كتب يوسف دياب في" الشرق الاوسط": من المبكر الحكم على نتائج الضربة الإسرائيلية الأخيرة لإيران وتداعياتها على المنطقة، خصوصاً الجبهة اللبنانية المشتعلة منذ أكثر من ستّة أسابيع، ولا يمتلك المسؤولون في لبنان معلومات عمّا إذا كانت الضربة المحدودة والمنسّقة مسبقاً مع الأميركيين ستنعكس إيجاباً على الوضع اللبناني وقدرة الإدارة الأميركية على احتواء التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل، أم لا.



لكنّ مصدراً رسمياً لبنانياً دعا إلى «عدم ربط الاحتواء الأميركي للغارات الإسرائيلية على طهران بالساحة اللبنانية». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «مجريات العمل العسكري في جنوب لبنان، وإصرار الجيش الإسرائيلي على التوغّل برّاً واحتلال بلدات جنوبية، والمضي في القصف التدميري اليومي في كلّ المناطق اللبنانية، يؤشر إلى أن (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو يفصل كلياً بين جبهة لبنان والجبهات الأخرى، لا سيما مع إيران».

ورأى المصدر الرسمي اللبناني الذي رفض ذكر اسمه، أنه «لا يمكن تحديد مستقبل الحرب الإسرائيلية على لبنان، إلا بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية ورسم معالمها بناء على معرفة هوية سيّد البيت الأبيض».

المعلومات التي تكشّفت بعد الضربة وتفيد بأن تل أبيب أخطرت طهران قبيل تنفيذها بالمواقع التي ستستهدفها، تثبت أن إدارة الرئيس جو بايدن جنّبت المنطقة حرباً واسعة عشيّة الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من تشرين الثاني المقبل، وذلك من خلال الضغوط التي مارستها على إسرائيل.

ويشير سفير لبنان السابق في واشنطن أنطوان شديد، إلى أن «الإدارة الأميركية نجحت بالفعل في إقناع بنيامين نتنياهو بأن يكون الردّ على إيران ضمن الضوابط التي رسمتها». لكنه استبعد كلياً أن ينعكس ذلك إيجاباً على الوضع في لبنان. وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن نتنياهو «مصمم على تحقيق أهداف حربه على لبنان، وهي القضاء على (حزب الله)، وإرساء واقع أمني مستقرّ يعيد سكان المستوطنات الشمالية إلى منازلهم».

وأكد شديد أنه «لا توجد سياسة أميركية محددة تجاه لبنان، بل ترسم واشنطن سياستها على مستوى المنطقة، ولبنان جزء من هذه السياسة».

ويفترض أن تؤدي نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية إلى إرساء معادلة جديدة على مستوى المنطقة. وقال السفير شديد: «إذا فازت كامالا هاريس فستكمل سياسة الرئيس جو بايدن، وقد تكون حاسمة في تطبيق هذه السياسة؛ لأنها ستتصرّف من موقع القرار. أما إذا فاز دونالد ترمب فستكون المنطقة أمام واقع مختلف، خصوصاً أن ترمب لا ينفك يوجه اللوم والانتقادات لكلّ من يطالب نتنياهو بوقف الحرب في غزّة ولبنان».

ونقل موقع «أكسيوس» عن ثلاثة مصادر أن إسرائيل «وجهت رسائل وتحذيرات إلى إيران قبل ساعات من بدء الهجوم، أوضحت خلالها ما ستهاجمه وما لن تهاجمه».
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

ميشال عيسى.. من عالم المال والسيارات إلى الدبلوماسية الأميركية في لبنان

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه اختار ميشال عيسى ليكون سفيرا للولايات المتحدة لدى لبنان.     وقال ترامب على موقع تروث سوشيال: "ميشال رجل أعمال بارز وخبير مالي وزعيم يتمتع بمسيرة مهنية رائعة في مجال الخدمات المصرفية وريادة الأعمال والتجارة الدولية".     
واعتبر مستشار ترامب للشؤون العربية والشرق الأوسط مسعد بولس ، أن  اختيار ميشال عيسى سفيراً أميركياً في بيروت "يظهر مدى أهمية لبنان والجالية اللبنانية-الأميركية بالنسبة للرئيس ترامب، خاصة في ظل عقيدته الساعية إلى تحقيق السلام في المنطقة".   وقال بولس في حديث لـ"النهار": "من المتوقع أن يتم الإعلان عن تعيين لبناني-أميركي آخر ليشغل منصب سفير الولايات المتحدة في إحدى الدول العربية. ومع تعيين توم باراك، سيكون هناك ما مجموعه ثلاثة سفراء من أصول لبنانية وسفير واحد من أصول يمنية في المنطقة". ووصف بولس السفير المعيّن بانه "رجل محترم يتمتع بكفاءة عالية في المجال المصرفي وقيادة الأعمال. كما أنه من أشد الداعمين للرئيس ترامب، وسيخدم الولايات المتحدة بشرف وتميّز". ‎
ورداً على سؤال حول خطى الديبلوماسية الأميركية مع تزايد هشاشة وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، أكد بولس التزام الولايات المتحدة بمراقبة وضمان التنفيذ الكامل لترتيبات وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701، قائلاً: "من المتوقع أن يكون التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ هذا الاتفاق وجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة كاملاً، وذلك مع الهدف المشترك المتمثل في نزع سلاح وتفكيك البنية التحتية المالية لحزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى".
وتعود جذور عيسى إلى بلدة بسوس في قضاء عاليه. طفولته كانت في بيروت، ثم انتقل إلى باريس ومنها الى نيويورك، وهو الآن يقيم في فلوريدا. ووفق بولس، من المرجح أن يبدأ السفير الجديد بممارسة عمله "في غضون ثلاثة أشهر تقريباً".   بدأ عيسى مسيرته العملية في القطاع المالي؛ حيث عمل وتولَّى مناصب عليا في شركات مالية كبرى على غرار "تشيس مانهاتن بنك"، وبنك إندوسويز.   وعمل في تجارة العملات الأجنبية والأسواق المالية، ووفقاً لصفحته على موقع "لينكد إن"، شغل عيسى في عام 2011 منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة "نيوتن" للاستثمار.   وبعدما أصبح أحد أبرز الخبراء في مجال إعادة الهيكلة، خاض أيضاً غمار قطاع السيارات، بحيث حصل أيضاً على وكالات سيارات بورش وأودي وفولكس فاجن.   وتم اختياره عام 2018 من قبل مجلة "فوربس الشرق الأوسط" ضمن أفضل 35 من قادة الأعمال اللبنانيين الملهمين في البلاد.   وعيسى -الذي لم يسبق له أن عمل في السياسة- عيّن سفيراً خلفاً للسفيرة ليزا جونسون، التي تولت المنصب في كانون الاول 2023، وقد أتى تعيينه ضمن تعيينات لعدد من الشخصيات التي تنحدر من أصول عربية، منهم مسعد بولس (والد صهر ترمب) اللبناني الأصل أيضاً، الذي سبق أن عيَّنه ترمب كبير مستشاريه للشؤون العربية، بحيث تُشير المعلومات إلى أنه لعب دوراً أيضاً في تعيين عيسى سفيراً في بيروت.

مقالات مشابهة

  • لبنان يؤكد ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية
  • الأسهم الأميركية تقود الأسواق العالمية للتراجع بفعل مخاوف الركود
  • مخاوف من تحوّل لبنان الى ساحة صراع سوري – سوري
  • مخاوف لبنانية أمنية من هروب علويين إلى بيروت
  • القوات الإسرائيلية تأسر جندياً لبنانياً عقب إطلاق النار عليه جنوب لبنان
  • القناة ١٣ الإسرائيلية عن مسؤولين: إذا توصل ترامب لاتفاق مع حماس فسيصعب على نتنياهو الرفض
  • مبادرتنا للسلام.. أم مبادرة نتنياهو و سموتريتش؟
  • أين هو موقف الحكومة من الخروقات الإسرائيلية بكل أشكالها؟
  • عاجل | هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول: إحراز تقدم معين في المحادثات التي أجرتها الولايات المتحدة مع حماس
  • ميشال عيسى.. من عالم المال والسيارات إلى الدبلوماسية الأميركية في لبنان