بعد عام من طوفان الأقصى.. إعلاميات يمنيات يتحدثن عن التشابه بين العدوان على غزة والعدوان على اليمن
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
يمانيون – متابعات
بعد مرور عشر سنوات من العدوان السعودي – الأمريكي على اليمن، جاءت عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ليسجل اليمن فيها مواقف إنسانية وتاريخية عظيمة عبر دعمه وإسناده للمقاومة والقضية الفلسطينية، في مواجهة العدوّان الصهيوني وداعميه من القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الأنظمة العربية المتصهينة.
وإلى جانب الدعم العسكري الذي تقدمه القوات المسلحة اليمنية، هناك دعم رسمي وشعبي واسع من خلال تنظيم الفعاليات الاحتجاجية والمظاهرات الأسبوعية المؤيدة للمقاومة والقضية الفلسطينية.
موقع “السياسية نت” استطلاعات آراء إعلاميات عن التشابه الكبير بين العدوان السعودي الأمريكي على اليمن والعدوان الإسرائيلي الأمريكي على قطاع غزة، وعن الدور العظيم لليمن في دعم ومساندة المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الصهيونية البغيض.
البداية كانت مع الزميلة ميادة العواضي الصحفية بوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) والتي قالت “عندما يكون العدو واحد فان النتائج تكون واحدة.. فالشعب اليمني تعرض لعدوان سافر، أدى إلى استشهاد وجرح عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير البنى التحتية، لكنه لم يتمكن من معنويات اليمنيين ولن ينال من عزيمتهم في تحقيق النصر”.
وأضافت أن الإعلاميات اليمنيات يتمتعن بوعي كبير عن المؤامرات التي يخططها العدو لليمن ويسطرن أعظم ملاحم الصمود بوجه الشائعات والحرب الناعمة التي يشنها العدو الى جانب حربه العسكرية.
وأشارت العواضي إلى أن الشعب اليمني لديه ارتباط وثيق وقوي بالقضية الفلسطينية وأن العدو الصهيوني لن ينال من عزيمة المجاهدين الصابرين في غزة.
من جانبها تقول تسنيم حنش وهي محررة صحفية بالقسم الفارسي بوكالة الانباء اليمنية (سبأ) “ما بين العام الأول وبين العشرة سنوات من العدوان على اليمن، كانت فترة كافية لمعرفة عدونا من صديقنا وطرق مواجهته والحذر منه وكيف نسبقه بخطوات قبل أن يباغتنا بضربته”.
وأضافت “اليوم بعد 10 سنوات وصلنا لدرجة لا تقوى فيها لا أمريكا ولا إسرائيل ولا من معهم على ردع صواريخنا وهذا بفضل الله، بدأنا خطوات الاكتفاء الذاتي والتطور في كافة المجالات والارتقاء بالعمل الإداري والإعلامي وغيره من المجالات وبعد عشر سنوات من اليوم نتساءل كيف سيكون حالنا؟.
فيما تشير الكاتبة دينا الرميمة إلى حجم المقارنة بين عام من طوفان الأقصى وسنوات العدوان العشر على اليمن بالقول “الشبه بينهما كبير جدا من حيث الأسباب ونوايا الاعداء المغلقة بالكذب والتي فضحها الصمود والمأساة التي صنعوها وما أعقبها من الانتصارات على عدو شن عدوانه على اليمن هو نفسه من يشن العدوان بغزة اليوم، وهذا كله يدل على أن صاحب الأرض هو من ينتصر وإن عظمت التضحيات”.
وأضافت “الظروف الصعبة التي سبقت العدوان على اليمن من قوة عسكرية ضعيفة بعد أن وضع النظام السابق أنظمة الدفاع الجوي تحت أقدام موظفتين أمريكيتين، ليتم تفجيرها بهدف شل قوة اليمن كعملية استباقية لأي معارضة تواجه أمريكا وتقودها لحرب في اليمن، أيضا الوضع الاقتصادي السيء الذي تركه النظام السابق، وكذا النسيج الاجتماعي الذي مزقه الأعداء عبر الطائفية والعنصرية والمذهبية بشكل ممنهج، كل هذا راهنت عليه دول العدوان بأنه سيجعل اليمن ترفع لهم الراية البيضاء”!!
واردفت الرميمة “لكن ما أن بدأوا عدوانهم بأول غارة أعلن اليمنيون الصمود والمواجهة وبسلاحهم الشخصي وماهي إلا أيام والمقاتل اليمني على أبواب جيزان ونجران، وكلما كان العدو يزداد بشاعة وعنف يزداد اليمن ثباتا وعنفوان جعلهم يتغلبون على كل الصعوبات”.
وأشارت إلى أن اليمنيين اعتمدوا قاعدة الشهيد الرئيس صالح الصماد “يد تحمي ويد تبني” وعبرها تمكنوا من كسر الحصار، ومن صنع أسلحة عسكرية رادعة باتت هي من تفاوض العدو على السلام، واستطاعت لفت أنظار العالم إلى اليمن التي كان الجميع ينتظر نهايتها، لكنها مع مرور عشر سنوات باتت قوة ينظر لها الجميع بأعجاب واحترام ومهابة سيما وقد اصبحت قوة مساندة لغزة في معركة الفتح المفتوح مرغت فيها انف أمريكا بوحل الخيبة والهزيمة وكسرت هيبتها المصطنعة واغرقتها في عرض البحر.
وأضافت إذا نظرنا إلى أول أيام طوفان الأقصى وما قامت به المقاومة الفلسطينية في غزة والتي وصفها الأمين العام للأمم المتحدة في كلمته بمجلس الأمن بأنها “ردة فعل لشعب ومقاومة لسبعين عاما” يتعرض للاختناق وتلتهم المستوطنات أراضيه ويقتلهم العنف والاقتصاد المخنوق وآخرين يشردون وتهدم منازلهم دون الوصول إلى حل ينصفهم فجاء الطوفان ليكسر هيبة الكيان الصهيوني وسمعة جيشه الذي لا يقهر.
واعتبرت أن طول زمن المعركة التي تجاوزت العام دليلا على هزيمة وفشل الكيان الصهيوني في تحقيق أي نصر وفي تحرير الأسرى الذين لم يعد البعض منهم إلا بصفقة تبادل أو جثث قتلوا بسلاحه، مع هزيمته في مخطط التهجير لسكان غزة وانعكس ذلك على الكثير من المستوطنين الصهاينة الذين فروا إلى الملاجئ، وصب العالم لعناته عليه وأصبحت سمعته تتهاوى كمجرم حرب.
وقالت الرميمة “اينما وجد المحتل والمشاريع الاحتلالية سترى أبناء الأرض ينهضون من تحت الركام، كمقاومة ولادة لا تموت، وماعاشه اليمن من مأساة وعدوان وخذلان، تعيشه غزة اليوم، لكنهما وضعتا قواعد جديدة للصراع لا قوة فيها إلا لصاحب الحق والارادة وفضحت زيف الديمقراطية وقوانين السلام وحقوق الإنسان وأسقطت هيبة أمريكا والصهيونية وفضحت صهاينة العرب واعتلت اليمن مع غزة قمة الصمود والثبات والنصر”.
بدورها قالت الإعلامية فاطمة الشامي “ما بين عام من العدوان الغاشم الظالم الذي بدأ منذ سبعون سنة ونصف على أرض فلسطين، واجه خلاله أبناء فلسطين أعتى عدوان صهيوني صلف، لم يكتف الصهاينة باحتلال الأرض فقط بل مارسوا فيها أبشع الجرائم بحق أهلها قتلا وتشريداً، وهذا ليس غريب عليهم فمن دعمهم وشجعهم هي الشيطان الاكبر أمريكا”.
وأضافت “ها هي المقاومة الفلسطينية تثبت وجودها اليوم بعد عام من الطوفان الذي أغرق مستوطنات الصهاينة واحلامهم التوسعية التي حولتها المقاومة إلى كابوس، لم يستفيقوا منه حتى اللحظة، ومع الأسف فمن يحاول ايقاظ الصهاينة من هذا الكابوس هم العرب وصمتهم وخيانتهم للمقدسات الإسلامية”.
واردفت الشامي ” أتى الطوفان نكالاً على الصهاينة فقد دمر زمناً من الجهود المتواصلة والحثيثة وكشف زيف وادعاء الصهاينة بقدراتهم التي اظهرتها جهود المقاومة بإمكانيها البسيطة”.
وأشارت إلى أنه بين عام من الطوفان وعشرة أعوام من الرد اليماني على العدوان الغاشم عليه هناك عامل مشترك وهو أن العدو واحد ولو تغيرت المسميات بين عدوان سعودي صهيوني واحتلال صهيوني، فالعدو هو نفسه من يسعى جاهداً ليطفئ شعلة المقاومة في كل البلاد ويسعى لفرض هيمنته وسيطرته عليها”.
وأضافت أن العدوان كشف لنا الوجوه العميلة والمتصهينة، ومدى هشاشه العدو ونقاط ضعفه، صورة العدو المزيفة والبطولات الوهمية التي يحققها فقط على مواقع التواصل الاجتماعي.
ووجهت رسالة للمقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا العراق وجميع محور المقاومة، مفادها أن الإعلامية اليمنية ستكون داعمة للمقاومة كما كانت زينب لآل البيت لسان حق صادع لم تثنيها المواقف ولم تتردد للحظة عن أن تكون الشهيدة القادمة، هذا هو حالنا ولن نكون إلا هكذا فدماءنا ليست أغلى من دماء الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين والشهيد حسن نصر الله وجميع شهداء محور المقاومة.
—————————————————————
السياسية – منى المؤيد
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة طوفان الأقصى العدوان على على الیمن عام من
إقرأ أيضاً:
المرحلة الأولى من صفقة “طوفان الأحرار”: انتصار يؤكد إرادة المقاومة ونبلها
الثورة نت/..
طوت المقاومة الفلسطينية، اليوم الخميس، ملف العملية الأخيرة من المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والاحتلال الصهيوني؛ وفيها تم الافراج عن مئات الأسرى مقابل جثامين أربعة أسرى للاحتلال.
كانت مشاعر عائلات الأسرى الفلسطينيين لا توصف، وهم يتنظرون أبنائهم وذويهم بعد سنوات طويلة من الأسر؛ مشاعر يعجز القلم عن وصفها واستيعابها عن لحظة ذلك اللقاء لحظة الحرية، فالانتظار بدأ من مساء الأربعاء، والشوق للقاء ظلت أحاسيسه تتصاعد حتى كان الموعد.
كانت المشاهد في رام الله وغزة وغيرها مفعمة بحقيقة واضحة مفادها أن الافراج عن هذا الكم الكبير من الأسرى، بما فيهم أسرى أطفال وأسيرات، يؤكد مدى قدرة المقاومة على تحقيق النصر بلغات عديدة، وكم هو فعل عظيم هذا الإنجاز، الذي حققته المقاومة، ولمت من خلاله العائلات بأبنائها بعد عشرات السنين من الفقد والأمل.
ولعل قصة الأسير نائل البرغوثي، الذي عاش نصف قرن أسيرا في سجون المحتل تختزل عظمة هذا الفعل من ناحية ومن ناحية أخرى تؤكد مدى جسارة الفلسطيني مقاوما وأسيرا في آن. لقد خرج البرغوثي بعد خمسين سنة متمسكا بحريته ومؤمنا بحرية بلده وشعبه. لقد كان نيله لحريته ضمن صفقة “طوفان الأحرار”.
“مشروع المقاومة لتحرير أمة وليس فقط من أجل تحرير الأسرى”، بتلك الكلمات القوية عبر الأسير المحرر الأطول محكومية في العالم نائل البرغوثي عن امتنانه للمقاومة الفلسطينية بعيد ساعات من تحرره ضمن الدفعة السابعة لصفقة طوفان الأحرار، في إطار وقف إطلاق النار بغزة.
وهو في الحافلة التي تقله إلى مصر، قال عميد الأسرى الفلسطينيين إن “طعم الحرية لا يوصف لكن حريتنا لن تكتمل دون نجاح مشروع المقاومة”، متوجها لأهالي قطاع غزة “من نساء وأطفال ورجال ومقاومين جندًا وقادة وإلى تراب غزة بالتحية. كل الكلمات لا توفي أهل غزة حقهم، وكل ما فعله ودمره الاحتلال لا يساوي ظفر طفل فلسطيني في غزة”.
وأكد مدير مكتب إعلام الأسرى، أحمد القدرة، أن اليوم يُسجل فصلٌ جديد من المجد، حيث تتدفق الحرية في عروق من صمدوا خلف القضبان.
وجه القسامي المحرر ضمن صفقة طوفان الأقصى، عمار الزبن، من نابلس والمبعد إلى مصر، التحية للقادة الشهداء والمقاومة وكتائب القسام، مؤكدا أن دماء أهل غزة لن تذهب هدرا، وأن الشعب الفلسطيني تعلم من صبرهم وصمودهم وتضحياتهم الكثير.
ها هو كيان الاحتلال الذي ارتكب أفظع الجرائم بهدف إطلاق سراح أسراه قد فشل في تحريرهم، وظل يكابر لأكثر من 15 شهرًا، متوعدًا حركة “حماس” بالتدمير، حتى أنه لم يحد أمامه سوى الاعتراف بالمقاومة، من خلال تفاوضه معها على الافراج عن الأسرى، ووقف إطلاق النار، وهو بذلك اعترف بهزيمته وانكساره أمام التاريخ.
على مدى الأسابيع التي استغرقها تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق وسط محاولات الاحتلال إيقاف تنفيذه وتلكؤه في تنفيذ ما يخصه كتبت المقاومة سطور مضيئة في مدى التزامها واحترامها للاتفاقيات كجزء من ثقافة دينها، بينما ظهر الاحتلال في موقع من ينكث ويخلف عهده والتزامه؛ لتقول المقاومة للعالم: هاهي المقاومة وها هو الاحتلال في صورتهما الحقيقية.
ما ظهر عليه الأسرى الفلسطينيون من أمراض وعلل وضعف وهزال جراء ما تعرضوا له في السجون الإسرائيلية يعكس مدى بشاعة ثقافة الاحتلال، بينما سلمت المقاومة أسراه الأحياء في حال لائق بالمقاومة كفعل نبيل؛ ولم يكن تقبيل أحد الأسرى الصهاينة جبين جنود المقاومة خلال إحدى عمليات التبادل، إلا دليلًا وشاهدًا منهم على عظمة ونبل المقاوم الفلسطيني؛ وهذا ليس بغريب وهم ينشدون الحرية ويتحدون العاصفة!