي في غزة مرتبط بأزمات داخلية وخارجية
  • وزير الخارجية: العدوان الإسرائيلى على غزة يعيد التوتر إلى المنطقة
  • العراق يدين التصعيد الإسرائيلي في غزة ويدعو لتحرك دولي عاجل
  • برلماني: هجوم إسرائيل على غزة كشف عن نوايا الاحتلال الخبيثة لكسر الهدنة
  • خسائر في أغلب بورصات الخليج بفعل التوتر في المنطقة
  • تجدد التوتر على الحدود اللبنانية السورية وسقوط قتلى من الجيش السوري
  • الصدر يحذر: التصعيد الطائفي يهدد المنطقة وحكام العرب أمام مسؤولية
  • سلطنة عمان تحذر من انعكاس التصعيد ضد اليمن على أمن المنطقة
  • عون: لا يمكن أن تعود الحياة الطبيعية إلى المناطق المتضررة من الحرب دون تطبيق القرارات الدولية
  • التوتر يتصاعد في غزة.. بين تعثر المفاوضات واستمرار القصف الإسرائيلي