الشهداء القادة ضحايا للصبر المتجاوز للحد!!
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
جارالله نايف حيدان
في إطار المثل الشعبي (ما زاد عن حده انقلب ضده) يدخل حتى الصبر في هذا الإطار، فالغطرسة المُستمرّة والمتواصلة من الصهاينة والصبر الموجود في دول محور المقاومة لن يولد إلا مزيداً من الشجاعة والكبر لدى الصهيوني ليستهدف القائد تلو القائد دون خوف..!
في الحقيقة لم أعرف من أين ابدأ، وكيف أشرح وأوصف ما حدث، وكل ما بدأت أكتب يسبقني عقلي وقلمي متجاوزاً لخطابات القلب ومشاعره الحزينة كاتباً عن (التخاذل العربي المخزي)!!
للأسف ها هي لعنة ووصمة عار جديدة تضاف للسابقات في جبين العرب الجبناء، فبعد أن حصلوا على ذلك الخزي؛ بسَببِ الصمت على المجازر وجرائم الإبادة والتدمير لغزة هاشم ها هي اليوم تحل عليهم سحائب جديدة من اللعنات؛ بسَببِ الصمت المخزي الذي أَدَّى إلى تطور وتشجيع العدوّ الصهيوني على شن عدوان على حزب الله – لبنان وبنفس السيناريو الذي ينفذه في غزة.
إن الجرائم لا زالت ترتكب، والمجازر تتجدد، والدماء تستباح، والنساء تزهق أرواحهن، والأطفال يموتون من الجوع.. نعم.. كُـلّ هذا يحصل في فلسطين، وبسبب حماقة العرب وتخاذلهم في نصرة هذا البلد المقدس لم يكتفِ العدوّ بهذا البلد المقدس بل امتدت يده للبنان لينفذ نفس العدوان وبنفس تلك الهمجية.!
لقد صدمنا جميعاً في اليمن والعالم بالخبر الذي تلقيناه في 28 سبتمبر 2024م والذي كان عنوانه: (السيد حسن نصرالله شهيداً)! لم تكن مُجَـرّد صدمة عابرة بل كانت فاجعة ألمت قلوبنا، وخذلت مشاعرنا، وشوشت عقولنا عن التفكير لدرجة أننا لم نستوعب هذا الخبر جيِّدًا حتى اليوم، لم نستوعبه جيِّدًا لنتلقى مزيداً من الفواجع والأحزان ولكن الأقدار شاءت لنا هذا بأن تتجدد الأحزان في استشهاد الفدائي القائد/ يحيى السنوار، وكذلك سماحة السيد الشهيد/ هاشم صفي الدين – سلام الله عليهم -..
لقد تألمت قلوبنا كَثيراً فتحولت كالحجارة أمام الصامتين والشامتين العرب من شدة الحزن والغضب.. وخذلت مشاعرنا فانهارت الدموع بغزارة.. وشُوشت عقولنا عن التفكير حتى أننا تمنينا أن تنطبق السماء على الأرض ليذهب هذا الحمل الثقيل من الوجع والألم الذي أثقل كاهلنا.!!
الشهداء القادة لم يكونوا مُجَـرّد شخصيات عربية قالت: لا، لأمريكا ولـ “إسرائيل” وبريطانيا بل كانوا السند والمدد للمستضعفين، كانوا يجسدون معنى الإخوة الإيمانية، كانوا يصدعون بالحق في خطاباتهم فكانت تلك الخطابات كالداء في قلوب الصهاينة ومن معهم من الخونة المجرمين المتصهينين، وعلينا في اليمن كالدواء تشفي صدورنا وتدخل الفرحة والسرور إلى قلوبنا؛ لأَنَّهم حملوا على أكتافهم قضيتنا والعدوان علينا كما نحمل اليوم ونساند القضية المركزية والأَسَاسية (فلسطين)!
الأحزان والآلام ستتجدد؛ وأنا على ثقة بما أقول.. ستتجدد تباعاً تباعاً إذَا لم تقف الدول العربية بموقف رجولي وثابت أمام تلك الغطرسة الصهيونية التي ستواصل ارتكاب المزيد والمزيد من المجازر بحق المواطنين، وستواصل المزيد والمزيد من الاستهدافات لقادة المحور نتيجة للاختراق الكبير الموجود بداخلها، وللصبر الطويل أمام العدوّ والحسابات والدراسات الأطول للترتيب للرد المناسب على العدوّ..!
أنا لا أفهم بالتدابير العسكرية والخطط الهجومية حتى أقول إنه حان موعد الهجوم والإبادة للكيان، ولكن بنظري أرى أن السكوت السابق من إيران على الاستهداف الذي حصل للرئيس الإيراني/ إبراهيم رئيسي – والذي أرى أنها حادثة اغتيال خُصُوصاً بعد أن رأينا بأم أعيننا عملية البياجر -، وكذلك الاكتفاء بالرد المحدود وبالتصريحات الإعلامية كرد على استهداف القيادي الكبير في حماس إسماعيل هنية، هو السبب الذي أوصلنا لاغتيال حبيب القلوب وناصر المستضعفين السيد حسن نصرالله وبقية القادة!!
لقد وصلتُ والعديد من الناس إلى قناعةٍ تامة بأن الحرب الحقيقة التي تحصد رؤوس كبار الصهاينة كنتنياهو هي الحل، فبعد أن نفذِت كُـلّ وسائل الحوار مع ثلاثي الشر (أمريكا – بريطانيا – إسرائيل)، وبعد أن تأكّـدنا تأكيداً تاماً بأن الدول “العربية” لن تعود لنشوتها العربية الإسلامية في الدفاع عن مقدساتها نجد الحل في رؤوس البنادق والصواريخ والطائرات المسيرة فطريقتها بالتفاوض هي الأجمل ودوماً – وبلا شك – تركع العدوّ أولاً، وتجبر قلوبنا ثانياً، وتدخل السرور إلى أوساط مجتمعات الدول العربية الجبانة والمتخاذلة ثالثاً..!!
نسأل الله الرحمة والسلام والمجد والخلود لكافة الشهداء السائرون على طريق القدس، والشفاء للجرحى، والحرية والفكاك للأسرى، والنصر الكبير والمعجل لمحور المقاومة ومن أيدهم.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
أكثر من 145 ألف شهيد وجريح جلهم أطفال ونساء ضحايا حرب الإجرام الصهيوني في غزة
الثورة / متابعة / قاسم الشاوش
وضع إنساني مزر، حياة منعدمة، دمار هائل، إبادة جماعية، مشهد كئيب، هكذا يعيش أبناء فلسطين في قطاع غزة الذي تحول إلى منطقة أشباح بفعل الإجرام الصهيوني الذي يشن حرب إبادة جماعية منذ اكثر من عام دون رحمة أو ضمير إنساني ضد شعب مسالم وأعزل يدافع عن أرضه وعرضه وكرامته التي ينتهكها الكيان الصهيوني الغاصب والحقير .
ورغم تلك الأوضاع المأساوية والجرائم البشعة التي يعيشها أبناء غزة جراء الحرب الصهيونية وهي أوضاع تدمي القلب ويندى لها الجبين، لم يحرك العالم ضميره الإنساني لوقف تلك الجرائم والمجازر الصهيونية المتواصلة ضد فلسطين بغزة وغيرها من الأراضي المحتلة .
وفي هذا السياق شنت طائرات العدو الصهيوني في اليوم الـ 390 من العدوان قصفها على مختلف مناطق قطاع غزة مخلفة أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحى.
وذكرت وكالة معا الفلسطينية أمس الأربعاء أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب أربعة مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمشافي ٤١ شهيداً و ١١٣ إصابة خلال الـ ٢٤ ساعة الماضية عدا عن مجزرة بيت أبو نصر والتي سقط فيها ٩٣ مواطناً بين شهيد وجريح.
وشنت طائرات العدو الصهيوني في اليوم 390 من العدوان قصفها على مختلف مناطق قطاع غزة مخلفة أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحى.
وذكرت وكالة معا الفلسطينية أن الاحتلال ارتكب أربع مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمشافي ٤١ شهيداً و ١١٣ إصابة خلال الـ ٢٤ ساعة الماضية عدا عن مجزرة بيت أبو نصر والتي سقط فيها ٩٣ مواطناً بين شهيد وجريح.
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 43.163 شهيداً و101.510 مصابين منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ففي شمال قطاع غزة تستمر العملية البرية في جباليا لليوم ٢٥ على التوالي مع بقاء السيطرة النارية على الجنوب لمنع النازحين من العودة.
وارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة بقصف ثلاثة منازل لعائلة اللوح راح ضحيتها ١٩ شهيداً وعدد من الجرحى .
وارتقى ستة شهداء في قصف إسرائيلي استهدف تجمعاً للمواطنين شمال غرب المدينة عندما كانوا ينتظرون مرور المساعدات.
وارتقى أربعة شهداء وعشرات المصابين بعد قصف الاحتلال محلا تجاريا في شارع الصحابة وسط مدينة غزة.
ووسط قطاع غزة ارتقى ثلاثة شهداء في قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين غرب مدينة دير البلح .
كما استشهد ثلاثة مواطنين في قصف طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة الفرا في الشيخ ناصر بمدينة خانيونس.
وواصلت الزوارق الحربية إطلاق النار تجاه خيام النازحين غربي رفح وخان يونس، وفي بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
كما استشهد عشرة مواطنين فلسطينيين وأصيب عدد آخر في مجزرة صهيونية جديدة، ظهر أمس الأربعاء.
وأفادت مصادر محلية، بأن جيش العدو الصهيوني، قصف شارع سوق مشروع بيت لاهيا، حيث كان العشرات من المواطنين يتجمعون فيه، ما أدى لاستشهاد عشرة مواطنين وإصابة عدد كبير منهم.
وقالت مصادر طبية وصحفية إن 35 شهيدا ارتقوا في غارات صهيونية على قطاع غزة منذ فجر أمس، 25 منهم شمالي القطاع.
وأعلنت بلدية بيت لاهيا شمال القطاع، المدينة “منطقة منكوبة”، جراء حرب الإبادة الصهيونية المستمرة، والحصار المفروض عليها.
وقالت البلدية، في تصريح صحفي، إن المدينة باتت بلا طعام ولا مياه، ولا مستشفيات ولا أطباء، ولا خدمات واتصالات.
وفي سياق متصل، أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، أمس، أنّ عدد الأسرى الإداريين في سجون العدو الصهيوني بلغ 3398 أسيرًا بينهم 30 امرأة و90 طفلًا حتى بداية شهر أكتوبر الجاري.
وأشارت مؤسسات الأسرى في بيان مشترك إلى تصاعد جريمة الاعتقال الإداري بشكل غير مسبوق تاريخيًا، حيث يشكل عدد المعتقلين الإداريين في سجون العدو الصهيوني ما نسبته 33% من مجمل عدد الأسرى الكلي.
وبينت أن سلطات العدو الصهيوني أصدرت أكثر من 9500 أمر اعتقال إداري بين أوامر جديدة وأوامر تجديد منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
وأوضحت أن نحو 90 طفلاً معتقلين إدارياً منهم طفل يبلغ من العمر 14 عاماً وهو الطفل عمار عبدالكريم.
وأضافت الهيئة والنادي، أنّ التحوّلات الهائلة على أعداد المعتقلين الإداريين، ارتبطت بشكل أساس في مستوى حملات الاعتقال في الضّفة بما فيها القدس، والتي طالت أكثر من 11 ألفاً و500 حالة اعتقال شملت الفئات كافة.
ولفتت لمستوى الجرائم الممنهجة التي ارتبطت بحملات الاعتقال ومنها عمليات الاعتقال الإداريّ، حيث تعرض بعض المعتقلين خلال عمليات الاعتقال لمحاولات إعدام وتصفية، من خلال إطلاق النار عليهم بشكل مباشر في منازلهم وقبل اعتقالهم، كالمعتقلين صالح حسونة من الجلزون، ويعقوب الهوارين من الخليل، اللذين تعرضا لعملية إطلاق نار بشكل مباشر، وأصيبا بإصابات صعبة، ومكثا في مستشفيات الاحتلال بعد اعتقالهما ولاحقا جرى تحويلهما إلى الاعتقال الإداريّ.
من جهة أخرى أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تور وينسلاند أن الوضع الإنساني في شمال غزة مزرٍ ويجب وقف إطلاق النار في القطاع وإدخال المساعدات، مشدداً على ضرورة تجنب خطوات العدو أحادية الجانب التي تهدف إلى تقويض عمل وكالة الأونروا.
وأشار وينسلاند إلى أن ما رآه خلال زيارته إلى غزة الأسبوع الماضي أمر يفوق التصور، وقال: “في الجزء الجنوبي من القطاع، رأيت حجم الدمار الهائل الذي ألحقته هذه الحرب بالسكان.. لقد رأيت الدمار الهائل بالمباني السكنية والطرق والمستشفيات والمدارس.. لقد رأيت الآلاف يعيشون في خيام مؤقتة، وليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه مع اقتراب فصل الشتاء”، واصفاً الوضع الإنساني في شمال القطاع بالمزري وخاصة أنه لم يتلقَ أي مساعدات إنسانية منذ بداية شهر أكتوبر الجاري.