الفيلق اليهودي كيف أعادت الحركة الصهيونية إحياء جيشها بعد آلاف السنين؟
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
يذكر المؤرخ مارتن واتس "الفيلق اليهودي إبّان الحرب العالمية الأولى" أن "الفيلق اليهودي" كان أول وحدة عسكرية يهودية حديثة تُدمج في جيش نظامي بعد آلاف السنين منذ سقوط مملكة يهوذا.
وقد شكَّل هذا الأمر نقطة تحول كبيرة في التاريخ اليهودي والصهيوني، أما ما كان لافتا أن تأسيس هذا الفيلق تم خلال الحرب العالمية الأولى بوصفه جزءا من الجيش البريطاني، حيث سعى بعض قادة الحركة الصهيونية وعلى رأسهم زئيف جابوتنسكي وجوزيف ترومبلدور، وهما من أشد اليهود الروس المؤيدين للحركة الصهيونية المسلحة، إلى تكوين قوة عسكرية يهودية تُسهم في جهود الحرب البريطانية ضد الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى بهدف تأسيس دولة يهودية في فلسطين.
ففي العقد الأول من القرن العشرين، كانت الحركة الصهيونية التي أنشأها وترأسها الصحفي النمساوي تيودور هرتزل تسعى للحصول على اعتراف دولي بشرعية وجود دولة يهودية في فلسطين، التي كانت لا تزال تحت الحكم العثماني وقتئذ، وقد تزامن هذا مع سوء الأوضاع في أوروبا بالنسبة لليهود، حيث عانوا من تضييق واسع النطاق في أوروبا الشرقية وروسيا.
ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914، وجد القادةُ الصهاينة الذين خلفوا هرتزل فرصة لتأسيس قوة عسكرية يهودية تساعد الحلفاء في قتال الدولة العثمانية، التي كانت جزءا من المحور المعادي لهم.
زئيف جابوتنسكي (الجزيرة) قصة إنشاء "الفيلق اليهودي"بدأت الجهود لتأسيس الفيلق اليهودي منذ عام 1915، عندما توجه زئيف جابوتنسكي إلى بريطانيا لطرح فكرة تكوين كتيبة يهودية تُقاتل تحت العلم البريطاني، ورغم التردد المبدئي من الجانب البريطاني، فقد نجح جابوتنسكي في إقناعهم وشُكِّلت بالفعل "كتيبة راكبي البغال اليهودية" في العام ذاته بحسب ما تذكره الدكتورة عواطف عبد الرحمن في كتابها "المشروع الصهيوني والاختراق الصهيوني لمصر"، وكانت بمنزلة الخطوة الأولى في اتجاه تأسيس الفيلق اليهودي.
وقد ضمَّت هذه الوحدة اليهودية عددا من المتطوّعين اليهود من مختلف أنحاء العالم، وخاصة من المستوطنات اليهودية في فلسطين، وكان هدفهم من مساعدة القوات البريطانية على الجبهة في جاليبولي يتمثل في إسقاط الدردنيل ومن ثم إسطنبول والدولة العثمانية.
وقد ظهر فيلق راكبي البغال اليهودي بمساعدة من الكولونيل جون هنري باترسون المفوّض العسكري البريطاني، ونجح ترومبلدور شريك جابوتنسكي في قيادة هذا الفيلق الذي تكوَّن مِن 650 فردا، وأُرسِل 562 من أعضائه إلى جبهة جاليبولي تحت قيادة البريطاني الكولونيل باترسون، وكان الصهيوني ترومبلدور نائبا له.
وفي ذلك الحين أشاد الجنرال إيان هاملتون قائد القوة الاستكشافية في جاليبولي بخدمات فيلق راكبي البغال اليهودي، حيث كتب إلى مؤسِّسه جابوتنسكي في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 1915 قائلا: "لقد قام الرجال بعمل رائع، حيث كانوا يعملون بهدوء تحت نيران القذائف والبنادق الثقيلة، وقد أظهروا نوعا من الشجاعة أصعب من تلك الموجودة في الخطوط الأمامية التي كانت تحفّزها الإثارة القتالية".
ورغم هذه المجاملة من هاملتون، فإن "فيلق راكبي البغال" واجه مشكلات انضباطية كبيرة، مما استدعى فرض عقوبات بريطانية مثل الجلد العلني.
وبالإضافة إلى ذلك، أدَّت الاختلافات بين اليهود المثاليين، الذين انضموا فقط للهروب من البؤس في مخيمات اللاجئين، إلى إشعال مواجهات بين ترومبلدور الذي كان يُعرف بـ"الروسي" من جانب، واليهود السفارديم من جانب آخر، وخلال حملة جاليبولي قُتل ستة من أفراد الفيلق، وجُرح 25 آخرون، وحُلَّ الفيلق بعد انسحاب الحملة البريطانية الفاشلة التي انتصر فيها العثمانيون من جاليبولي في أوائل عام 1916.
ولكن مؤسِّس الفيلق جابوتنسكي واصلَ سعيَه لإعادة تشكيله هذه المرة على الجبهة الفلسطينية بحلول نهاية عام 1916، عندما تطوع 120 جنديا سابقا من فيلق راكبي البغال اليهودي مرة أخرى مع الجيش البريطاني ووصلوا إلى لندن، وقد عُيِّنوا جزءا من كتيبة لندن العشرين، وشكَّلوا نواة الفيلق الجديد الذي انضم فيه جابوتنسكي بصفته جنديا في هذه الكتيبة، وقدّم مع ترومبلدور عريضة للحكومة البريطانية لتشكيل فيلق يهودي جديد، لكن يكون مخصصا لفلسطين هذه المرة.
وفي عام 1917، ازدادت الضغوط الصهيونية على بريطانيا لتشكيل وحدات قتالية يهودية أكثر فعالية، وعُيِّن جابوتنسكي من جديد في قيادة التجنيد، وفي 23 أغسطس/آب من العام نفسه، وعندما كانت الحكومة البريطانية تستعد لإعلان وعد بلفور، أُعلن رسميا عن تشكيل "الفيلق اليهودي" في "الجريدة الرسمية بلندن"، ولكن تأسيسه الحقيقي على أرض الواقع دُشِّن عام 1918.
حيث ضمَّ وحدات عدة أبرزها الكتيبة 38 و39 و40 من كتائب بنادق رويال فيوزيليرز، وكانت معظم هذه الوحدات تتألفُ من متطوعين يهود من بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وفلسطين.
وفي نهاية المطاف، نُقِل الفيلق إلى فلسطين في يونيو/حزيران 1918، وتمركزت الكتيبة 38 في مواقع أمامية شمال القدس على التلال المواجهة للمعسكر العثماني.
الفيلق اليهودي في فلسطينقضى الفيلق العسكري اليهودي سبعة أسابيع في وادي الأردن، حيث انتشرت الملاريا بين الجنود وأثرت بشكل كبير على الوحدة، ومن بين 800 رجل، لم يتبقَّ سوى 150 جنديا نشطا في نهاية هذه الفترة الصعبة، وتوفي أكثر من 30 جنديا نتيجة الملاريا.
في 19 سبتمبر/أيلول 1918، كُلِّفت الكتيبة 38 وبعض سرايا الكتيبة 39 بمهمة السيطرة على جانبي أحد معابر نهر الأردن والتقدم شرقا، وبعد فشل المحاولة الأولى للاستيلاء على المعبر صدرت أوامر لمجموعة جابوتنسكي "بمحاولة ثانية… وتحقيق الهدف بأي ثمن".
وقد نجحت العملية وتمكن جنود مارجولين من الكتيبة 39 من عبور نهر الأردن والاستيلاء على مدينة السلط، حينها أشاد الجنرال شايتور قائد الجناح الأيمن لقوات الجنرال اللنبي بجنود الفيلق قائلا: "بسيطرتكم على معابر الأردن أسهمتم بشكل كبير في تحقيق الانتصار العظيم في دمشق".
وعقب الحرب العالمية الأولى، وبعد توقيع الهدنة مع الدولة العثمانية في 31 أكتوبر/تشرين الأول 1918، احتُلَّت فلسطين كاملة، وقد انضم الناجون من الكتيبة 38 إلى القوات البريطانية في مهام جديدة تتعلق بتأمين الاتصالات. وفي عام 1919، تغير اسم الفيلق إلى "فوج يهودا"، ومن ثم كُلِّفت فيالق اليهود بمهام الحراسة والسيطرة في المناطق الإستراتيجية، ومع مرور الوقت، خُفِّضت أعداد الفيلق تدريجيا، وفي نهاية عام 1919 لم يتبقَّ سوى بضع مئات من الجنود في الخدمة.
وخلال أحداث انتفاضة "موسم النبي موسى" بين الفلسطينيين واليهود المهاجرين في القدس عام 1920، استُخدم بعض أفراد الفيلق لحماية الأحياء اليهودية في المدينة، ولكنهم واجهوا عراقيل من السلطات البريطانية خشية تطور الموقف من الأهالي الفلسطينيين، واضطر المندوب السامي البريطاني في فلسطين هربرت صامويل إلى تشكيل قوة عسكرية مختلطة من العرب واليهود للحفاظ على النظام.
ولكن بعد وقت قصير، حُلَّ الفيلق بالكامل وانتهت تجربته في فلسطين آنذاك وذلك عام 1921، لكن تأثير هذا الفيلق امتد لسنوات عديدة بعد ذلك، لأن بعض أعضاء الفيلق اليهودي أصبحوا لاحقا من قيادات الحركة الصهيونية وإسرائيل، فقد انضم ديفيد بن غوريون رئيس وزراء إسرائيل الأول إلى الفيلق، ووصل بصفته عضوا في كتيبة 39 لقلاع الملك في الجيش البريطاني إلى مصر عام 1918، ومن هناك إلى فلسطين.
بل وأسهم بعضهم في تأسيس جيش الدفاع الإسرائيلي بعد قيام دولة إسرائيل في 1948، فعلى سبيل المثال أصبح يسرائيل جاليللي، أحد جنود الفيلق القدامى وصديق بن غوريون، واحدا من أبرز قادة عصابة الهاغاناه، وهو التنظيم العسكري الرئيسي للحركة الصهيونية الذي أذاق العرب الويلات قبل وأثناء النكبة الفلسطينية، ومن ثم أسهم في إنشاء جيش الدفاع الإسرائيلي.
من الفيلق إلى الجيش اليهودي
لم تمت الفكرة في عقول الصهاينة بعد حلِّ الفيلق عام 1921، ففي خلال الحرب العالمية الثانية التي انطلقت عام 1939، سعَى قادة الحركة الصهيونية إلى استغلال الفرصة من جديد لتشكيل جيش يهودي يمكن أن يُستخدم قوةً عسكرية وسياسية بعد الحرب، وكان على رأس هؤلاء ديفيد بن غوريون رئيس الورزاء الإسرائيلي الأول، الذي اعتقد أن الجيش اليهودي ضرورة حيوية لبناء الدولة اليهودية، ولكن رغم دعواته المتكررة لتجنيد يهود فلسطين، فإن عدد المتطوعين كان ضئيلا مقارنة بحجم الجالية اليهودية.
في ذلك الحين، واصل حاييم وايزمان، زعيم الحركة الصهيونية والرئيس الأول لإسرائيل، العمل للحصول على موافقة البريطانيين لتشكيل وحدات يهودية بجانب بريطانيا، ورغم أن بريطانيا كانت تخشى من ردود الفعل العربية، فإن زيادة الخطر الألماني النازي واحتمالية اقترابه من فلسطين جعلت وايزمان يضغط أكثر، مؤكدا أن اليهود سيواجهون مجازر إذا لم يتلقوا الدعم الكافي.
يمكن القول إن الحرب العالمية الثانية مَثَّلت فرصة ذهبية لقادة الحركة الصهيونية لتنفيذ مشروعهم بتأسيس قوة عسكرية يهودية مستقلة ترتكز على دعم بريطانيا والحلفاء، وقد تمحورت خطتهم حول بناء جيش يهودي يعمل في صفوف القوات البريطانية على أمل أن يكون لهذه القوة دور فعّال في تحقيق الاستقلال اليهودي بعد انتهاء الحرب. وكانت تجربة "الفيلق اليهودي" الذي شاركَ في الحرب العالمية الأولى بجانب بريطانيا، رغم محدوديتها، محفزا لاستثمار هذه الفرصة بهدف الحصول على مكاسب سياسية وعسكرية للمشروع الصهيوني.
ورغم الجهود الكبيرة التي بذلتها الوكالة اليهودية لتجنيد اليهود في فلسطين، فإن التجاوب كان محدودا، حيث تطوع أقل من 36 ألف يهودي من بين نصف مليون في فلسطين، في المقابل كان البريطانيون، الذين كانوا لا يزالون محتلين فلسطين، مترددين في دعم هذا المشروع بشكل كامل؛ خوفا من استعداء العرب الذين كانوا يُشكِّلون أغلبية السكان المحليين وكان لهم دور مؤثر في استقرار المنطقة.
في الجهة الأخرى، استمرَّ حاييم وايزمان في الضغط على بريطانيا للموافقة على تشكيل قوة يهودية، وركز في مراسلاته مع تشرشل على خطورة النازية والعداء العربي تجاه اليهود، وعبَّر عن قدرة اليهود على تجنيد خمسين ألف مقاتل إذا دُرِّبوا وسُلِّحوا بشكل مناسب، ورغم هذه الجهود من قادة الحركة الصهيونية، ظلّ البريطانيون مترددين بسبب حاجتهم إلى الحفاظ على دعم العرب في أثناء الحرب العالمية الثانية.
ولما وجدَ الصهاينة هذا التردد في الجانب البريطاني سارعوا إلى مواصلة جهودهم مع الولايات المتحدة الأميركية، ومن أجل ذلك شُكِّلت لجنة يهودية أميركية-بريطانية للضغط على الحكومتين لدعم إنشاء الجيش اليهودي، كما عمل وايزمان وبن غوريون على كسب دعم اليهود الأميركيين للمشروع، وفي تلك الأثناء تحركت عدة منظمات صهيونية أميركية، مثل "لجنة الطوارئ الصهيونية"، لحشد الرأي العام الأميركي لدعم الجيش اليهودي.
كان فلاديمير جابوتنسكي، زعيم "التصحيحيين" الذين نادوا باستيطان اليهود في الأردن وفلسطين، قد لعب منذ الحرب العالمية الأولى كما مرّ بنا دورا محوريا في الترويج لفكرة الجيش اليهودي، وقد سافر إلى الولايات المتحدة ليشيع أهمية إنشاء مثل هذا الجيش، ولكنه واجه صعوبات كبيرة في الولايات المتحدة، خاصة أن الجالية اليهودية الأميركية كانت تخشى من اتّهامها بازدواجية الولاء إذا دعمت جيشا يهوديا مستقلا، وبالإضافة إلى ذلك كانت الصهيونية تُعاني من تراجع في شعبيتها في ذلك الوقت بسبب القلق من مُعاداة السامية والمذابح التي تعرَّضَ لها اليهود في أوروبا.
ورغم هذه التحديات، استطاع جابوتنسكي حشدَ دعم أنصاره في الولايات المتحدة، إذ دعا إلى تشكيل جيش يهودي مستقل تحت راية الحلفاء لمحاربة النازية، ولكنه أثناء نشاطه المكثّف هذا تُوفي عام 1940، مما أدى إلى توقف مؤقت في نشاط الحركة التصحيحية، قبل أن يُعاوِدَ أنصاره نشاطهم تحت قيادة برجسون الذي أسَّس لجنة خاصة لدعم إنشاء الجيش اليهودي.
وفي نهاية المطاف، عام 1944، ومع استمرار الضغوط الكبيرة من قادة الصهيونية ومنظمات يهودية أميركية، وافقت بريطانيا على تشكيل "الفرقة اليهودية" أو "الفيلق اليهودي" الذي كان له علمه الخاص، وقد شاركت هذه الفرقة في العمليات العسكرية على الجبهة الأوروبية، كان هذا انتصارا كبيرا للصهاينة الذين كانوا يسعون منذ بداية الحرب إلى تأسيس قوة عسكرية يهودية معترف بها دوليا.
ساهمت هذه الفرقة في تحسين صورة اليهود بوصفهم قوة عسكرية بين الحلفاء، وعززت من فرصهم في المحافل السياسية الدولية، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية سنة 1945، وبالإضافة إلى ذلك كان للفرقة اليهودية دور كبير في بناء الخبرة العسكرية لدى الشباب اليهودي في فلسطين، وهي خبرة استفادوا منها لاحقا في حروبهم ضد العرب بعد قيام دولة إسرائيل سنة 1948.
مع نهاية الحرب، لم يقتصر دور الحركة الصهيونية على الحصول على الدعم السياسي، بل لعبوا دورا كبيرا في تهريب الأسلحة إلى فلسطين استعدادا للصراع القادم مع العرب، وقد نُظِّمت عمليات سرية لتهريب الأسلحة من الولايات المتحدة، حيث لعبت منظمات صهيونية أميركية دورا حاسما في تمويل هذه العمليات وتسهيل شحن المعدات الحربية إلى فلسطين.
وقد كانت هذه العمليات جزءا من جهود أوسع لبناء بنية تحتية عسكرية في فلسطين استعدادا للمواجهة المحتملة مع العرب، وكان ديفيد بن غوريون يقود هذه الجهود، وقد أشار في مذكراته إلى أن الصهاينة تمكّنوا من شراء معدات عسكرية متطورة بقيمة عشرين مليون دولار شُحِنت إلى فلسطين دون اكتشافها من قِبَل السلطات البريطانية. وعند انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، كانت القوات الصهيونية قد أصبحت جاهزة للمرحلة المقبلة من الصراع، ولا شك أن تجربة "فيالق اليهود" في الحرب العالمية الأولى، وتجربة "الجيش اليهودي" خلال الحرب العالمية الثانية، شكّلتا الأساس الذي بُنيت عليه القوات المسلحة الإسرائيلية لاحقا، التي كان لها دور حاسم في الصراع مع العرب في كل الحروب التالية، وعلى رأسها حروب النكبة والنكسة وما تلاها.
يمكن القول إن الفيلق اليهودي ثم الجيش اليهودي كانا تجربتين فارقتين في تاريخ اليهود الحديث، ليس فقط من الناحية العسكرية، بل أيضا من الناحية السياسية والرمزية، إذ إن مشاركتَه في الحرب العالمية الأولى تحت راية الجيش البريطاني قد أعطَت الحركة الصهيونية شرعية سياسية وأظهرت قدرتها على المساهمة في المجهود الحربي، كما أن دورَ الفيلق في المشاركة في هزيمة العثمانيين في فلسطين قد أسهم لاحقا في إنشاء "الجيش اليهودي" في الحرب العالمية الثانية، وهو الأمر الذي أسهم في إنشاء الدولة والجيش الإسرائيلي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أبعاد فی الحرب العالمیة الأولى الحرب العالمیة الثانیة ت الحرکة الصهیونیة الدولة العثمانیة الولایات المتحدة الجیش البریطانی الجیش الیهودی إلى فلسطین بن غوریون فی فلسطین یهودیة فی فی نهایة التی کان جزءا من
إقرأ أيضاً:
اليونيسف: الحرب الإسرائيلية على لبنان تترك تداعيات خطيرة على الأطفال
نيويورك-سانا
حذرت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف كاثرين راسل اليوم من أن الحرب الإسرائيلية المستمرة على لبنان تترك تداعيات خطيرة وتؤثر بشكل كبير على الأطفال.
ونقلت وكالة فرانس برس عن راسل قولها في تصريح اليوم: “إن الحرب المستمرة في لبنان تؤدي إلى قلب حياة الأطفال رأساً على عقب، وفي كثير من الأحيان تتسبب في إصابات جسدية خطيرة وندوب نفسية عميقة”، موضحة أنه وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية استشهد 166 طفلاً منذ تشرين الأول 2023، في حين أُصيب ما لا يقل عن 1168 آخرين وهذه الأعداد المأساوية تتزايد
يوماً بعد يوم.
وأشارت إلى أنه منذ الرابع من تشرين الأول من هذا العام يقتل طفل واحد على الأقل كل يوم ويصاب عشرة آخرون، موضحة أن آلاف الأطفال الآخرين الذين نجوا جسدياً منذ أشهر من القصف المستمر يعانون الآن من علامات مقلقة على الضيق النفسي والسلوكي والجسدي والخوف العميق، كما أنهم محرومون من الأمان والاستقرار والدعم الذي توفره المدرسة، حيث يفتقد العديد من هؤلاء الأطفال إلى الأماكن التي يحتاجونها للعب والتعلم والتعافي.
وتابعت راسل: إن “الحرب تمزق البيئات الآمنة والراعية التي يحتاجها الأطفال وعندما يجبرون على تحمل فترات طويلة من التوتر النفسي المؤلم فإنهم يواجهون مخاطر صحية ونفسية خطيرة قد تستمر آثارها مدى الحياة”، مشيرة إلى أن اليونيسف قدمت الدعم النفسي والاجتماعي لنحو 10 آلاف طفل لكن الشفاء الحقيقي لا يمكن أن يبدأ إلا عندما يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وفوري حتى يتمكنوا من الوصول بأمان إلى الخدمات الأساسية ويبدؤون بالتعافي من صدمة الحرب.