«مودة ورحمة» تعزز الوعي بأهمية القيم الأسرية
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
تؤدي مؤسسة التنمية الأسرية دوراً حيوياً في تعزيز الاستقرار الأسري، وتحقيق الحياة الزوجية السعيدة من خلال حملة «مودة ورحمة»، تهدف الحملة إلى دعم الأزواج في جميع مراحل الزواج، بدءاً من تكوين الأسرة وحتى تحقيق الاستقرار والسعادة الزوجية، حيث تقدم المؤسسة مجموعة متنوعة من الدورات التدريبية، والاستشارات الشخصية، والندوات التوعوية التي تستهدف الجمهور العام، وتساعد هذه المبادرات الأزواج على تطوير مهارات التواصل الفعال، وحل المشكلات، وإدارة الخلافات بشكل بناء، وتعزيز الوعي بأهمية القيم الأسرية، بالإضافة إلى توفير بيئة داعمة تساهم في بناء علاقات زوجية قوية ومستدامة، ما يعزز من رفاهية المجتمع ككل.
ويعد الزواج أحد الركائز الأساسية لبناء المجتمعات السليمة والمستقرة، فهو ليس مجرد عقد اجتماعي، بل هو رابطة روحية وعاطفية تجمع بين رجل وامرأة بهدف تأسيس حياة مشتركة قائمة على المودة والرحمة. يؤدي الزواج دوراً محورياً في بناء الأسر السليمة التي تشكل نواة المجتمعات القوية والمتماسكة. أخبار ذات صلة شيماء قرقاش: المياه محرك أساس للتنمية المستدامة «خليفة لنخيل التمر».. مسيرة حافلة بالإنجازات
أهمية الزواج
قالت وفاء آل علي، مدير دائرة تنمية الأسرة بالوكالة في المؤسسة، «إن الزواج السليم يؤثر إيجابياً على الأفراد والمجتمع ككل، ويوفر دعماً عاطفياً ونفسياً لكلا الشريكين، وفي عالم مليء بالتحديات والضغوط يكون الشريك الآخر مصدراً للراحة والتشجيع، هذا الدعم العاطفي يساعد الأفراد على مواجهة التحديات اليومية، والتغلب على العقبات بسهولة أكبر، والشعور بالأمان والاطمئنان الذي يمنحه الزواج يمكن أن يقلل من مستويات التوتر والقلق، ما يعزز من الصحة النفسية والعاطفية لكل من الزوجين، علاوة على ذلك فإن وجود شخص يشاركك أحلامك وطموحاتك يمكن أن يمنحك دفعة إضافية لتحقيق أهدافك».
وأضافت آل علي: «التواصل الفعّال هو أحد أساسيات الزواج السليم، ومن خلال الحوار المفتوح والصريح، يمكن للشريكين فهم احتياجات ورغبات بعضهما، مما يساعد في حل النزاعات وتقوية العلاقة الزوجية، والفهم المتبادل يقلل من فرص سوء الفهم والخلافات، ويساعد في بناء علاقة متينة ومبنية على الثقة والاحترام المتبادل، ويُعد الزواج الذي يقوم على التواصل الجيد يكون أكثر قدرة على التكيف مع التغيرات والتحديات التي قد تواجه الأسرة».
الأسرة الناجحة
ذكرت وفاء آل علي، أن الزواج الناجح يتيح للأبوين فرصة لتقديم نماذج إيجابية في الحياة اليومية. الأب والأم يمكن أن يعكسا قيم الاحترام، الحب، التعاون، والتفاني في بناء أسرتهما. هذه القيم تترسخ في نفوس الأطفال وتساعدهم على تطوير شخصيات قوية ومستقلة وقادرة على اتخاذ القرارات الصائبة في المستقبل. من خلال ملاحظة سلوكيات والديهم، يتعلم الأطفال كيفية التعامل مع الآخرين وحل النزاعات بطرق بناءة. النموذج الإيجابي الذي يقدمه الوالدان يمكن أن يكون له تأثير طويل الأمد على حياة الأطفال وشخصياتهم.
الأسرة والأبناء
أشارت وفاء آل علي إلى أن الأطفال الذين ينشأوون في بيئة أسرية مستقرة ومترابطة يتمتعون بصحة نفسية وعاطفية أفضل، حيث إن البيئة المستقرة تمنح الأطفال الشعور بالأمان والطمأنينة، الاستقرار الأسري يسهم أيضاً في تحسين الأداء الأكاديمي للأطفال، ويساعدهم على التركيز في دراستهم وتطوير مهاراتهم الاجتماعية، ويقلل من احتمالية انخراطهم في سلوكيات منحرفة، الأطفال الذين يعيشون في أسر مستقرة يكونون أكثر قدرة على بناء علاقات صحية ومستدامة في المستقبل.
أثر إيجابي
تعزز المؤسسة لدى الأفراد من خلال حملة «مودة ورحمة»، أهمية الزواج السليم لما له من أثر إيجابي على الأسرة ويؤدي دوراً حيوياً في بناء الأسر السليمة والمستقرة، وذلك من خلال تقديم الدعم العاطفي والنفسي، والاستقرار الأسري، والدور التعليمي والتربوي، والتكامل الاقتصادي، والتواصل الفعّال، ويمكن للزواج أن يكون الأساس الذي تبنى عليه مجتمعات قوية ومزدهرة، ومن المهم تشجيع القيم الإيجابية المرتبطة بالزواج، وتعزيزها لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مؤسسة التنمية الأسرية الأسرة الإمارات الزواج من خلال فی بناء یمکن أن آل علی
إقرأ أيضاً:
وزيرة التضامن تشارك في مؤتمر " تعزيز استقرار مؤسسة الزواج"
شاركت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، في فعاليات جلسة حوارية رفيعة المستوى تحت عنوان " تعزيز استقرار مؤسسة الزواج انطلاقًا من الأدلة العلمية والشراكة البحثية لدعم السياسات والبرامج التدخلية"، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر الدولي المقام في العاصمة القطرية الدوحة في إطار الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة، وذلك تحت عنوان " الأسرة والاتجاهات الكبرى المعاصرة"، والذي يشهد مشاركة دولية كبيرة.
وشهدت الجلسة التي عقدت في مركز قطر الوطني للمؤتمرات وأدارها طارق الأنصاري سفير دولة قطر لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، مشاركة كل من الدكتورة أمثال هادي وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة بالكويت، والدكتور برق الضمور أمين عام وزارة التنمية الاجتماعية بالأردن، والدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، والدكتور أحمد عارف مدير التخطيط والمحتوى بمعهد الدوحة الدولي للأسرة، والدكتور أحمد زين الدين رباح مستشار المؤسسة العمومية للتليفزيون الجزائري.
وأعربت وزيرة التضامن الاجتماعي عن تقديرها للمشاركة في فعاليات تلك الجلسة ضمن فعاليات المؤتمر الدولي " الأسرة والاتجاهات الكبرى المعاصرة" ، مشيرة إلى أن المادة ١٦ البند ٢ من الإعلان العالمي لحقوق الانسان تنص على أن " الأسرة هي الخلية الطبيعية والأساسية في المجتمع ولها حق التمتع بحماية المجتمع والدولة"، بالإضافة إلى قرار مجلس حقوق الإنسان الذي نص على أن الأسرة هي المجموعة الأساسية في المجتمع والبيئة الطبيعية لنمو ورفاه جميع أفرادها خاصة الأطفال، وينبغي أن تحظي بالعناية والرعاية والمساعدة، فضلا عن اتفاق الدول العربية والإسلامية على أن الأسرة وحدة اجتماعية تتكون من الأب والأم وأطفالهما ويجب على الدول تكثيف جهود تحصين مؤسسة الزواج والحفاظ علي حقوق الأطفال.
أما بخصوص السياسات والتدابير التي تتخذها مصر، أوضحت الدكتورة مايا مرسي أن الإرادة السياسية هي سر نجاح مصر، ولدينا لأول مرة نائب رئيس وزراء للتنمية البشرية، كما أن الدستور المصري يشدد على أهمية الأسرة وحمايتها، حيث نصت المادة العاشرة على أن " الأسرة أسـاس المجتمع وتحرص الدولة على الحفاظ على تماسكها واستقرارها وترسيخ قيمها”.
وأكدت أن مصر تبنت العديد من القوانين التي تضمنت النص على حماية حقوق الأسرة ورعايتها والحفاظ عليها، لاسيما حقوق المرأة والطفل مثل قانون الخدمة المدنية، وقانون الطفل، وقانون العمل وضمان إجازة الأمومة، وقانون تجريم زواج الأطفال، ونعمل الآن على الخروج بقانون الرعاية البديلة، كما أطلقت مصر المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية لرفع الخصائص السكانية ومستوى المعيشة وضبط النمو السكاني وتمكين المرأة باستخدام تدخلات اقتصادية وثقافية.
وتعمل مصر على تنفيذ البرنامج القومي للحفاظ على كيان الأسرة المصرية "مودة" والذي يستهدف تقديم توعية مكثفة للمقبلين على الزواج وحديثي الزواج حول أهمية العلاقات الزوجية السليمة، وحقوق وواجبات كل شريك، وكيفية حل الخلافات بطرق سلمية، مما يسهم في تأسيس كيان أسري سوي ومتماسك، بالإضافة إلي تطوير منصة مودة الإلكترونية ورفع الوعي، وتوفير خدمات الاستشارات الأسرية المجانية للمواطنين، لمساعدتهم في حل مشكلاتهم الأسرية، من خلال دعم مكاتب التوجيه والإرشاد الأسري، كما يوجد دور قوي في مصر للمؤسسات الدينية متمثلة في الأزهر الشريف (برنامج لم الشمل) والكنيسة المصرية، كما يتم العمل على تطوير منظومة الاقتصاد الرعائي في مصر ممثل في رعاية الأطفال والمسنين وذوي الإعاقة ومقدمي الخدمات الرعائية.
وأضافت الدكتورة مايا مرسي أن الوزارة تتعاون مع المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للأمومة والطفولة، ويوجد في مصر مكتب لشكاوى المرأة لتلقي الشكاوى والمساندة القانونية في حالات النزاع، كما يتم تقديم دعم نقدي مشروط إلي ٤.٧ مليون أسرة مستفيدة لدعم كافة أفراد الأسرة سواء في التعليم والصحة، كما تتعاون وزارة التضامن مع وزارة التعليم العالي ووزارة الدفاع ووزارة الداخلية ووزارة الشباب والرياضة ووزارة الأوقاف لتدريب الشباب والمجندين والأئمة علي موضوعات المقبلين علي الزواج.
وأوصت وزيرة التضامن الاجتماعي بدعم استقرار مؤسسة الزواج بالتربية من الطفولة، فهي حجر أساس بناء زواج ناجح، والمسئولية مشتركة بين المرأة والرجل معا، مشددة على أنه لتحسين منظومة الزواج في المنطقة العربية يجب التركيز على عدة محاور رئيسية، منها تعزيز التوعية المجتمعية بأهمية الزواج المبني على الرضا والمودة والتسامح، وتعديل التشريعات القائمة بما يتوافق مع معايير العدل والمساواة، وتعزيز دور المؤسسات الدينية في نشر ثقافة التسامح والقبول، فضلا عن استخدام الدراما، فهي العامل الأكثر نجاحاً في رفع الوعي بالموضوعات الأسرية، ودعم برامج التأهيل قبل الزواج التي تعزز مهارات التواصل وحل الخلافات.
وأكدت الدكتورة مايا مرسي أن تحسين منظومة الزواج يعد ركيزة أساسية لتعزيز الاستقرار الأسري والمجتمعي، والهدف بناء أسر قوية ومتماسكة، وتوفير بيئة صحية للأطفال لتنشئتهم، وتقليل معدلات الجريمة والانحراف، كما أن الزواج الناجح يساهم في تعزيز الترابط الاجتماعي ويشجع على قيم التعاون والمشاركة بين أفراد المجتمع وحماية حقوق المرأة، وتعزيز دورها في المجتمع و بناء مجتمع أكثر عدالة وتقدماً.
واختتمت وزيرة التضامن الاجتماعي كلمتها قائلة :" لا ننسي أن الأسر العربية القوية المستقرة هي سر التماسك الاجتماعي وتعزيز الهوية الوطنية لدولنا العربية".