قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان محبة سيدنا النبي ﷺ تنشأ عن معرفة به، ومعرفة كماله وأوصافه؛ وعظم ما جاء به واختص به ﷺ ؛ فقد اختص ﷺ بأنه أول النبيين خلقا، وبتقدم نبوته، وآدم منجدل في طينته، وكتابة اسمه الشريف على العرش، وكل سماء، والجنان وما فيها، وسائر ما في الملكوت، وذكر الملائكة له في كل ساعة، وذكر اسمه في نداء صلاة شريعته، والتبشير به في كل الكتب السابقة، ونعته فيها ونعت أصحابه وأمته،
وحجب إبليس من السماوات لمولده ﷺ ، وشق صدره، وجعل خاتم النبوة بظهره بإزاء قلبه، وبأنه ﷺ سُمي أحمد ولم يُسمَّ به أحد قبله، وبأنه ﷺ أوتي كل الحسن ولم يُؤت سيدنا يوسف - عليه السلام - إلا الشطر، كما اختص الله نبيه ﷺ برؤية سيدنا جبريل –عليه السلام- على صورته التي خُلق عليها، وبانقطاع الكهانة لمبعثه، وحراسة السماء، وبالإسراء وما تضمنه من اختراق السماوات السبع والقرب إلى قاب قوسين، وبوطئه مكانا ما وطئه نبي مرسل ولا ملك مقرب، وإحياء الأنبياء له وصلاته بهم والملائكةِ، وباطلاعه على الجنة والنار، ورؤيته للباري تعالى مرتين، وقتال الملائكة معه، كما اختص الله نبيه ﷺ بأن لا يكون لأحد عليه فضل في تعليمه الكتابة والقراءة، فأتاه الكتاب وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب.

وقد جعل الله لسيدنا النبي ﷺ كرامات في الدنيا عديدة؛ منها: أنه كان يرى من خلفه كما يرى من أمامه، ويرى في الليل والظلمة كما يرى بالنهار والضوء، وبأن ريقه يعذب الماء الملح، ويغذي الرضيع، وعرقه أطيب من المسك، وإبطه أبيض غير متغير اللون، لا شعر عليه، وما تثاءب قط ولا احتلم قط، ولم يُر له ظل في شمس ولا قمر، وكانت الأرض تُطوى له إذا مشي، وأُعطي قوة أربعين رجلا، ومن رآه في المنام فقد رآه حقا فإن الشيطان لا يتمثل بصورته . 

أما ما اختص الله به سيدنا النبي ﷺ في الآخرة فخصال كثيرة، نذكر منها : أنه ﷺ أول من تنشق عنه الأرض، وأول من يفيق من الصعقة، وأنه يحشر في سبعين ألف ملك، ويحشر على البراق، ويؤذن باسمه في الموقف، ويُكسى في الموقف أعظم الحلل من الجنة، وأنه يقوم عن يمين العرش وبالمقام المحمود، وأن بيده لواء الحمد وآدم ومن دونه تحت لوائه، وأنه إمام النبيين يومئذ وقائدهم وخطيبهم، وأول من يؤذن له بالسجود، وأول من يرفع رأسه، وأول من ينظر إلى الله تعالى. 

وهو كذلك أول شافع وأول مشفع وبالشفاعة العظمى في فصل القضاء، وبالشفاعة في إدخال قوم الجنة بغير حساب، وبالشفاعة فيمن استحق النار أن لا يدخلها، وبالشفاعة في رفع درجات أناس في الجنة، وبالشفاعة فيمن خلد في النار من الكفار أن يخفف عنهم، وبالشفاعة في أطفال المشركين أن لا يُعذبوا، وأنه أول من يجوز على الصراط، وأنه أول من يقرع أبواب الجنة، وأول من يدخلها، وبعده أمته، وبالكوثر والوسيلة وهي أعلى درجة في الجنة, وقوائم منبره ذوائب الجنة، ومنبره على ترعة من ترع الجنة، وما بين قبره ومنبره روضة من رياض الجنة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة سيدنا محمد سیدنا النبی ﷺ وأول من أول من

إقرأ أيضاً:

ماذا يفعل الذكر في جسم الإنسان؟.. علي جمعة يرد

قال الدكتور علي جمعة ، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن الذكر يغسل الإنسان من أدرانه، فالذكر هو أول الطريق إلى الله تعالى، فإن الطريق في الحقيقة مقيد بالذكر والفكر {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.

وتابع علي جمعة، في منشور له: ففي بداية الطريق لابد من الذكر ومن الفكر، والذكر قد يكون باللسان وقد يكون بالجنان -القلب-، وقد يكون بهما، إذن فعندنا في الشريعة برنامج كامل يستطيع المسلم أن يتبعه وأن يقوم به، وأن يسير عليه، برنامج كامل ليس فيه توهيمات، بل فيه تكليفات، أوامر ونواهي، ولكن أيضًا عندنا تفاصيل فعندما يأمرنا رسول الله أن نستغفر الله، وهو يقول بأنه يستغفر الله في اليوم مئة مرة، عندما نصلي على النبي ويقول: «من صلى عليَّ واحدة صلى الله بها عليه عشرًا، ومن صلى عليَّ عشرًا صلى الله بها عليه مئة، ومن صلى عليَّ مئة صلى الله بها عليه ألف».

وأشار إلى أن هذه الأحاديث تبين فضل صلاة المؤمن على رسول الله {إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.

وذكر أن عندنا ذكر معروف التسبيح (سبحان الله) والتحميد (الحمد لله) والتكبير (الله أكبر) والتهليل (لا إله إلا الله)، ومعروف الاستغفار،... إلى آخره، برنامج يستطيع المؤمن أن يجعل لنفسه وردًا يوميًّا من الذكر، وهذا الذكر كما يكون باللسان وله ثواب، فإنه يكون أقوى إذا كان بالقلب مع اللسان، واستحضار القلب لذكر الله سبحانه وتعالى وذكر عظمته، إذا بدأنا بالذكر والفكر فإننا نكون قد بدأنا بالنور؛ ولذلك تحدث أنوار، أنوار في القلوب، وأنوار في العقول وتتفتح هذه العقول للهداية.

مقالات مشابهة

  • دعاء تسهيل الرزق والمال.. اللهم أعطنا من الدنيا ما تقينا به فتنتها
  • ماذا قالت تقارير إسرائيليّة عن نعيم قاسم؟ رسائل عديدة
  • سنن يوم الجمعة.. من الاغتسال إلى الصلاة على النبي
  • حكم أكل البصل يوم الجمعة.. هل نهى النبي عن تناوله؟
  • دعاء للميت يوم الجمعة .. يفرح به المتوفى ويجعل قبره من رياض الجنة
  • جمعة: "رسول الله ربّانا على القوة والمبادئ السامية"
  • متى يبدأ تأثير سورة البقرة على قارئها؟.. علي جمعة يجيب
  • عقوبة قطع صلة الرحم.. 20 مصيبة تنتظر قاطعها في الدنيا قبل الآخرة
  • مفتاح الجنة: عبادة بسيطة تقربك من رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • ماذا يفعل الذكر في جسم الإنسان؟.. علي جمعة يرد