قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخصائص والفضائل ما شهد بها الواقع، ومنها حفظ الكتاب، تخليد ذكره، بروز قبره، حفظ آله، ونفصل القول في كل واحدة منها فيما يلي :

أولا : حفظ الكتاب الذي أرسل به :
قال الله تعالى : ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر :9] 

إن هذه الآية وعد من الله الذي أنزل القرآن والوحي بأن يحفظه، والواقع الذي نعيشه يؤكد أن الوعد قد تم، ويزداد الإعجاز عبر الزمان من كل جهة؛ فإن القرآن لم يحفظ في الخزانات بعيدًا عن الناس، بل حفظه الأطفال بالملايين في كل مكان، وزاد من الإعجاز أن حفظه من لم يتعلم العربية ولم يعرف فيها كلمة واحدة.

 وقد تعرض القرآن الكريم لمحاولات التحريف فلم تفلح، ولمحاولات الترجمة الخاطئة السيئة النية فلم تؤثر فيه، ولمحاولة الطباعة المحرفة، فبقي كما هو، ولمحاولة تقليده ومحاكاته بسيئ الكلام وركيكه فلم يزحزح عن مكانته، بل إن كل ذلك أكد معجزته الباقية عبر الزمان، وأعلى من شأنه في صدور الناس، وكان كل ذلك بالرغم مما اشتمل عليه من العدوان والطغيان سببًا في تمسك المؤمنين به، وبابًا جديدًا للدعوة إلى الله ودخول الناس في دين الله أفواجًا، وبدلا من إبادة المسلمين التي أرادها مشركو مكة، ومن بعدهم الفرس والروم، ومن بعدهم الفرنجة والتتار، ومن بعدهم الاستعمار والتعصب في الشرق والغرب، بدلاً من ذلك انتشر الإسلام وأصبح عدد المسلمين أكبر أتباع دين طبقًا لموسوعة جينز للأرقام القياسية، وهم يقدرون الآن بمليار وثلاثمائة مليون نسمة.

فقد نزل القرآن بلغة العرب، وظل محتفظًا بلغته إلى يومنا هذا، وهذا الاحتفاظ جعله مرجعًا لكل من حاول أن يترجمه إلى لغة أخرى، ولقد ترجم منذ العصور الأولى خاصة ما ورد منه في رسائل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الملوك والأكاسرة والقياصرة؛ حيث وردت بعض الآيات في هذه الرسائل فترجمت إلى لغات المرسل إليه أثناء تلاوتها عليهم، والآن ترجم القرآن إلى أكثر من مائة وثلاثين لغة، بعضها ترجم مرة واحدة، وبعضها ترجم أكثر من مائتين وخمسين ترجمة كما هو الحال في اللغة الإنجليزية مثلا، وكثير منها ترجم مرات عديدة، وفي كل الأحوال يبقى النص القرآني هو المرجع.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة القران الكريم سيدنا محمد

إقرأ أيضاً:

بتكليف سامٍ.. الجابري يُتوِّج الفائزين بمسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم

 

 

 

 

◄ كهلان الخروصي: كتاب الله يجب أن يتوسط ميادين الحياة بسطًا للعدل وتهذيبًا للطباع

 

مسقط- العُمانية

 

بتكليفٍ سامٍ من حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- رعى معالي الدكتور خميس بن سيف الجابري رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040، أمس حفل تكريم الفائزين بمسابقة السُّلطان قابوس للقرآن الكريم في دورتها الـ 32 بقاعة المحاضرات في جامع السُّلطان قابوس الأكبر.

وقال راشد بن حميد الدغيشي مدير دائرة الشؤون الثقافية بمركز السُّلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم في كلمة المركز إنّ مسابقة السُّلطان قابوس للقرآن الكريم، منذ انطلاقتها تسير بخطى ثابتة وواثقة، واليوم في نسختها الـ32، تواصل المسابقة تحقيق أهدافها التي أريد لها منذ تأسيسها، مؤكّدًا أنّ ما تلقاه المسابقة من دعم وتوجيه من حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- لدليلٌ عناية وحرص على نشر هذا النور الرباني وتشجيع أبناء سلطنة عُمان على حفظه والاستفادة من معينه العذب. وأضاف أنّ عدد المتقدّمين لهذا العام في المسابقة بلغ 1790 متسابقًا ومتسابقة، ويقوم مركز السُّلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم- الجهة المشرفة على هذه المسابقة- بمراجعة سنوية لكل ما يتعلق بالمسابقة والعمل على تجويدها وتذليل كل الصّعاب أمام المتنافسين. وأفاد بأنّ ذلك تمثّل في توسيع مراكز التصفيات الأولية، فقد كانت في بداياتها تُجرى في مركزين اثنين فقط أحدهما في مسقط والآخر في صلالة، ثم أضيفت إليها ثلاثة مراكز، أحدها في صحار والآخر في نزوى والثالث في إبراء، إلى أن وصل عددها إلى 25 مركزًا في مختلف الولايات بمحافظات سلطنة عُمان.

من جانبه ألقى فضيلة الشيخ كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عُمان كلمة هنّأ فيها الفائزين الذين حازوا شرف حفظ كتاب الله عزّ وجل داعيًا لهم بمزيد من النجاح والعناية بكتاب الله عز وجل حكمًا وفهمًا وتدبرًا. وأعرب فضيلته عن شكره لمركز السُّلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم على قيامه بشأن هذه المسابقة رعاية وإشرافًا وإعدادًا وتدبيرًا وتنظيمًا عامًا بعد عام، وهذه الجهود الطيبة المتضافرة المتكاملة إنما تنعكس من رعاية سامية يوليها حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم- حفظه الله ورعاه- للقرآن الكريم في سلطنة عُمان.

وقال فضيلتُه إنّ كتاب الله عز وجل ما أُنزل علينا إلّا أن يتوسط ميادين الحياة بسطًا للعدل وتهذيبًا للطباع والأخلاق وتوضيحًا للرؤية والهدف وإقامة للخلق القويم ورفعًا لمعاني العزة والكرامة والخير والرشد والهدى والنور في هذه البسيطة، وهذه الثلة المباركة من حفظة كتاب الله عز وجل بما انتدبوا أنفسهم إليه إنما يحققون جانبًا من حفظ كتاب الله عز وجل بتواتره المنقول جيلًا بعد جيل فما أحراهم أن يزدلفوا من حفظ تواتره إلى تدبر معانيه وإقامته مثالا حيًّا في واقع حياة الناس.

وأضاف فضيلته: "لأن مجتمعاتنا اليوم في أمسّ الحاجة إلى استلهام معاني النور والحكمة والرشد والخلق القويم وإلى إعادة السلامة إلى هذه الفطر التي ابتليت بما لا يخفى من غلواء الفتن والماديات والشهوات التي يُراد بها أن تُطيح بهذا الإنسان بعيدًا عن الصراط المستقيم ولذلك فإن الانضمام إلى شرف حفظ كتاب الله عز وجل وكلنا ننال من هذا الشرف ولو جزءًا يسيرا يُحتم علينا واجب أن نؤدي رسالة القرآن فينا، وأن نبلغها للعالم أجمع لأن نلتف حول وحي الله تبارك وتعالى حول مقاصده وأحكامه وحكمه وتشريعاته وأن نقدم من كلام الله عز وجل في واقع حياة الناس الحلول لمشكلات التي يواجهونها".

وفي الختام قام معالي الدكتور خميس بن سيف الجابري رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040 راعي المناسبة بتكريم الفائزين الثلاثة الأوائل في المستويات السبعة في مسابقة السُّلطان قابوس للقرآن الكريم في دورتها الـ32، إضافة إلى لجنة التحكيم والأسرة القرآنية والمشاركين من الأشخاص ذوي الإعاقة.

يُشار إلى أنّ مسابقة السُّلطان قابوس للقرآن الكريم تهدف إلى حثّ العُمانيين على حفظ القرآن الكريم، والسير وفق منهجه، وعلى هدي تعاليمه، وتربية جيلٍ قرآني حامل لكتاب الله، وإيجاد قارئين مُجيدين للقرآن متقنين لأدائه، وفق ما اصطلح عليه العلماء، إضافة إلى تعزيز حضور سلطنة عُمان في المسابقات القرآنية الدوليّة.

مقالات مشابهة

  • ضابط تغيير خلق الله المنهي عنه في القرآن الكريم
  • أسرار الرزق والنجاح.. 10 حقائق عن وعد الله في القرآن الكريم
  • 100ألف جنيه قيمة الجائزة الكبرى لمسابقة القرآن الكريم بجامعة الأزهر بالزقازيق
  • بتكليف سامٍ.. الجابري يُتوِّج الفائزين بمسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم
  • رابط نتيجة مسابقة شيخ الأزهر للقرآن الكريم لعام 2024-2025
  • علي جمعة: المنهج الذي بيننا وبين الخلق مبني على العفو والصفح
  • أنواع هجر القرآن الكريم ومتى يكون المسلم هاجرا لكتاب الله؟ احذر من 7 أمور
  • أمير المدينة المنورة يرعى حفل تكريم الفائزين والفائزات في مسابقة حفظ القرآن الكريم لموظفي الإدارات الحكومية
  • الإفتاء: تصح الصلاة مع خروج الريح في حالة واحدة فقط
  • مختار جمعة يوضح بلاغة التنوع الأسلوبي في القرآن حول قول:"الغني الحميد"