اليمن نقطة اشتعال.. مستقبل الشرق الأوسط عقب الرد إسرائيل على إيران
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
قبل عام، لم يكن من المتصور أن تهاجم إسرائيل وإيران أراضي بعضهما البعض بشكل مباشر. وقد شن البلدان حرب ظل لسنوات، حيث استهدفت إسرائيل العلماء النوويين الإيرانيين، وقوافل الإمداد الإيرانية في سوريا وما شابه ذلك، في حين رعت إيران هجمات بالوكالة على إسرائيل فيما يعرف بمحور المقاومة.
تجاوزت إسرائيل وإيران خطوطاً حمراء منذ ابريل/نيسان الماضي، وغيرا قواعد الاشتباك أكثر من مرة. وكان هجوم ليلة السبت الإسرائيلي آخر تبادل الهجمات التي لا يبدو أنها ستتوقف.
لقد انتهى الهجوم الإسرائيلي، لكن نتائج الهجوم لا تزال غير واضحة. وتقلل طهران من شأن ذلك – بل وتسخر منه – الأمر الذي قد يكون أكثر تعبيرا عن رغبتها في وقف التصعيد من التقييم الحقيقي للضرر الذي ألحقته إسرائيل بإيران.
ومثلما أبقت إسرائيل الأضرار الناجمة عن الضربات الإيرانية في 1 تشرين الأول/أكتوبر سرا، من المرجح ألا تكشف إيران عن الصورة الكاملة للضربة الإسرائيلية، على الرغم من أن طهران ذكرت أن الضربات قتلت أربعة من الجيش النظامي الإيراني (وهو منفصل عن «الحرس الثوري»).
أجلنا البركان
وقال ماكس بوت على صحيفة واشنطن بوست: تبدو المنطقة بأكملها على وشك البركان. ربما تجنبنا ثورانا هائلا مرة أخرى – لكن التأجيل يمكن أن يكون مؤقتا فقط.
وأضاف: حرب الشرق الأوسط الأوسع، التي يخشاها الكثيرون، موجودة بالفعل. الشيء الوحيد الذي لا يزال يتعين تحديده هو شدته ونطاقه. من خلال استهداف مواقع الدفاع الجوي الإيرانية، جعلت إسرائيل إيران أكثر عرضة للغارات الجوية الإسرائيلية في المستقبل إذا هاجمت إيران إسرائيل مرة أخرى – أو يجب أن ترضخ حكومة نتنياهو للضغوط اليمينية لتوجيه ضربة أكثر حسما.
كتب الدبلوماسي الأمريكي آرون ديفيد ميلر على منصة أكس X. “ربما نكون قد تفادينا رصاصة اشعال الحرب، لكننا دخلنا أيضا منطقة مختلفة”. مشيراً: “لقد توسعت قدرة إسرائيل وإيران على تحمل المخاطر. يرى كلاهما الآن أنه من الممكن تجنب الحرب الشاملة حتى بعد الضربات المباشرة على أراضي بعضهما البعض. وهذه منطقة خطر”.
وهو أمر حذر منه أيضاً سيث فرانتزمان في صحيفة جيروزاليم بوست العبرية “تظهر الضربتان الإيرانيتان على إسرائيل والانتقام الإسرائيلي في 26 أكتوبر والآن أن المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل أصبحت أكثر طبيعية – ما يعني أن هناك المزيد من هذه الهجمات. يمكن أن يصبح وضعا طبيعيا جديدا في المنطقة.
وأضاف: اختفت الآن محرمات الضربات المباشرة، ويعتقد كلا البلدين الآن أنهما قادران على إدارة هذا الصراع. وبدلا من الضربات التي أدت إلى “حرب عالمية ثالثة” كما اقترح بعض المعلقين في الماضي، تدير الدول الصراع بنوع من التفاهم التصعيدي.
حصري- الحوثيون يتخذون إجراءات جديدة وسط مخاوف اغتيال قادة الجماعة الحوثيون بين طموح إقليمي وعبء ثقيل: هل ينجحون في خلافة حزب الله؟ (تحليل معمق) الضغط الأمريكيولم تهاجم إسرائيل منشآت النفط والمنشآت النووية الإيرانية في الهجوم واقتصر الأمر على منشآت عسكرية وبطاريات الدفاع الجوي اس -300 الروسي.
وجاء الضغط الرئيسي لتجنب المزيد من التصعيد من إدارة بايدن، التي تدرك تماما أن إيران يمكنها إغلاق مضيق هرمز، على الأقل مؤقتا، واستهداف القوات الأمريكية في المنطقة إلى جانب المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والدول العربية الأخرى. وإذا فعلت إيران ذلك، فإنها ستوجه ضربة كبيرة للاقتصاد العالمي. هذا هو آخر شيء يريد بايدن رؤيته، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
الحرب الباردة في الجنوب تتصاعد.. المجلس الانتقالي والحكومة اليمنية على حافة المواجهة هل سيلعب الحوثيون دورا أكبر في صراع الشرق الأوسط؟ الضربة الإسرائيلية مرتبطة باعتباراتمن جانبه يرى محلل الشؤون الإستراتيجية في روسيا رولاند بيجاموف، أن الضربة الإسرائيلية توحي أن حكومة نتنياهو أخذت بالاعتبار “التهديدات التي صدرت في وقت سابق عن مسؤولين إيرانيين بخصوص حجم وشكل رد بلادهم إذا وُجهت إليها ضربة تطال بالدرجة الأولى مواقعها النفطية والنووية، الشيء الذي تجنبته إسرائيل بشكل واضح في هجومها”.
ونقلت “الجزيرة نت” عن بيجاموف قوله “من حيث المبدأ، لا يستبعد أن تكون روسيا حذّرت إيران من طبيعة الهجوم الذي أعدته إسرائيل من خلال الوسائل المتوفرة لدى موسكو، بما في ذلك تقديم معلومات استخباراتية من الفضاء، لكنه أشار إلى أن طهران أيضا تملك هذه الوسائل وكانت مستعدة لهذا الهجوم”.
الحوثيون يوسعون العلاقات خارج محور إيران استراتيجية إيران الجديدة بعد حزب الله.. الحوثيون الخيار الواعد نقطة اشتعال اليمنويرى ماكس بوت أن الهجمات الإسرائيلية على إيران يمكن أن تتحول إلى حرب إذ أن اليمن “نقطة اشتعال أخرى محتملة”.
وأشار إلى أنه “منذ العام الماضي، يستهدف الحوثيون المدعومون من إيران الشحن في مضيق باب المندب الذي يفصل البحر الأحمر عن المحيط الهندي، مما يعطل التجارة العالمية ويجر القوات الأمريكية إلى المعركة لحماية الشحن.
أرسلت الولايات المتحدة قاذفات شبح من طراز B-2 لضرب مواقع تخزين الأسلحة الحوثية. ومع ذلك، تستمر هجمات الحوثيين، وتفيد صحيفة وول ستريت جورنال أن روسيا تدعمهم ببيانات الاستهداف.
وباختصار، نحن في لحظة بالغة الخطورة في الشرق الأوسط. لوقف الحرب الأوسع نطاقا هنا سوف يتطلب الأمر جهودا جبارة من قبل جميع الأطراف لمنعها من الخروج عن السيطرة. إن أفضل طريقة لبدء عملية خفض التصعيد هي أن توقف إسرائيل حملتها الوحشية على قطاع غزة والاعتداء على جنوب لبنان فوراً، ثم يقف الجميع لمراجعة كل الملفات.
يمن مونيتور27 أكتوبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام مستشارون منشقون عن حميدتي: الجيش السوداني أفشل مخطط حلفاء الإمارات السيطرة على ساحل البحر الأحمر مقالات ذات صلة مستشارون منشقون عن حميدتي: الجيش السوداني أفشل مخطط حلفاء الإمارات السيطرة على ساحل البحر الأحمر 27 أكتوبر، 2024 ريان غزة…طفل رضيع عالق تحت الأنقاض يبكي العالم (شاهد) 27 أكتوبر، 2024 صحيفة أمريكية.. روسيا تجعل الحوثيين أكثر قوة 26 أكتوبر، 2024 تحت شعار “لا بديل عن التأهل”… منتخب الناشئين يستكمل تحضيراته لمواجهة فيتنام 26 أكتوبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية مرصد حقوقي: محاكمة صحفيين في عدن إجراء تعسفي يجب أن يتوقف 26 أكتوبر، 2024 الأخبار الرئيسية اليمن نقطة اشتعال.. مستقبل الشرق الأوسط عقب الرد إسرائيل على إيران 27 أكتوبر، 2024 مستشارون منشقون عن حميدتي: الجيش السوداني أفشل مخطط حلفاء الإمارات السيطرة على ساحل البحر الأحمر 27 أكتوبر، 2024 ريان غزة…طفل رضيع عالق تحت الأنقاض يبكي العالم (شاهد) 27 أكتوبر، 2024 صحيفة أمريكية.. روسيا تجعل الحوثيين أكثر قوة 26 أكتوبر، 2024 تحت شعار “لا بديل عن التأهل”… منتخب الناشئين يستكمل تحضيراته لمواجهة فيتنام 26 أكتوبر، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك صحيفة أمريكية.. روسيا تجعل الحوثيين أكثر قوة 26 أكتوبر، 2024 مرصد حقوقي: محاكمة صحفيين في عدن إجراء تعسفي يجب أن يتوقف 26 أكتوبر، 2024 إتلاف ما يزيد عن 40 طن من الأدوية منتهية الصلاحية في تعز 26 أكتوبر، 2024 تعز.. الأسر المستبعدة من صرف المساعدات الإغاثية…معاناة مريرة وغلاء غير مسبوق! (تقرير خاص) 26 أكتوبر، 2024 الأرصاد اليمني يحذر المواطنين من التواجد في ممرات السيول 26 أكتوبر، 2024 الطقس صنعاء سماء صافية 16 ℃ 23º - 14º 56% 2.64 كيلومتر/ساعة 23℃ الأحد 22℃ الأثنين 23℃ الثلاثاء 22℃ الأربعاء 22℃ الخميس تصفح إيضاً اليمن نقطة اشتعال.. مستقبل الشرق الأوسط عقب الرد إسرائيل على إيران 27 أكتوبر، 2024 مستشارون منشقون عن حميدتي: الجيش السوداني أفشل مخطط حلفاء الإمارات السيطرة على ساحل البحر الأحمر 27 أكتوبر، 2024 الأقسام أخبار محلية 28٬291 غير مصنف 24٬185 الأخبار الرئيسية 14٬897 اخترنا لكم 7٬059 عربي ودولي 6٬953 غزة 6 رياضة 2٬348 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬250 كتابات خاصة 2٬082 منوعات 2٬003 مجتمع 1٬839 تراجم وتحليلات 1٬790 ترجمة خاصة 71 تحليل 13 تقارير 1٬611 آراء ومواقف 1٬543 صحافة 1٬485 ميديا 1٬406 حقوق وحريات 1٬325 فكر وثقافة 901 تفاعل 815 فنون 481 الأرصاد 322 بورتريه 64 صورة وخبر 36 كاريكاتير 32 حصري 22 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة | يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية 26 فبراير، 2024 معهد أمريكي يقدم “حلا مناسباً” لإنهاء هجمات البحر الأحمر مع فشل الولايات المتحدة في وقف الحوثيين أخر التعليقات Abdaullh Enanنور سبتمبر يطل علينا رغم العتمة، أَلقاً وضياءً، متفوقاً على...
SALEHتم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...
محمد عبدالله هزاعيا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...
.نرحو ايصال هذا الخبر...... أمين عام اللجنة الوطنية للطاقة ال...
issamعندما كانت الدول العربية تصارع الإستعمار كان هذا الأخير يمرر...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الشرق الأوسط نقطة اشتعال على إیران
إقرأ أيضاً:
مركز أبحاث أمريكي يتحدث عن إجراءات أكثر قوة ضد الحوثيين..والشرعية تدرس عملية عسكرية واسعة النطاق لاستعادة سلطة الدولة
قال مركز أبحاث أمريكي، أن التحالفات الدولية تدرس الآن اتخاذ إجراءات أكثر قوة وبعيدة المدى ضد الحوثيين في اليمن، وفي الوقت نفسه، تفيد التقارير أن القوات المسلحة اليمنية والشركاء الإقليميين والدوليين ينسقون لاستعادة الحكومة الشرعية في اليمن، وتعزيز الأمن البحري، واحتواء النفوذ الإيراني.
ورأى تحليل مركز الأبحاث والتحليل الأمريكي «Sari Global» - "أن ديناميكيات القوة الإقليمية المتغيرة، تشير إلى نقطة تحول استراتيجية محتملة في اليمن والشرق الأوسط الأوسع".
ومنذ منتصف ديسمبر 2024، أعرب المسؤولون والقادة العسكريون التابعون للحكومة اليمنية بشكل متزايد عن الحاجة إلى هجوم شامل لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون. وفق التحليل.
وتشير التصريحات الصادرة في ديسمبر إلى أن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، والتي شجعتها الديناميكيات الإقليمية المتغيرة وبدعم من الشركاء الدوليين، تنظر إلى العملية واسعة النطاق على أنها ضرورية لاستعادة سلطة الدولة.
واستعرض التحليل الأمريكي المطول الدوافع التي يمكن أن تشكل نقطة تحول لهجوم وشيك والبعد المحلي والإقليمي والدولي المساند لذلك، مشيرا إلى أن، الخطط تتركز على مناطق رئيسة مهمة مثل الحديدة، وهي مركز ساحلي استراتيجي ومعقل لقوة الحوثيين الاقتصادية وتهريب الأسلحة وتعطيل الملاحة البحرية.
تصاعد الاشتباكات: الحديدة كساحة معركة رئيسية
وفي العديد من المحافظات - تعز والضالع وشبوة ولحج وما وراءها - توضح المعارك المحلية الصراع المتصاعد وتنذر بهجوم أكبر تابع للحكومة ضد المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. في الضالع، صد مقاتلو المجلس الانتقالي الجنوبي مؤخرًا تقدمًا للحوثيين، مما يسلط الضوء على عجز الجماعة المسلحة عن تأمين جميع الجبهات.
وقد تم الإبلاغ عن مواجهات مماثلة في شرق تعز، حيث قام الجيش اليمني بتفكيك البنية التحتية للحوثيين، بما في ذلك الأنفاق بالقرب من معسكر التشريفات العسكري. وفي شرق الجوف، هاجمت قوات قبلية - وتحديداً قبيلة بني نوف - نقطة تفتيش حوثية، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة رداً على مقتل أحد أفراد القبيلة.
إن تدمير الجيش اليمني لأنفاق الحوثيين في شرق تعز - وهي جزء من خطوط المواجهة الأوسع التي تغذي الساحل الغربي - يوضح نمطًا من المكاسب التدريجية المصممة لتمهيد الطريق لعملية أكثر حسمًا. وفق التحليل الأمريكي.
تظل الحديدة نقطة محورية ذات أهمية استراتيجية، حيث أن النزوح القسري مؤخرا وتحويل منازل المدنيين إلى ثكنات للحوثيين، ونشر الألغام الأرضية على نطاق واسع، يؤكد على توقع الجماعة المسلحة لهجوم وشيك.
وعلى طول المناطق الساحلية في الحديدة وفي المناطق المجاورة مثل التحيتا، حيث يزعم الحوثيون أن الغارات الجوية الأمريكية البريطانية وقعت، فإن الوجود الراسخ للمقاتلين والتحصينات الثقيلة تعكس خطورة الصراع القادم.
إن البعد الإنساني للصراع واضح في السجون التي يديرها الحوثيين في صنعاء، حيث توفي معتقلون تحت التعذيب منهم أحمد طاهر الشرعبي، بالإضافة إلى أن أحكام الإعدام وآخرها على المهندس عدنان الحرازي بدوافع سياسية، وعمليات الاختطافات المستمرة والوفيات بسبب التعذيب وهذا يسلط الضوء على الانتهاكات الحوثية الممنهجة.
وتوفر هذه الانتهاكات للحكومة اليمنية التعبئة اللازمة لحشد الدعم الشعبي والدولي، حيث أن حملة الحوثيين القمعية في أماكن مثل سجن مدينة الصالح، وهجماتهم على المناطق السكنية واعتقالاتهم التعسفية في تعز وعدن ولحج، تغذي المطالبات المتزايدة برد عسكري حاسم.
وتطالب المظاهرات القبلية ــ مثل تلك التي تشمل قبيلة بني مطر بالقرب من صنعاء ــ بمحاسبة الحوثيين على قتلهم لرجال القبائل. وتتوازى هذه الاحتجاجات مع التوترات في مناطق أخرى، بما في ذلك إب ومأرب، حيث تودي المواجهات المسلحة بحياة أشخاص وتصيب المارة الأبرياء.
نحو هجوم أكثر شمولاً
يفسر المسؤولون الحكوميون هذه الضغوط التراكمية ــ الاشتباكات على الخطوط الأمامية، والنزوح القسري في الحديدة، وانتهاكات حقوق الإنسان، والاضطرابات القبلية ــ على أنها إشارات إلى أن التكتيكات التدريجية لم تعد كافية، وتعكس الدعوات إلى استراتيجية مدعومة من الولايات المتحدة لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية وقطع خطوط إمدادهم إجماعًا أوسع داخل الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.
والهدف هو كسر الجمود باستعادة المناطق الاستراتيجية مثل ميناء الحديدة، وتحييد معاقل الحوثيين في تعز والضالع وشبوة، والاستفادة من المعارضة القبلية لتقويض نفوذ الحوثيين في أماكن مثل شرق الجوف وضواحي صنعاء.
إن المسؤولين الحكوميين يرون أن السخط المتزايد من القبائل والمجتمعات المحلية والداعمين الدوليين، تحتاج حملة منسقة وقوية لتفكيك تحصينات الحوثيين واستعادة الدولة الشرعية وتخفيف الأزمة الإنسانية.
ومع تحول الخطوط الأمامية واكتساب القوات الحكومية للثقة، فإن هذه المواقع التي مزقتها الصراعات تعمل كمسرح لهجوم تحويلي قد يعيد تشكيل توازن القوى الداخلي في اليمن. وباختصار، فإن وجود نقاط اشتعال متعددة يعزز الشعور بنقطة تحول وشيكة. بحسب تحليل مركز الأبحاث الأمريكي.
نقطة تحول استراتيجية في اليمن
ويرى المسؤولون في الحكومة اليمنية أن الهجوم القادم ليس ضرورة تكتيكية، بل سيكون حجر الزاوية في خطة استراتيجية أوسع تهدف إلى استغلال موقف إيران الإقليمي الضعيف ورفض الحوثيين الالتزام بعملية سلام حقيقية، حيث توقفت الدبلوماسية منذ وقت طويل وسط تعنت الحوثيين، مما دفع الدبلوماسيين اليمنيين إلى التخلي عن خططهم.
إن هذه الاستراتيجية المقترحة، كما صاغها مؤخرًا سفير اليمن لدى الولايات المتحدة، محمد الحضرمي، تتركز حول ثلاثة تدابير حاسمة: تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية على قدم المساواة مع مجموعات مثل حزب الله وفيلق الحرس الثوري الإيراني، ودعم الحكومة والجيش اليمني في تحرير ميناء الحديدة الاستراتيجي، واستهداف التسلسل القيادي الحوثي لتعطيل هيكل قيادتهم.
ووفقًا للحضرمي، فإن مثل هذا التحول في السياسة الأمريكية من شأنه أن يرسل إشارة قوية إلى المنطقة والمجتمع الدولي بأن أعمال الإرهاب وانعدام الأمن البحري وزعزعة الاستقرار الإقليمي من قبل الحوثيين غير مقبولة على الإطلاق.
ومن خلال تقييد قدرة الحوثيين على الوصول إلى الدعم المالي والمادي من إيران، يهدف هذا النهج إلى تحييد الميزة النسبية للجماعة المسلحة، والتي تنبع في المقام الأول من خطوط إمداد الأسلحة والدعم الاستراتيجي من طهران.
إن تحرير ميناء الحديدة، وهو نقطة حيوية لتلقي وتوزيع الموارد، من شأنه أن يساعد في الوقت نفسه على استعادة موطئ قدم الحكومة اليمنية اقتصاديًا - وهو أمر بالغ الأهمية لدفع الرواتب وتقديم الخدمات العامة - وحرمان الحوثيين من قناة رئيسية للأسلحة المهربة من إيران. وعلاوة على ذلك، فإن كسر سلسلة القيادة الحوثية من خلال تدابير مستهدفة من شأنه أن يقوض تماسكهم العملياتي، ويجبرهم على النظر في الحلول السياسية بدلاً من الاعتماد على القوة.
وتظهر هذه الوصفات السياسية على خلفية النزوح القسري، والتحصينات الحوثية الثقيلة في المناطق الساحلية، وانتهاكات حقوق الإنسان المستمرة، وتكثيف المعارضة القبلية أن القبائل والمجتمعات التي كانت تاريخيًا تحافظ على مسافة حذرة من الصراع تنخرط الآن بشكل متزايد في مواجهات أو احتجاجات مباشرة.
ووفق التحليل "توفر هذه الموجة من المشاعر المناهضة للحوثيين للحكومة اليمنية فرصة استراتيجية لمواءمة هذه الضغوط الداخلية مع أهداف الهجوم المدعوم دوليًا".
وتتعزز أهمية هذه اللحظة من خلال المشاورات رفيعة المستوى وجلسات التخطيط بين كبار المسؤولين العسكريين اليمنيين والسعوديين. مثل ما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، التقى عضو مجلس القيادة الرئاسية ومحافظ مأرب، سلطان العرادة، بقادة القوات المشتركة للتحالف الذي تقوده السعودية في الرياض.
وركزت مناقشاتهم على تعزيز التعاون الاستراتيجي، وتحسين مستويات الاستعداد، وضمان أن تكون جميع الجهود العسكرية والأمنية منسجمة نحو استعادة الأراضي الحيوية - بما في ذلك العاصمة صنعاء - وتفكيك التمرد المدعوم من إيران.
وتسلط مثل هذه الاجتماعات الضوء على التنسيق الوثيق بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وحلفائها الإقليميين الرئيسيين، مما يعكس اعترافًا مشتركًا بأن الوقت قد يكون مناسبًا لحملة حاسمة.
وإذا أخذنا هذه التطورات مجتمعة، فإنها تنقل شعورًا متزايدًا بالعزيمة داخل الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا. ويزعم المسؤولون أن المكاسب التدريجية والمفاوضات الجزئية فشلت في تغيير الديناميكيات الأساسية للصراع. وبدلاً من ذلك، فإنهم يطالبون الآن بحل سياسي شامل.
إن اليمن بحاجة إلى نهج حازم ومتعدد الأوجه - عسكريًا ودبلوماسيًا واقتصاديًا - يمكنه تغيير توازن القوى بشكل أساسي. ومن خلال القيام بذلك، يأملون في كسر الجمود الطويل الأمد، والقضاء على قدرة الحوثيين على تهديد الممرات البحرية والدول المجاورة، وإرساء الأساس للسلام الدائم.
ومع التشكيك في نفوذ إيران الإقليمي، ووجود الدعم الأمريكي والسعودي في متناول اليد، والضغوط الداخلية المتزايدة التي تجبر على اتخاذ إجراء، يزعم القادة اليمنيون أن نقطة التحول الحاسمة ليست ممكنة فحسب، بل إنها ضرورية لاستقرار وسيادة الأمة في المستقبل.