طالبت إيران بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي للنظر في الهجوم الإسرائيلي على أراضي بلاده فجر أمس السبت، ومحاسبة تل أبيب، فيما أكدت إسرائيل أنها اختارات أهداف الهجوم مسبقا وفقا لمصالحها الوطنية، وليس حسب الإملاءات الأميركية.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده تحتفظ بحقها في رد مناسب على ما وصفه بالانتهاك الخطير والعدوان الذي لا يمكن فصله عن إبادة في غزة وسفك دماء في لبنان، مشيرا إلى أن 4 عسكريين قتلوا في الهجوم الإسرائيلي.

ودعا الوزير الإيراني العالم أن يتحد في مواجهة هذا التهديد المشترك للسلام والأمن الدوليين.

                                            بزشكيان قال إن إيران سترد على كل حماقة بحكمة وذكاء  (رويترز)

من جهته قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إنه على الأعداء أن يعلموا أن "شعبنا الشجاع يقف بلا خوف دفاعا عن أرضه وسيرد على كل حماقة بحكمة وذكاء".

من ناحيتها، ذكرت وزارة الخارجية الإيرانية أن لطهران "الحق في الدفاع عن نفسها وملزمة به"، لكنها أضافت أنها "تدرك مسؤولياتها تجاه السلام والأمن بالمنطقة"، وذلك في بيان اتسم بلهجة أخف حدة من البيانات الصادرة في موجات سابقة من التصعيد.

وكانت إيران أكدت أمس االسبت إن دفاعاتها الجوية تصدت بنجاح للهجوم الإسرائيلي، لكن 4 جنود قتلوا كما لحقت أضرار ببعض أنظمة الرادار، وفقا لما أعلنته هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية في بيان نقله التلفزيون الرسمي.

وفي نيويورك، قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة اليوم السبت إن "طائرات تابعة للكيان الصهيوني هاجمت مواقع عسكرية إيرانية من الأجواء العراقية"، وأضافت في منشور على منصة إكس أن "المجال الجوي العراقي تحت احتلال وقيادة وسيطرة الجيش الأميركي. والنتيجة: التواطؤ الأميركي في هذه الجريمة مؤكد".

وفي سياق متصل قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن المنشآت النووية في إيران لم تتأثر بالضربة الإسرائيلية، ودعا لضبط النفس إزاء ما قد يمس بسلامة وأمن المواد النووية والمشعة.

  إسرائيل قالت إن ضرباتها استهدفت منشآت لتصنيع الصواريخ ومواقع أخرى قرب طهران وفي غرب إيران  (أسوشيتد برس) الموقف الإسرائيلي

يأتي ذلك في وقت نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي  بنيامين نتنياهو ما تردد في بعض وسائل الإعلام من أن تل أبيب "أوقفت" مهاجمة منشآت نووية ونفطية إيرانية بسبب الضغوط الأميركية، وقال إن ذلك عار عن الصحة تماما.

وذكر المكتب في بيان: "لقد اختارت إسرائيل أهداف الهجوم مسبقا وفقا لمصالحها الوطنية، وليس حسب الإملاءات الأميركية".

وكانت القناة 13 الإسرائيلية ذكرت أن إسرائيل قررت مهاجمة منشآت النفط والطاقة في إيران لكن الخطة توقفت بعد محادثات مع واشنطن.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أمس السبت انتهاء هجومه على أهداف عسكرية في إيران.

وأفاد المتحدث باسمه بأنه سيرد إذا قامت إيران بأي تصعيد جديد، منوها بأن عشرات الطائرات شنت قبل فجر السبت 3 موجهات من الضربات على منشآت لتصنيع الصواريخ ومواقع أخرى قرب طهران، وفي غرب إيران، وحذر طهران من الرد.

كما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الهجوم الإسرائيلي على إيران كان مصمما للردع، دون إجبار طهران على مواصلة دورة الانتقام، ونقلت الصحيفة عن مسؤول مطلع على التخطيط الإسرائيلي أن التنسيق بين تل أبيب وواشنطن كان وثيقا للغاية.

ورحب وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير -السبت- بالضربات التي وجهتها بلاده لإيران، لكنه أكد أن القضاء على التهديد الإيراني يظل "واجبا تاريخيا" بالنسبة إلى إسرائيل.

وكتب بن غفير على منصة إكس يقول إن "الهجوم على إيران مهم بوصفه ضربة أولى لإلحاق الضرر بالمصالح الإستراتيجية لإيران، وينبغي أن يشكل هذا الأمر المرحلة المقبلة"، لافتا إلى أن "منع التهديد الإيراني من تدمير البلاد هو واجب تاريخي" يقع على إسرائيل.

الردود الدولية

وفي إطار المواقف الدولية قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه يأمل أن يكون هذا الهجوم نهاية للضربات المتبادلة، كما قالت نائبته كامالا هاريس إن هناك إجماعا بين قادة الشرق الأوسط على عدم التصعيد بعد الرد الإسرائيلي وهو رأي الولايات المتحدة.

وبيّن مسؤول أميركي رفيع أن واشنطن تدعو جميع الدول -التي لديها نفوذ على إيران- إلى الضغط عليها لوقف الهجمات ضد إسرائيل، من أجل وضع حد لهذه الدورة المباشرة من الهجمات.

وأكد المسؤول الأميركي أن الخطوط العريضة لضمان إنهاء الحرب في لبنان وغزة جاهزة، وأن الوقت حان للتوصل إلى توافق بهذا الشأن، وأضاف أن لدى بلاده قنوات مباشرة وغير مباشرة للتواصل مع إيران، من أجل تجنب أي سوء فهم، مشيرا إلى أن طهران تعرف المواقف الأميركية بهذا الصدد.

وقال المسؤول الأميركي إن بلاده سمعت من أطراف عدة في المنطقة، بينها أطراف ذات علاقة وثيقة بطهران، أن الهجوم الإسرائيلي سيكون نهاية الردود المتبادلة، لكن واشنطن سترى كيف تتطور الأمور.

وقد دانت قطر والعراق وباكستان وسوريا وتركيا والجزائر وتونس والسعودية والإمارات التي حذرت من المزيد من التصعيد. وقال الأردن إن الطائرات الإسرائيلية لم تستخدم مجاله الجوي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الهجوم الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

واشنطن تطرح صفقة طويلة الأمد مع إيران.. لا حرب ولكن! - عاجل

بغداد اليوم - بغداد

كشف مصدر مطلع، اليوم الثلاثاء (28 كانون الثاني 2025)، عن رسالة شفوية مقتضبة من البيت الأبيض إلى طهران تتضمن رؤية الرئيس الأمريكي الجديد لطبيعة العلاقة مع إيران.

وقال المصدر، لـ"بغداد اليوم"، إن "رسالة شفوية وصلت مساء الأحد من البيت الأبيض إلى بغداد، ومنها إلى وسطاء عراقيين لنقلها إلى طهران، تضمنت نقاطًا محددة تمثل خلاصة موقف واشنطن تجاه إيران".

وأضاف المصدر أن "الرسالة أكدت أن الرئيس الأمريكي لا يسعى إلى الحرب مع طهران، بل يهدف إلى التوصل إلى صفقة طويلة الأمد تنهي حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، مع التشديد على حماية المصالح الأمريكية في المنطقة".

وأشار إلى أن "رؤية الرئيس الأمريكي تتركز على منع إيران من الوصول إلى القدرة على إنتاج أسلحة نووية، في إطار صفقة شاملة تضمن تفوق حليفته في المنطقة، في إشارة إلى إسرائيل".

ولفت إلى أن "إيران تضررت بشدة في العديد من المحاور الإقليمية، مما يتيح فرصة جديدة لواشنطن لتحقيق تفاهمات طويلة الأمد معها، رغم أن الرسائل الأمريكية لا تزال غير علنية وتعتمد على وسطاء متعددي الأطراف".

وفي 22 كانون الأول الجاري، كشف مصدر مقرب من حكومة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أن الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب سلم طهران رسالة عبر سلطنة عمان في الأيام القليلة الماضية بهدف التفاوض على ملفات عديدة من بينها الملف النووي.

وقال المصدر مشترطاً عدم الإفصاح عن هويته لأنه غير مخول بالتصريح الرسمي لـ"بغداد اليوم"، إنه "في الأيام القليلة الماضية تسلمت إيران رسالة من الإدارة الأمريكية المنتخبة عبر سلطنة عمان وهي من القنوات المهمة في تبادل الرسائل بين طهران وواشنطن".

وأضاف، إن "رسالة ترامب التي كتبها إلى المسؤولين الإيرانيين يؤكد فيها استعداد للتفاوض مع طهران وإمكانية التوصل إلى اتفاق نووي غير الاتفاق الذي جرى التوصل إليه عام 2015 وانسحب منه ترامب شخصياً عام 2018".

وأوضح المصدر الإيراني إن "ترامب لن ينتظر أكثر من بضعة أشهر لتسلمه الرد من المسؤولين الإيرانيين بشأن استعدادهم للتفاوض على جملة من الملفات من أبرزها الملف النووي".

ووفق المصدر إن الرسالة الأمريكية توحي بأن "ترامب جاد للغاية لحوار مباشر ورفيع المستوى مع إيران في بداية عمله، وإذا قبلت إيران فإن هناك احتمالاً للتوصل إلى اتفاق، رغم أنه لن يكون هناك ما يضمن أنه حتى في حال التوصل إلى اتفاق فإن أمريكا ستلتزم به".

ويرى المصدر إن حكومة بزشكيان تعتقد بأن مواصلة التصعيد النووي من قبل طهران لن يؤدي إلى نتيجة وربما سيتم إحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي وعلى شكل فصول سبعة من مواثيق الأمم المتحدة باعتبارها تهديدا للسلم والأمن الدوليين، وستقع البلاد في فخ العقوبات الدولية واسعة النطاق، كما ستنضم روسيا والصين إلى الغرب في هذا الأمر، وللأسف ما كان يجب أن يحدث وخلال أقل من ثماني سنوات، انخفضت قيمة العملة الوطنية للبلاد بحوالي 300%".

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي خلال الاثنين الماضي خلال مؤتمر صحفي على ما ذكرته "بغداد اليوم"، بالقول إنه "لا يعلم بتسلم طهران رسالة من ترامب".

وفي الأسبوع الماضي، سافر الوفد التجاري العماني برئاسة نائب وزير التجارة العماني إلى طهران والتقى وناقش مع وزير الصناعة والتعدين والتجارة.

من جانبه، قال سفير إيران لدى عُمان موسى فرهنك، أول أمس الأحد، "على أعتاب العام الجديد، ومع زيارة وزير خارجية سلطنة عمان إلى طهران، سنشهد مرحلة جديدة من العلاقات بين طهران ومسقط وجولة جديدة من التعاون الإقليمي بين إيران وجيرانها".

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن لدى إيران خلافات مع الولايات المتحدة "جوهرية وأساسية للغاية" و"قد لا يتم حلها، لكن يجب علينا إدارتها بحيث يتم تقليل التكاليف والتوترات".

وأكد على هامش لقاء الوفد الحكومي أن قناة سلطنة عمان نشطة، وقال إن هناك دائما قنوات اتصال بين إيران وأمريكا، مبيناً "إن إمكانية تبادل الرسائل بين البلدين عبر السفارة السويسرية وطرق أخرى لا تزال قائمة".

مقالات مشابهة

  • خياران لا ثالث لهما.. أمريكا بين الضربة العسكرية والحلول السياسية مع إيران
  • خياران لا ثالث لهما.. أمريكا بين الضربة العسكرية والحلول السياسية مع إيران - عاجل
  • إيران تبدي استعدادا مشروطا لمحادثات نووية مع الغرب
  • إيران تعلن شرطها لبدء المفاوضات النووية
  • الأسلوب الإيراني في التفاوض
  • وزير الخارجية الإيراني: لم نتلق أي رسالة من ترامب بخصوص المفاوضات
  • وزير خارجية إيران: طهران لم تتلق رسالة من ترامب بخصوص المفاوضات
  • هكذا تراجع إيران حساباتها مع ترامب
  • واشنطن تطرح صفقة طويلة الأمد مع إيران.. لا حرب ولكن!
  • واشنطن تطرح صفقة طويلة الأمد مع إيران.. لا حرب ولكن! - عاجل