ما دلالات هجوم الكيان على إيران؟
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
يميل التحليل وِفق نظرية المؤامرة إلى أن كل شيء كان مُدبَّرا بين الكيان وإيران، نافيا كل الخسائر البشرية والمادية التي تكبَّدها الطرفان أو تكبَّدها حلفاؤهما نتيجة سنوات من الصراع وليس فقط نتيجة الصراع الأخير بعد طوفان الأقصى.
إلا أن التحليل القائم على رصد الحقائق الموضوعية لدى الأطراف المتصارعة يُبيِّن بما لا يدع مجالا للشك، أن هناك بالفعل صراعا بين القوى المركزية في المنطقة لا شك فيه، بغض النظر عن الاعتبارات الطائفية أو العرقية أو حتى الدينية بشكل عام.
وقد بيَّنا في مقال سابق بعنوان “إيران تكسر ميزان القوة المعرفي” الصادر سنة 2013 بهذه المساحة بالذات كيف أن إيران بدأت أولا بكسر ميزان القوة العلمي لصالحها لأول مرة منذ أكثر من 10 سنوات وتمكنت إلى جانب تركيا من أن تحتلا معا المواقع الأولى في الشرق الأوسط في جميع التخصصات العلمية.
بعدها أصبح بإمكان إيران أن تُعلن تفوقها في مجال القوة الصاروخية ومجال الطيران المُسيَّر، وفي حدود معينة أصبحت لديها القدرة على القيام بهجمات سيبرانية على الكيان وعلى ردع هجماته، بما يعني أن الصراع بين الطرفين ليس ابن اليوم وأنه سيستمر في المستقبل باعتبار مَن سيتحول إلى مصاف القوة الإقليمية الأكثر مَهابة وقدرة على الردع.
إيران أم تركيا أم الكيان، أم القوى العربية الأخرى التي بات من خلال موقفها من عدوان فجر اليوم على إيران (إدانة الكيان) بأنها هي الأخرى لم تخرج من المنافسة على قيادة المنطقة، بل إنها تتطلع إلى مكانة أولى بها وبخاصة المملكة العربية ومصر والعراق، بما يعني أن المسألة اليوم إذا كانت بين الكيان الصهيوني وإيران غدا ستُصبح بينه وبين تركيا ومن المحتمل أن يُساهم ردع إيران اليوم في تشجيع باقي القوى المحلية على التنصل التدريجي من هيمنة الكيان والولايات المتحدة الأمريكية التي ترسخت في المنطقة بعد العدوان على العراق في 2003.
وهو ما بدأت ملامحه تلوح في الأفق اليوم من خلال دخول كل من المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات في مجموعة البريكس وشروع مصر في بناء مفاعلات نووية واستعداد المملكة السعودية للحاق بها في المستقبل القريب.
ضمن هذا الواقع ينبغي أن نفهم دلالات الرد والرد المضاد لكل من إيران والكيان. ومن بين ما نستخلصه منه، أن الكيان كما شهدت الصحافة الصهيونية المعارضة ذاتها بعد هذا العدوان الباهت تأكد أنه فقد القدرة على الردع (آفي أشكنازي في صحيفة معاريف)،
بتعبير أكثر بساطة لم يعد كما كان في السابق يخيف الآخرين بتفوقه المُطلَق وقدرته الخارقة على التدمير.
برغم الدعم المباشر الأمريكي والبريطاني والفرنسي والحلف الأطلسي لم تستطع القوات الصهيونية مهاجمة أهداف حيوية في إيران
فما حدث صباح أمس يُبيِّن أنه برغم الدعم المباشر الأمريكي والبريطاني والفرنسي والحلف الأطلسي لم تستطع القوات الصهيونية مهاجمة أهداف حيوية في إيران، مثل المنشآت النووية والمواقع البترولية أو خزانات الوقود مثل ما فعلت مع اليمن في الحديدة، لأنها باتت تُدرك حجم الرد الإيراني في حال استهداف مثل هذه المنشآت. وهو ما يؤكد انهيار نظرية الردع الصهيونية على جميع المستويات بما في ذلك المستوى النفسي (وهم مهم)، حيث أن الجماهير الإيرانية باتت تستهزئ من طبيعته ولم تضطر إلى اللجوء إلى الملاجئ في كل مرة يتم فيها الإعلان عن بداية هجوم صهيوني، بل العكس هو الذي حدث، كان سكان المدن الإيرانية ينتظرون على سطوح منازلهم لتصوير الصواريخ الصهيونية القادمة لِتصويرها!!
بما يعني سقوط حاجز الخوف لديهم واستعادة الثقة في قدرة بلادهم على الدفاع عنهم، خلافا للصهاينة الذين كانوا في الوقت ذاته يختبئون من صواريخ المقاومة في لبنان واليمن والعراق وجنود احتلالهم لا يستطيعون السيطرة الكاملة على شبر واحد من غزة بعد كل التدمير الهمجي الذي ارتكبوه طيلة أكثر من سنة في القطاع، بل ومازالوا يخافون عند سماع اسمي نصر الله والسنوار بعد استشهادهما، ويسارع زعماء عِصاباتهم للاختباء في أقرب الملاجئ لعلهم يتجنبون الهلاك القادم إن اليوم أو غدا.
الشروق الجزائرية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إيران إيران الولايات المتحدة الاحتلال الهجوم الاسرائيلي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة تفاعلي سياسة أفكار سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
وكالة تنشر صورا حديثة لمهبط القاعدة العسكرية الصهيونية في عبدالكوري
وقالت الوكالة في تقرير لمراسلها “جون جامبريل”، “من المرجح أن تكون الإمارات التي يشتبه منذ فترة طويلة بأنها تعمل على توسيع وجودها العسكري في المنطقة منذ الحرب على اليمن مع السعودية هي من بنت المدرج”.
وذكرت بأن مهبط الطائرات في جزيرة عبد الكوري يمثل منطقة هبوط رئيسية للعمليات العسكرية التي تقوم بدوريات في هذا الممر المائي، وقد يكون مفيدًا خاصة بعد انخفاض الشحن التجاري عبر الخليج والبحر الأحمر، الذي يعد طريق رئيسي لشحنات البضائع والطاقة المتجهة إلى أوروبا عقب العمليات العسكرية المساندة لغزة من قبل ما اسمتهم “الحوثيين”.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي نشرتها الوكالة عبر شركة Planet Labs PBC في السابع من يناير شاحنات ومعدات ثقيلة أخرى على المدرج الشمالي الجنوبي المدمج في قاعدة عبد الكوري، والتي يبلغ طولها حوالي 35 كيلومترًا (21 ميلًا) وحوالي 5 كيلومترات (3 أميال) في أوسع نقطة.
وتضيف: “تم رصف المدرج، مع وضع علامات التعيين “18” و “36” إلى الشمال والجنوب من المدرج على التوالي، واعتبارًا من 7 يناير، كان لا يزال هناك جزء مفقود من المدرج الذي يبلغ طوله 2.4 كيلومتر (1.5 ميل) وعرضه 45 مترًا (150 قدمًا)، ويمكن رؤية الشاحنات وهي تقوم بتسوية ووضع الأسفلت فوق الجزء المفقود الذي يبلغ طوله 290 مترًا (950 قدمًا)”.
وعلقت الوكالة بالقول “بمجرد الانتهاء من بنائه، فإن طول المدرج سوف يسمح للطائرات الخاصة وغيرها من الطائرات بالهبوط هناك، رغم أنه من غير المرجح أن يسمح للطائرات التجارية الأكبر حجما أو القاذفات الثقيلة بالنظر إلى طوله”.
ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم منظمة الطيران المدني الدولي “وليام رايلانت كلارك” بقوله إن “المنظمة التي تتخذ من مونتريال مقرا لها، المختصة بتحديد رموز المطارات الخاصة بها في مختلف أنحاء العالم، ليس لديها أي معلومات عن مهبط الطائرات في عبد الكوري”، وأضاف “يتعين على اليمن، بصفتها دولة عضوا في منظمة الطيران المدني الدولي، أن تقدم معلومات عن مهبط الطائرات إلى المنظمة”.
وأشارت الوكالة إلى أن هذا ليس المطار الوحيد الذي شهد توسعة في السنوات الأخيرة، ففي مدينة المخا على البحر الأحمر، يسمح مشروع لتوسيع مطار بهبوط طائرات أكبر حجماً بكثير، وعزا المسؤولون المحليون هذا المشروع إلى الإمارات، وتذكر بأن المطار يقع على مسار مماثل من الشمال إلى الجنوب مثل مهبط عبد الكوري، ويبلغ طوله تقريباً نفس الطول”.
وكشفت الوكالة صور أخرى التقطتها الأقمار الصناعية من بلانيت لابز مدرجا آخر، قيد الإنشاء حاليا جنوب المخا بالقرب من ذباب، وهي بلدة ساحلية في محافظة تعز اليمنية، وأظهرت صورة التقطتها بلانيت لوكالة أسوشيتد برس يوم الخميس المدرج مبنيا بالكامل، رغم عدم وجود أي علامات مرسومة عليه.
وقالت “أسوشيتدبرس” إنه “من المرجح أن يفتح الإماراتيون مهبط الطائرات في عبد الكوري، كما جرى رصد سفينة إنزال تحمل العلم الإماراتي قبالة ساحل عبد الكوري في يناير 2024 وقبالة سقطرى عدة مرات أخرى في العام، وارتبطت هذه السفينة سابقا بالعمليات العسكرية الإماراتية في اليمن”.
ولفتت الوكالة إلى أن إنشاء مطار جديد في عبد الكوري من شأنه توفير منطقة هبوط جديدة منعزلة للطائرات في جزيرة سقطرى، تحت مزاعم “منع تهريب الأسلحة.