في موازة التطورات الميدانية المشتعلة واستمرار العدوان الاسرائيلي قتلاً وتدميراً على العديد من المناطق اللبنانية، بقي الحديث يدور حول جهود ديبلوماسية ناشطة، تجري على غير صعيد لتحقيق وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701، كما شهدت الدوحة امس استئناف المفاوضات بشان الوضع في غزة، في محاولة لوقف النار وتبادل الاسرى.

  ورغم المناخ المتوتر الذي أحدثه رد إسرائيل على ايران، أفادت وزارة الخارجية الأميركية بأن وزير الخارجية انتوني بلينكن بحث مع نظيره البريطاني ديفيد لامي مساعي الحل الدبلوماسي في لبنان والتزام البلدين بالاستقرار.

وقال مصدر سياسي لبناني مطلع لـ "الديار"، أمس، أنّ "المعلومات المتوافرة لدينا تفيد بان الموفد الاميركي آموس هوكشتاين سيتوجه الى تل أبيب في الساعات الثماني والاربعين ساعة المقبلة، لاجراء محادثات مع المسؤولين الاسرائيليين حول نتائج الجهود الجارية، لوقف النار مع لبنان وتنفيذ القرار 1701، والمباحثات التي اجراها مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي خلال زيارته مؤخرا للبنان، وكذلك المشاورات التي اجراها في باريس في هذا الخصوص".   واضاف المصدر أنه "لا نستطيع ان نتحدث عن نتائج واجواء هذا التحرك، بانتظار ما ستسفر عنه زيارة هوكشتاين لـ"تل ابيب".   ورداً على توقعاته في شأن الجهود الديبلوماسية الناشطة قال المصدر للديار: "ان الامور والتطورات مع خطورتها ، هناك امكانية قائمة للحلحلة وتحقيق وقف النار".   هل يمكن تحقيق ذلك قبل الانتخابات الأميركية ؟ أجاب المصدر: "هذه الامكانية موجودة قبل الانتخابات الاميركية، لكن الامر مرهون بالموقف "الاسرائيلي" ورئيس الحكومة "الاسرائيلية نتنياهو".   ولم يستبعد المصدر مجيء هوكشتاين الى بيروت مجددا الاسبوع المقبل، لافتاً الى أنّ هذا الامر مرتبط بطبيعة نتائج زيارته لـ"تل ابيب"، ومشيراً الى انه في كل الاحوال من المفترض ان يطلع المسؤولين اللبنانيين على هذه النتائج.

وكتبت "النهار": عاين اللبنانيون بأسى مكتوم مشهد الانضباط المتبادل بين أسرائيل وايران في استعادة ثالثة منذ نيسان الماضي لتبادل الضربات المدروسة والمحددة بين الدولتين العدوتين اللتين أثبتتا تكرارا أنهما تتجنبان تصعيد التوتر والصراع بينهما الى حدود تفجر مواجهة إقليمية شاملة. ومبعث الاسى المبرر لدى معظم اللبنانيين الرافضين أصلا جرهم وزجهم في حرب مع إسرائيل بقرار أحادي متفرد من حزب الله، أن المولعين اللبنانيين بحرب وحدة الساحات خدمة لإيران ومحورها في المنطقة لا يعترفون بأن حليفتهم الإقليمية وراعيتهم وممولتهم والتي تسلحهم، أي طهران، تتقاسم ضمنا مع إسرائيل التي تتولى الان محاولات تصفية "حزب الله" والإجهاز على كل قدراته وتدمر الكثير من مناطق لبنان ، لعبة رسم خطوط حمراء لا تندفعان معها الى الحرب المباشرة بينهما فيما تدفع ايران الحزب في لبنان عبر ادارتها المباشرة له بعد اغتيال السيد حسن نصرالله كما قبل اغتياله الى مزيد من الاستنزاف الحربي المفتوح مع إسرائيل في حرب بالواسطة على ارض لبنان تنذر بدماره الشامل وبتضحيات بشرية مخيفة.   وقد اعتبرت الضربة الإسرائيلية أمس لإيران بانها مؤشر "إيجابي" الى ان الامور ليست ذاهبة نحو حرب شاملة في المنطقة وذلك بعد فترة من حبس الانفاس خوفا من ضربة اسرائيلية "مجنونة".   وشكل الرد الاسرائيلي "المضبوط"، والذي أفادت تقارير إعلامية ان ايران أُبلغت مسبقا به من قبل إسرائيل كما من جانب واشنطن ، دليلا على ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قد يكون تخلّى عن ورقة جرالشرق الاوسط برمّته الى النار.   أما المواقف الايرانية الاولى بعد الضربة، فبدورها، حملت مؤشرات الى ان طهران ستمتص ما حصل ولن تذهب نحو رد على الرد. ولعب الاميركيون في كل الأحوال دوراً أساسياً في الحفاظ على سيناريو ضربة لا تذهب بالمنطقة الى مواجهة واسعة.        

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

تمارا حداد: إسرائيل قد لا تكون قادرة على الدخول فى حرب ثانية

قالت الدكتورة تمارا حداد، الكاتبة والباحثة السياسية، إنه لا يوجد أي شك أنه ستكون هناك نقاط خلاف بين إسرائيل وأمريكا، ولكن بالرغم من هذه الخلافات، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تستمر في حماية إسرائيل أمنيًا، وتقديم كل المساعدات لها.

نتنياهو يفقد أعصابه في المحكمة.. ويصرخ: جعلوا حياتي بائسةبشأن غزة.. تواصل مراوغات نتنياهو في تقويض جهود الوسطاء ومساعي إرساء السلامترامب أم نتنياهو؟.. نصف الإسرائيليين يحسمون الجدل حول مصير الرهائن | استطلاع صادمقطع الكهرباء عن غزة| نتنياهو يقوم بممارسات استفزازية لهذا السبب.. ماذا يحدث؟

وأكدت الدكتورة تمارا حداد، خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن أمريكا ترى أن إسرائيل جزء لا يتجزأ من الأمن الأمريكي، وبالتالي وجود إسرائيل في الشرق الأوسط يعني استمرار سيطرة أمريكا على المنطقة لتحقيق مصالحها الخاصة.

وأضافت في حديثها، أن إسرائيل قد لا تكون قادرة الآن على الدخول في حرب مرة ثانية في قطاع غزة، حيث يتعرض نتنياهو للكثير من الضغوط الخارجية والداخلية.

وتابعت أن ترامب لديه رؤية واضحة تجاه الشرق الأوسط، حيث يرغب في استكمال الهدنة وعدم اللجوء للحرب، ولكن رغبة ترامب تتناقض عكسيا مع رغبة نتنياهو.

مقالات مشابهة

  • كاتب من تل أبيب: انتصار إسرائيل «وهم خطير» والفلسطينيون باقون بأرضهم
  • الرئيس الفرنسي يستقبل نظيره اللبناني في باريس.. 28 مارس
  • وفد من تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين زار وزير العمل محمّد حيدر
  • بعد زيارة الوفد السوري.. الرئيس الروحي لدروز إسرائيل يعلق ويرد على جنبلاط
  • كاتس: (إسرائيل) ستبقى في المواقع الخمسة في جنوب لبنان
  • دروز لبنان يصدرون بياناً «عاجلاً» حول زيارة وفد سوري إلى إسرائيل
  • نائب الأميرال ألغرين من بيروت: المملكة المتحدة شريك طويل الأمد للبنان
  • إسرائيل تفرض حظر تجول بالنار على مزارعي الحدود الجنوبية
  • تقرير من تل أبيب: إسرائيل تصرّ على التطبيع مع لبنان
  • تمارا حداد: إسرائيل قد لا تكون قادرة على الدخول فى حرب ثانية