حالة فريدة ونموذج لجميع الشعوب العربية والإسلامية
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
المهندس مهند الشامي -مسؤول التنسيق في مصلحة الجمارك لـ”قضايا وناس”: اليمن البلد الوحيد الذي طبق حملة مقاطعة منتجات الشركات الداعمة للكيان الإسرائيلي رسميا وشعبيا حرصنا على أن لا تلحق المقاطعة الضرر بأي تاجر أو جهة تجارية
الثورة / قضايا وناس
تمثل المقاطعة خطوة استباقية وجوهرية نحو تحقيق استقلال الوطن السياسي والاقتصادي وتحريره من التبعية والهيمنة الاقتصادية للخارج إضافة إلى ما تمثله هذه المقاطعة من سلاح فعال في ميدان المواجهة مع الأعداء والذي يتم عن طريقه الحاق الخسائر بالعدو وباقتصاده .
ولقد مثل اليمن حالة فريدة في مقاطعة البضائع الأمريكية ومنتجات الشركات التي تدعم الكيان الإسرائيلي فهو البلد الوحيد الذي تطبق فيه المقاطعة رسميا وشعبيا وتصبح توجهاً عاماً للدولة باعتبار ان العديد من الدول التي توجهت نحو المقاطعة تركت الخيار للمواطن ولم تمنع دخول المنتجات إلى أسواقها وبالتالي لم تُفعل فيها المقاطعة بالشكل المطلوب .
وبالتأكيد فان الدولة عندما اتخذت قرار المقاطعة لم تتخذه دون مراعاة لمصالح التجار وإيجاد الحلول لهم دون الحاق الخسائر بهم ولا صحيح لمن يقول بأن المقاطعة قد الحقت أضراراً بأي تاجر أو بأي جهة تجارية .
ووفق المهندس مهند الشامي مسؤول التنسيق في مصلحة الجمارك فانه عندما أصدرت وزارة الصناعة والتجارة في صنعاء قرار المقاطعة الرسمي للبضائع الأمريكية ومنتجات الشركات الداعمة للكيان الإسرائيلي في نهاية العام 2023 فقد تم إسناد حملة المقاطعة في الميدان إلى الجمارك بحكم انها متواجدة في الميدان وهي المسيطرة على المنافذ الجمركية بشكل كبير .
وحفاظا على مصالح التجار وعدم اختلال السوق، فقد قامت مصلحة الجمارك وقتها بعمل دراسة ومنحت التجار والمواطنين مهلة ثلاثة أشهر لموافاة المصلحة بجميع الأولويات وكم يحتاجون من الوقت لتصريف بضائعهم سواء الموجودة في الأسواق أو في المخازن أو تلك التي مازالت تشحن إلى اليمن بحيث لا يتم الحاق الضرر بأي تاجر .
وبالتوازي عمل الفريق على رفع مستوى وعي المواطنين الذين كانوا يستوردون هذه المنتجات بصفة شخصية بحيث لا يتم شراءها مرة أخرى .
فرصة للتجار
وحسب المهندس الشامي فان حملة المقاطعة تعتبر فرصة فريدة أمام التجار، حيث صار باستطاعتهم التوجه لإنشاء المصانع والإنتاج المحلي والاستفادة من المدن الصناعية التي تقوم الدولة بإنشائها لهذا الغرض ومنها المدينة الصناعية بمحافظة الحديدة ويمكن البدء بالصناعات التحويلية خصوصا في المنتجات الزراعية التي تتوفر بشكل كبير في بلدنا وقد توجه العديد من التجار بالفعل لإنشاء هذه المصانع .
ويؤكد المهندس الشامي انه لا عذر للتجار الذين لايزالون يتمسكون بعلاماتهم التجارية وخصوصا في المعدات الثقيلة والمواد الطبية الحساسة وغيرها في ظل توفر البدائل ووجود الشركات العالمية التي تنتج البدائل وليس لها أي ارتباط بالكيان الإسرائيلي .
ويضيف: إن رد فعل بعض التجار بأن حملة المقاطعة هي استهداف لهم غير صحيح لأن حملة المقاطعة هي ذات هدف أرقى واسمى وهي واجب ديني وإيماني وأخلاقي تجاه إخواننا في فلسطين وغزة .
كما يوجه الشامي دعوة لجميع الجهات التي مازالت تقوم بشراء هذه المعدات وخصوصا في الجهات الرسمية باعتبارها المستورد الأكبر للمعدات الثقيلة لمراجعة مواقفها لأنه من غير المنطقي ان يكون التوجه شعبياً للمقاطعة والجانب الرسمي هو من يقوم باستهلاك تلك العلامات أو يتعاقد لشرائها بحجة انها جيدة وليس لها بدائل أو انها تخدم أكثر وهذه مبررات واهية .
كما يوجه الشامي دعوة للجهات ذات العلاقة في الدولة لتقديم مزيد من التسهيلات للتجار وتشجيعهم للتوجه نحو إنشاء المصانع والتوسع في إنشاء المدن الصناعية وتقديم امتيازات لأصحاب المصانع خصوصا فيما يخص الطاقة والتي تعتبر أكبر المعوقات أمام إنشاء هذه المصانع من أجل العمل على تعزيز الإنتاج المحلي وتوفير البدائل المحلية للمنتجات المحلية والمستوردة بشكل عام وبما يخدم الاقتصاد الوطني ويساعد على تنمية البلد .
ويوضح انه بسبب أسعار الطاقة العالية يتجه بعض التجار إلى بناء مصانع في دول أخرى ويقوم بتصدير منتجاته إلى اليمن باعتبار ان التكاليف هناك تكون أقل وبالتالي يحرم البلد من مردود اقتصادي كبير وتضيع على أبناء البلد الكثير من فرص العمل وهو ما يتطلب حلولاً عاجلة لهذه المعوقات وبتضافر جميع الجهات .
وبالأخير فإن ما حققته اليمن في مجال المقاطعة يعتبر نموذجاً يجب أن تحتذي به جميع الدول العربية والإسلامية كواجب ديني وإيماني واقل شيء يمكن تقديمه لنصرة إخواننا في فلسطين وغزة التي تتعرض لجرائم إبادة جماعية ليس لها مثيل في التاريخ، ومن يصر على الاستمرار في دعم الكيان الإسرائيلي عن طريق شراء هذه البضائع فهو شريك في هذه الجرائم وفي قتل الشعب الفلسطيني ونسائه وأطفاله.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
عملية اليمن.. ثلاثة عناصر تجعلها مختلفة وإعجازية
في الساعات الأولى من صباح الخميس تم تنفيذ عمليتين عسكريتين متقابلتين بين صنعاء وكيان العدو “الإسرائيلي”، الأولى بوصول صاروخين باليستيين يمنيين إلى عمق الكيان الصهيوني، استهدفا هدفين عسكريين، والثانية عدوان “إسرائيلي” على أهداف البنية التحتية المدنية، خاصة محطات كهرباء صنعاء وموانئ الحديدة.
تبدو عملية القوات المسلحة التي وضعها العميد يحيى سريع، في بيانه التوضيحي، في إطار إسناد غزة ودعم مقاومتها كما هي العادة، أيضاً لا تزال في مستوى المرحلة الخامسة للعمليات اليمنية لهذا الإسناد، ولكنها مختلفة لعدة اعتبارات.
الأول، وهو الأمر الجديد في عملية اليوم والمتمثل بكونها ضربة استباقية، حيث وصل الصاروخ الثاني إلى قلب الكيان في أثناء تحرك طائرات العدو، لشن عدوانها على صنعاء والحديدة، الأمر الذي أعاق تنفيذ العملية وأربكها، كما أكد على ذلك السيد القائد عبدالملك الحوثي -حفظه الله-، بما يحمله هذا من تأكيد على أن القوات المسلحة اليمنية باتت تمتلك قدرة استخباراتية لمعرفة تحركات العدو بتوقيتها الدقيق، وهذا له قيمة كبيرة في المعركة مع هذا العدو بالتحديد.
هذه الميزة التي استعرضتها القوات المسلحة يقابلها ضعف استخباري للعدو، وقد نشرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” مقالاً لمعلق الشؤون العسكرية رون بن يشاي، أكد أن الكيان ليست لديه معلومات استخباراتية عن اليمن، وكذلك الحال بالنسبة للأمريكي حسب “يشاي” الذي استنتج في مقاله، أن ذلك إلى جانب المسافة يجعل من الضروري التغلب عليها، وهي أسباب لعدم وجود الردع في المعادلة بين اليمن والكيان، ويقر الكاتب في ذات السياق، بأن جمع المعلومات الاستخبارية في ظل هذه المسافات يتطلب جهدًا كبيرًا، و حسب “بن يشاي” أيضًا، يبدو أن الأمريكيين لا يرغبون في القيام به، فيما لدى “إسرائيل” موارد محدودة.
إلا أن الحقيقة هي أن أمريكا فقدت قدراتها الاستخباراتية في اليمن، بعمليات أمنية يمنية متوالية كُشف عنها في أوقات سابقة.
وكعملية استباقية، فهي المرة الثانية التي تنفذ القوات المسلحة اليمنية عملية استباقية، “لينكولن” كانت الأولى ضد حاملة الطائرات الأمريكية “لينكولن” عندما حاولت الاقتراب من خليج عدن، ونتج عنها انسحاب مذل إلى غير رجعة.
الاعتبار الثاني، هو أن العملية تمت بعد ادعاء واشنطن أن غارتها العدوانية الأخيرة على مقر وزارة الدفاع في مجمع العرضي في صنعاء، قضت على غرفة عمليات تدير الضربات اليمنية مثل عمليات البحر الأحمر، وتأتي عملية اليوم لتنفي تلك المزاعم، وترسخ حالة الفشل التي تعيشها البحرية الأمريكية والبريطانية طوال عام، وصفها قائد قوات الأسطول الخامس الأمريكي الأدميرال “داريل كوديل”، بأنها (ليست في وضع جيد)، ويزداد هذا الفشل في الرصد والتنبؤ والاعتراض أيضاً، إذا أخذنا بعين الاعتبار وصول رابع حاملة طائرات أمريكية إلى البحر الأحمر، بعد فرار ثلاث قبلها، هي “آيزنهاور”، و”روزفيلت”، و”إبراهام لينكولن”، والرابعة التي لن تكون أحسن حظاً، الحاملة “هاري ترومان”.
ثالثاً، أن العملية استهدفت مقر وزارة الحرب الصهيونية، كأنها ترد على استهداف وزارة الدفاع اليمنية، في مجمع العرضي، بالإضافة إلى ما تعنيه من حيث اختيار أهداف أكثر حساسية، وكذلك فقد جاءت في ظل أجواء الترقب والتصريحات العنترية من واشنطن و”تل أبيب”، بالاستعداد لضربة كبيرة، ترجمتها بعض وسائل الإعلام بالقاضية، واستبشر بها تحالف العدوان ومرتزقته لتغيير سلبي عسكري في اليمن. بالتأكيد فقد أصيبت تلك “البروبغندا” بحالة من اليأس العميق والمتراكم، حيث تمخضت تلك الحملة الإعلامية عن أكبر فضيحة لجميع الأعداء، رغم تنفيذها بعشرات الطائرات الحربية، والاستعدادات لتنفيذها على مدى أسابيع مضت.
تحت هذا العنوان، يبرز فشل تلك الدعاية في خلق حالة من القلق والرعب لوقف إسناد غزة، وانعكاسها في حالة من الإرادة والتصميم والإعجاز، مجتمعة معاً، وفاء وإنسانية وإيماناً بمظلومية الشعب الفلسطيني ووحشية العدو الصهيوني المجرم المدعوم بشكل كامل من الغرب بقيادة واشنطن.
هنا، يجب الإشارة إلى أن هذه العملية كانت من أهم العمليات ضد العدو “الإسرائيلي” للاعتبارات المذكورة سابقاً، وأيضًا هي تحمل رسالة للأمة، داعمة لرسالة المقاومة في غزة التي أطلقتها حماس للأمة الإسلامية بضرورة إنشاء جبهة إسناد واسعة لغزة لإنقاذ أهلها ونسائها وأطفالها، من وحشية العدو المجرم الذي يتنافس قادته ووحدات جيشه على ارتكاب المجازر والمذابح بصلاحية واسعة لا سقف لها، في ظل حالة التخاذل الرهيبة من الأمة، فهل آن للأمة أن تصحو؟!.