إسرائيل تؤكد انتهاء هجومها وطهران تدين استخدام الأجواء العراقية لضربها
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
أعلن الجيش الإسرائيلي انتهاء هجومه على أهداف عسكرية في إيران، كما أكد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن أهداف الهجوم تم تحديدها مسبقا بما يتناسب مع مصالح إسرائيل القومية، من جهتها نددت إيران باستخدام الأجواء العراقية لضربها، وقالت إن الهجوم أسفر عن مقتل 4 جنود وأضرار محدودة، وتعهدت برد متناسب.
وقال ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي إن ما تردد عن امتناعهم عن ضرب منشآت نووية ونفطية إيرانية بسبب ضغط أميركي هو مجرد "أنباء كاذبة"، وكانت القناة 13 الإسرائيلية ذكرت أن إسرائيل قررت مهاجمة منشآت النفط والطاقة في إيران لكن الخطة توقفت بعد محادثات مع واشنطن.
لكن، وفقا لمكتب نتنياهو، فإن إسرائيل حددت أهداف الهجوم على إيران مسبقا بما يتناسب مع مصالحها القومية، وقالت هيئة البث الإسرائيلية إنه تم استخدام قدرات متراكمة في الهجوم على إيران في الجوانب العملياتية والجوية والاستخباراتية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه أنهى هجومه على أهداف عسكرية في إيران. وأفاد المتحدث باسمه بأنه سيرد إذا قامت إيران بأي تصعيد جديد، منوها بأن عشرات الطائرات شنت قبل فجر السبت 3 موجهات من الضربات على منشآت لتصنيع الصواريخ ومواقع أخرى قرب طهران، وفي غرب إيران، وحذر إيران من الرد.
كما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الهجوم الإسرائيلي على إيران كان مصمما للردع، دون إجبار طهران على مواصلة دورة الانتقام، ونقلت الصحيفة عن مسؤول مطلع على التخطيط الإسرائيلي أن التنسيق بين تل أبيب وواشنطن كان وثيقا للغاية.
في الأثناء، رحب وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير -السبت- بالضربات التي وجهتها بلاده لإيران، لكنه أكد أن القضاء على التهديد الإيراني يظل "واجبا تاريخيا" بالنسبة إلى إسرائيل.
وكتب بن غفير على منصة إكس يقول إن "الهجوم على إيران مهم بوصفه ضربة أولى لإلحاق الضرر بالمصالح الإستراتيجية لإيران، وينبغي أن يشكل هذا الأمر المرحلة المقبلة"، لافتا إلى أن "منع التهديد الإيراني من تدمير البلاد هو واجب تاريخي" يقع على إسرائيل.
الرد الإيراني والأجواء العراقية
من جهتها، قالت إيران اليوم السبت إن دفاعاتها الجوية تصدت بنجاح للهجوم، لكن 4 جنود قتلوا كما لحقت أضرار ببعض أنظمة الرادار، وفقا لما أعلنته هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية في بيان نقله التلفزيون الرسمي.
وقال النائب الأول للرئيس الإيراني إن إيران سترد "بشكل متناسب على التحركات الاستفزازية للمعتدي في الوقت والظروف المناسبة" كما قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي -السبت- إن عزم بلاده الدفاع عن نفسها "لا حدود له"، مؤكدا في مقابلة مع موقع المرشد الإيراني أن إيران ليست لديها قيود في الدفاع عن مصالحها ووحدة أراضيها.
من ناحيتها، ذكرت وزارة الخارجية الإيرانية أن لطهران "الحق في الدفاع عن نفسها وملزمة به"، لكنها أضافت أنها "تدرك مسؤولياتها تجاه السلام والأمن بالمنطقة"، وذلك في بيان اتسم بلهجة أخف حدة من البيانات الصادرة في موجات سابقة من التصعيد.
في إطار متصل، صرّحت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة اليوم السبت بأن "طائرات تابعة للكيان الصهيوني هاجمت مواقع عسكرية إيرانية من الأجواء العراقية"، وأضافت في منشور على منصة إكس أن "المجال الجوي العراقي تحت احتلال وقيادة وسيطرة الجيش الأميركي. والنتيجة: التواطؤ الأميركي في هذه الجريمة مؤكد".
الرد الأميركي
من جانبه، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه يأمل أن يكون هذا الهجوم نهاية للضربات المتبادلة، كما قالت نائبته كامالا هاريس إن هناك إجماعا بين قادة الشرق الأوسط على عدم التصعيد بعد الرد الإسرائيلي وهو رأي الولايات المتحدة.
وبيّن مسؤول أميركي رفيع أن واشنطن تدعو جميع الدول -التي لديها نفوذ على إيران- إلى الضغط عليها لوقف الهجمات ضد إسرائيل، من أجل وضع حد لهذه الدورة المباشرة من الهجمات.
وأكد المسؤول الأميركي أن الخطوط العريضة لضمان إنهاء الحرب في لبنان وغزة جاهزة، وأن الوقت حان للتوصل إلى توافق بهذا الشأن، وأضاف أن لدى بلاده قنوات مباشرة وغير مباشرة للتواصل مع إيران، من أجل تجنب أي سوء فهم، مشيرا إلى أن طهران تعرف المواقف الأميركية بهذا الصدد.
وقال المسؤول الأميركي إن بلاده سمعت من أطراف عدة في المنطقة، بينها أطراف ذات علاقة وثيقة بطهران، أن الهجوم الإسرائيلي سيكون نهاية الردود المتبادلة، لكن واشنطن سترى كيف تتطور الأمور.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
العلاقات بين إسرائيل وتركيا تتأرجح.. بسبب إيران وحزب الله؟
تستمر إسرائيل في تنفيذ عملياتها العسكرية في سوريا، حيث تستهدف مواقع تابعة للجيش السوري وأخرى مرتبطة بإيران وحزب الله، في محاولة منها للحد من النفوذ الإيراني ومنع نقل الأسلحة المتطورة إلى لبنان.
وفي الوقت ذاته، تتهم إسرائيل تركيا بالتعاون مع إيران في تهريب الأموال إلى حزب الله، ما يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين الدولتين.
ومنذ بداية النزاع في سوريا، وضعت إسرائيل نصب عينيها تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة، حيث تعتبر إيران وحزب الله تهديدًا وجوديًا لأمنها. لذلك، تتبنى تل أبيب استراتيجية هجومية، تشمل شن غارات جوية على المواقع العسكرية التي يُعتقد أنها مرتبطة بإيران.
وسلط حسن المومني، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية، الضوء خلال حديثه لغرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية على أن "الموقف الإسرائيلي في سوريا يمثل مصدر إزعاج لتركيا، التي تسعى لتكون قائدة التغيير في البلاد". هذا التوتر يعكس التنافس الإقليمي بين تركيا وإسرائيل على تأمين مصالحهما.
ويرى الدكتور بكير أتاجان، مدير مركز إسطنبول للفكر، أن تركيا يجب أن تتعامل بحذر مع علاقاتها مع إيران وإسرائيل. ويضيف أنه إذا كانت تركيا ترغب في لعب دور إقليمي مؤثر، فعليها أن تحسن استخدام أوراقها السياسية، بما في ذلك علاقاتها مع الدولتين.
من جهته، يشير مائير كوهين، الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، إلى أن المخاوف الإسرائيلية لا تقتصر على تهريب الأموال إلى حزب الله، بل تشمل أيضًا التحالفات التركية مع سوريا، التي قد تشكل تهديدًا أكبر على إسرائيل.
العلاقات بين إسرائيل وتركيا تتأرجح بين التعاون والتوتر، وهو ما يعكس التحديات السياسية والإقليمية التي تواجه كل من الدولتين. حسين عبد الحسين، الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، يرى أن "تركيا لديها مصالح متشابكة في المنطقة، وقد تدعم حزب الله دون أن تعكس هذه المواقف سياسة الحكومة بالكامل".
والعلاقات بين الدول ليست دائمًا ثابتة، بل تتأثر بتفاهمات غير معلنة قد تتغير مع تغير الظروف الإقليمية. كما يشير المومني إلى أن "العلاقات الدولية لا تتمحور حول الأبيض والأسود، بل هي مليئة بالمساحات الرمادية التي تسعى الدول لتحقيق مصالحها من خلالها".
وتظهر هذه التطورات أن العلاقات بين إسرائيل وتركيا تعكس التعقيدات السياسية في الشرق الأوسط، وتستدعي فهمًا عميقًا لتأثيراتها على الاستقرار الإقليمي. (سكاي نيوز)