اللواء محمود حامد عرفات: نصر أكتوبر يظل عنوانًا للفخر والعزة
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
في مستهل كلمته التي ألقاها خلال إحتفالية نقابة المهندسين بمرور 51 عامًا على انتصار حرب أكتوبر المجيدة، قدَّم اللواء أركان حرب المهندس محمود حامد عرفات- أمين عام النقابة، التحية والتقدير للحضور من رجال وأبطال القوات المسلحة، وعلى رأسهم اللواء أركان حرب الدكتور سمير فرج- المفكر العكسري والخبير الاستراتيجي، مشيرًا إلى أنه تلقَّى على يديه العلوم العسكرية وتتلمذ على يده، مثله مثل معظم قادة القوات المسلحة.
حرب أكتوبر شكَّلت انعطافًا تاريخيًّا قلب موازين القوة في المنطقة بفضل التخطيط الاستراتيجي الدقيق
وأكد "عرفات" أن حرب أكتوبر 1973، لا تُعد مجرد انتصار عسكري، بل علامة فارقة في التاريخ المصري الحديث، وتجسيد لإرادة أمة رفضت الهزيمة وكتبت بدماء أبنائها فصلًا جديدًا من الكبرياء والعزة، كما شكَّلت انعطافًا تاريخيًّا قلب موازين القوة في المنطقة بفضل التخطيط الاستراتيجي الدقيق، قائلًا: "في هذه الحرب، اصطفَّ المصريون حول جيشهم وقيادتهم السياسية، مؤمنين بحقهم في استعادة أرضهم؛ ليصنعوا تاريخًا جديدًا في مواجهة عدو كان يظن أنه لا يُقهر، محققين نصرًا عظيمًا أشاد به العالم، ومجَّده العدو نفسه، واعتبره الخبراء مثالًا يُدرَّس في العلوم العسكرية"، مستطردًا: "إذ قال عنها وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان بعد 48 ساعة من اندلاعها، إن هذه حرب صعبة.. معارك المدرعات فيها قاسية، ومعارك الجو مريرة، إنها حرب ثقيلة بأيامها وثقيلة بدمائها".
وعظَّم أمين عام نقابة المهندسين من انتصار حرب أكتوبر، كونها أحد أعظم المعارك العسكرية في العصر الحديث، حيث خاض الجيش المصري المعركة على طول جبهة القتال لقواته البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي، فشهدت واحدة من أكبر الضربات الجوية في التاريخ، بمشاركة نحو 220 طائرة، مهَّدت الطريق لإحدى أعظم المعارك العسكرية في التاريخ الحديث، فضلًا عن التمهيد النيراني الكثيف بـ 2000 مدفع، قائلا: "وجاء اقتحام الجيش المصري لـخط بارليف أكبر مانع عسكري في التاريخ، الذي شيد على امتداد شرق قناة السويس، ليُشكِّل اقتحامه أهم وأعقد الإنجازات في تلك الحرب، فلم يكن مجرد عبور لمجرى مائي، بل كان اختراقًا لحصون وُصِفت بأنها أقوى التحصينات العسكرية في التاريخ".
وأشاد "عرفات" بالدور العظيم للمهندسين المصريين المدنيين والعسكريين من مختلف التخصصات الهندسية في مراحل التخطيط والإعداد والتجهيز للقوات المسلحة، وكذا معارك الاستنزاف ومعركة أكتوبر المجيدة، حيث شاركوا في استيعاب التطور التكنولوجي للمعدات والأسلحة الحديثة والحفاظ على كفاءتها الفنية وتطويرها، كما ساهموا في جميع أعمال التجهيزات الهندسية للقواعد والمطارات الجوية، وكذا قواعد صواريخ الدفاع الجوي ومراكز القيادة والسيطرة، واختلطت دماؤهم "عسكريون ومدنيون" مع دماء زملائهم من كافة الأسلحة المقاتلة والمعاونة، موضحًا أن الجيش المصري نجح في تحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر، واسترداد جميع الأراضي المحتلة في شبه جزيرة سيناء واسترداد السيادة المصرية الكاملة على قناة السويس، وأظهرت الحرب أن التعاون العربي العسكري والاقتصادي يمكن أن يحقق قوة الردع العربية للحفاظ على الأمن القومي العربي ضد أي محاولات لتهديده والمساس به.
واختتم "عرفات" كلمته بالتأكيد على حق الجميع بالفخر بقواتنا المسلحة، التي أنجزت هذا الانتصار الذي غيَّر موازين القوى في المنطقة، ليبقى عنوانًا للفخر والعزة، ودليلًا على أن الإرادة القوية يمكنها قلب المعادلات وتغيير مجرى التاريخ.
جدير بالذكر، أن الاحتفالية انطلقت بحضور المهندس طارق النبراوي- نقيب المهندسين وهيئة مكتب النقابة،وبينهم الدكتور المهندس أحمد البدوي سيد - وكيل النقابة، والمهندس محمود حامد عرفات- الأمين العام، والمهندس كريم الكسار- الأمين العام المساعد، والدكتور المهندس سعد مكرم- أمين الصندوق المساعد، ومشاركة اللواء أركان حرب الدكتور سمير فرج، وعدد من قادة القوات المسلحة الذين شاركوا في حرب أكتوبر المجيدة، ومنهم اللواء أركان حرب حسين مسعود- وزير الطيران السابق، واللواء محمد نادر عبد الوهاب، واللواء أركان حرب عصام عبد الحليم، واللواء أركان حرب بحري محمود متولي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أبطال القوات المسلحة التخطيط الاستراتيجي الدكتور سمير فرج الخبير الاستراتيجي الجيش المصري انتصار حرب أكتوبر حرب اكتوبر المجيد حرب أكتوبر 1973 لواء أركان حرب نقابة المهندسين اللواء أرکان حرب حرب أکتوبر فی التاریخ
إقرأ أيضاً:
خبير استراتيجي: هيكلة الوحدات العسكرية الإسرائيلية بعد فشلها في 7 أكتوبر
قال العميد عادل المشموشي، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن الحروب عادة هي التي تخضع العسكريين عامة، والقياديين لامتحانات عسيرة، حيث من يحقق نجاحات يتم ترقيته لمراكز هامة بالنسبة له، وبالعكس من يتبين أنه أخفق في المهام الموكلة إليه ربما يتم يخضع للمساءلة ومحاسبته على ضوء النتائج التي تحققت.
أضاف «المشموشي»، خلال مداخلة مع الإعلامي خالد عاشور، على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الوحدة الإسرائيلية 8200 تعد من الوحدات الأكثر شهرة في الاستخبارات الإسرائيلية، بل تعتبر هي الركيزة الأساسية لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية على المستوى المركزي، وانشأت منذ ثلاثينات القرن الماضي، بالتالي لديها تاريخ عريق في متابعة الحروب والنشاطات الاستخباراتية من قبل العدو الإسرائيلي.
وتابع: «وفي السنوات الأخيرة، خاصة بعد عملية طوفان الاقصى، نلحظ أن هذه الوحدة تلقت انتكاسة كبيرة عندما أخفقت في تقدير أو استشراف عملية طوفان الأقصى، بالتالي يسجل عليها أن ذلك تقصيرا كبيرا في العمل الاستخباراتي، خاصة في إغفالها أو عدم تمكنها من كشف مؤشرات التحركات الفلسطينية التي كانت تتحضر لها منظمتي الجهاد الإسلامي وحماس في هذا الإطار».
واصل: «أعتقد أن الأمور قد لا تتوقف عند بعض التنقلات أو الاستبدالات في القيادات إنما يبدو أن العدو الإسرائيلي أجرى تحقيقات معمقة في هذا الإطار، وربما يصار إلى تغييرات جذرية من حيث الهيكلية أو طريقة الاستعلام، بالتالي كل الوحدات التي ثبت إخفاقها، خاصة في مجال الاستعلام التقني، ربما ستطرح عليها تغييرات جذرية، وربما مسائلات وملاحقات».