موقع 24:
2025-04-16@12:11:27 GMT

الحكمة لكسر الجنون

تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT

الحكمة لكسر الجنون

وضع الاستهداف الإسرائيلي لمواقع عسكرية في إيران المنطقة أمام حافة الهاوية مجدداً، وأثار كثيراً من الهواجس حول الأوضاع الهشة ومستقبل الاستقرار في هذا الإقليم الحيوي والملتهب منذ أكثر من عام في ظل الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة وامتدت إلى لبنان وتهدد بالتوسع إلى حدود أبعد.
أمام هذا التصعيد الخطر، توالت ردود فعل إقليمية ودولية واسعة ودعوات ملحة إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس، لتجنب التصعيد".

وقد استنكرت دولة الإمارات بشدة الاستهداف العسكري لإيران، وشددت على ضرورة حل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية بعيداً عن لغة المواجهة والتصعيد، وهو موقف يتساوق مع ثوابت الإمارات الراسخة في التشبث بتغليب العمل الدبلوماسي والحلول السياسية لتجنب الحروب وأثمانها الباهظة وتأثيراتها السلبية سياسياً واقتصادياً وإنسانياً وأمنياً.
وبناءً على ذلك، يمكن أن توفر هذه اللحظة الحرجة انفراجة نحو التهدئة الشاملة تقود إلى إنهاء كل عوامل التوتر، والعودة إلى الفعل الدبلوماسي وفتح قنوات التواصل والحوار لإيجاد حلول جذرية ودائمة لأسباب التوترات الإقليمية المزمنة، وأولها إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المتمادية في المنطقة.
الدعوات إلى ممارسة أقضى درجات ضبط النفس والحكمة لتجنب خطر توسيع رقعة الصراع، تتأسس على مخاوف من وقوع ما لا يحمد عقباه في المنطقة، فاستمرار تبادل الهجمات والردود بين إيران وإسرائيل بالتزامن مع استمرار الحرب على غزة ولبنان، سيجعل من هامش الخطأ والانزلاق إلى حرب شاملة أقرب من تجنبها وتفادي ويلاتها، ولذلك فإن العمل الإقليمي والدولي يجب أن ينصب في الظرف الراهن على خوض معركة سياسية لا تقل قساوة عن المواجهات العسكرية، حتى تنجو المنطقة برمتها من تهديدات ومخاطر ستكون خارج السيطرة ولن تخدم أي طرف مهما كان موقعه ووضعه وقوته.
ربما ما يفتح نافذة للأمل، أن الاستهداف الإسرائيلي لإيران، يتزامن مع تحركات دبلوماسية، توحي بأنها جادة، لإنهاء الحرب العدوانية على غزة ولبنان. فقد عاد بشكل مفاجئ الحديث عن عودة المفاوضات للتوصل إلى صفقة لإطلاق الرهائن الإسرائيليين مقابل وقف إطلاق النار في غزة، وهناك جولة محادثات في الدوحة خلال ساعات، بالتزامن مع اتصالات وضغوط لإنهاء القتال في جنوب لبنان، ونجاح هذين المسارين يمكن أن ينزع فتيل التوتر، وربما يقطع الطريق على رد إيراني محتمل على الهجوم الإسرائيلي الأخير.
وتحقيق مثل هذا الاختراق يمكن أن يقود إلى وضع سياسي جديد يمكن التعامل معه من خلال المفاوضات والجهود السياسية، ويبنى عليه لتجسيد رؤية اليوم التالي ليس في غزة فحسب، بل في عموم منطقة الشرق الأوسط.
عندما بدأ التصعيد في السابع من أكتوبر 2023، كانت التوقعات تشير إلى أن هذه الجولة من العنف ستكون خاطفة وأنها محسومة سلفاً لطرف دون آخر، وبعد أكثر من عام ما زال الجرح مفتوحاً وينزف، ولم يسفر المشهد الدموي عن نصر بائن أو هزيمة صريحة، بل أصبح الوضع فوضوياً وقابلاً للاشتعال والتمدد واستقطاب مزيد من عوامل التوتر.
وحتى لا يكون المصير أكثر فظاعة، يجب أن يتوقف هذا التصعيد وتنتصر الحكمة وتكسر دائرة التهور والجنون.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع الإسرائيلي: سيطرة كاملة على محور موراج

في تصريحات جديدة أثارت الجدل، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، يوم الأحد، أن الجيش الإسرائيلي قد أحكم سيطرته الكاملة على محور موراج، وهو الطريق الذي يربط خان يونس برفح ويمتد من الشرق إلى الغرب بطول 12 كيلومترًا. 

وأوضح كاتس أن المنطقة الممتدة بين محور فيلادلفيا وموراج قد أصبحت جزءًا من ما وصفه بـ"المنطقة الأمنية الإسرائيلية"، وذلك تزامنًا مع فترة عيد الفصح اليهودي.

وفي منشور له على منصة "إكس"، أكد كاتس أن "كلما استمرت حركة حماس في الرفض، زاد جيش الدفاع الإسرائيلي من وتيرة عملياته، حيث يعمل على إحباط تحركات الحركة وتدمير بنيتها التحتية". وأضاف: "ستصبح غزة أصغر وأكثر عزلة، وسيدفع المزيد من سكانها إلى النزوح عن مناطق القتال".

مصر تدين قصف اسرائيل لمستشفى المعمداني بمدينة غزةارتفاع حصيلة ضحايا حرب إسرائيل بغزة إلى 50944 شهيدًا

وأشار وزير الدفاع إلى أن مئات الآلاف من المدنيين تم إجلاؤهم من مناطق العمليات العسكرية، لافتًا إلى أن "عشرات في المئة من أراضي قطاع غزة أصبحت ضمن نطاق المنطقة الأمنية الإسرائيلية". كما كشف عن توسيع وتعميق المنطقة الحدودية شمال غزة، في إطار استراتيجية أمنية تهدف إلى حماية التجمعات الإسرائيلية المحاذية.

وتابع كاتس موضحًا أن العمليات البرية تسبقها دائمًا عمليات تمشيط وتطهير مكثفة تنفذها قوات الجيش من البر والجو والبحر، وتشمل استخدام معدات متطورة لكشف وتفجير العبوات الناسفة وتدمير البنى التحتية التي تُصنف كتهديدات محتملة، وذلك لتأمين تقدم القوات البرية وتوفير غطاء واقٍ لها.

وفي ختام منشوره، شدد كاتس على أن هذا النهج العسكري يُنفذ بدعم كامل من القيادة السياسية الإسرائيلية، مضيفًا أن الهدف النهائي من هذه الاستراتيجية هو تكثيف الضغط على حركة حماس لإجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن إطلاق سراح الرهائن.

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي: السلام الدائم مع روسيا لا يمكن تحقيقه سوى بموقف حاسم
  • دور التضليل الإعلامي في تصعيد التوتر بين إثيوبيا وإريتريا
  • روسيا تحذر من التصعيد في أوكرانيا.. ما قصة صواريخ "تاوروس"؟
  • وزير الخارجية العراقي: بغداد تلعب دورًا محوريًا في إطفاء بؤر التوتر في المنطقة
  • بيان مشترك لأمير قطر والرئيس المصري حول التصعيد الإسرائيلي في غزة
  • عبد الهادي القصبي: الحرب التجارية يمكن استغلالها لتعزيز قدرة الاقتصاد المصري
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: سيطرة كاملة على محور موراج
  • توتر أمني جديد شمال غرب مصر.. هل يهدد استثمار رأس الحكمة والعلمين؟
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: قطاع غزة سيصبح أصغر وأكثر عزلة
  • نجوى فؤاد توجه رسالة لجمهورها بعد تعرضها لكسر