امتلاك اليمن لـ “صواريخ فرط صوتية” .. سيغير من قواعد الردع في المنطقة
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
يمانيون – متابعات
باتت القوات المسلحة اليمنية تمتلك الكثير من القدرات والمنظومات الرادعة، التي تم تصنيعها محلياً في إطار التطوير المستمر للقوة الصاروخية، بفضل اهتمام القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى وكثمرة من ثمار ثورة الـ21 من سبتمبر التي حررّت القرار اليمني من الهيمنة والوصاية الخارجية.
امتلاك اليمن ترسانة صاروخية متطورة وإنتاج منظومات متقدمة من الصواريخ الهجومية، بما فيها صواريخ فرط صوتية ذات القدرات العالية والتكنولوجيا الحديثة، يجعله قوة إقليمية مهمة في المنطقة، ويصبح بذلك أول دولة عربية منتجة لهذا السلاح الإستراتيجي النوعي.
تحتل صواريخ فرط الصوتية، قائمةَ أهم أسلحة الردع الاستراتيجية في مضمار التنافس الدولي ، وقد منحت هذه الصواريخ الدول الكبرى رقما صعبا في موازين القوة. وفي هذا السياق نجحت روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية في إنتاج مثل هذه التقنيات الصاروخية ذات الدقة العالية، وطوَّرت أجيالاً من الصواريخ المجنحة والنقطية وفرط الصوتية التي تُعد الأحدث تكنولوجيًا.
يتميز صاروخ فرط الصوتي يمني الصنع، بقدرات هائلة يصل مداه إلى 2150 كيلو مترًا، ويعمل بالوقود الصلب على مرحلتين، ويتمتع بتقنية التخفي وسرعة تصل إلى 16 ماخ، ما يجعله قادرًا على تجاوز أحدث منظومات الدفاع الجوي، بما في ذلك “القبة الحديدية”، فضلاً عن امتلاكه قدرة عالية في المناورة، وفعالية كبيرة في اختراق الدفاعات الجوية.
تطوير القدرات الصاروخية اليمنية، أصبح مثار قلق واشنطن ولندن والعدو الصهيوني، كما أن دخول اليمن نادي سباق التسلح الصاروخي الدولي، سيمكنه من تغيير موازين القوى وقواعد الردع في المنطقة، خاصة مع الحرب الصهيونية المدعومة أمريكياً وبريطانياً على فلسطين ولبنان ومحور المقاومة بصورة عامة.
لطالما عملت أمريكا وبريطانيا منذ عقود على تزويد إسرائيل بمختلف أنواع الأسلحة وأشدها فتكاً في محاولة لتوسيع هيمنتها على المنطقة بدعم من بعض الدول العميلة والمتصهينة، وما حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها كيان العدو في فلسطين ولبنان، وشن العدوان على اليمن وسوريا والعراق إلا دليلاً على المؤامرات الأمريكية، البريطانية الغربية على المنطقة برمتها.
امتلاك اليمن لصواريخ فرط صوتية فاجأ أمريكا وفقًا لما نقلته وكالة “اسوشيتد برس” عن المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ التي قالت “ليس لدينا ما يشير إلى أن الحوثيين لديهم صواريخ فرط صوتية”، في حين أن البنتاغون ووعيًا منها بمفاجأة ما، تركت باب التكهن مفتوحًا. كما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤول أمريكي كبير قوله إن الحوثيين أجروا تجربة إطلاق صاروخ جديد متوسط المدى” وترك باب الغموض مفتوحا حول نوعيته.
حينما كذّبت واشنطن خبر امتلاك صنعاء صواريخ فرط صوتية حسب وسائل إعلام دولية، جاءها رد القوات اليمنية باستهداف هدف عسكري في منطقة “يافا” بفلسطين المحتلة في سبتمبر الماضي، بصاروخ فرط صوتي الذي قطع مسافةً تقدّر بـ 2040 كيلو متراً في غضون 11 دقيقة ونصف الدقيقة، حينها أيقنت أمريكا ذلك ونقلت قناة “سي إن إن” عن مسؤول عسكري كبير قوله “إن الحوثيين يواصلون مفاجأتنا وليس لدينا فكرة عما لديهم من أسلحة”.
اعترفت وسائل إعلام صهيونية بفشل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية بالكامل في اعتراض الصاروخ الذي أطلق من اليمن رغم تحليقه لمدة 20 دقيقة، إلا أنه اخترق المجموعة الكاملة متعددة الطبقات لنظام الدفاع الجوي الإسرائيلية آرو، القبة الحديدية، مقلاع داود، الطائرات ووسائل التشويش المضادة للطائرات، واستهدف هدفا بالقرب من مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب.
يرى محللون عسكريون، أن امتلاك اليمن مؤخراً صواريخ فرط صوتية، بمثابة تفوق عسكري استراتيجي غير مسبوق للشعب اليمني، وفي ذات الوقت شكل ضربة قاصمة للعدو الأمريكي، البريطاني الصهيوني، الذي جعل من نفسه عصا غليظة وقوة عظمى في المنطقة.
تطوير اليمن لقدراته الصاروخية، يأتي ترجمة عملية لخطابات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي دائماً ما يؤكد تطوير قدرات اليمن الصاروخية وتوّعده بمسار تصعيدي وقدرات عسكرية جديدة لمواجهة كيان العدو الصهيوني.
وقال “إن القادم أعظم، وهناك بشائر كبيرة نترك المجال للفعل ثم نعقّب عليه بالقول، وسيرى العدو والصديق وشعبنا العزيز مستوى الإنجازات ذات الأهمية الاستراتيجية التي تجعل بلدنا في قدراته في مصاف دول محدودة ومعدودة في هذا العالم”.
امتلاك الشعب اليمني لصواريخ فرط صوتية، بقدر ما هو إنجاز عسكري يُحسب للقوى الوطنية في صنعاء، هو رسالة لقوى الهيمنة والاستكبار العالمي وأدواتها في المنطقة أن باستطاعة اليمن توجيه ضربات مؤذية لها، وأن من استهدف السفن المرتبطة بالعدو الصهيوني في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي، قادر على دك القواعد العسكرية الأمريكية بالصواريخ فرط صوتية وإعادة رسم خارطة المنطقة لصالح محور المقاومة؛ وبالتالي تغيير قواعد الردع في المنطقة.
—————————–
– وكالة سبأ
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: صواریخ فرط صوتیة امتلاک الیمن فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: "صواريخ أتاكمز" تزيد احتمال هزيمة أوكرانيا
دخلت الحرب الروسية الأوكرانية مرحلة بالغة الخطورة من التصعيد بعد استخدام أوكرانيا للصواريخ بعيدة المدى التي حصلت عليها من الولايات المتحدة وبريطانيا لضرب أهداف في العمق الروسي، في الوقت الذي عدلت فيه موسكو عقيدتها النووية بما يسمح لها باستخدام ترسانتها النووية ردا على أي هجوم كبير بأسلحة تقليدية.
واضطرت الولايات المتحدة، الثلاثاء، إلى إغلاق سفارتها في العاصمة الأوكرانية كييف وطالبت كل العاملين فيها بالدخول إلى الملاجئ في حال سماع صافرات الإنذار، في ظل المخاوف من هجوم روسي ضخم على كييف، واستهداف مبان أميركية ردا على سماح واشنطن لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى أتاكمز لضرب العمق الروسي.
وفي تحليل نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأميركية قال دانيال إل. ديفيز الزميل والخبير العسكري في مؤسسة أولويات الدفاع والضابط السابق في الجيش الأميركي إنه من غير الواضح السبب الذي دفع الرئيس الأميركي جو بايدن، في هذه المرحلة المتأخرة من الحرب وفي اللحظة الأخيرة من رئاسته، القيام بإجراء يحمل في طياته مخاطر تصعيد الحرب بشكل كبير، ومن الواضح جدًا أن هذا القرار يمثل خطرا كبيرا وغير ضروري على الولايات المتحدة، في حين يزيد احتمالات هزيمة أوكرانيا، وليس العكس.
في المقابل هناك شخصيات معروفة في واشنطن أشادوا بقرار بايدن بالسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أتاكمز لمهاجمة أهداف في عمق روسيا.
قد خرج الجنرالات السابقون جاك كين وباري ماكافري ويسلي كلارك لدعم قرار الرئيس، في حين انتقد كين وجود قيود كثيرة جدا على استخدام الصواريخ الأميركية في أوكرانيا.
ويرى ديفيز أن "هؤلاء الجنرالات الذين يرفغون شعار الحرب الأول قدموا نصائح كارثية على شاشات التلفزيون طيلة هذا الصراع، مشيرا إلى أنه في سبتمبر من العام الماضي، عندما تم الكشف عن فشل هجوم الصيف الأوكراني، أعلن الجنرال ديفيد بترايوس أن أوكرانيا لا تزال قادرة على التسبب في "انهيار" الدفاعات الروسية، في حين أن ديفيز كتب قبل أشهر من بدء هجوم الصيف أن أساسيات الحرب أظهرت أن أوكرانيا ليس لديها أي فرصة تقريبا للنجاح، فهل لا يفهم جنرال سابق يحمل أربعة نجوم وشغل أعلى المناصب في العسكرية الأميركية هذه الأساسيات حتى بعد أشهر من ظهور الفشل بوضوح لكي يواصل الادعاء بأن الروس سوف ينهارون".
ويقول ديفيز إنه "في يوليو 2023 وبعد شهر واحد من بدء هجوم الصيف الأوكراني وشهرين من ادعاء بتريوس بأن قوات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مازالت قادرة على تحطيم الدفاعات الروسية، كتب مقالا قال فيه إنه من الواضح أن الهجوم قد فشل. وأن المسار الأكثر حكمة وعقلانية وأخلاقية لكييف والغرب هو "السعي إلى تسوية تفاوضية تحافظ على أكبر قدر ممكن من الحرية والأراضي لكييف وأن إنهاء الحرب ال ن من شأنه أن يوقف مسلسل القتل والإصابة لعشرات الآلاف من المقاتلين الشجعان والأبطال في أوكرانيا الذين ستحتاجهم كييف لإعادة بناء بلادهم بمجرد انتهاء الحرب".
ويقول ديفيز إن هذا "يكشف حقيقة الموقف الصعب للقوات الأوكرانية سواء قبل الهجوم أو أثناءه أو بعده. ومع ذلك، تجاهلها كبار الجنرالات في الولايات المتحدة، ونصحوا الحكومات الغربية بمواصلة الحرب، وهو ما أدى إلى مقتل آلاف الأوكرانيين الذين كان يمكن أن يظلوا على قيد الحياة لو اعترف بايدن بالحقائق العسكرية الأساسية في صيف عام 2023 وسعى إلى تسوية تفاوضية للحرب".
ويضيف ديفيز أن "الحقيقة اليوم أشد وضوحا. فعدد الصواريخ بعيدة المدى التي تمنحها الولايات المتحدة لأوكرانيا لن يغير في الأمر شيئا، فهذه الصواريخ لا تستطيع وحدها تغيير ديناميكية ساحة المعركة - تمامًا مثل الدخول السابق للدبابات الغربية، وناقلات الجنود المدرعة، وقطع المدفعية، وأسلحة الدفاع الجوي، وأنظمة هيمارس، أو حتى طائرات إف16 المقاتلة إلى المعركة. لقد خسرت كييف الحرب. هذه هي الحقيقة الوحيدة والاستمرار في تجاهل الواقع - والاستماع إلى الجنرالات - سيزيد التكلفة النهائية لخسارة الحرب بالنسبة لأوكرانيا. ومع ذلك، فإن ما يفعله بايدن الآن أسوأ لأنه يخاطر بتوسيع الحرب، مما قد يجر الولايات المتحدة إلى صراع مباشر مع روسيا".
كانت روسيا واضحة في تصريحاتها بأن إدخال صواريخ بعيدة المدى أميركية أو غربية في الحرب ضد روسيا يمثل انخراطاً مباشراً للغرب ضد روسيا ويفرض عليها "رداً".
ويقول ديفيز إن "المخاطرة بتوسيع الحرب من خلال السماح باستخدام الأسلحة الأميركية بعيدة المدى ضد روسيا تمثل مجازفة متهورة إلى أقصى حد، خاصة وأن هذا لا يحقق أي فائدة عسكرية لأوكرانيا، بل يمثل خطرا استراتيجيا كبيرا يتمثل في احتمال تورط واشنطن في الحرب، ورغم أن الرئيس السابق دونالد ترامب فاز في الانتخابات الرئاسية الأخيرة لأنه تعهد بإنهاء الحرب في أوكرانيا، قد تدمر مخاطرة بايدن الأخيرة أي فرصة قد تكون لدى ترامب لتحقيق السلام".