المحامون يستقبلون الحكومة في نسختها الجديدة بالتوقف عن ممارسة المهنة
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
أعلنت جمعية هيئات المحامين بالمغرب، التوقف عن ممارسة مهنة الدفاع ابتداءً من فاتح نونبر 2024 حتى إشعار آخر.
وأعلن المحامون عن التوقف الكامل عن المرافعة أمام الجلسات المدنية والجنائية والتجارية والإدارية والإجراءات بجميع أنواعها والصناديق.
يأتي هذا في إطار برنامج تصعيدي أشهره المحامون في وجه وزير العدل عبد اللطيف وهبي، بعد سلسلة من الخطوات الاحتجاجية التي خاضوها خلال الفترة الماضية، رفضا لمقتضيات مشروع قانون المسطرة المدنية، ومشروع قانون المسطرة الجنائية.
وجاء هذا القرار خلال اجتماع عقده مكتب الجمعية، يوم 26 أكتوبر 2024 في طنجة، حيث عبر المحامون عن رفضهم لما وصفوه بالإجراءات التي تستهدف مكانة مهنة المحاماة.
وأعربت الجمعية في بلاغها عن اعتزازها بدعم المحاميات والمحامين لمؤسساتهم المهنية في هذه المرحلة الاحتجاجية، مشيرة إلى أن التوقف عن العمل يأتي بعد استنفادهم لكل وسائل الحوار والمبادرات التي أطلقتها الجمعية على كافة المستويات دون أن تجد تفاعلاً كافياً من الجهات المعنية.
المصدر: مملكة بريس
إقرأ أيضاً:
هذا ما يقال عن الحكومة الجديدة
هذا ما يقال عن #الحكومة_الجديدة _ #ماهر_ابوطير
تقترب الحكومة الجديدة من الوقوف أمام البرلمان، في الوقت الذي تغرق فيه عمّان بالتحليلات والتوقعات حول أداء الحكومة، وهي تحليلات تتدفق إلى مسامع الرئيس.
من أبرز التحديات التي تتم الإشارة إليها علاقة الحكومة بكتلة النواب الإسلاميين، وهناك توقعات بحدوث حدة متبادلة على خلفية ملفات داخلية مختلفة، إلا أن الحكومة هنا سوف تستفيد من عدة أمور: أولها، أن المناخ العام بين الإسلاميين والمؤسسة الرسمية خلال الأسابيع القليلة الماضية، وبالذات بعد قصة “البيان رقم واحد” بعد حادثة الحدود بات ربما يميل إلى التسكين والتهدئة في ظل حالة الشكوك التي كانت قائمة لاعتبارات كثيرة، وهناك ترجيحات أن لا يدخل الإسلاميون بطريقة تصعيدية إلى البرلمان، في سياقات التهدئة وإبراق رسائل التطمين بعد فترة من التوترات، وتحوطا من سيناريوهات يروّج لها البعض، وتبدأ بحدوث مواجهة بين الطرفين وتصل حد حل البرلمان، بما يفرض على الإسلاميين أيضا استيعاب التفاصيل غير المعلنة محليا وإقليميا ودوليا، وتفويت الفرص على دعاة هذا السيناريو.
هذا يعني أن المناخ الضاغط الذي تولّد في عمان خلال الأسبوعين الفائتين قد يؤدي إلى علاقة تهدئة جزئية، وإن كان الإسلاميون يميلون بطبيعتهم إلى المعارضة، لكن استخلاصات الأسبوعين الفائتين ستؤدي على الأرجح إلى مشاركة هادئة على الأقل خلال الدورة الأولى.
مقالات ذات صلة تأملات قرآنية 2024/10/31يضاف إلى ما سبق أن هناك كتلا نيابية لن تميل إلى التصعيد مع الحكومة، وقد يكون من الخطأ هنا أن تتورط أي كتلة نيابية في مهمة مجابهة كتلة الإسلاميين نيابة عن غيرهم، لأن هذا سيؤدي إلى تصعيد داخل البرلمان ذاته، وسوف يؤسس لضدية سلبية، وهذا يعني أن الحكومة ذاتها عليها أن تتولى مهمة إدارة العلاقة مع الإسلاميين وعدم تركها لكتل نيابية قد يفترض بعض أعضائها أن المطلوب التنطح لكتلة الإسلاميين، عند أي رأي أو مشاركة، بدلا عن إدارة الحكومة للمشهد، من أجل كبح اندفاعهم أو التخفيف من خطابهم إذا كان تصعيديا، وهكذا نمط سينقل المواجهة المحددة دستوريا بأسس، من ما بين الحكومة وأي كتلة برلمانية معارضة، إلى ذات الكتل، وفي علاقة النواب ببعضهم البعض، وهنا فمن المؤكد أن حساسية موقع رئيس البرلمان المقبل تتضاعف اليوم، في ظل الحاجة لرئاسة برلمانية متمكّنة.
تمتزج هذه التصورات بكلام مبكر غير مفهوم السبب، حول احتمالات حل البرلمان، وهذا الكلام المتسرب يراد منه ربما إرباك النواب، أو إثبات فشل كل هذه التجربة، أو حتى التلويح الضمني بحل البرلمان إذا خرج بعض النواب أو الكتل عن الخطوط الحمراء، وعلى الأرجح فإن هكذا خيار غير مطروح أصلا، ومبكر جدا، ويبدو قائما على فكرة التهديد غير المباشر.
المعلومات التي تتدفق من وزراء وغيرهم، تشير إلى أن الرئيس على الأغلب سيكون أمام تعديل وزاري موسع بعد نهاية الدورة الأولى، لعدة اعتبارات أولها أن تشكيل الحكومة اتسم بالسرعة والحاجة لوزراء لهم خبرة في ملفاتهم، وثانيها أن أداء بعض الوزراء لا يجري في كل الوزارات كما يريد الرئيس أو يتوقع، وهناك وزراء بذات سرعة الرئيس، ووزراء أظهروا تثاقلا، وعلى أساس هذه التقييمات ستكون الحكومة أمام تعديل موسع إجباري، وليس اختياريا هنا، بعد أن تتضح كثير من التفاصيل، وربما إعادة تموضع في فريق الرئيس المباشر.
ذات الرئيس يسمع ممن ينقل له انطباعا يقول إن حكومته لن تبقى طويلا، وإن الرئيس قد يمل سريعا، أمام الملفات الثقيلة التي تحملها الحكومة بعد كل هذا الإرث المتراكم وبالذات اقتصاديا، إضافة إلى كلف الخصومات في عمان السياسية، والمناكفات والشغب، أو ضعف أداء بعض الوزراء، أو بعض معاوني الرئيس أو حتى بروز أزمات عامة، وهذا أمر يتوجب اختباره حقا، حتى لا يقال إن “أنفاس الرئيس” قصيرة وقد تلهث كل الحكومة سريعا في صعودها لهذا الجبل المتوعر خلال الشهور المقبلة، وهو ما سيحاول الرئيس إثبات عكسه خلال الفترة المقبلة.
كثير من الافتراضات التي يتم تداولها حاليا، بحاجة إلى اختبار فعلي، ولا يمكن التورط بتبني استنتاجات قبل أن نرى بأعيننا المشهد بين الحكومة و #النواب، وداخل الحكومة ذاتها.
سنصبر وسنرى بأمّ أعيننا.
الغد