جورجيا.. المعارضة تندد بـسرقة الانتخابات
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
في خضم ترقب نتائج الانتخابات الجورجية، ترتفع أصوات المعارضة متهمة حزب "الحلم الجورجي" الحاكم بـ "سرقة الانتخابات"، وسط جدل وتشكيك بالمعطيات الأولية للفرز.
وبعد إعلان فوزه بنسبة 53 بالمئة من الأصوات، وفقا للنتائج الأولية الصادرة عن اللجنة المركزية للانتخابات. الحزب، الذي يتزعمه الملياردير، بدزينا إيفانيشفيلي، والمعروف بميوله الموالية لروسيا، يبدو أن الأمور تتجه إلى سيطرته على البرلمان.
من جهة أخرى، حصلت قوى المعارضة، التي تضم تحالفات مثل "التحالف من أجل التغيير" و"وحدة لإنقاذ جورجيا" و"جورجيا القوية"، على 39 بالمئة فقط من الأصوات، ما أثار شكوكا كبيرة بعد تباين نتائج استطلاعات الرأي عند الخروج من مراكز الاقتراع.
وتفاوتت الاستطلاعات بشكل ملحوظ بين تلك التي أُجريت لصالح وسائل إعلام موالية للحكومة وأخرى تابعة للمعارضة، حيث منحت قناة "إيميدي" الحكومية الحزب الحاكم 56 بالمئة، بينما أشارت استطلاعات المعارضة إلى أن "الحلم الجورجي" حصل فقط على 42 بالمئة.
هذه الفجوة زادت من حدّة الاحتجاجات التي اجتاحت الشوارع، في ظل مطالب المعارضة بإعادة النظر في نزاهة العملية الانتخابية.
ومن المتوقع إعلان الأصوات النهائية، الأحد، لكن وفق النتائج الأولية، سيمتلك "الحلم الجورجي" 89 مقعدًا نيابيا من أصل 150. هذا العدد كاف للحفاظ على الحكومة الحالية لكنه ليس كاف للحصول على أغلبية مطلقة تسمح لها بإجراء تغييرات دستورية "كبرى".
ورفضت حركة الوحدة الوطنية، التي تقود تحالف "الوحدة لإنقاذ جورجيا"، على الفور النتائج وقالت رئيسة الحزب، تينا بوكوتشافا، في الساعات الأولى من صباح الأحد "نعلن باسم الحركة الوطنية الموحدة أننا لا نقبل نتائج الانتخابات المسروقة، ولا نعتزم الاعتراف بنتائج هذه الانتخابات".
بوكوتشافا دعت أحزاب المعارضة الأخرى إلى الوقوف ضد النتائج المعلنة، مضيفة أن "احتجاجات كبيرة" من المحتمل أن تحدث لاحقًا.
أما زعيم حزب "جورجيا القوية" ماموكا خازارادزه، فقد أكد بدوره أن "المعارضة قد فازت في الانتخابات الحاسمة لمستقبل الأمة القوقازية في أوروبا".
وقال نيكو غفاراميا، عضو التحالف من أجل التغيير، إن مجموعته لن تعترف بالنتيجة المعلنة، واصفًا العملية بأنها "انقلاب".
هذه الانتخابات ينظر إليها كثيرون على أنها حاسمة لمستقبل جورجيا المنقسمة بين معارضة مؤيدة لأوروبا وحزب حاكم موال لروسيا ومتهم بالانحراف نحو السلطوية. وليس خافيا الجهود الروسية للتأثير على هذه الانتخابات.
وللمرة الأولى، استخدمت جورجيا نظام الاقتراع الإلكتروني الجديد، مع نسخة ورقية احتياطية، مما سمح بالإعلان عن النتائج بعد بضع ساعات فقط من إغلاق مراكز الاقتراع في الساعة 8 مساءً بالتوقيت المحلي.
وقالت، ناتيا يوسيلاني، المتحدثة باسم اللجنة، إن الاقتراع جرى "في بيئة هادئة" في جميع مراكز الاقتراع الـ 3111 رغم "عيوب فنية بسيطة".
وأفادت اللجنة بأن نسبة المشاركة بلغت نحو 59 بالمئة، وهي الأعلى منذ عام 2012، عندما تولت "الحلم الجورجي" السلطة، بحسب اللجنة.
وسعيًا لتجنب الاحتجاجات في الشوارع، حذر عمدة تبليسي كاخا كالادزه، عضو "الحلم الجورجي"، المعارضة من أن أي أعمال "غير قانونية" "ستقابل برد فعل قوي جدًا من الدولة"
وقالت الرئيسة سالومي زورابيشفيلي، التي انفصلت عن الحزب الحاكم ودعمت حركات الاحتجاج المناهضة للحكومة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن أحزاب المعارضة "تفوز بنسبة 52 بالمئة رغم محاولات التلاعب في الانتخابات وبدون أصوات من الشتات".
وصوّر "الحلم الجورجي" الانتخابات كخيار بين السلام والحرب، وهي دعاية انتخابية زعم فيها أن فوز المعارضة سيجر جورجيا إلى حرب أخرى مع روسيا، حيث خاضت الدولتان حربًا قصيرة في أغسطس 2008عندما سيطرت روسيا على جزء من أراضي جورجيا.
أما المعارضة الجورجية فقد قالت إن الانتخابات خيار بين الغرب وروسيا، وبين الديمقراطية والاستبداد، وهي رواية تردد صداها من قبل المسؤولين في الولايات المتحدة وأوروبا، الذين انتقدوا "الحلم الجورجي" بسبب تراجع الديمقراطية.
وارتفعت التوترات قبل الانتخابات، بعد أن ادعى "الحلم الجورجي" أن الغرب يتدخل في الانتخابات، بينما اتهمت المعارضة روسيا بنشر معلومات مضللة.
ظهرت مشادات واتهامات بالتزوير خلال الاقتراع، حيث أفاد مراسل خدمة RFE/RL بوقوع حادث في مدينة ماريولي الجنوبية، حيث زُعم أن أحد أعضاء حزب معارض تعرض للضرب من قبل ممثل عن "الحلم الجورجي" وسط تقارير عن حشو صناديق الاقتراع.
في روستافي، المدينة التي تبعد حوالي 20 كيلومترًا جنوب شرق تبليسي، تعرض مراسل RFE/RL دافيد مخيدليدزي للإساءة اللفظية ومنع من أداء عمله في مركز اقتراع من قبل أشخاص غير معروفين حاولوا أخذ هاتفه.
قال شاهد لـ RFE/RL إن أشخاص غير معروفين كانوا داخل مراكز الاقتراع، مما يعد انتهاكًا للقانون. على الرغم من أنه تم استدعاء الشرطة، ولم يحضر أحد، وفقًا للشاهد.
وسيعقد المراقبون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE) مؤتمرًا، الأحد، لتقديم رؤيتهم حول نزاهة الانتخابات، في وقت قالت جمعية المحامين الشباب، وهي منظمة غير حكومية، إنها رصدت "انتهاكات كبيرة" في العملية الانتخابية، بما في ذلك العنف الجسدي، وتهديدات بالعنف، والتدخل في عمل مراقبي الاقتراع، وانتهاك سرية التصويت.
وأضافت المجموعة أن مراقبيها سجلوا حوالي 300 "حالة من الانتهاكات".
تأسس حزب "الحلم الجورجي" على يد إيفانيشفيلي، أغنى رجل في جورجيا، الذي جنى ثروته في روسيا.
بعد الإدلاء بصوته، حث إيفانيشفيلي الجورجيين على المشاركة والتصويت بأعداد كبيرة، بينما اتهم المعارضة بأنها في خدمة "دولة أجنبية" قد تجر جورجيا إلى حرب ضد روسيا.
ولم يخف الكرملين تفضيله فوز "الحلم الجورجي" إذ هنأت ماغاريتا سيمونيان، رئيسة تحرير الوكالات الإخبارية الممولة من الكرملين RT وسبوتنيك، نتائج الانتخابات، وقالت في منشور على موقع أكس "الجورجيون فازوا! أحسنتم".
وتظهر استطلاعات الرأي أن الجورجيين يدعمون بشكل واسع الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، لكنهم حريصون أيضًا على تجنب الصراع مع روسيا ويعبرون عن تحفظاتهم في قضايا مثل حقوق المثليين.
من بين القوانين المثيرة للجدل التي أقرها "الحلم الجورجي" قانون يجبر الجماعات التي تتلقى 20 بالمئة أو أكثر من تمويلها من الخارج بالتسجيل كـ"عملاء أجانب".
وصف المعارضون هذا القانون بـ"القانون الروسي"، واعتبروه استبداديًا مستوحى من قوانين مماثلة تُستخدم للحد من المعارضة في روسيا.
أدى إقرار التشريع في وقت سابق من هذا العام إلى احتجاجات ضخمة، ودفع الولايات المتحدة لفرض عقوبات على عدد من الجورجيين وتهديد بإنهاء المساعدات لتبليسي.
الاتحاد الأوروبي قد يفكر ايضا في تعليق مؤقت لنظام الإعفاء من التأشيرات مع جورجيا إذا كانت الانتخابات "غير حرة وعادلة"، حسبما قال سفير الكتلة في تبليسي في سبتمبر.
حقوق المثليين كان من بين تشريعات أخرى أثارت الجدل في جورجيا، اذ قال رئيس الوزراء إيراكلي كوباخيدزه بعد التصويت "هذا استفتاء بين الحرب والسلام، بين الدعاية غير الأخلاقية والقيم التقليدية. هذا استفتاء بين ماضي البلاد المظلم ومستقبل مشرق".
وضعت لجنة الانتخابات قاعدة جديدة وُضعت قبل الاقتراع تتطلب من الأحزاب أو التحالفات الحصول على 5 بالمئة من الأصوات على الأقل للدخول إلى البرلمان، هذا دفع الأحزاب المعارضة في جورجيا إلى تشكيل تحالفات لديها فرصة أفضل لتجاوز هذه العتبة.
وجهت المجموعات الأربعة الرئيسية من المعارضة انتقاداتها للحزب الحاكم بدلا من انتقاد بعضها البعض، حيث كان لديها الهدف المشترك المتمثل في إنهاء 12 عامًا من حكم "الحلم الجورجي" وإحياء محاولة جورجيا المجمدة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
واتفقوا على أنه في حال فوز المعارضة، سيسمحون لرئيس البلاد زورابيشفيلي بتشكيل حكومة تكنوقراطية تعيد العلاقات الجيدة مع الغرب وتلغي أكثر القوانين استبدادية التي أقرها "الحلم الجورجي" قبيل الحملة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: مراکز الاقتراع الحلم الجورجی فی الانتخابات الحزب الحاکم فی جورجیا من قبل
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يوقف المساعدات لغزة وحماس تندد بالقرار وتصفه بالابتزاز الرخيص
أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوقف دخول جميع البضائع والإمدادات إلى غزة اعتبارا من صباح اليوم الأحد، في حين أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار الاحتلال واعتبرته "انقلابا" على الاتفاق.
وقال مكتب نتنياهو إنه تقرر وقف دخول جميع البضائع والإمدادات إلى غزة، وذلك مع انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة "ورفض حماس قبول خطة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لمواصلة المحادثات"، بحسب البيان.
وأضاف أن إسرائيل "لن تسمح بوقف إطلاق النار دون الإفراج عن المختطفين، محذرا من "عواقب أخرى في حال استمرت حماس في رفضها"، حسب قوله.
ويأتي قرار نتنياهو بعد عرقلته الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية التي كان من المفترض أن تبدأ في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى للاتفاق (3 فبراير/شباط الماضي).
ومع حلول شهر رمضان المبارك يواصل أهالي غزة معاناتهم بعد إبادة إسرائيلية استمرت أكثر من 15 شهرا.
من جهته، رحب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بقرار وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشددا على ضرورة استمرار هذه السياسة حتى الإفراج عن جميع المختطفين.
إعلانوأضاف بن غفير أن "الوقت الآن مناسب لفتح أبواب الجحيم، وقطع الكهرباء والمياه، والعودة إلى الحرب"، في دعوة صريحة إلى مواصلة الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
"ابتزاز رخيص"في الأثناء، اتهمت حركة حماس نتنياهو بمحاولة التنصل من الاتفاق عبر تبنيه مقترحات أميركية لتمديد المرحلة الأولى منه، ووصفتها بأنها "محاولة مفضوحة" للالتفاف على التفاهمات.
وأدانت الحركة قرار إسرائيل وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبرة أنه "ابتزاز رخيص وجريمة حرب وانقلاب سافر على الاتفاق".
ودعت حماس الوسطاء والمجتمع الدولي إلى التدخل العاجل والضغط على الاحتلال لوقف إجراءاته العقابية التي تستهدف نحو مليوني فلسطيني في القطاع.
وأضافت أن نتنياهو يحاول فرض وقائع سياسية على الأرض "بعد فشل جيشه الفاشي في إرسائها على مدى 15 شهرا".
خروقات مستمرةفي غضون ذلك، قتلت قوات الاحتلال شابا فلسطينيا جراء قصف مسيّرة إسرائيلية تجمعا مدنيا شرقي بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة.
وأفاد مسعفون باستشهاد شاب وإصابة آخر بجراح جراء قصف طائرة إسرائيلية مجموعة من الفلسطينيين في حي المصريين بمدينة بيت حانون.
تغطية صحفية: من مكان قصف طائرات الاحتلال المسيرة شرقي بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة، قبل قليل. pic.twitter.com/gBullHfdOI
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 2, 2025
وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، ويتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
ومنذ سريان الاتفاق وحتى 11 فبراير/شباط الماضي قتلت إسرائيل 93 فلسطينيا وأصابت 822 آخرين في استهدافات مباشرة، بحسب بيان لمدير عام وزارة الصحة بغزة منير البرش.
وفي 11 فبراير/شباط الماضي كشف مصدر فلسطيني عن ارتكاب الاحتلال 269 خرقا للبروتوكول الإنساني في اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
إعلانوأفاد المصدر بأن الخروقات الإسرائيلية تنوعت بين التوغلات العسكرية وإطلاق النار والقصف والتحليق الجوي المكثف، إضافة إلى انتهاكات تتعلق بالأسرى الفلسطينيين، وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية، والقيود المفروضة على مستلزمات إعادة الإعمار.
وبدعم أميركي ارتكب الاحتلال بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025 إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 14 ألف مفقود.