الصناعة.. قطاع استراتيجي يضمن الاستدامة ويُعزز الازدهار
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
رأس الخيمة: عدنان عكاشة
تولي حكومة رأس الخيمة، في ظل رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، اهتماماً استثنائياً للقطاع الصناعي، كونه قطاعاً إنتاجياً استراتيجياً حيوياً، وانطلاقاً من إدراك قيمة القطاعات الإنتاجية في مسيرة الاستدامة وعملية التنمية المتكاملة.
حصدت رأس الخيمة، بقيادة صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، على مدار 14 عاماً، نجاحات لافتة وبارزة إقليمياً وعالمياً في قطاع الصناعة، القطاع القيادي في الإمارة، عبر ما تُحققه كبرى شركاتها الصناعية من إيرادات وإنتاج نوعي وتوسع في الأسواق الإقليمية والعالمية ونتائج مالية، مع افتتاح وتدشين المزيد من المنشآت الصناعية النوعية، باستثمارات قادمة من بقاع مختلفة حول العالم، وتسجيل المزيد من الشركات، المتخصصة في إنتاج العديد من السلع والمنتجات المختلفة والخدمات المتنوعة.
مركز صناعي
تُمثل رأس الخيمة مركزاً صناعياً متميزاً، حيث تقع على تقاطع الطريق الحديث بين قارات أوروبا وآسيا وإفريقيا، ويمكن عبرها الوصول إلى ثلث سكان العالم في غضون 4 ساعات من الطيران، ما يجعل الإمارة وجهةً مثالية لتأسيس وتنمية الأعمال في أسواق دولة الإمارات، ومنطقة الشرق الأوسط، وقارة إفريقيا، وغيرها من دول ومناطق العالم.
ويُشكل القطاع الصناعي أكبر قطاعات الإمارة، إذ يسهم بما يقارب ال30% من إجمالي الناتج المحلي، الأمر، الذي يدل على مدى تنوع المحفظة الاقتصادية فيها.
وافتتح صاحب السمو حاكم رأس الخيمة، خلال العام الحالي 2024، عدداً من المنشآت الصناعية الرائدة، التي تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة، في مختلف القطاعات الاقتصادية، في إطار الاستراتيجية الاقتصادية للإمارة، الرامية إلى تعزيز التنمية المستدامة والشاملة، وترسيخ موقع رأس الخيمة كوجهةٍ إقليمية وعالمية رائدة في الصناعات المتقدمة.
دور محوري
وتقود هيئة مناطق رأس الخيمة الاقتصادية (راكز) عجلة ازدهار القطاع الصناعي في إمارة رأس الخيمة، حيث تقدم خدماتها لما يزيد على 25,000 شركة، من أكثر من 100 دولة حول العالم.
خدمات ودعم
ومن الأسباب والعوامل العديدة، التي تسهم في اختيار الشركات العالمية لرأس الخيمة وجهةً مفضلة لممارسة أعمالها، هو خدمات الدعم المتميزة، التي تقدمها إلى تلك الشركات، والتي تتضمن: سهولة تأسيس الشركات، والحصول على تصاريح البناء، والرخصة التجارية، وإصدار التأشيرات، ومرونة التخليص الجمركي، وغيرها من الخدمات. وتوفر الإمارة للشركات العالمية، التي تتخذ من الإمارة مقراً لها، إمكانية التملك الأجنبي بنسبة 100%، وتتيح لها أيضاً ممارسة أعمالها في العديد من القطاعات المتنامية، من بينها: القطاع الصناعي، والتجاري، والتعليمي، والعقاري، والإنشائي، والاتصالات والمعلومات، وغيرها من القطاعات، وهو ما يسهم في جعل رأس الخيمة وجهةً مميزة ومُحفزة للمستثمرين من كل أنحاء العالم. كما تمكن الإمارة الشركات من تحويل الأرباح ورأس المال بنسبة 100%، وتُتيح ممارسة الأعمال بكلفة أقل مقارنة بالمعدل المتوسط على المستوى الإقليمي، بجانب توفير بنية تحتية متطورة، تتضمن توفير مستودعات وأراضٍ مخصصة لتطوير منشآتها وبناء مساكن لموظفيها.
نماذج صناعية مُتميزة
وتستفيد جميع الشركات العاملة في رأس الخيمة، سواءً كانت عالمية أو متوسطة أو صغيرة، من المزايا والخدمات، التي تقدمها الإمارة في إطار مفهوم سهولة الأعمال، وفيما يلي مجموعة من الأمثلة للشركات الصناعية المستفيدة، التي حققت ولا تزال نجاحاً باهراً في نطاق الإمارة.
شركة «ايتالفود»
تأسست شركة «ايتالفود» لصناعة الأجبان، في إيطاليا، وتنتج من مصنعها في رأس الخيمة العديد من أنواع الأجبان، منها «البوراتا» و«الريكوتا» الشهيرتان.
وتوفر الشركة الأجبان لمجموعة من الفنادق الرئيسية في الدولة، من ضمنها فنادق ومنتجعات «مجموعة جميرا»، وسلسلة فنادق «هيلتون»، ومنتجع «أتلانتس» النخلة.
وتعمل شركة «أشوك ليلاند»، الهندية، لصناعة المركبات التجارية على تزويد قطاع البناء والتشييد في دولة الإمارات بالحافلات الخاصة، عبر إنتاج نحو 2000 حافلة سنوياً من مصنعها الواقع في الإمارة.
صناعة «المركبات المُصفحة»
وتعمل «مجموعة ستريت» وشركة «ماهيندرا الإمارات» لتصفيح السيارات في مجال صناعة المركبات والسيارات المصفحة، من مقرهما في رأس الخيمة، حيث تعملان على توفير منتجاتهما لمختلف أسواق العالم انطلاقاً من الإمارة.
وتُعد «مجموعة ستريت» أكبر مُصنع للمركبات المدرعة والسيارات المصفحة في العالم، إذ تبلغ قدرتها الإنتاجية 400 مركبة مصفحة شهرياً، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم مع استكمال المجموعة لخطة توسيع مصنعها في رأس الخيمة؟ ليمتد على مساحة 100 ألف متر مربع إضافية، وبقيمة إجمالية تصل إلى 100 مليون دولار.
وتُمثل شركة «كناوف» لصناعة مواد البناء إحدى الشركات العالمية الرائدة والكبرى في صناعة «البلاستر» وألواح الجبس وقوالب الجدران الجافة، وتتخذ أيضاً من رأس الخيمة مقراً لعملياتها في منطقة الشرق الأوسط.
وتعد «بيكو» إحدى الشركات العالمية الرائدة في مجال توريد الوصلات الخرسانية والهياكل المركبة، وتتخذ من رأس الخيمة مقراً إقليمياً لها، حيث يقع مقر شركتها في «منطقة الحمرا الصناعية»، على أرض صناعية تزيد مساحتها على 11,000 متر مربع.
أما «دابر»، إحدى أكبر شركات تصنيع السلع الاستهلاكية في الهند، فتتخذ من رأس الخيمة مقراً لإنتاجها العالمي. وتنتج الشركة من مصنعها الكبير في منطقة الحمرا الصناعية بالإمارة 13 مليون عبوة شهرياً، من الشامبو والبلسم وزيوت الشعر وجل تصفيف الشعر ومعاجين الأسنان ومرطبات الجسم، وغيرها الكثير من المستحضرات التجميلية، وتصدرها إلى أكثر من 60 دولة حول العالم.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ سعود بن صقر القاسمي حاكم رأس الخيمة
إقرأ أيضاً:
الحلويات نموذجا.. هكذا دمرت الحرب الإسرائيلية 40 عاما من الصناعة بغزة
يراقب رجل الأعمال الفلسطيني أحمد شومر بحسرة عميقة بقايا مصنعه الذي دمره الجيش الإسرائيلي خلال الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة على مدار أكثر من 15 شهرا.
لم يعد مصنع "شومر" للحلويات والبسكويت ينبض بالحياة كما كان في السابق، بعد أن تعرض لدمار شامل طال جميع جوانب الإنتاج، ليترك خلفه أثرا بالغا على القطاع الصناعي في غزة.
الأرض التي كانت تنتج آلاف الأطنان من الحلويات والبسكويت تحولت إلى مشهد من الخراب، والطوابق الأربعة التي كانت تحتضن أحدث خطوط الإنتاج أصبحت اليوم مجرد أكوام من الحطام والركام.
وعلى مدار 40 عاما من العمل المستمر، كان مصنع "شومر" أحد أبرز معالم الإنتاج المحلي في غزة، وكان من أكبر المنشآت التي توفر منتجات غذائية أساسية للمواطنين وتدعم آلاف العائلات الفلسطينية.
مصنع "شومر" لم يكن الوحيد الذي طالته يد التدمير؛ فقد استهدفت آلة الحرب الإسرائيلية العديد من المصانع الأخرى التي كانت تشكل عصب الاقتصاد المحلي، مما أسهم في انهيار قطاع التصنيع الذي يعد ركيزة حيوية من ركائز الاقتصاد الغزي.
ويقع "شومر" وسط قطاع غزة، ويُعد مركزا مهما يوفر فرص عمل لآلاف الأيدي العاملة التي تعتمد على هذا المصدر الحيوي، فيما أكدت الأمم المتحدة أن أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة بحاجة عاجلة إلى مساعدات لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
إعلانوفي مؤتمر صحفي عقد الأسبوع الماضي، قال متحدث الأمم المتحدة فرحان حق، إن المنظمة عززت من حجم مساعداتها الإنسانية إلى القطاع بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الجاري.
فقد الفلسطينيون نحو نصف مليون وظيفة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 بما في ذلك 200 ألف وظيفة في غزة (الأناضول) 40 عاما من العملوقال صاحب مصنع "شومر" رجل الأعمال الفلسطيني أحمد شومر، "لقد بدأنا في هذا القطاع قبل 40 سنة في غزة، حيث كان مصنعنا صغيرا وعلى مدار الوقت كبر".
وأضاف أن "مساحة المصنع تتجاوز 3 دونمات من 4 طوابق في منطقة الوسطى، وعلى مدار السنين تطور ونملك 9 خطوط إنتاج، تشمل الشيبس، والبسكويت، والمقرمشات، والسكاكر بجميع أنواعها، بالإضافة إلى الراحة" (حلوى الملبن أو الحلقوم).
ولفت إلى أن الإبادة على قطاع غزة دمرت المصنع بشكل كامل وخطوط الإنتاج تحت الردم، ومصير 200 عائلة أربابها يعملون بالمصنع مجهول، مقدرا حجم الخسائر بـ15 مليون دولار أميركي.
ودعا الشعوب العربية والإسلامية أن ينظروا إلى غزة، التي كانت تمثل جزءا كبيرا من قوتها الاقتصادية في قطاع الصناعة.
يقع مصنع "شومر" وسط قطاع غزة وكان يُعد مركزا مهما يوفر فرص عمل لآلاف الأيدي العاملة (الأناضول) تدمير البنية الاقتصاديةمن جانبه، قال الخبير والمحلل الاقتصادي الفلسطيني ماهر الطباع إن "الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أسفرت عن تدمير بالغ في البنية الاقتصادية المحلية".
وتوقع الطباع أن أكثر من 80% من المنشآت الاقتصادية تعرضت لتدمير جزئي أو كلي نتيجة للآثار السلبية للحرب.
وحسب وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطينية، فإن 50 ألف منشأة صناعية وتجارية تنتشر في قطاع غزة، حتى نهاية عام 2022.
وبحسب البنك الدولي، فُقد نحو نصف مليون وظيفة من السوق الفلسطينية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، بما في ذلك ما يقدر بنحو 200 ألف وظيفة في غزة، و144 ألف وظيفة في الضفة الغربية، و148 ألف وظيفة عبر الحدود من الضفة الغربية إلى سوق العمل الإسرائيلية.
إعلانوفي 19 يناير/كانون الثاني الجاري، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
وشنت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، حربا على غزة خلّفت أكثر من 158 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.