مقارنة إسرائيلية بين مواقف المؤيدين والمعارضين لصفقة تبادل الأسرى
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
تباينت المواقف الإسرائيلية على مدار الأشهر الماضية، بشأن اتفاق صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، ما بين فريق مؤيد لعقد الصفقة وآخر معارض، بسبب الثمن المدفوع خلال هذه الصفقة.
ويؤكد معارضو الصفقة على المخاطر المستقبلية المرتبطة بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، فيما يعبر المؤيدون عن الالتزام تجاه الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة منذ أكثر من عام.
الرئيس السابق لقسم الاقتصاد والأبحاث بوزارة مالية الاحتلال إلداد شيدلوفسكي، أشار إلى أن "النقاش الإسرائيلي من هذه الصفقة الموعودة مبني على عدد من الافتراضات الأساسية، أهمها أن إبقاء هؤلاء المختطفين في أسر حماس، يعني انتهاك المعاهدة بين الإسرائيليين ودولتهم".
وتابع شيدلوفسكي بقوله في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل" وترجمته "عربي21": "هذه المعاهدة أنشئت لحماية الإسرائيليين، في حين فشلت الحكومة وقوات الأمن في القيام بذلك، بسبب استراتيجية حكومية تجاه حماس لإضعاف السلطة الفلسطينية"، مضيفا أن "النتيجة أفرزت فشلا ذريعا".
ولفت إلى أن "المختطفين الإسرائيليين ليسوا في سجون الدول الغربية، وبسبب ظروف الاحتجاز والعمليات العسكرية في غزة، فإن حياتهم في الوقت الضائع، وكل يوم يمر يثير الخوف، ما يستدعي أن يكون الواجب الأسمى للدولة هو بذل كل الجهود لتحريرهم، رغم ما يزعمه المعارضون من أن الثمن الذي تطلبه حماس باهظ جداً، ما يجعلها بنظرهم صفقة غير شرعية".
ورأى أنه "بالنظر إلى الوزن المناسب في حسابات التكلفة، فإن تلكؤ الحكومة في دفع الثمن الذي تطلبه حماس لإطلاق سراح المختطفين سيترك آثاره السلبية على روح التضامن المتبادل بين الإسرائيليين أنفسهم، بما في ذلك تراجع معدلات التطوع في الوحدات القتالية، وانخفاض جاهزية الجيش وأجهزة المخابرات".
وطرح الكاتب سؤالا على معارضي الصفقة بالقول إنه "إذا تم اختطافك أنت أو أحد أفراد أسرتك، فهل ستظل تعارض الصفقة، بالتأكيد لا، مما يعني أن المشاعر الأساسية الكامنة وراء الجدل حول الصفقة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، ولذلك فإن مؤيديها يتصورون الصعوبة الرهيبة والمعاناة التي يجد المختطفون أنفسهم فيها، ويشعرون بالمسؤولية عن بذل أقصى ما بوسعهم لتخفيف معاناتهم، وأفراد أسرهم، حتى لو كان الثمن باهظاً هو إطلاق سراح مقاتلين فلسطينيين ووقف الحرب".
وانتقد "الموقف الذي ينطلق منه معارضو الصفقة المبني على عاطفة الانتقام من الأعداء، واستعادة صورة اليهودي، واعتبار أن القوة هي حلّ جميع المشاكل، وما لا يأتي بالقوة، سيأتي بقوة أكبر، ولذلك فهم يفسرون أي اتفاق سياسي بأنه ضعف واستسلام، لكنهم يتجاهلون حقيقة أننا دولة ذات قوة عسكرية هائلة، رغم فشل السابع من أكتوبر، ومن وجهة نظرهم فإن الحرب قد تستمر حتى نهاية الأجيال القادمة، فضلا عن المشاعر المتمثلة بتجديد الاستيطان اليهودي في غزة".
وختم قائلا: "المنطلق الأساسي الذي يرافق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في رفض الصفقة، هو خوفه من عدم البقاء سياسياً، وكأن استمرار القتال سيؤدي لإطلاق سراح المختطفين، رغم كل الوقائع على الأرض التي تدحضه، ما يجعلني أضمّ صوتي إلى أصوات المطالبين بعودة المختطفين فوراً، وبدون أي تباطؤ".
https://www.zman.co.il/529871/
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الأسرى حماس الصفقة غزة الاحتلال حماس غزة الأسرى الاحتلال الصفقة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: النصر على حماس أهم من استعادة الأسرى
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تهدف إلى إعادة جميع المخطوفين، الأموات والأحياء، من قطاع غزة، وأضاف أن الهدف الأعلى للحرب هو تحقيق الانتصار على من سماهم الأعداء.
وخلال لقاء مع طلاب إسرائيليين، قال نتنياهو الخميس "نريد استعادة (الأسرى) الأحياء والقتلى.. هذا هدف بالغ الأهمية"، لكن استدرك "للحرب هدف أسمى، وهو تحقيق النصر على أعدائنا، وهذا ما سنحققه.. لدينا أهداف حربية عديدة، ونريد استعادة جميع رهائننا".
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، في حين يقبع في سجونها أكثر من 9900 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وانتقدت عائلات الأسرى الإسرائيليين تصريح نتنياهو، وقالت عبر منصة "إكس" "السيد رئيس الوزراء.. إن عودة الرجال والنساء المختطفين لا تقل أهمية، بل هي الهدف الأسمى الذي ينبغي أن يوجه الحكومة الإسرائيلية".
وتابعت "تشعر عائلات المخطوفين بالقلق، إذ يتحالف نتنياهو مع سموتريتش ضد رغبة الغالبية العظمى من الإسرائيليين، الذين يريدون عودة جميع المختطفين قبل كل شيء".
إعلانوفي 21 أبريل/نيسان الماضي، أثار وزير المالية بتسلئيل سموتريتش غضب عائلات الأسرى بتصريح مشابه، قال فيه إن استعادة الأسرى "ليست الهدف الأكثر أهمية".
ومرارا أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استعدادها لبدء مفاوضات شاملة، من أجل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة بشكل كامل.
والاثنين، قال "مصدر سياسي" إسرائيلي، في تعميم على وسائل الإعلام، إن نتنياهو رفض مقترحا لوقف إطلاق النار لمدة 5 سنوات، مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، وعادة ما تصدر البيانات المنسوبة إلى "مصدر سياسي" عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
ويعارض سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وقف الإبادة، ويهددان بإسقاط الحكومة إذا حدث ذلك، وتقول عائلات الأسرى والمعارضة إن نتنياهو حريص على استمرار حكومته من أجل بقائه السياسي.
والأربعاء، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي يعتزم استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط ضمن خططه لتوسيع الإبادة في غزة.
وفي مطلع مارس/آذار الماضي انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/آذار الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمنية.
وتحاصر إسرائيل غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخلت غزة مرحلة المجاعة، جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.
إعلان