«الموارد البشرية بدبي» لـ«الاتحاد»: استراتيجيات لتعزيز مهارات «الوظائف المستقبلية»
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
سامي عبد الرؤوف (دبي)
أكدت إيمان صالح بن خاتم، المدير التنفيذي لقطاع السياسات والبرامج في دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، أن سوق العمل تشهد تغيرات كبيرة تُعزى بشكلٍ رئيسي إلى التطورات التكنولوجية المتسارعة، مما يفضي إلى تنامي أهمية رفد الكادر البشري بمهاراتٍ جديدة.
وقالت: «تشير الاتجاهات السائدة والدراسات والأبحاث التخصصية إلى أن الوظائف المستقبلية ستتركز في القطاعات الرقمية والتقنيات الحديثة والخدمات المالية، وقطاع النقل واللوجستيات وكذلك قطاع التعليم».
وأضافت: «من المتوقع أن نشهد تزايد أهمية مساراتٍ مهنية ووظائف عدَّة، من ضمنها محللو الأمن السيبراني، ومهندسو أتمتة أمن المعلومات، ومطورو «البلوك تشين»، ومهندسو التكنولوجيا القانونية، وفنيو السيارات ذاتية القيادة، ومختصو إدارة الطائرات من دون طيار».
وأشارت إلى وظائف مطوري الخدمات الصحية بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، ومستشاري علم الجينوم، ومطوري المحتوى الرقمي، ومختصي الاقتصاد الدائري.
وذكرت أنه في هذا الصدد، تركز العديد من الدول حالياً على تطوير التعليم والتدريب في مجالات التكنولوجيا والابتكار، لضمان توافر الكادر البشري المؤهل لتلبية احتياجات السوق.
وأكدت أن تمكين المواطنين وتطوير مهاراتهم ورفدهم بالأدوات التي تعزز جاهزيتهم للمستقبل، يكتسب أهميةً كبيرة، وذلك باعتبارهم الركيزة الأساسية للرؤى التنموية الوطنية.
وقالت: «تشمل الاستراتيجية الكفيلة بتطوير مهارات المواطنين التعليم المستمر، والتعليم المهني المتمحور حول مهارات العصر والتخصصات التي تتماشى مع الاتجاهات المستقبلية، مثل التكنولوجيا والطاقة المتجددة، إلى جانب البرامج التدريبية التي تركز على المهارات الرقمية». وأشارت إلى أن دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي تمضي قُدُماً في تنفيذ مشروع «Talent2033»، معلنة أن مخرجات المشروع تشمل الوقوف على مستوى المهارات الحالية للمواطنين، وبلورة الآليات والاستراتيجيات الكفيلة برفدهم بمهارات الوظائف المستقبلية، ومن ضمنها مهارات البحث والتطوير ومهارات التحليل والمهارات الرقمية، وغيرها من المهارات التي تمكنهم من الاضطلاع بدورهم المحوري في رسم ملامح المستقبل».
تمكين المواهب
يهدف المشروع إلى ترسيخ مكانة إمارة دبي كمركز عالمي وتنافسي لتمكين المواهب، ودعم التخطيط الاستراتيجي للقوى العاملة المتميّزة في القطاعين الحكومي والخاص، وتسريع دمج 65 ألف إماراتي في القطاع الخاص، بالإضافة إلى رقمنة التنبؤات الخاصة بسوق العمل والإنتاجية والأتمتة من خلال المحركات التحليلية، وأخيراً تصميم برامج بناء القدرات للقوى العاملة المستقبلية.
ويجري تنفيذ المشروع على أربع مراحل رئيسية تمتد لفترة 12 شهراً، بينما يستمر تنفيذ بعض المبادرات والبرامج في فترات لاحقة بعد انتهاء المراحل الرئيسية.
ويجسّد هذا المشروع رؤية دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، بدعم التطلعات المستقبلية لإمارة دبي بمواهب مبتكرة وعقول متميزة وخبرات تنافسية على مستوى عالمي، كما يتماشى هذا المشروع مع رؤية خطة دبي الاستراتيجية 2033 وتطلّعات الإمارة، وأجندة دبي الاقتصادية «D33» التي تهدف إلى مضاعفة حجم اقتصاد دبي خلال السنوات العشر القادمة، وخطة دبي الحضرية 2040 والتي تهدف إلى مواصلة تنفيذ خطط الحيادية الكربونية 2050.
العنصر البشري
ويحقق هذا المشروع انعكاسات إيجابية على العنصر البشري في إمارة دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، ويؤدي إلى توسيع نطاق تعاون دائرة الموارد البشرية في دبي مع شركائها الاستراتيجيين في القطاعيين الحكومي والخاص، والمضي قُدُماً في تطوير الاستراتيجيات والبرامج الكفيلة بإرساء معايير جديدة لكفاءة العمل الحكومي.
ويكتسب هذا المشروع أهميةً استراتيجية خاصة، حيث يركّز على ترسيخ فهمٍ أعمق وأشمل لسوق العمل والاتجاهات والمهارات الحالية والمستقبلية المطلوبة للكادر البشري.
كما يتمحور هذا التصوّر الطموح حول رفع القدرة التنافسية للمواهب من القوى العاملة في الإمارة على المستوى العالمي، وتطوير الخريطة الاستراتيجية لدمج المواطنين الإماراتيين في القطاع الخاص لتعزيز مشاركة الكادر الإماراتي في القطاعين الحكومي والخاص على حدٍّ سواء، وجعل دبي مركزاً لأصحاب المهارات والمتخصصين.
الابتكار
يُعدّ المشروع مبادرةً استراتيجية تنسجم مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في جعل دبي مدينة عالمية ومركزاً للابتكار والإبداع.
وتسعى دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي من خلال هذا المشروع إلى تحديد الاحتياجات والتوقعات المستقبلية للمورد البشري في إمارة دبي، وتوفير الحلول والمقترحات والأدوات اللازمة لتمكين وتحفيز الكوادر الوطنية والمواهب العالمية، وتعزيز الشراكات والتعاون مع القطاعين الحكومي والخاص، وتحقيق التنمية المستدامة والرفاهية للمجتمع.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الموارد البشرية دبي حكومة دبي التعليم النقل دائرة الموارد البشریة لحکومة دبی الحکومی والخاص هذا المشروع
إقرأ أيضاً:
إيلون ماسك يخطط لإرسال الروبوت البشري Optimus إلى المريخ
مع احتفال SpaceX بمرور 23 عاما على تأسيسها، ألمح مؤسسها إيلون ماسك Elon Musk، إلى أن الشركة تستعد لمهمة فضائية رائدة، ووفقا لما ذكره الملياردير التقني، من المتوقع أن تبدأ شركة Starship أولى مهامها إلى المريخ والتي ستتضمن روبوت تسلا البشري في عام 2026.
وصرح إيلون ماسك عبر منصة التواصل الاجتماعي إكس، قائلا: “سوف تنطلق المركبة إلى المريخ في نهاية العام المقبل، حاملة الروبوت Optimus، إذا سارت عمليات الهبوط بنجاح، فأن الهبوط البشري قد يبدأ في أقرب وقت عام 2029 ، على الرغم من أن عام 2031 يبدو أكثر احتمالا”.
إذا سارت الأمور وفقا للخطة، فإن هذه المبادرة ستعد خطوة هامة نحو تحقيق هدف ماسك الطموح في جعل البشر متعددين كوكبيا.
تتضمن المهمة روبوت Optimus البشري، الذي تم الكشف عنه لأول مرة للجمهور خلال العام الماضي، يتصور ماسك أن Optimus باعتباره روبوتا قادرا على أداء المهام اليومية، بسعر متوقع يتراوح بين 20،000 دولار و 30،000 دولار، تأتي مشاركة هذا الروبوت في بعثة المريخ كدليل على تكامل التكنولوجيا المتقدمة في مجالات استكشاف الفضاء.
ستستخدم المهمة بأحدث صواريخ SpaceX، وهي تعد الأطول في العالم حيث يبلغ ارتفاعها 123 مترا، يعتبر هذا الصاروخ عنصرا بالغ الأهمية في طموحات ماسك المتعلقة باستعمار المريخ.
وعلى الرغم من وعودها، واجهت Starship عدة تحديات، أثناء رحلاتها التجريبية، بما ذلك "تفكيك سريع غير مجد" بعد إطلاقها من ولاية تكساس، ووفقا لذلك، تقوم SpaceX بالتحقيق لفهم السبب الجذري لهذه الانفجارات وتحسين أدائها في المستقبل.
كما تتطلب إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) من SpaceX إجراء تحقيق شامل في فشل الاختبار الأخير قبل المتابعة مع رحلات أخرى.
وعلى الرغم من هذه التحديات، تخطط ناسا لاستخدام نسخة معدلة من Starship في مهامها Artemis لاستكشاف القمر، مما يعكس إمكانات هذه المركبة الفضائية.
لقد كان إيلون ماسك ملتزما باستكشاف المريخ منذ سنوات، ففي وقت مبكر من عام 2016، كان يخطط لإرسال مركبة الفضاء Dragon إلى المريخ بحلول عام 2018.
وعلى الرغم من تطور هذه الخطط والتحديات، لا يزال إيلون ماسك واثقا من إمكانية هبوط البشر على المريخ خلال العقد المقبل، وذلك بفضل التقدم التكنولوجي المستمر لـ SpaceX.
تشكل جهود SpaceX جزءا من طموح أوسع لتطوير البنية التحتية الضرورية للحفاظ على حياة الإنسان على المريخ، بما في ذلك المركبات الفضائية المتقدمة والتقنيات الداعمة.