كلمة بطريرك الأقباط الكاثوليك يشارك في الجمعية العامة العادية السادسة عشر لسينودس الأساقفة بروما
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
القى الأنبا إبراهيم إسحق سدراك بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة في مصر اليوم كلمته فى الجمعية العامة العادية السادسة عشر لسينودس الأساقفة بروما.
وقال، قداسة البابا، أصحاب الغبطة والنيافة والسعادة، أخواتي وأخواتي في المسيح، ها نحن هنا، اليوم تنتهي اجتماعاتنا السينودسية، ولكن في الوقت عينه يبدأ سينودس جديد وحقيقي في الحياة اليومية، في الحياة الملموسة للجماعات الكنسية حول العالم، والتي سنعود إليها.
نشكر الرب الذي قادنا بروحه، أساس الكنيسة ومرشدها، بواقعية ووضوح.
نشكر قداسة البابا.
لقد حثنا، بإلهام من الروح القدس، في هذا السينودس، بموقف الصلاة والإصغاء والتأمل، على إعادة اكتشاف هويتنا العميقة ككنيسة مرسلة وشركة ومشاركة.
خلال مراحل الإعداد الثلاث والجمعيتين السينودسيتين اللاحقتين، في العام الماضي وهذا العام، عشنا تجربة سينودسية ممتازة، اتسمت بالالتزام الكبير والفرح والشجاعة والمثابرة، حتى في لحظات التعب والإرهاق.
اليوم نعهد إليك عملنا، يا. قداسة، وننتظر منك مساعدة ونورًا لنواصل بفعالية مسيرتنا كشعب الله، في تاريخ البشرية، كعطية مجانية، لكل رجل وامرأة، للخلاص والوحدة..
اليوم، في هذه الجمعية الأخيرة، نواجه بوعي أكبر، تحدي نقل الخبرة التي عشناها في هذه الأيام، خبرة تبادل مواهب كنائسنا وعائلاتنا، والشهادة لها بحماس وفرح في واقع عالم صعب، متناقض في كثير من الأحيان، متعطش للمعنى والسلام والمصالحة.
كيف يمكننا أن نعيش ونعلن، كرعاة ومعمدين، عن الرجاء الذي في داخلنا؟
إن المسار الذي سلكناه معًا في السنوات الأخيرة جعلنا ننمو وننضج، ولكن لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه. الروح القدس سبقنا في هذه الرحلة ورافقنا وهو الذي يبهرنا. الروح لن يصنع أشياء جديدة، بل سيجعل الأشياء جديدة! ذلك ما علمه انا المجمع. إن الحدث السينودسي هو كلمة نبوية لنا وللكنيسة وللعالم، والتي فقط بمساعدة الروح القدس سنتمكن من تفسيرها والترحيب بها. سنرى بعد ذلك كيف أن الحقول ابيضت للحصاد في مجتمعاتنا الكنسية.
شكرًا لك كاردينال ماريو غريتش على العمل الذي قمتم به في السنوات الأخيرة. شكرًا للكاردينال جان كلود هولريش، وللأخت ناتالي بيكار، والمطران لويس مارين دي سان مارتن.
وينوب الرؤساء الآخرون الاب جاكومو كوستا، والاب دون ريكاردو باتوكو، والخبراء اللاهوتيون، والميسرون، والمساعدون، والفنيون وفريق الأمانة العامة للسينودس بأكمله، على التزامهم الكبير في السنوات الأخيرة.
الشكر أيضًا لجميع الذين عملوا بلا كلل، ليلًا ونهارًا، من أجل الاحتفال بهذا السينودس. لقد قام الجميع بعمل ممتاز وبطريقة مجمعية.
أخواتي وإخوتي الأعزاء، اسمحوا لي أن أختم هذه التحية بصلاة للروح القدس.
أيها الروح القدس،
نتوجه إليك ككنيسة
شعب الله، جسد المسيح، وهيكلك،
ساعدنا على إدراك ذلك وعيشه في حياتنا.
ليكتشف كل واحد مكانه في الشركة والمحبة الأخوية.
علمنا أن نرحب بالتنوع دون الإضرار بالوحدة.
علمنا أن نبقى واثقين وأحرارًا، دون أن نقع في فخ الخوف.
علمنا أن نجرؤ على التحدث والاستماع بعمق، وأن نفتح قلوبنا لأصوات الآخرين.
امنحنا الشجاعة لاتخاذ خطوات ملموسة، لنبني معًا كنيسة المسيح القائم من بين الأموات، التي تشهد للعالم بمحبة الله وتعلن البشارة التي تمنح الحياة الحقيقية.
نطلب هذا كله باسم المسيح مخلصنا وراعينا الصالح،
بشفاعة القديسة مريم العذراء وجميع القديسين والشهداء. آمين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الأنباء إبراهيم إسحق الكنيسة الكاثوليكية سينودس
إقرأ أيضاً:
هذا ما كشفته كلمة نعيم قاسم اليوم.. دلالات مهمة جداً!
نشر موقع "الجزيرة نت" تقريراً تحت عنوان "خبراء: كلمة الأمين العام لحزب الله رسمت خارطة المعركة والمفاوضات"، وجاء فيه: ألقى الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، اليوم الأربعاء، كلمة شاملة، تناول فيها رؤية الحزب للوضع الراهن في لبنان، ودرات الكلمة حول 3 محاور رئيسية: المعركة، والتفاوض، وما بعد الحرب، وتضمنت رسائل متعددة المستويات، وجهت بشكل خاص إلى إسرائيل، والمفاوضين على الساحتين المحلية والدولية، إضافة إلى الداخل اللبناني.تحدث قاسم عن المعركة في المحور الأول من كلمته، وأشار بوضوح إلى أن "على العدو أن يتوقع الرد على وسط تل أبيب إذا استهدف بيروت"، وأوضح أن المقاتلين مستعدون لخوض معركة طويلة، مع الحفاظ على القدرة على الوصول إلى الخطوط الأمامية، وإجراء التبديلات، وتوفير السلاح، وقال "سنظل في الميدان ونقاتل مهما ارتفعت الكلفة، وسنجعلها عالية باهظة، وسنرد اعتداء العدو ونحن في موقع الدفاع".
وفي المحور الثاني، تناول قاسم مسألة المفاوضات، مشيرا إلى استلامهم المقترح الأميركي بشأن وقف إطلاق النار، والذي قدموا ملاحظاتهم عليه، وأكد أن الحزب قرر عدم الخوض في تفاصيل الاتفاق عبر وسائل الإعلام، كما أوضح أن هناك تطابقا بين ملاحظات لبنان الرسمي وتلك التي قدمها الحزب، وأضاف أن "التفاوض يتم تحت سقفين رئيسيين: الأول هو وقف العدوان بشكل كامل وشامل، والثاني ضمان الحفاظ على السيادة اللبنانية".
وفي المحور الثالث، قدم قاسم رؤية الحزب وخارطة الطريق لمرحلة ما بعد الحرب، موضحا مواقفه من خلال 3 رسائل أساسية:
الرسالة الأولى: أكدت استمرار حزب الله في تبني موقفه السابق قبل الحرب وهو سياسة المقاومة.
الرسالة الثانية: أعادت التأكيد والتذكير على ثلاثية "الجيش، الشعب، المقاومة"، مع الإشارة إلى أن الحزب معني بتسهيل انتخاب رئيس جمهورية ضمن الأطر الدستورية وتحت سقف اتفاق الطائف.
الرسالة الثالثة: التزام الحزب بالمشاركة في إعادة الإعمار.
مواقف حاسمة قال المحلل السياسي قاسم قصير، للجزيرة نت، إن كلمة نعيم قاسم جاءت لتأكيد مواقف حزب الله والمقاومة على الأصعدة العسكرية والسياسية والتفاوضية، موضحا أن "الكلمة حملت رسالة واضحة لكل من الداخل والخارج حول قوة الحزب وقدرته على الصمود، واستعداده لما بعد وقف الحرب، خاصة في ما يتعلق بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، والتمسك باتفاق الطائف، والمضي قدما في جهود إعادة الإعمار".
وأشار قصير إلى أن قاسم شدد على أن "فشل العدو في تحقيق أهدافه يعد انتصارا"، وأكد على قاعدة تكاتف الجيش اللبناني والشعب والمقاومة.
وفي ما يخص المفاوضات، أشار المحلل إلى أن الأمين العام لحزب الله ربط نجاحها برد فعل إسرائيل والجدية التي يظهرها رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، مشددا على ضرورة التفاوض تحت سقف وقف العدوان بشكل كامل وشامل، وحفظ السيادة اللبنانية.
وأضاف قصير أن قاسم توجه إلى النازحين معبرا عن تقديره لتضحياتهم، وأوضح أن الحزب سيقوم بواجبه قدر الإمكان، داعيا إياهم إلى الصبر، وأكد على أن عملية إعادة الإعمار ستتم بالتعاون مع الدولة فور وقف العدوان.
التفاوض والنار يرى المحلل السياسي توفيق شومان، في حديثه للجزيرة نت، أن خطاب نعيم قاسم يمكن قراءته من 3 زوايا رئيسية، أولها تتعلق بالميدان وتجديد بنك الأهداف بصورة يومية، وهو ما تعكسه عمليات المقاومة المستمرة التي تستهدف مستوطنات جديدة ومواقع عسكرية متنوعة، تشمل الأعمال الأمنية، والتقنية، والاستخبارية، والعسكرية، واللوجستية، وصولا إلى تل أبيب.
يشير شومان إلى أن هذه العمليات تعكس قبول المقاومة بمعادلة "التفاوض تحت النار"، التي يسعى العدو الإسرائيلي إلى فرضها، إلا أن الخطاب يبرز بوضوح استعداد المقاومة لمواجهة هذه المعادلة بكل السبل الممكنة، بهدف إفشال مساعي إسرائيل لتوظيف العدوان لتحقيق مكاسب سياسية في المفاوضات.
أما الزاوية الثانية فترتبط بالمفاوضات الجارية، التي تجري بالتنسيق والتناغم مع الدولة اللبنانية، ويوضح شومان أن خطاب قاسم اتسم بالتحفظ في التعليق على هذه المفاوضات، انتظارا لما ستسفر عنه زيارة آموس هوكشتاين إلى تل أبيب والرد الإسرائيلي المرتقب، وتأكيد قاسم استعداد المقاومة لخوض حرب طويلة إذا اختار العدو الإسرائيلي هذا السيناريو.
وبخصوص الزاوية الثالثة والمتعلقة بالوضع السياسي الداخلي، يشير المحلل إلى أن قاسم أكد التزام حزب الله باتفاق الطائف والعمل تحت سقفه، باعتباره عقدا سياسيا واجتماعياً وطنياً جامعاً، في إشارة واضحة إلى تمسك الحزب بالشراكة الوطنية المتوازنة والمتساوية، ويرى شومان أن هذا الموقف ينفي أي نية لاستثمار الخطاب السياسي داخليا، كما يُشاع في بعض الأوساط اللبنانية.
الميدان والسياسة من جهته، اعتبر الباحث والكاتب السياسي علي مطر، في حديثه للجزيرة نت، أن كلمة الشيخ نعيم قاسم تحمل دلالات مهمة تركز على محورين رئيسيين هما الميدان والمفاوضات، بالإضافة إلى رسائل مرتبطة بإدارة المشهد السياسي في لبنان بعد الحرب.
ففي الجانب الميداني، يوضح مطر أن الشيخ قاسم قدم شرحاً مفصلاً لنمط عمل المقاومة، مشيرا إلى اعتمادها أسلوب الدفاع المتحرك عوضا عن الدفاعات الثابتة التقليدية، كما بيّن قاسم أن المقاومة نجحت خلال شهرين في إحباط محاولات العدو الإسرائيلي لتحقيق أي تقدم ميداني، مستشهدا باستمرار إطلاق الصواريخ والتصدي لمحاولات التوغل في مناطق مثل الخيام، وشمع، وأطراف بنت جبيل.
ووفقاً لمطر، تحمل هذه الرسالة تأكيدا على أن "العدو الإسرائيلي لم يتمكن من تحقيق أهدافه الإستراتيجية في القضاء على البنية العسكرية لحزب الله، التي ما زالت فاعلة ومستمرة في المواجهة".
وعلى صعيد المفاوضات، يشير الباحث مطر إلى أن الشيخ قاسم أكد حرص المقاومة على الوصول إلى اتفاق ينهي العدوان ويحفظ سيادة لبنان، بشرط عدم المساس بالتضحيات اللبنانية أو إخضاعها لشروط إسرائيلية، وأضاف أن القوة العسكرية على الأرض تُعتبر ورقة أساسية لتحسين شروط التفاوض لصالح المقاومة.
وفي سياق آخر، يلفت الباحث إلى أن قاسم حرص على الإشارة بشكل غير مباشر إلى قضايا حساسة، مثل طرح إسرائيل مفهوم "الدفاع عن النفس"، وهو ما يراه مطر تدخلا خطيرا في الشأن اللبناني، وانتهاكا للسيادة اللبنانية وللقانون الدولي.
يختم مطر تحليله للكلمة بالإشارة إلى أنّ حزب الله، كما أوضح أمينه العام، يعتزم استئناف حياته السياسية بشكل طبيعي بعد الحرب، مع العمل على تطوير قدراته بما يخدم المصلحة الوطنية وإعادة الإعمار. (الجزيرة نت)