سعود بن صقر.. 14عاماً في خدمة الوطن
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
تصادف اليوم الذكرى الـ14 على تولي صاحب السموّ الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، مقاليد الحكم في إمارة رأس الخيمة، كانت زاخرة بالعمل والجهد الدؤوب، لنهضة الإمارة ووضعها على الخريطة العالمية بمشاريع استثمارية كبرى.
حرص سموّه، خلال سنوات حكمه، على تعزيز الفرص الاستثمارية بسنّ التشريعات المحلية، وتهيئة البنية التحتية واللوجستية التي تساعد على استقطاب الشركات الكبرى، ليكون لها مقر في الإمارة.
ولان سموّه يجسد صورة حية للعطاء الإنساني والأعمال الخيرية والتعليمية أنشأ «مؤسسة الشيخ سعود بن صقر الخيرية والتعليمية»، ليؤكد أن «العطاء الإنساني والأعمال الخيرية والتعليمية قيم متأصلة في صميم الثقافة المجتمعية لدولة الإمارات وإمارة رأس الخيمة، وهي البوصلة التي نسترشد بها لبناء عالم أكثر ازدهاراً وتعاوناً».
وتتبنى حكومة رأس الخيمة بتوجيهات سموّه، نهجاً مؤسسياً قوامه الحوكمة الرشيدة لتيسير ممارسة الأعمال التجارية والحدّ من الإجراءات الروتينية.
وفي المشاريع الاستثمارية والصناعية، فإن لصاحب السموّ حاكم رأس الخيمة نظرةً واضحةً، بانشاء مناطق رأس الخيمة الاقتصادية «راكز» التي أصبحت مركزاً تجارياً وصناعياً يدعم الشركات الناشئة والصناعات العالمية البارزة، لتضم الآن نحو 25 ألف شركة في 50 قطاعاً.
وحرص سموّه، على تعزيز فكرة أن رأس الخيمة إمارة الجمال والعبق، وتترك بصمة في قلب كل من يزورها بتاريخها الثري الذي يعود إلى 7000 عام، ومناظرها الطبيعية المتنوعة، وشواطئها الرملية التي تمتد على مسافة 64 كم، وصحرائها البديعة التي تظللها خلفية جبلية أخّاذة.
تضم رأس الخيمة أعلى قمة في الإمارات، وهي «جبل جيس» بارتفاع 2000 متر، وتتمتع بموقع استراتيجي، مهم يجعلها موقعاً مثالياً للأعمال والشركات الراغبة في التوسع في الإمارات والشرق الوسط وإفريقيا.
وقد صنف البنك الدولي الإمارة في المركز الثلاثين من 190 مدينة في تقرير سهولة ممارسة الأعمال.. وعلى مدار السنوات العشر الماضية، حافظت رأس الخيمة على تصنيف ائتماني مستقر «A» من قبل وكالات التصنيف الدولية (مثل فيتش، وستاندرد أند بورز).
الشيخ سعود بن صقر، محرك التنمية في رأس الخيمة، حرص بتوجيهات والده المغفور له الشيخ صقر، رحمه الله، على تلقي تعليم متميز، فالتحق بالجامعة الأمريكية في بيروت عام 1973، لينتقل بعدها لاستكمال دراسته في جامعة ميشيغان الأمريكية، حيث نال البكالوريوس في العلوم السياسية والاقتصادية.
وبعد عودته من الولايات المتحدة، عام 1978، عُين رئيساً للديوان الأميري، وفي عام 1986 تولى رئاسة المجلس البلدي في رأس الخيمة، حيث واصل تركيزه على تطوير البنية التحتية وأطر الحوكمة في الإمارة.
أسس خلال تلك المرحلة شركة «سيراميك رأس الخيمة»، وأعاد هيكلة شركة «جلفار» للصناعات الدوائية، وشركة أحجار رأس الخيمة (راك روك)، وكان لتوجهاته بالغ الأثر في تعزيز حضور تلك الشركات، وسبباً مباشراً في وصولها إلى المكانة الرائدة التي تتمتع بها اليوم.
أصبح سموّه، ولياً لعهد إمارة رأس الخيمة في 14 يونيو عام 2003، وحرص من يومها على إرساء دعائم بيئة الأعمال، عبر تأسيس المناطق الحرة والمجمعات الصناعية، وتسهيل إجراءات الحصول على التراخيص التجارية، وتسجيل الشركات الخارجية.
وبتاريخ 27 أكتوبر 2010، تولى مقاليد حكم الإمارة، ليكرّس سنوات عمره في خدمة الوطن والمواطنين.
'الخليج'
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ سعود بن صقر القاسمي حاكم رأس الخيمة سعود بن صقر رأس الخیمة
إقرأ أيضاً:
نقل الشركات الحكومية لصندوق مصر السيادي حل أم تدوير للأزمات؟
القاهرة – أعلنت الحكومة المصرية عن خطة لنقل إدارة جميع الشركات الحكومية إلى صندوق مصر السيادي، بقصد تعظيم العائد على أصول الدولة، وسط تحديات بيروقراطية وإدارية قد تعطل تحقيق الأهداف.
وبرز تساؤل محوري: هل يمثل نقل جميع الشركات الحكومية إلى الصندوق السيادي خطوة إستراتيجية نحو تعظيم أصول الدولة، أم أنه مجرد تدوير إداري لن يُحدث تغييرا جوهريا في ظل التحديات المعقدة التي تواجه عمليات الدمج والإدارة؟
وخلال مشاركته في مؤتمر (إنفستوبيا 2025) بأبو ظبي، صرح وزير الاستثمار المصري حسن الخطيب بأن نقل الشركات المملوكة للدولة إلى صندوق مصر سيكون على مراحل، وفق الخطة.
وتتلخص الخطة الجديدة في قيام الصندوق بـ3 خطوات:
إعادة هيكلة الشركات المملوكة للدولة. جذب شركات القطاع الخاص. طرح بعض الشركات للاكتتاب العام (في البورصة).ويهدف هذا النهج إلى تعظيم قيمة الشركات والعوائد التي تحققها، بدلا من التركيز على بيعها بأي ثمن.
وتسعى الحكومة المصرية، في إطار الالتزام بوثيقة سياسة ملكية الدولة الصادرة في 2022 وبرنامج الإصلاح الاقتصادي المدعوم من صندوق النقد الدولي، إلى طرح حصص في 32 شركة متنوعة، تغطي 18 قطاعا اقتصاديا مختلفا، وفق تصريحات سابقة لرئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي.
إعلانوحسب البيانات حكومية، يبلغ رأسمال صندوق مصر السيادي، الذي تأسس عام 2018، حوالي 12.7 مليار دولار، بينما تبلغ الأصول التي يديرها نحو 637 مليون دولار، ويتفرع منه 4 صناديق فرعية تعمل في مجالات اقتصادية متنوعة.
ويهدف إلى إدارة أموال وأصول الدولة والجهات التابعة لها والشركات المملوكة أو المشاركة فيها، وفقا للنظام الأساسي وأفضل المعايير الدولية لتعظيم قيمتها للأجيال القادمة، مع التعاون مع الصناديق العربية والأجنبية والمؤسسات المالية لتحقيق هذا الهدف.
وفي وقت سابق، أقر البرلمان تعديلات مثيرة للجدل على قانون "صندوق مصر السيادي"، شملت:
إعفاء كافة المعاملات الداخلية بين الصندوق والكيانات التابعة له بالكامل من الضرائب والرسوم الحكومية. منح الصندوق حماية قانونية تمنع أي جهة خارجية (غير أطراف التعاقد) من الطعن في صحة عقوده أو الإجراءات المتخذة لتحقيق أهدافه.وتُعزز هذه التعديلات صلاحيات الصندوق في إدارة الأصول، لكنها تطرح تساؤلات حول مدى شفافية عملياته وضوابط الرقابة عليها.
يقول عضو اللجنة الاستشارية للاقتصاد الكلي بمجلس الوزراء، محمد فؤاد: "أداء الصندوق لم يحقق الأهداف المرجوة، وركز بشكل أساسي على نقل ملكية الأصول بين الجهات الحكومية، بدلا من تطويرها وتوليد عوائد ملموسة".
ويضيف في حديث للجزيرة نت أن الغموض حول هوية الصندوق ودوره، إضافة إلى عدم استقراره المؤسسي بسبب التغييرات الإدارية المتكررة، يشكلان عائقا أمام تحقيق أهدافه.
وأضاف أنه رغم أن الصندوق يحتل المرتبة الـ48 عالميا بين أكبر 100 صندوق سيادي ويمتلك صناديق فرعية في مجالات متعددة، إلا أن نتائج نقل الأصول، مثل عملية نقل ملكية 13 جهة حكومية من وسط القاهرة في يناير/كانون الثاني 2024، لم تُترجم بعد إلى التحولات المرجوة.
إعلانوأوصى فؤاد بإعادة هيكلة واضحة للصندوق تشمل تحديد إستراتيجية متوازنة تجمع بين التشغيل والشراكة، وتحقيق الاستقرار الإداري وتطوير آلية مبنية على دراسات دقيقة لنقل الأصول لتحقيق أقصى استفادة ممكنة.
خارج بيع الأصولمن جانبه يصف الباحث في الاقتصاد السياسي ومدير المركز الدولي للدراسات التنموية مصطفى يوسف خطة الحكومة بنقل كل شركات الدولة للصندوق السيادي بـ"الجريئة"، قائلا: "تتبنى الحكومة المصرية سياسات مالية مثيرة للجدل، من خلال نقل أصول الدولة لصندوق مصر السيادي وهذا يعكس واقعا اقتصاديا متقلبا".
ويقول يوسف في تعليق للجزيرة نت إن تكرار تصريحات الحكومة حول قرب حل أزمة السيولة الدولارية من خلال بيع أو رهن الأصول، لا تعكس الواقع ولا ترقى إلى مستوى الخطط الحقيقية.
جوهر الأزمة، وفق يوسف، يكمن في الهيمنة العسكرية على قطاعات الاقتصاد ومنافسة القطاع الخاص، ما يؤدي إلى خلل هيكلي ونقص في خطط التنمية الشاملة.
واقترح الباحث الاقتصادي حلولا جذرية لضمان إصلاح اقتصادي شامل ومستدام تتضمن:
سيادة القانون. رفع يد الجيش عن الاقتصاد. تقليص الإنفاق الحكومي. بيع المشاريع غير المجدية. توجيه الموارد إلى قطاعات حيوية مثل التعليم والصحة والسياحة.