ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم قضاء الصلاة المتروكة عمدًا أو نسيانًا؟ فقد ابتُليَ شخص بالتقصير في الصلاة لفترة من الزمن متعمدًا وتاب إلى الله عز وجل ويريد أن يقضي ما فاته من الصلاة؛ ويسأل عن حكم قضاء هذه الصلاة. وهل يختلف الحكم إذا كان قد تركها لعذر؛ كنوم أو نسيان؟

وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال إن قضاء الصلاة المفروضة التي فاتت واجبٌ، سواء فاتت بعذرٍ غير مسقطٍ لها، أو فاتت بغير عذر، ولا يرتفع الإثم بمجرد القضاء، بل يجب معه التوبة، كما لا ترتفع الصلاة بمجرد التوبة، فإن القضاء واجب؛ لأن من شروط التوبة الإقلاع عن الذنب، والتائب بدون قضاء غير مقلع عن ذنبه.

وأوضحت دار الإفتاء أن العبد إذا ابتلي بالتقصير في الصلاة عمدًا أو بعذرٍ لنومٍ أو نسيانًا وجب أن يقضي ما عليه من فوائت بقدر طاقته، وقد أجمع الفقهاء على وجوب قضاء الصلاة الفائتة نسيانًا أو لعذر، ولا يجوز تأخير القضاء إلا لعذرٍ، كالسعي لتحصيل الرزق وتحصيل العلم الواجب عليه وجوبًا عينيًّا، وكالأكل والنوم.

وقد اختلف الفقهاء في الصلاة المتروكة عمدًا، وقال الجمهور بقضاء الصلاة المتروكة عمدًا؛ قياسًا على التنبيه بالأدنى على الأعلى؛ فقد نبَّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الصلاة المنسية فيما رواه الإمام البخاري عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ نَسِيَ صَلاةً فَلْيُصَلِّ إِذَا ذَكَرَهَا، لا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ»، وهي أدنى من المتعمد تركها، فالأعلى تدخل في التنبيه من باب أولى.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء قضاء الصلاة الصلاة التوبة الذنب قضاء الصلاة أو نسیان

إقرأ أيضاً:

نذرت أن اعتمر ولكن لا أستطيع الوفاء به فماذا أفعل؟ .. الإفتاء تجيب

كشفت دار الإفتاء عدة تفاصيل مهمة حول أحكام النذر وما يترتب على الإنسان إذا عجز عن الوفاء بما نذر به لله.

 الشيخ أحمد ممدوح، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، أشار في فتوى مسجلة له إلى أن النذر يبقى معلقًا في عنق صاحبه إلى أن يتمكن من الوفاء به، حيث أن النذر هو التزام قد نذر الإنسان أن يؤديه لله، وبالتالي عليه الوفاء به متى استطاع. 

واستشهد الشيخ ممدوح بقول الله تعالى في كتابه الكريم: "يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا"، مؤكدًا على أهمية الوفاء بالنذر عند القدرة. 

وفي نفس السياق، تحدثت الدكتورة نادية عمارة، الداعية الإسلامية، عن معنى النذر وشروطه، حيث قالت إن النذر هو التزام يقوم به الإنسان تجاه الله عند تحقيق منفعة معينة أو دفع ضرر، وهو ليس بواجب فرضه الله، بل عبادة إضافية يكلف الإنسان بها نفسه.

حكم ذهاب المرأة بمكياج كامل وملابس كاشفة لحضور زفاف.. أمين الفتوى يحذر الإفتاء: رسم الحناء على اليدين والقدمين جائز بشرط الالتزام بالضوابط الشرعية

 وأشارت الدكتورة عمارة إلى أن الشريعة الإسلامية قد فتحت آفاق التيسير على الإنسان الذي يجد مشقة في الوفاء بنذره، بحيث يخفف عليه العبء إن لم يكن قادرًا على تحقيق ما ألزم به نفسه من طاعة معينة أو عبادة محددة.

وفي واقعة أخرى، أوضح الشيخ محمد وسام، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال بث مباشر عبر صفحة دار الإفتاء على فيسبوك، حكم من نذر ذبح ماعز لله لكنه اضطر لبيعها لاحتياجه المالي، مما ترتب عليه شعوره بأن أموره غير ميسرة منذ ذلك الوقت. 

اقرأ ايضا:  

مواقيت الصلاة بعد تطبيق التوقيت الشتوي.. احرص عليها في وقتها

فأجابه الشيخ وسام بأن من نذر نذرًا لله عليه أن يسعى جاهدًا للوفاء به، مع التأكيد على أن الله يوسع على عباده عندما يتسعون للآخرين.

وبشأن وجوب تنفيذ النذر في وقته، أوضح الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن من نذر طاعة لله وجب عليه تنفيذها في الوقت الذي حدده بحسب نيته عند النذر.

 واستشهد بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه". 

نذور يجب الوفاء بها 

وبيّن الشيخ شلبي أن نذور الطاعة، كالصيام أو الصدقة، يجب الوفاء بها، بينما لا يجوز الوفاء بالنذر إذا كان معصية، كأن ينذر شخص شرب الخمر أو قطع الأرحام، وفي هذه الحالة، يلزمه إخراج كفارة يمين.

أما إذا لم يتحقق النذر بعد إلزام الشخص لنفسه به، فقد أشار الشيخ محمد وسام إلى أنه يجب على المرء إخراج كفارة يمين إذا لم يستطع الوفاء بنذره، وهذه الكفارة تتمثل في إطعام عشرة مساكين، وإن لم يكن ذلك ممكنًا، فصيام ثلاثة أيام. 

وأكد أن النذر يبقى واجبًا طالما تحقق الشرط الذي علّق عليه النذر حتى وإن زالت الحاجة لاحقًا.

وفي ذات الشأن، أوضح الشيخ عويضة عثمان، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في إجابته على سؤال مماثل، أنه يجب على الإنسان الوفاء بنذره إذا استطاع، وإذا لم يستطع لوجود عجز حقيقي فعليه أن يخرج كفارة يمين، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كفارة النذر كفارة يمين".

 وأشار الشيخ عويضة إلى أن الله تعالى أثنى في كتابه على الذين يوفون بالنذر، مؤكداً على أهمية هذا الالتزام حيث قال: "يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا"، ما يوضح أهمية الوفاء بالنذر طالما كان في مقدور المسلم القيام به.

 

مقالات مشابهة

  • نذرت أن اعتمر ولكن لا أستطيع الوفاء به فماذا أفعل؟ .. الإفتاء تجيب
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • حكم قضاء سنة الفجر بعد طلوع الشمس لمن فاتته
  • تفوتني صلاة العصر لعذر طارئ حتى يؤذن المغرب فكيف أقضيها؟
  • حكم قراءة القرآن جماعة بصوت واحد.. الإفتاء تجيب
  • حكم الدعاء بعد الإقامة للصلاة.. الإفتاء تجيب
  • حكم الصلاة في القطار المتحرك.. دار الإفتاء تجيب
  • كيفية قضاء صلاة الفجر الفائتة كثيرا وحكم أدائها قبل الشروق.. الإفتاء ترد
  • كيفية ختم الصلوات بالأذكار.. الإفتاء تجيب
  • هل كثرة التثاؤب يؤثر في صحة الصلاة وما هو العلاج؟.. الإفتاء تجيب