علي جمعة: جعل الله لسيدنا النبي ﷺ كرامات في الدنيا والآخرة عديدة
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان محبة سيدنا النبي ﷺ تنشأ عن معرفة به، ومعرفة كماله وأوصافه؛ وعظم ما جاء به واختص به ﷺ ؛ فقد اختص ﷺ بأنه أول النبيين خلقا، وبتقدم نبوته، وآدم منجدل في طينته، وكتابة اسمه الشريف على العرش، وكل سماء، والجنان وما فيها، وسائر ما في الملكوت، وذكر الملائكة له في كل ساعة، وذكر اسمه في نداء صلاة شريعته، والتبشير به في كل الكتب السابقة، ونعته فيها ونعت أصحابه وأمته،
وحجب إبليس من السماوات لمولده ﷺ ، وشق صدره، وجعل خاتم النبوة بظهره بإزاء قلبه، وبأنه ﷺ سُمي أحمد ولم يُسمَّ به أحد قبله، وبأنه ﷺ أوتي كل الحسن ولم يُؤت سيدنا يوسف - عليه السلام - إلا الشطر، كما اختص الله نبيه ﷺ برؤية سيدنا جبريل –عليه السلام- على صورته التي خُلق عليها، وبانقطاع الكهانة لمبعثه، وحراسة السماء، وبالإسراء وما تضمنه من اختراق السماوات السبع والقرب إلى قاب قوسين، وبوطئه مكانا ما وطئه نبي مرسل ولا ملك مقرب، وإحياء الأنبياء له وصلاته بهم والملائكةِ، وباطلاعه على الجنة والنار، ورؤيته للباري تعالى مرتين، وقتال الملائكة معه، كما اختص الله نبيه ﷺ بأن لا يكون لأحد عليه فضل في تعليمه الكتابة والقراءة، فأتاه الكتاب وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب.
وقد جعل الله لسيدنا النبي ﷺ كرامات في الدنيا عديدة؛ منها: أنه كان يرى من خلفه كما يرى من أمامه، ويرى في الليل والظلمة كما يرى بالنهار والضوء، وبأن ريقه يعذب الماء الملح، ويغذي الرضيع، وعرقه أطيب من المسك، وإبطه أبيض غير متغير اللون، لا شعر عليه، وما تثاءب قط ولا احتلم قط، ولم يُر له ظل في شمس ولا قمر، وكانت الأرض تُطوى له إذا مشي، وأُعطي قوة أربعين رجلا، ومن رآه في المنام فقد رآه حقا فإن الشيطان لا يتمثل بصورته .
أما ما اختص الله به سيدنا النبي ﷺ في الآخرة فخصال كثيرة، نذكر منها : أنه ﷺ أول من تنشق عنه الأرض، وأول من يفيق من الصعقة، وأنه يحشر في سبعين ألف ملك، ويحشر على البراق، ويؤذن باسمه في الموقف، ويُكسى في الموقف أعظم الحلل من الجنة، وأنه يقوم عن يمين العرش وبالمقام المحمود، وأن بيده لواء الحمد وآدم ومن دونه تحت لوائه، وأنه إمام النبيين يومئذ وقائدهم وخطيبهم، وأول من يؤذن له بالسجود، وأول من يرفع رأسه، وأول من ينظر إلى الله تعالى.
وهو كذلك أول شافع وأول مشفع وبالشفاعة العظمى في فصل القضاء، وبالشفاعة في إدخال قوم الجنة بغير حساب، وبالشفاعة فيمن استحق النار أن لا يدخلها، وبالشفاعة في رفع درجات أناس في الجنة، وبالشفاعة فيمن خلد في النار من الكفار أن يخفف عنهم، وبالشفاعة في أطفال المشركين أن لا يُعذبوا، وأنه أول من يجوز على الصراط، وأنه أول من يقرع أبواب الجنة، وأول من يدخلها، وبعده أمته، وبالكوثر والوسيلة وهي أعلى درجة في الجنة, وقوائم منبره ذوائب الجنة، ومنبره على ترعة من ترع الجنة، وما بين قبره ومنبره روضة من رياض الجنة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة سيدنا محمد سیدنا النبی ﷺ وأول من أول من
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: رحلة الإسراء والمعراج أخذت بيد النبي ليتجاوز عوالم المكان والزمان
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن رحلة المعراج هي إعجاز فريد خص الله سبحانه به سيد الخلق سيدنا محمد ﷺ ، دون غيره من الخلائق .، ففي لحظة لطيفة خاطفة ، صعد النبي ﷺ من المسجد الأقصى إلى السماوات العلا , ومنها إلى سدرة المنتهى ، وهو ما يعد كشفا كليا للغيب , وخروجا كاملا عن قوانين الأرض , وتجاوزا لا تستطيع بلوغه حواس الإنسان ومداركه.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أنه مما يجدر ذكره في هذه المعجزة الكبرى أنها أخذت بيد النبي ﷺ ليتجاوز عوالم الكون ومحددات الوجود , وهي عوالم الزمان والمكان والأشخاص والأحوال.
أما عالم الزمان : فقد طوى الله عز وجل لنبينا ﷺ الزمان بما لا تبلغه العقول ولا تستوعبه الأفهام ، إلا إذا أدركت تلك العقول نفحات من الإيمان.
وأما عالم المكان : فإنه ﷺ تجاوز كل مكان بلغه مخلوق , سواء كان مبيًا مقربًا أو ملكًا مرسلاً , حيث تجاوز السماوات السبع إلى سدرة المنتهى , إلى حيث شاء الله عز وجل ، بما لا عين رأت , ولا أذن سمعت , ولا خطر على قلب بشر.
وتجاوز أيضًا عالم الأشخاص : مع ما لهم من الحب والكرامة عند الله سبحانه , سواء كانوا أنبياء مرسلين أو ملائكة مقربين , بداية من آدم في السماء الأولى ، مرورًا بعيسى وموسى من أولي العزم ، حتى أبي الأنبياء خليل الرحمن إبراهيم. بل تجاوز الأمين جبريل ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين , حيث قال له نبينا ﷺ : "أفي هذا المكان يفارق الخليل خليله؟" فأشار جبريل إلى قوله تعالى: {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ}.
وبخصوص عالم الأحوال : فقد فاق رسول الرحمة ﷺ كل المقامات , وبلغ أعلى الرتب والدرجات. فقد تجاوز مراتب المرسلين , ومرَّ على أحوال الملائكة المقربين الذين وصفهم الله بقوله : {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} . وقال ﷺ عن السماوات: "ما فيها موضع شبر إلا وعليه ملك ساجد أو قائم" ، ولم يتحمل سيدنا جبريل أنوار جلال الله تعالى , فترك رسول الله ﷺ يدخل على تلك الأنوار وحده , ويتلقى الوحي والعلم والفضل من الله عز وجل دون واسطة جبريل , ليفضل الجميع بما تلقاه في تلك الحال , ويتحقق تفرده كما قال سبحانه: {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا}.
ولقد ظهرت هذه المعاني كلها بعوالمها الأربعة في قوله تعالى:
{وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ المَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ البَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الكُبْرَى}.