مقالات مشابهة هاتف Galaxy A56 ينطلق قريباً بترقية في كاميرة السيلفي

‏54 دقيقة مضت

جارية الآن.. القنوات الناقلة لمباراة الريال ضد برشلونة في الدوري الإسباني 2024

‏ساعة واحدة مضت

حرية التعبير تُنقذ مالك تيسلا.. وقفزة تاريخية لقيمة الشركة السوقية

‏ساعة واحدة مضت

“الموارد البشرية” توضح خطوات الاستعلام عن أهلية الضمان الاجتماعي المطور لشهر نوفمبر 2024

‏ساعة واحدة مضت

تقويم جوجل على الويب يحصل أخيرًا على الوضع المظلم

‏ساعة واحدة مضت

سامسونج تقرر خفض تكلفة تقنية الشاشة في سلسلة Galaxy S25

‏ساعتين مضت

اقرأ في هذا المقال

النفط والغاز أسهما في موازنة روسيا الفيدرالية ونفوذها الجيوسياسيمن المتوقع أن تنخفض حصة إيرادات النفط والغاز إلى 27% بحلول عام 2025اعتماد روسيا الاقتصادي على النفط والغاز يعود إلى الحقبة السوفييتيةسعر النفط أحد العوامل الرئيسة التي تحدد إيرادات الطاقة في روسيا

تمثّل إيرادات قطاع النفط والغاز في روسيا ركيزة الاقتصاد الروسي، إذ تسهم بشكل ملحوظ في الموازنة الفيدرالية، وتدعم نفوذ موسكو الجيوسياسي.

وفي الوقت نفسه، تُظهر الاتجاهات الأخيرة انخفاضًا ملحوظًا في حصة إيرادات النفط والغاز بموازنة روسيا، إذ تشكّل الإيرادات غير النفطية والغازية، حاليًا، ثلثي إجمالي الإيرادات الفيدرالية.

وبحلول عام 2025، من المتوقع أن تنخفض حصة إيرادات النفط والغاز في روسيا إلى 27%، وبحلول عام 2027، إلى 23% فقط، وفقًا لوزير المالية الروسي، أنطون سيلوانوف.

يتعمق هذا التحليل في الأسباب وراء هذا التحول، وآثاره في قطاع الطاقة الروسي، والعواقب الجيوسياسية على البلاد في سياق ديناميكيات الطاقة العالمية المتطورة.

القسم الأول: الاعتماد التاريخي على النفط والغاز

يعود اعتماد روسيا الاقتصادي على النفط والغاز إلى الحقبة السوفييتية، عندما كانت احتياطيات الطاقة الضخمة مصدرًا رئيسًا للعملة الصعبة، ما ساعد الدولة على تمويل تنميتها.

وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، استمرت روسيا في الاعتماد بشكل كبير على صادرات النفط والغاز، خصوصًا إلى أوروبا، ما جعلها واحدة من أكبر منتجي الطاقة في العالم.

منصة لحفر آبار الغاز في منطقة لينسك بجمهورية ساخا الروسية – الصورة من بلومبرغ

في عام 2014، بلغت إيرادات النفط والغاز في روسيا ذروتها، إذ مثّلت 52% من الموازنة الفيدرالية، وهذا يعكس اعتماد البلاد على مواردها الطبيعية للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي وتمويل الإنفاق الحكومي. في المقابل، أدى ضمّ شبه جزيرة القرم في عام 2014 وفرض العقوبات الغربية اللاحقة إلى سلسلة من التعديلات في الإستراتيجية الاقتصادية لروسيا.

وعلى مدى العقد التالي، سعت روسيا إلى تنويع مصادر إيراداتها وتقليل اعتمادها على صادرات الطاقة، على الرغم من أن العملية كانت بطيئة، وما تزال تتطور.

وبحلول عام 2023، انخفضت حصة إيرادات النفط والغاز في روسيا بالموازنة الفيدرالية إلى 28.3%، وهو ما يمثّل انخفاضًا حادًا عن السنوات السابقة.

وعلى الرغم من أن هذا التحول يمكن أن يُعزى، جزئيًا، إلى عوامل خارجية، مثل تقلّب أسعار النفط العالمية والعقوبات الغربية، فإن الإصلاحات الاقتصادية الداخلية التي تهدف إلى الحدّ من تعرُّض روسيا لصدمات سوق الطاقة العالمية أدّت دورًا.

القسم الثاني: عوامل تراجع إيرادات النفط والغاز

هناك عدّة عوامل متداخلة تفسّر تراجع مساهمة إيرادات النفط والغاز في الموازنة الروسية:

أولًا، تنويع مصادر الإيرادات: اكتسبت جهود روسيا لتنويع اقتصادها زخمًا استجابة للضغوط الخارجية، بما في ذلك العقوبات ومشهد الطاقة العالمي المتغير.

وعلى مدى العقد الماضي، شهدت قطاعات مثل الزراعة والتصنيع والتكنولوجيا نموًا كبيرًا، ما أسهم في هيكل إيرادات أكثر توازنًا.

وفي عام 2022، شكّلت الإيرادات غير النفطية والغازية نحو 64% من الموازنة الفيدرالية، ومن المتوقع أن تزيد هذه النسبة في السنوات المقبلة.

بدورها، اتخذت الحكومة الروسية تدابير اقتصادية مختلفة، مثل سياسات استبدال الواردات وزيادة الدعم للصناعات المحلية، لتحفيز النمو في القطاعات غير المرتبطة بالطاقة.

وتهدف هذه السياسات إلى تقليل تعرُّض الاقتصاد للصدمات الخارجية، مثل تقلُّب أسعار النفط أو التوترات الجيوسياسية، التي يمكن أن تؤثّر في صادرات الطاقة.

ثانيًا، انخفاض أسعار النفط : كان سعر النفط -وهو أحد العوامل الرئيسة التي تحدد إيرادات الطاقة في روسيا– متقلبًا في السنوات الأخيرة.

على صعيد آخر، تسببت جائحة كوفيد-19 بانخفاض كبير في الطلب العالمي على النفط، ما أدى إلى انخفاض حادّ في الأسعار عام 2020.

وعلى الرغم من تعافي الأسعار إلى حدّ ما في عامَي 2021 و2022، فإنها ظلّت غير متوقعة بسبب عوامل عالمية مختلفة، بما في ذلك الحرب بين روسيا وأوكرانيا، واتفاقيات تحالف أوبك+، ومؤخرًا الصراعات في الشرق الأوسط.

ومن المتوقع أن ينخفض ​​متوسط ​​سعر النفط بشكل مطّرد، من 70 دولارًا للبرميل في عام 2024، إلى 65.5 دولارًا للبرميل بحلول عام 2027، وفقًا لتوقعات وزارة المالية الروسية.

ومن المؤكد أن هذه الأسعار المنخفضة ستقلل من مقدار الإيرادات التي يمكن لروسيا توليدها من صادراتها النفطية، على الرغم من الحفاظ على مستويات الإنتاج، وقد أسهم انخفاض أسعار النفط في انخفاض إيرادات تصدير النفط، التي انخفضت بنسبة 3.3% في عام 2023، مقارنة بالعام السابق.

ثالثًا، تغير الطلب العالمي على الطاقة: تشهد سوق الطاقة العالمية تحولًا كبيرًا مع انتقال البلدان في جميع أنحاء العالم إلى مصادر الطاقة المتجددة، وتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري، لمكافحة تغير المناخ.

ويتجلى التحول تحديدًا في أوروبا، إحدى أكبر أسواق الطاقة في روسيا، حيث أدت سياسات المناخ الصارمة والاستثمارات في الطاقة المتجددة إلى تقليل الطلب على النفط والغاز الروسيين.

وعلى الرغم من أن مصادر الطاقة المتجددة لم تشكّل سوى 0.8% من مزيج الطاقة في روسيا عام 2023، فإن الأهمية المتزايدة للطاقة النظيفة على مستوى العالم تعمل على تقليل الطلب على الوقود الأحفوري، بما في ذلك النفط والغاز الروسيين.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل الدول الأوروبية على تنويع مورّدي الطاقة لديها في محاولة للحدّ من اعتمادها على روسيا، خصوصًا في أعقاب أزمة أوكرانيا.

وقد أدى هذا إلى انخفاض كبير في صادرات الغاز الروسية إلى أوروبا، على الرغم من أن البلاد سعت إلى تعويض هذه الخسائر من خلال زيادة الصادرات إلى آسيا، خصوصًا الصين.

رابعًا، تأثير العقوبات والمخاطر الجيوسياسية: كان للعقوبات الغربية، خصوصًا بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 وغزو أوكرانيا في عام 2022، تأثير عميق في الاقتصاد الروسي.

واستهدفت العقوبات قطاعات رئيسة، بما في ذلك الطاقة والتمويل والدفاع، ما حدَّ من قدرة روسيا على الوصول إلى الأسواق والتكنولوجيات الدولية.

وقد أدى هذا إلى انخفاض الاستثمار الأجنبي بقطاع الطاقة في روسيا، وعاقَ تطوير حقول النفط والغاز الجديدة، خصوصًا في القطب الشمالي، حيث تعدّ التكنولوجيا والخبرة الأجنبية ضرورية للعمليات.

بالإضافة إلى ذلك، أجبرت العقوبات روسيا على اللجوء إلى التمويل المحلي والشركات المملوكة للدولة، مثل روسنفط Rosneft وغازبروم Gazprom، للحفاظ على إنتاج الطاقة.

وعلى الرغم من أن روسيا طوّرت أسواقًا جديدة في آسيا، كان لخسارة الأسواق الأوروبية تأثير كبير في صادراتها الإجمالية من الطاقة.

خزانات الوقود في منشأة تابعة لشركة روسنفط بمنطقة سامارا في روسيا – الصورة من رويترزالقسم الثالث: الآثار المترتبة على صناعة النفط والغاز في روسيا

على الرغم من انخفاض حصة إيرادات النفط والغاز في الموازنة الفيدرالية، تظل روسيا قوة عالمية في مجال الطاقة.

وفي عام 2023، أنتجت روسيا 530.6 مليون طن من النفط، بانخفاض طفيف بنسبة 0.8% مقارنة بعام 2022.

وزاد استهلاك الغاز في روسيا بنسبة 2.8% على أساس سنوي، على الرغم من أن صادرات الغاز عانت من التوترات الجيوسياسية، خصوصًا مع أوروبا.

وتواجه صناعة النفط والغاز في روسيا العديد من التحديات، يمكن رصدها في التالي:

أولًا، تمثّل التعديلات المالية في القطاع: أحد الأسباب الرئيسة لانخفاض إيرادات النفط والغاز في روسيا هو خفض ضريبة استخراج المعادن على الغاز، التي من المتوقع أن تخفض الإيرادات الفيدرالية بنحو 440 مليار روبل (44 مليون دولار) في عام 2025.

ويهدف الإجراء إلى دعم شركة غازبروم وشركات الطاقة المملوكة للدولة الأخرى في الحفاظ على الإنتاج والاستثمار في البنية التحتية الجديدة، خصوصًا خطوط الأنابيب إلى الصين وغيرها من الأسواق الآسيوية.

بالإضافة إلى ذلك، كان للتغييرات في حساب مكون التخميد لضريبة الاستهلاك على المنتجات البترولية تأثير استقراري بقطاع النفط.

وعلى الرغم من تراجع إيرادات النفط، تساعد الإصلاحات الضريبية في ضمان بقاء القطاع تنافسيًا في السوق العالمية، وسط انخفاض الأسعار.

ثانيًا، التركيز المتزايد على التكرير المحلي: تركّز روسيا بشكل متزايد على التكرير المحلي للهيدروكربونات لإضافة قيمة إلى صادراتها من النفط والغاز.

على سبيل المثال، زاد إنتاج البنزين بنسبة 3.1%، وإنتاج الديزل بنسبة 3.5%، في عام 2023.

ومن المتوقع أن يعزز هذا التحول نحو التكرير بدلًا من تصدير النفط اقتصاد روسيا من خلال خلق منتجات ذات قيمة أعلى للتصدير، بفضل نمو الطلب على المنتجات المكررة في الأسواق الناشئة.

ثالثًا، تحديات تصدير الغاز المسال: واجه قطاع الغاز المسال في روسيا عقبات، بما في ذلك عدم الوصول إلى التكنولوجيا والخبرة الغربية بسبب العقوبات.

وتسبَّب هذا في إبطاء تطوير مشروعات الغاز المسال الجديدة، خصوصًا في القطب الشمالي، حيث تتطلب الظروف القاسية تقنيات متقدمة.

من ناحيتها، سعت روسيا إلى التغلب على هذه التحديات من خلال تطوير تقنياتها الخاصة، ومن غير المرجّح أن ينمو قطاع الغاز المسال بالسرعة المتوقعة في البداية، ما يحدّ من قدرة روسيا على زيادة حصتها في سوق الغاز المسال العالمية.

القسم الرابع: دور صندوق الرعاية الاجتماعية الوطني

للتخفيف من تأثير تقلُّب أسعار النفط والغاز في الموازنة الفيدرالية، استعملت روسيا صندوق الرعاية الاجتماعية الوطني.

وبموجب القوانين المالية في روسيا، تُوَجَّه أيّ إيرادات نفطية تزيد عن سعر محدد (60 دولارًا للبرميل) إلى صندوق الرعاية الاجتماعية الوطني، الذي يعمل كحاجز مالي للحكومة.

وفي حالة انخفاض أسعار النفط عن المعيار المحدد، يمكن استعمال صندوق الرعاية الاجتماعية الوطني لتغطية العجز في إيرادات الموازنة.

ونظرًا لأن أسعار النفط من المتوقع أن تنخفض من 70 دولارًا للبرميل في عام 2024، إلى 65.5 دولارًا للبرميل بحلول عام 2027، فإن صندوق الرعاية الاجتماعية الوطني سيؤدي دورًا حاسمًا في استقرار الموازنة.

وتسمح الإستراتيجية للحكومة بالوفاء بالتزاماتها المالية، بما في ذلك زيادة الإنفاق على الدفاع والبنية الأساسية، دون اللجوء إلى اقتراض إضافي أو خفض النفقات المهمة.

من جهة ثانية، كان استعمال صندوق الرعاية الاجتماعية الوطني أمرًا بالغ الأهمية في الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي الكلي ومواجهة أسواق النفط العالمية المتقلبة.

رغم ذلك، فإن الاستدامة طويلة الأجل لهذه الإستراتيجية تعتمد على قدرة الحكومة في الاستمرار بتجميع الفوائض في الصندوق خلال أوقات ارتفاع أسعار النفط.

القسم الخامس: التوقعات الاقتصادية المستقبلية والتعديلات الموازنة

بالنظر إلى المستقبل، تستند الموازنة الفيدرالية الروسية للمدة 2025-2027 إلى عجز هيكلي أولي صفري لأول مرة منذ عام 2019.

وتتوقع وزارة المالية أن تصل النفقات الفيدرالية إلى 41.5 تريليون روبل في عام 2025، مع إسهام الإيرادات غير النفطية والغازية بنحو 29.4 تريليون روبل.

ومن المتوقع أن تولّد إيرادات النفط والغاز، على أساس متوسط ​​سعر النفط البالغ 60 دولارًا للبرميل، 9.1 تريليون روبل.

(الروبل الروسي = 0.10 دولارًا أميركيًا)

وتستند الموازنة إلى افتراض أن أسعار النفط والغاز ستظل مستقرة نسبيًا، وإن كانت عند مستويات أقل من السنوات السابقة.

في المقابل، فإن العوامل العالمية، مثل تصاعد الصراعات في الشرق الأوسط، والتغيرات في سياسة الطاقة الأميركية، وتقلبات النمو الاقتصادي العالمي، قد تؤدي إلى انحرافات عن هذه التوقعات.

ويسلّط اعتماد الحكومة الروسية على صندوق الرعاية الاجتماعية الوطني لتحقيق التوازن في الموازنة الضوء على أهمية إيرادات الطاقة، حتى مع سعيها إلى تنويع الاقتصاد.

ناقلة الغاز المسال الروسي نيكولاي يفغنوف في ميناء برشلونة بإسبانيا – الصورة من رويترزالقسم السادس: تداعيات التحول بمجال الطاقة في روسيا

ينطوي الدور المتضائل للنفط والغاز في الموازنة الفيدرالية الروسية على تداعيات جيوسياسية بعيدة المدى، سواء بالنسبة لروسيا أو بالنسبة لمشهد الطاقة العالمي.

أولًا، انخفاض النفوذ الجيوسياسي تاريخيًا:

استعملت روسيا مواردها الهائلة من الطاقة أداة للتأثير الجيوسياسي، خصوصًا في أوروبا.

ومن خلال توفير جزء كبير من الغاز لأوروبا، تمكنت روسيا من ممارسة نفوذ كبير على أمن الطاقة الأوروبي.

رغم ذلك، مع تقليص أوروبا لاعتمادها على الطاقة الروسية، فإن هذا النفوذ يتضاءل، مما يجبر روسيا على إعادة معايرة سياستها الخارجية.

ثانيًا، التحول إلى آسيا:

استجابةً لانخفاض صادرات الطاقة إلى أوروبا، تتجه روسيا بشكل متزايد إلى آسيا -خصوصًا الصين والهند- كونها تشمل أسواقًا رئيسة لنفطها وغازها.

ويُعدّ تطوير خطوط الأنابيب الجديدة والبنية الأساسية للطاقة التي تهدف إلى توصيل الهيدروكربونات إلى هذه الأسواق أمرًا بالغ الأهمية لإستراتيجية روسيا.

وفي الوقت نفسه، فإن هذا التحول يعرّض روسيا لمخاطر جيوسياسية جديدة، بما في ذلك المنافسة من مصدري الطاقة الآخرين، مثل قطر وأستراليا، فضلًا عن إمكان حصول الغاز المسال الأميركي على حصة سوقية في آسيا.

ثالثًا، الآثار المترتبة على مكانة روسيا العالمية:

يعكس انخفاض إيرادات النفط والغاز في روسيا أيضًا تغييرات أوسع بمكانة روسيا العالمية.

وفي ظل تحول المشهد العالمي للطاقة نحو مصادر الطاقة المتجددة وتنويع الطاقة وإزالة الكربون، تخاطر روسيا بالتخلف عن الركب ما لم تتمكن من التكيف مع هذه الاتجاهات الجديدة.

وعلى الرغم من أن البلاد تظل منتجًا رئيسًا للطاقة، فإن نفوذها المستقبلي سيعتمد بشكل متزايد على قدرتها في التحول إلى مصادر طاقة أنظف والاندماج في أسواق الطاقة الجديدة.

التعامل مع تراجع إيرادات النفط والغاز

يمثّل الاعتماد المتناقص لروسيا على إيرادات النفط والغاز تحديًا وفرصة للبلاد؛ وعلى الرغم من أن ذلك يعكس خسارة النفوذ الاقتصادي والجيوسياسي، فإنه يُفسح المجال لمزيد من التنوع الاقتصادي والاستقرار.

وسوف يعتمد نجاح جهود روسيا للحدّ من اعتمادها على الهيدروكربونات، على قدرتها بتطوير القطاعات غير المرتبطة بالطاقة، وتأمين أسواق جديدة لصادراتها من الطاقة، والتكيف مع تحول الطاقة العالمي.

وفي الأمد القريب، سوف يؤدي صندوق الرعاية الاجتماعية الوطني دورًا حاسمًا في استقرار الاقتصاد خلال أوقات تقلُّب أسعار النفط.

وفي الأمد البعيد، سوف تعتمد قدرة روسيا في الحفاظ على مكانتها العالمية بصفتها منتجة رئيسة للطاقة على قدرتها في تبنّي التقنيات الجديدة، وتوسيع نطاق وصولها إلى الأسواق الآسيوية، والتعامل مع تعقيدات المشهد الجيوسياسي المتغير.

ويمثّل التحول بعيدًا عن إيرادات النفط والغاز مرحلة جديدة في التطور الاقتصادي والجيوسياسي لروسيا، وسوف يعتمد ما إذا كان هذا التحول سيعزز أو يضعف مكانة البلاد العالمية على قدرة الحكومة على التكيف مع الحقائق الجديدة، والحفاظ على نفوذها في عالم سريع التغير.

فيلينا تشاكاروفا، متخصصة في الشؤون السياسية بالدول المنتجة للطاقة.

*هذا المقال يمثّل رأي الكاتبة، ولا يعبّر بالضرورة عن رأي منصة الطاقة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link ذات صلة

المصدر: الميدان اليمني

كلمات دلالية: إیرادات النفط والغاز فی روسیا والغاز فی الموازنة على النفط والغاز الطاقة المتجددة دولار ا للبرمیل الطاقة فی روسیا انخفاض إیرادات الطاقة العالمی ومن المتوقع أن ساعة واحدة مضت ب أسعار النفط من المتوقع أن اعتمادها على الحفاظ على هذا التحول بما فی ذلک سعر النفط انخفاض ا روسیا ا عام 2023 عام 2025 خصوص ا فی عام

إقرأ أيضاً:

مونيكا ويليم تكتب: كيف تؤثر الطاقة في مسار الصراع الروسي الأوكراني؟

مثلت الطاقة محورًا أساسيًا في النزاعات الدولية، لا سيما في الصراعات التي تتداخل فيها الأبعاد الاقتصادية والجيوسياسية. وفي سياق الحرب الروسية الأوكرانية، برزت مسألة استهداف البنية التحتية للطاقة كأحد الأدوات المستخدمة للضغط المتبادل بين الطرفين. ومع ذلك، شكّلت المباحثات التليفونية بين الرئيس دونالد ترامب والرئيس بوتين والتي استمرت لمدة 90 دقيقة محطة هامة في مسار التهدئة وخفض التصعيد منذ أكثر من ثلاث سنوات والتي توافقت على ضرورة إقرار السلام الدائم على أن يتم البدء بهدنة تفضي بعدم استهداف البنية التحتية الطاقية، وذلك على الرغم من تبادل الجانبين الاتهامات بانتهاكه، وعلى هذا الأساس ينظر إلى هدنة الطاقة في الحرب الروسية الأوكرانية، كونها تخضع إلى الضرورات الاستراتيجية وحسابات القوى الدولية. 


ومع تحليل البيانات الصادرة بين البيت الأبيض والكرملين بشأن المباحثات المشار إليها عاليه، تلاحظ اختلافات كبيرة بينهما، فأبرز تلك الاختلافات، تتمثل في أن البيان الصادر من قبل الكرملين، تناول المباحثات بشيء من التفاصيل برزت من خلال سرد شروط روسيا لوقف أطلاق النار بشكل شامل ومستدام في أوكرانيا وهو ما ينفذ من خلال وقف الإدارة الأمريكية عن تسليح أوكرانيا أو تقديم الدعم العسكري لها ، أو تعبئة أوكرانيا فضلا عن ذلك وقف التعاون الاستخباراتي مع أوكرانيا خاصة في ظل حصار 10 ألف جندي أوكراني في العملية العسكرية في كورسك وفقدانها أبرز الوحدات القتالية وبالتالي فقدان عدد من الأسلحة النوعية والتكتيكية  كالقذائف المدفعية، ومدافع هاو تزر والعربات لقتالية المطورة ، كما فقدت أوكرانيا حوالي 300 عربيات برادلي لنقل الجند من طراز M1s ؛ وهو بدوره ما يعرقل العمليات الهجومية لدي أوكرانيا، ويؤكد عدم تفعيل الاتفاق سريعًا بل سيترقب ويتوقف الأمر علي ضمانات من قبل الإدارة الأمريكية بوقف أطلاق النار.


في حين تناول بيان الولايات المتحدة بعض الملفات التي لم يتم الإشارة إليها؛ إلا أن النقطة المشتركة هو وقف استهداف البنية التحتية النفطية وقذف منشأت الطاقة والتي تمثل أداة أساسية للتفاوض وهو ما يعد تقدماً.
وفي هذا الإطار سوف تركز هذه المقالة على عدة أبعاد منها موقع الطاقة في المفاوضات مع التطرق إلى عمق الدوافع البرجماتية لدي الولايات المتحدة لحل الأزمة.  


وعليه هناك عدة تساؤلات من قبيل هل تعد تلك الهدنة بمثابة هدنة تكتيكية جزئية خاصة بقطاعي الطاقة والبنية التحتية؟ هل سيدخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ؟  


باستذكار الملابسات المتعلقة بالهجمات على منشآت الطاقة كجزء من جهود كلا البلدين لإضعاف الآخر، إذ كانت الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا جزءاً أساسياً من جهودها لإخضاع البلاد ، قد بدأت روسيا بمهاجمة البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا في أكتوبر 2022 بعد أن اتضح ضرورة أن يصاحب خطتها الأولية حرب استنزاف لتحقيق نصر سريع على الأرض،وبالتالي أصبحت فيها البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا هدفاً رئيسياً.


أما بالنسبة لأوكرانيا، فتهدف الهجمات على المنشآت الروسية إلى خفض عائدات روسيا المترامية الأطراف، وعلى هذا الاساس بدأت أوكرانيا باستهداف البنية التحتية للطاقة الروسية بشكل متكرر في أوائل عام 2024، في محاولة لإلحاق الضرر بالاقتصاد الروسي خاصة قطاع النفط والغاز وذلك لتحقيق هدف مزدوج يتمثل في خفض عائدات النفط الروسية التي تُستخدم لتمويل الجيش الروسي والحد من إمدادات الوقود إلى جانب إحداث تأثير نفسي من خلال إشعال حرائق واسعة النطاق.


وعلي مدار العام الماضي، صعدت أوكرانيا هجماتها حيث تسللت طائرات أوكرانية مُسيّرة إلى عمق الأراضي الروسية، مُستهدفةً مصافي نفط ومستودعات ووحدات تخزين وأنابيب ومحطات ضخ؛ وقد أدت هذه الهجمات إلى تعطيل تدفقات النفط التي تمر عبر محطات النفط البحرية الروسية وخط أنابيب دروجبا. 


وعند محاولة استقراء تأثير تلك الهجمات علي مصافي النفط علي خفض قدرة التكرير في روسيا، تبين وفقاً للعديد من التقديرات أنها بلغت نحو 10% إلا ان الشركات الروسية تمكنت من تفادي تلك التأثيرات سريعاً.


واستكمالا للتطرق في هذا البعد، وبالنظر إلى أن الصراع الروسي الأوكراني قد غير خريطة إمدادات الطاقة عالمياً، فمن المتوقع أن تُغير نهايته العديد من المعادلات بالأسواق، فوفقا لتوقعات بنك جولد مان ساكس أن تنخفض أسعار الغاز في أوروبا بنسبة تتراوح ما بين 15-50% وذلك ترجيحاً بعودة جزء من الغاز الروسي إلى أوروبا، وفي الوقت نفسه تتباين التقديرات الدولية فيما يتعلق بالتأثير على أسواق النفط، ففي حين يرجح بنك جولد مان ساكس التأثير على أسواق النفط تأثيراً محدوداً، وذلك لان النفط الروسي محكومًا  بالاساس بقرارات الأوبك بلس. 


في حين أن بنك أوف أمريكا (Bank of America) يرجح أن الزيادة في أمدادات النفط الروسي للأسواق العالمية، بنحو 1.2 مليون برميل يومياً بعد رفع العقوبات قد يسهم في هبوط الأسعار بنحو 5- 10 دولار للبرميل ما تسعي إليه أيضا الولايات المتحدة الأمريكية.


وتأسيسا على ذلك، وُيمكن النظر إلى كافة المحاولات بأنها مفاوضات تكتيكية لبحث آلية وقف أطلاق النار فأي مفاوضات مع الجانب الأوكراني هي مفاوضات جزئية كون روسيا لا تعترف بشرعية النظام الأوكراني علاوة على ذلك، حالة انعدام الثقة المرسخة بين الجانب الأوكراني والروسي والتي تنامت بعد توقيع اتفاقية الحبوب في تركيا عام 2022. 


وهو الأمر الذي يدفعنا للبحث عن الأسباب البرجماتية الدافعة للولايات المتحدة لحل الأزمة، فهناك معضلة تبرز في رغبة روسيا في الاعتراف بانتصارها والضغط على أوكرانيا لاستسلامها، ولكن في المقابل ماذا تريد الولايات المتحدة؟

 
الإجابة تتلخص في عدة مشاهد متناثرة ومترابطة في آن واحد، وبالتالي هناك تفاهمات متشابكة أولاً، ثمة صفقات متعلقة بالحفاظ علي النفوذ الأمريكي داخل منطقة جنوب وشرق أسيا وأيضا الشرق الأوسط وذلك من خلال استغلال العلاقات الاستراتيجية التي تربط روسيا بالصين وأيضا بكوريا الشمالية و ايران ، وبالتالي فك الحلف العسكري الذي برز بين روسيا والصين وكوريا الشمالية وايران علي خلفية تصاعد الصراع الروسي الأوكراني.


فضلا عن عودة الشركات الأمريكية إلى القطاع الاقتصادي الروسي وذلك بعد خسارتها قرابة 300 مليار دولار وتقدر عدد الشركات 1000 شركة ، وفي الوقت نفسه تتبلور البرجماتية الأمريكية في هذا الإطار لأنه باستمرار هذه الحرب تزداد المخاوف باحتمالية نشوب حرب عالمية ثالثة.


ختاماً، يمثل الاتفاق على تحييد المنشآت النفطية من الاستهداف العسكري خطوة مهمة نحو احتواء التصعيد في الحرب الروسية الأوكرانية، كما يعكس الأهمية المتزايدة للطاقة كعامل مؤثر في مسار النزاعات الدولية. وعلى الرغم من أن هذه الخطوة قد تسهم في خلق بيئة أكثر استقرارًا للمفاوضات، فإنها تظل مرهونة بالتطورات الميدانية والسياسية ومدى التزام الأطراف المعنية بها. وفي ظل التوازنات الدولية المتغيرة، يبقى السؤال الأهم: هل يكون هذا الاتفاق مقدمة لحل شامل، أم مجرد هدنة مؤقتة في صراع أعمق تحكمه اعتبارات استراتيجية معقدة؟

مقالات مشابهة

  • بوتين وأردوغان يبحثان تعزيز التعاون الاقتصادي بين روسيا وتركيا
  • روسيا تتهم أوكرانيا بشن هجوم جديد على مواقع الطاقة لديها
  • وضع خطة طارئة لزيادة إنتاج النفط والغاز بحقل الناصرية جنوبي العراق
  • روسيا.. ابتكار محفز جديد لتعزيز إنتاج النفط الثقيل عالي اللزوجة
  • معدلات إنتاج «النفط والغاز والمكثفات» خلال الساعات الماضية
  • مستشار السوداني: إيرادات العراق مستقرة رغم التحديات العالمية
  • التليجراف: رفض الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات عن روسيا يهدد بانهيار محادثات وقف إطلاق النار في أوكرانيا
  • مونيكا ويليم تكتب: كيف تؤثر الطاقة في مسار الصراع الروسي الأوكراني؟
  • قرارات «ترامب» تهزّ الاقتصاد العالمي.. ما تأثيرها على قطاع «الطاقة»؟
  • سعر النفط يقترب من أعلى مستوى في الأسواق الدولية هذا الشهر