انتخابات جورجيا.. فصل آخر في معركة الديمقراطية والديكتاتورية؟
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
أدلى الجورجيون بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية التي ينظر إليها كثيرون على أنها حاسمة لمستقبل جورجيا المنقسمة بين معارضة مؤيدة لأوروبا وحزب حاكم موال لروسيا، ومتهم بالانحراف نحو السلطوية. فيما تمارس موسكو تأثيرا على الناخبين والنتائج.
أنطون كوكايا، الصحفي في خدمة جورجيا في إذاعة أوروبا الحرة، قال لقناة الحرة إن النتائج المعلنة مدهشة للكثير من المراقبين.
وكانت اللجنة الانتخابية المركزية قالت إنه بعد فرز أصوات سبعين في المئة من مكاتب الاقتراع، حصد الحزب الحاكم الموالي لروسيا، 53 بالمئة من الأصوات.
وأضاف كوكايا أنه من المبكر تحديد مصير جورجيا وهل سيشبه النموذج السياسي في بيلاروسيا، لكن المعطيات تشير إلى أن الحزب الحاكم فاز بولاية جديدة، موضحا أن الحزب الحاكم وعد بحظر جميع أحزاب المعارضة في حال حصوله على الأغلبية الدستورية، لكن نتائج الانتخابات الحالية تشير إلى عدم حصول الحزب على تلك الأغلبية.
باتو كوتيليا، سفير جورجيا السابق، لدى الولايات المتحدة وصف ما يحدث بـ"اللحظة الفارقة" ليس فقط بالنسبة لجورجيا بل ستكون لها تبعات كثيرة على "المعركة بين الديمقراطية والدكتاتورية" على حد قوله.
وأوضح في حديث لقناة الحرة، أن الحزب الجورجي الحاكم يحاول التلاعب بنتائج الانتخابات، لكن الحقيقة برأيه، فأن النتائج واستطلاعات الرأي تظهر فوز المعارضة بأغلبية كبيرة.
وأعرب كوتيليا عن مخاوفة من اعتماد السلطات على التصويت اليدوي وإمكانية التلاعب بالنتائج التي يستغلها "النظام السلطوي" وإعلانه مرارا في أوقات سابقة مثلا حصوله على 99.9 % من الأصوات.
مسيرة كبيرة مؤيدة للاتحاد الأوروبي في جورجيا قبل انتخابات مفصلية تجمع عشرات آلاف المتظاهرين المؤيدين لأوروبا الأحد في تبليسي، قبل أسبوع من انتخابات برلمانية يُنظر إليها على أنها اختبار حاسم للديموقراطية وبمثابة "استفتاء" لتحديد توجهات البلاد بين أوروبا وروسيا.وتحمل الانتخابات البرلمانية الجورجية هذا العام أهمية كبرى، فهي بحسب كثيرين ستحدد مستقبل العلاقة مع روسيا ومصير جهود البلاد في الاندماج في الفضاء الأوروبي والأطلسي.
بحسب تقرير لمعهد دراسة الحرب في واشنطن، فأن الكرملين يحاول التأثير على الانتخابات لمساعدة حزب الحلم الحاكم على الفوز وبالتالي إعادة تأسيس النفوذ الروسي على جورجيا بشكل كامل.
ويشير التقرير في هذا الإطار إلى مخاوف حقيقية عند الجورجيين في تحول مؤسس حزب الحلم ورئيسه بيدزينا إيفانيشفيلي، إلى لوكاشينكو جديد في إشارة إلى الرئيس البيلاروسي وحليف موسكو الأوثق ألكسند لوكاشينكو.
التقرير يلفت إلى أن موسكو استخدمت على مدى أعوام مجموعة من الوسائل للوصول على هذه النتيجة أبرزها العمل العسكري المباشر من خلال احتلال أراضي أبخازيا وأوسيتيا الجورجيتين منذ العام ألفين وثمانية.
كذلك يقول التقرير أن الكرملين استخدم وسائل الضغط الاقتصادي كرسوم الاستيراد المرتفعة والجمارك وحتى العقوبات المباشرة على جيرانه الجورجيين لثنيهم عن مساعيهم في الانضمام للاتحاد الأوروبي
كذلك عمد الكرملين منذ شهور إلى إطلاق حملات إعلامية مباشرة في جورجيا تصور روسيا على أنها قوة استقرار، وتروج لفكرة أن الحكومة الجورجية المؤيدة لروسيا هي الخيار الأفضل لمستقبل جورجيا.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته قناة تلفزيونية قريبة من الحكومة، السبت، فوز الحزب الحاكم في جورجيا في الانتخابات التشريعية، في مواجهة المعارضة الموالية لأوروبا والتي أعلنت أيضا فوزها في وقت سابق.
وذكرت قناة "إيميدي" الموالية للحكومة أن حزب "الحلم الجورجي" حصد 56,1 في المئة من الأصوات متقدما على الأحزاب الموالية لأوروبا التي نالت 35,2 في المئة.
في المقابل، أظهر استطلاع لمعهد "ايديسون ريسورتش" الأميركي لحساب قناة موالية للمعارضة فوز الأخيرة ب51,9 في المئة من الأصوات مقابل 40,9 في المئة للحزب الحاكم.
ووجه رئيس الوزراء القومي المجري فيكتور أوربان السبت "تهانيه" إلى الحزب الجورجي الحاكم الموالي لروسيا، وكتب على منصة اكس أن "سكان جورجيا يعلمون ما هو الأفضل لبلادهم وقد أسمعوا أصواتهم اليوم".
من جهتها، أكدت الرئيسة الجورجية سالومي زورابيشفيلي أن "جورجيا الأوروبية" فازت في انتخابات السبت بعدما حصدت المعارضة نحو 52 في المئة من الأصوات "رغم محاولات تزوير الانتخابات".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المئة من الأصوات الحزب الحاکم فی المئة من
إقرأ أيضاً:
بايدن يعرب عن قلقه إزاء التراجع الديمقراطي في جورجيا ويدعو لتحقيق شفاف في نتائج الانتخابات
أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن قلقه البالغ إزاء ما وصفه بالتراجع الديمقراطي الأخير في جورجيا، مشيرا إلى اعتماد تشريعات جديدة من شأنها أن تقيد الحريات الأساسية وتحد من عمل المنظمات المدنية المستقلة.
جاء ذلك، حسب ما نشره البيت الأبيض في بيان، اليوم الأربعاء على خلفية الانتخابات البرلمانية التي جرت في 26 أكتوبر، والتي شهدت انتهاكات متعددة، من استغلال للموارد الإدارية إلى حالات ترهيب للناخبين، وفقا لمراقبين محليين ودوليين أكدوا افتقارها للنزاهة.
وأكد بايدن حق المواطنين الجورجيين في التعبير السلمي عن آرائهم حيال سير العملية الانتخابية، داعيا الحكومة الجورجية إلى التحقيق في المخالفات الانتخابية بشفافية، وإلغاء ما يُعرف بـ"قانون التأثير الأجنبي" الذي يحد من حريات التجمع والتعبير.
كما حث على بدء حوار شامل مع جميع القوى السياسية في البلاد لاستعادة نزاهة الانتخابات، مشددا على أهمية احترام سيادة القانون والحريات الأساسية كأساس لمستقبل جورجيا الأطلسي.
ووفقاً للنتائج الرسمية، حصل حزب الحلم الجورجي الحاكم حالياً على ما يقرب من 54% من الأصوات يوم السبت. ومع ذلك، ظهرت اتهامات بتزوير الانتخابات من جانب أحزاب المعارضة الموالية للغرب ورئيس جورجيا. ورداً على هذه الادعاءات، أعلنت اللجنة الانتخابية المركزية عن إعادة فرز الأصوات في حوالي 14% من مراكز الاقتراع.
بايدن يدلي بصوته في التصويت المبكر لانتخابات الرئاسة الأمريكية
أكسيوس: هاريس تعتقد أن بايدن «عبء سياسي» في وقت حاسم من حملتها الانتخابية