يمانيون – متابعات
بعد 29 يوماً من بدء الحرب الإسرائيلية الشاملة على لبنان، التي بدأت بحملة جوية واسعة سبقت استكمال نشر العدو لاستعداداته الكبرى التي كان يزجها في المعركة، والتي بلغت 5 فرق جرى نشرها من أقصى الشرق في مزارع شبعا إلى البحر في الناقورة. لم يتمكن أي جهد هجومي إسرائيلي على جبهة ممتدة على 120 كيلومتراً من تحقيق أي إنجاز حقيقي، بهدف تأمين منطقة عازلة وآمنة بعمق 45 كيلومتراً تحمي مستوطنات شمال فلسطين المحتلة من المس بها من قِبل المقاومة.

الوضعية العامة المستجدة

أولاً، الترتيب والاستعداد والانتشار:

أجرى العدو تعديلاً جوهرياً في ترتيب واستعداد وانتشار قواته على جميع الجبهات، وذلك بحسب:

الجبهة الخامسة التابعة للفرقة 210: مقابل منطقة العرقوب، حيث قدم اللواء 174 المدرع غرب الجبهة واللواء التاسع في وسط الجبهة ليصبح في تماس مع مناطق الاشتباكات في شبعا والهبارية والخيام ومنطقتي الغجر والعباسية.

الجبهة الرابعة التابعة للفرقة 98: تم سحب وحدة إيغوز 621 التابعة للواء عوز 89 كما سحب اللواء 35 المظلي وقدم اللواء 55 كوماندوس احتياط ووحدة ماغلان، ودفع بكتيبة من اللواء السابع المدرع ليحتلا مكان وحدة إيغوز كجهد رئيسي في وسط وشرق وغرب الجبهة، حيث نفذ استعداد كبير من الترتيب الجديد عملية كبيرة باتجاه مثلث عديسة – رب ثلاثين – الطيبة.

الجبهة الثالثة التابعة للفرقة 91: تم سحب لواء ألون 228 الاحتياطي إلى الخلف وزج بكامل طاقة اللواء الثالث ليستكمل عمليات الفرقة في شرق مركبا وفي حولا وميس الجبل.

الجبهة الثانية التابعة للفرقة 36: تم نقل لواء غولاني بكل استعداداته ليصبح على ميسرة الجبهة ونقل معظم استعداد اللواء 188 إلى الوسط مبقياً على الكتيبة 74 فقط في الميسرة، كما تم تحريك ونشر اللواء السادس لينتشر على تماس مع عيترون في ميمنة الفرقة.

الجبهة الأولى التابعة للفرقة 146: تم نشر كامل اللواء 205 المدرع واللواء 646 الكوماندوس في ميمنة الفرقة مقابل الظهيرة يارين أم التوت والزلوطية، وأبقى اللواء الثاني واللواء الرابع المدرع الذي وضع كاحتياط للواء الثاني على تماس مع عارض اللبونة وصولاً إلى الناقورة.

ثانياً، العمليات البرية الرئيسة:

تستمر عمليات الالتحام والتصدي “الأسطوري” التي ينفذها حزب الله في محوري (عيتا – رامية) و(العديسة – الطيبة – رب ثلاثين – مركبا) واستطاع المقاومون الإمساك بالميدان في مؤشر على الضعف الذي أصاب العدو الذي تتعرض تجمعاته على مدار الساعة لاستهدافات دقيقة بالمدفعية والصواريخ. كما تتعرض قواته المتسللة لضربات متتالية بين الكمائن (شرق الخزان في عيتا) والعمليات الهجومية (في احراش عيتا ورامية وشلومي) فضلاً عن التصدي بالأسلحة المباشرة للدبابات (استطاع المقاومون القضاء على دبابتي ميركافا في محور عيتا الشعب ودبابتين أخريين في محور العديسة) خلال التحام عناصر حزب الله بالقوات المتوغلة أو المتسللة وذلك على الشكل التالي:

– أثناء اشتباك المقاومة الإسلامية فجر الخميس 24-10-‌‏2024 مع قوات العدو الإسرائيلية في عيتا الشعب تم تدمير دبابة ميركافا بصاروخ موجّه ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.

– الساعة 12:00 خاض مجاهدو المقاومة الإسلامية اشتباكات عنيفة مع جنود العدو الإسرائيلي في بلدة عيتا الشعب من مسافة صفر بِمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والصاروخية، وعند تدخل دبابة ميركافا للإسناد استهدفها المجاهدون بالأسلحة المناسبة ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.

– الساعة 15:55 استهداف دبابة ‏ميركافا شمال غرب بلدة عديسة بصاروخ موجّه ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.‏

– الساعة 16:00 استهداف دبابة ‏ميركافا جنوب بلدة عديسة بصاروخ موجّه ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.

في محور مثلث العديسة الطيبة رب ثلاثين وفي إطار الضغط الذي تمارسه الفرقة 98 لاحتلال عارضي تلة العقبة وخلة الفراشات في الطيبة ورب ثلاثين وبعد قيام الفرقة بإعادة ترتيب استعدادها وانتشارها، شنت كتيبة هجينة هجوماً شاملاً منذ الفجر، واستطاعت المقاومة إحكام التصدي للقوة المتقدمة والمؤلفة من سرية دبابات من اللواء السابع المدرع وسرية من اللواء 55 كومندوس احتياط، فضلاً عن فصيلين من وحدة ماغلان النخبوية.

فلسفة الزج بقوات ماغلان كانت البحث عن قبضات الصواريخ المباشرة وضربها. فضلاً عن التفتيش على مراكز رصد ميداني وتأميني في كلا البلدتين وبعد اشتباكات دامت 8 ساعات التحمت فيها المقاومة بالقوة الغازية ودباباتها وأفشلوا ثلاث حملات هجومية كان آخرها الهجوم باستعداد كبير بعد الظهر، حيث تمكنت المقاومة من صده وطرد قوات العدو من كل جغرافية الطيبة باتجاه كفركلا والعديسة.

فور انكسار هجوم المثلث الشرقي وانسحاب معظم القوات المتوغلة إلى أطراف عديسة الجنوبية ووادي هونين، حاول العدو عند الساعة السابعة مساءً التسلل إلى قرية عيترون من الجهة الشرقية فوقع بكمين محكم وروى إعلام الاحتلال ما حصل من الجهة المقابلة وقال: “معركة شرسة تدور منذ الساعة 19:00 مساءً وحتى الآن…. في قرية عيترون جنوب لبنان تبادل كثيف لإطلاق النار وجهاً لوجه بين قواتنا وقوات الرضوان التابعة لحزب الله، وهبطت مروحية إنقاذ عسكرية، تنقل جنوداً جرحى من المعركة في جنوب لبنان، في مستشفى رمبام في حيفا. وهبطت مروحية إنقاذ عسكرية أخرى، تنقل الجنود الجرحى، إلى مستشفى إيخيلوف في تل أبيب”.

تحليل ملخص لعمليات المقاومة الإسلامية

شهد يوم الخميس 24-10-2024 تصعيداً كبيراً في عمليات المقاومة الإسلامية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود اللبنانية الفلسطينية، تمثلت في:

الجانب العسكري:

– اشتباكات عنيفة وكمائن وعمليات تعرضية هجومية في عيتا الشعب ومثلث (عديسة –الطيبة – رب ثلاثين) وشرق عيترون أدت إلى تدمير 4 دبابات من نوع ميركافا ومقتل وإصابة طواقمهما.

– قصف صاروخي مكثف استهدف العديد من المواقع العسكرية والمدن والمستوطنات الإسرائيلية، بما في ذلك نهاريا، حيفا، صفد، كريات شمونة، كرمئيل، المالكية، المنارة، مسكاف عام، قاعدة زوفولون، قاعدة نشريم، قاعدة سنط جين، وثكنة راموت نفتالي.

– هجوم جوي بطائرات مسيّرة استهدف ثكنة راموت نفتالي.

– تصدّي الدفاع الجوي التابع للمقاومة لطائرة حربية إسرائيلية ومسيرة هرمز 450 وأجبرها على مغادرة الأجواء اللبنانية.

الخسائر البشرية:

أعلنت مصادر عبرية مقتل 10 جنود صهاينة في الساعات الـ 36 الماضية على الأقل وإصابة آخرين بجروح خطيرة خلال اشتباكات في جنوب لبنان.

يرفع هذا العدد إجمالي قتلى جيش الاحتلال والمستوطنين منذ بداية تشرين الأول إلى 62 قتيلاً.

تهدف المقاومة على الصعيد الاستراتيجي إلى فرض معادلة ردع قوية، من خلال رفع الكلفة البشرية على العدو، ويُحتمل أن تكون هذه العمليات رسالة ردع قوية، تهدف لوقف الاعتداءات على لبنان.

وأظهرت المقاومة امتلاكها ترسانة صاروخية ضخمة، وقدرة على دقّة الإصابة. تُظهر العمليات تطوراً نوعياً في استخدام الطائرات المُسيرة.

وعلى الصعيد الميداني أبرزت قدرة على المناورة والقتال في بيئات مُختلفة (اشتباكات، قصف، دفاع جوي في الأماكن المأهولة وفي الفلوات والجبال). بالإضافة إلى قدرة على تنفيذ عمليات هجومية ودفاعية متزامنة، باستخدام تكتيكات متنوعة تشمل القصف الصاروخي، الاشتباكات المسلحة، الهجمات الجوية بطائرات مسيرة، والدفاع الجوي.
—————————————————-
– موقع الخنادق اللبناني

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المقاومة الإسلامیة عیتا الشعب رب ثلاثین

إقرأ أيضاً:

هيئة علماء فلسطين: تجريد المقاومة من سلاحها خيانة لله ورسوله

#سواليف

ردت #هيئة_علماء_فلسطين، الجمعة، على سؤال حول #نزع #سلاح_المقاومة في #غزة، وبيان #مخاطر هذه الدعوة.

وقالت الهيئة في بيان مطول لها ردا على السؤال، إنه لا بد من بيان جملة أمور: أولها: أن “امتلاك القوة بكل أشكالها هو السبيل لمنع عدوان #أهل_الكفر على #بلاد_المسلمين، وحماية أرضهم ودمائهم وأعراضهم، والحيلولة دون توسع أعداء الله في مواقع أخرى من بلاد المسلمين؛ وهذه المقاصد الشرعية أجملتها الآية الكريمة في سورة الأنفال حيث قال سبحانه ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾ [ الأنفال: 60]”.

وأضافت أنه “أوجبت هذه الآية على #المسلمين السعي لامتلاك ما يستطيعون من أسباب #القوة السائدة في زمانهم لتكون رادعاً للأعداء. قال الإمام الرازي رحمه الله تعالى: هذا عام في كل ما يُتقوى به على حرب العدو، وكل ما هو آلة للغزو والجهاد فهو من جملة القوة. فإذا كان المسلمون مكلفين بالسعي لامتلاك القوة التي لا يمتلكونها، فمن باب أولى التكليفُ بالحفاظ على القوة التي يمتلكونها وتطويرها وعدم التخلي عنها”.

مقالات ذات صلة شهيدان ومصابون بغارة إسرائيلية على خيمة بخان يونس 2025/03/29

وأكملت أن ثانيها: “مما يزيد هذا الأمر وضوحاً أن ربنا سبحانه قد حذَّر عباده المؤمنين المجاهدين من الغفلة عن أسلحتهم في زمن الحروب أو أن يتركوها حتى وهم يؤدُّون الشعائر التعبُّدِية؛ لما في ذلك مِن مَنْحِ فرصة للعدو أن يتقوى بذلك عليهم ويحقق أهدافه فيهم، كما قال تعالى: ﴿ وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً …﴾”.

وأوضحت أن “الصحابة رضي الله عنهم يمسون ويصبحون في أسلحتهم رغم بعد شُقة العدو عنهم، فكيف بِمَنْ حاصرهم العدو ولا يأمنون في بلادهم طرفة عين من كيده”.

وتابعت أن ثالثها: “دعواهم أن نزع السلاح من أجل منع تهجير أهل غزة إنما هي دعوة باطلة مخادِعة يشهد بكذبها الواقع والتاريخ، أما الواقع فإن الذي مَنَعَ هجرةَ أهل غزة في هذه الحرب إنما هو وجود المجاهدين سادة أعزة يمتلكون شيئاً من القوة في مواجهة الصهاينة الذين بذلوا كلَّ جهد لإخراجهم؛ إضافة إلى صمود أهل غزة من خلال اِلْتِفَافِهِمْ حول المقاومة واعتدادهم بها، وإلا فإن مثل هذا العدوان بضراوته وتجرده من كل قيمة إنسانية كان كفيلاً بتهجير أهل غزة، لولا وجود مقاومة قوية شجاعة مسلَّحة بما أمكنها إعداده من أسباب القوة”.

وأما ثبوت ذلك بالتجربة التاريخية فذلك من خلال أحداث كثيرة ليس آخرها اغتصاب أكثر أراضي فلسطين 1948 حيث صودر سلاح الشعب الفلسطيني، وبذلت له الدول العربية وعوداً بقتال الصهاينة وجهزت لذلك جيشاً صورياً، وتعهدت له بعدم التهجير، ثم بالعودة بعد التهجير…. وكانت الهزيمة والتهجير والتآمر على حقه في العودة إلى أرضه وبلاده، وقد قال سبحانه ﴿‌فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ﴾ [الحشر: 2]، قال البيضاوي في تفسير هذه الآية: ‌{فاعتبروا يا أولي الأبصار} فاتعظوا بحالهم فلا تُغدَروا، ولا تعتمدوا على غير الله[3]، أي أن المطلوب الاستفادة من عِبَر التاريخ ووقائعه مع الأعداء والحذر من غدرهم وعدم الاستسلام لهم مخافة وقيعتهم بعد ذلك.

وقالت الهيئة في البيان، إن رابعها أن “تلك الدعوة الآثمة إنما صدرت من الرئيس الأمريكي الذي لا يشك عاقل في عداوته للإسلام وأهله، وذلك من خلال دعمه المطلق للكيان الصهيوني، ويعينه على ذلك من حكام المسلمين من لم يعرف عنهم نصرةٌ للمجاهدين ولا عونٌ لهم، بل قد كان بعضهم عوناً للصهاينة وعيناً لهم؛ فلا ثقة لمسلم بهؤلاء ولا أولئك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «لا يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِن جُحْرٍ واحِدٍ مَرَّتَيْنِ»”.

وذكّرت الهيئة عموم المسلمين، أن “أهل فلسطين عامة وأهل غزة خاصة واقعون تحت احتلال ظالم اعتدى على حقوقهم وبلادهم ومقدسات الأمة والشريعة توجب عليهم وعلى الامة جهاد عدوهم، قال تعالى: {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم} وقال سبحانه {واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم} قال الإمام المرغيناني في الهداية: “فإن هجم العدو على بلد وجب على جميع الناس الدفع تخرج المرأة بغير إذن زوجها والعبد بغير إذن المولى؛ لأنه صار فرض عين وملك اليمين ورق النكاح لا يظهر في حق فروض الأعيان كما في الصلاة والصوم”.

وقالت إنه “من المعلوم أن السلاح وإعداد العدة والقوة وامتلاك أفضل ما يمكن منها هو سبيل هذا الدفع، فعلى الدول التي تطالب المقاومة بالاستسلام أن تدعم المجاهدين، خاصة بعدما رأت أثر الإعداد وطيب ثمرته، وعليها أن تعلم أنها الهدف الثاني فيما لو فرغ العدو – لا قدَّر الله – من أهل غزة؛ فإن مقاومة الشعب الفلسطيني خط دفاع الأول، وعلى الأمة تقويته بكل سبيل”.

وأوضحت الهيئة في الفتوى، أنه “لا يجوز شرعاً لمسلم – حاكماً أو محكوما – أن يطالب المقاومة بتسليم سلاحها لما ينطوي عليه من خطورة على البلاد والعباد من خلال ما أوضحنا، ومن يدعو الى ذلك من الحكام فلا يمكن اعتباره جاهلاً بحقيقة الأمر، وإنما هو خائنٌ لله ورسوله والمؤمنين، ومتآمرٌ على المقاومة والمقدسات داعم للعدو وساعٍ في تحقيق مراده”.

وشددت على أنه “يحرم السعي في نزع السلاح، وقد صرح الفقهاء من قديم بذلك؛ حيث نطقت نصوصهم بعدم جواز الصلح مع الكفار إذا لم تكن في الصلح مصلحة للمسلمين راجحة، أو لم تدع اليه ضرورة. فإذا لم يكن الصلح جائزا عند عدم وجود المصلحة للمسلمين فتسليم الأسلحة للكفار أولى بعدم الجواز في هذه الحالة. خاصة أن هناك مضرة للمسلمين حيث يؤدي تسليم الأسلحة الى تهجير المسلمين من أوطانهم واستيلاء الصهاينة على غزة وقتل شعبها ومجاهديها فضلاً عن أن توجد مصلحة. قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: ولا يَجُوزُ أن يُهادِنَهم على أن يُعْطِيَهم المسْلِمُون شَيْئًا بحالٍ؛ لأنّ القَتْلَ للمُسْلِمِين شَهادَةٌ، وأنّ الإسْلامَ أعَزُّ مِنْ أن يُعْطَى مُشْرِكٌ على أن يَكُفَّ عن أهْلِه؛ لأنّ أهْلَه قاتِلِين ومَقْتُولِين ظاهِرُون على الحَقِّ، إلّا في حالٍ يَخافُون فيها الاصْطِلامَ، فيُعْطُون مِنْ أمْوالِهِم، أو يَفْتَدِي مأسُورًا فلا بَأسَ؛ لأنّ هذا مَوْضِعُ ضَرُورَةٍ[6]. ومثل هذا منقول عن كثير من علماء المذاهب الفقهية”.

وأكدت أن “مسألة تسليم السلاح تقع في إطار الاستسلام للعدو وهذه مسألة بحثها العلماء بحثاً مفصلا وملخص القول: إن “الأصل أن الاستسلام للعدو والهزيمة أمامه لا يجوز وهو من الكبائر؛ قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16)”.

وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال) اجتنبوا السبع الموبقات -يعني: المهلكات- قلنا: وما هن يا رسول الله؟ وذكر منها التولي يوم الزحف…..)

وبحسب الفتوى فإن “الاستسلام للعدوان يجوز اضطراراً في حالة واحدة، وهي حالة أن يخشى المسلمون على أنفسهم الهلاك إن قاتلوا، ولهم أمل معتبر في النجاة إن استسلموا، ومع ذلك فإنه لا يُنكَر على المسلمين رفض الاستسلام حتى في هذه الحالة وأن يختاروا طريق الجهاد وإرهاق العدو؛ وذلك لأن القتل شهادة”.

ويُستدل لذلك بقصة أصحاب الرجيع إذ منهم من استسلم آملاً في الحياة، ومنهم من آثر المقاومة حتى الاستشهاد، قال الخطابي في معالم السنن في فقه هذا الحديث “وفيه من العلم أن المسلم يجالد العدو إذا أرهق (أحيط به) ولا يستأسر له، ما قدر على الامتناع منه.ا.هــــ وقال المنذري في مختصر السنن: وفيه أنه جائز أن يستأمن من المسلم، وقال بعضهم: لا بأس كما فعل عاصم”.ا.هــــ وقال ابن حجر في فتح الباري “وفي الحديث أن للأسير أن يمتنع من قبول الأمان، ولا يمكِّن من نفسه ولو قتل أنفة من أن يجري عليه حكم الكافر، وفقا للفتوى.

وتابعت: “وحالتنا أن الاستسلام وإلقاء السلاح إنما هو تمكين لعدو لا يرقب فينا إلاً ولا ذمة من أن يفعل فينا ما يشاء بلا كلفة تلحقه، بينما رفض الاستسلام يحتمل معه الانتصار، خاصة وأن عدونا جبان، بينما مجاهدونا – كثر الله سوادهم – أصحاب إقدام وطُلّاب شهادة، وعليه فإنه لا يجوز الاستسلام، وإذا علمنا أن إلقاء السلاح ما هو إلا استسلام وتمكين للعدو فإنه لا يجوز في حالتنا أبداً، حتى يعلم العدو أن ثمن عدوانه باهظ، ولا يجوز لنا أن ندعه يحقق مراده بلا كلفة مما يجرؤه على توسيع إطار عدوانه، والله تعالى أعلم”.

وشددت الفتوى على أنه “يجب على شعوب المسلمين عامة وشعوب البلاد التي يدعو قادتها لهذه المؤامرة خاصة أن يتصدوا لهذه الدعوات وأن يخرجوا إلى الشارع مستنكرين، تكثيراً لسواد المسلمين ودعماً لإخوانهم المجاهدين، وإغاظة للكفار والمنافقين”.

وبيّنت أن خلاصة القول: إن “الدعوة إلى تجريد المقاومة من سلاحها، أو دعوتها إلى تسليم ذلك السلاح هي خيانة لله ورسوله وللمسلمين، إذ الحفاظ على ذلك السلاح واجب متحتم؛ لأنه السبيل المتعين للدفاع عن الأرض والمقدسات والأموال والأعراض، (وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب) وحرام على أي دولة مسلمة الاستجابة أو الموافقة على تلك الرغبات الصهيونية أو الأمريكية. وأن كل من يدعو إلى نزع سلاح المقاومة مقابل وعود سياسية يُعَدُّ متعاوِناً مع العدو وخائناً للأمة وحقوقها وموالياً للأعداء والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 51]”.

وأنه لا يجوز لأهل فلسطين لا سيما المجاهدين الموافقة على تسليم السلاح لما يترتب ذلك من مفاسد عظيمة منها تهجير الناس وتمكين الصهاينة من أرضنا ومقدساتنا وتحقيق مرادهم من الحرب، والله تعالى يقول: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّلذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ﴾”.

مقالات مشابهة

  • اليمن وغزة في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني
  • رئيس هيئة الأركان يصل الخطوط الاولى الجبهات الجنوبية بمأرب لتفقد المُقاتلين
  • “الشعبية”: مصادقة العدو الإسرائيلي على مشروع استيطاني جديد يمثل تطهيرا عرقيا ممنهجا
  • حماس تدين مصادقة العدو الإسرائيلي على مشروع استيطاني جديد
  • العدو الإسرائيلي يطلق رشقات نارية على دورية للوحدة الفرنسية التابعة لليونيفيل
  • هيئة علماء فلسطين: تجريد المقاومة من سلاحها خيانة لله ورسوله
  • باحث سياسي: المقاومة اللبنانية تمتلك قدرات عسكرية تسمح لها باستكمال الحرب
  • باحث سياسي: المقاومة اللبنانية مازالت تمتلك قدرات عسكرية تسمح لها باستكمال الحرب
  • بعد الغارة الإسرائيلية على بيروت.. رئيس الحكومة اللبنانية يجري مباحثات مع وزير الخارجية
  • اللواء ناصر الفضلي في ذكرى تحرير عدن: هل يتسع الوطن للجميع؟