البلاغات العسكرية للمقاومة الفلسطينية.. مضامين تحمل إصراراً على التمسك بالأرض والمواجهة
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
الثورة نت/..
تُشير البلاغات العسكرية الرسمية من محاور القتال في قطاع غزة أن الحرب العدوانية التي يشنها جيش العدو الصهيوني على القطاع ليس فقط لم تفلح في كسر إرادة تشكيلات فصائل المقاومة الفلسطينية، بل أنها أججت تصميمها على إتمام معركة “طوفان الأقصى” بصورة جعلت من الصعب على الكيان الغاصب تحقيق أهدافه بشكل كامل أو حتى تحصيل صورة نصر.
ويؤكد مشهد هذه البلاغات أنها تحمل في مضامينها إصراراً من الفصائل الفلسطينية على التمسك بالأرض والمواجهة، وكأن المقاومين لم يتعرّضوا طوال عام كامل لعدوان مستمر، ولم يخوضوا عشرات المواجهات البرية القاسية التي استنزفت قدراً كبيراً من إمكانياتهم العسكرية وذخرهم البشري.
ولعل أبرز ما يدلل على ذلك هو قيام مجاهدي المقاومة الفلسطينية بتبني تكتيكات قتالية لها علاقة باستنزاف قوات جيش العدو الصهيوني وإرهاقه عبر أعمال هجومية كالإغارات السريعة والتركيز على الكمائن المركبة، فضلاً عن استهداف نقاط تمركز قوات جيش العدو الصهيوني في أماكن وجوده والعمل على طرده منها.
فعلى مدى الأيام الأربعة الماضية تتوالى الأخبار عن الأحداث الأمنية الصعبة حسب وصف العدو، نتيجة استهدافات المقاومة الفلسطينية، بشتى الطرق والوسائل باستخدام أسلحة القنص والرشاشات والعبوات الناسفة وقذائف الهاون والصواريخ.
ففيما تتواصل جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني، تمضي المقاومة الفلسطينية في تصديها للقوات المتوغلة في كافة محاور القتال بقطاع غزة.
واليوم أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس أنها استهدفت آليتين لجيش العدو بعبوتي “شواظ” وقذيفة “الياسين 105” شرق جباليا شمال قطاع غزة.
وأضافت القسام في بلاغ عسكري: إن مقاتليها فجروا منزلا مفخخا تحصن بداخله عدد من جنود العدو شمال معسكر جباليا في شمال القطاع وأوقعوهم بين قتيل وجريح.
كما أعلنت القسام في بلاغ آخر، أنها استهدفت دبابتين بقذيفتي “الياسين 105″، فجر أمس الجمعة، شمال معسكر جباليا في شمال القطاع.
من جهتها، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عن إسقاط مسيرة صهيونية من نوع “كواد كابتر”، وسيطرت عليها أثناء تنفيذ المسيرة مهام استخبارية في سماء شمال قطاع غزة.
كما أعلنت سرايا القدس عن إسقاط مسيرة “كواد كابتر” أخرى أثناء تنفيذها مهام استخبارية في سماء مدينة غزة.
وكانت كتائب القسام، أعلنت أمس الجمعة، عن قنص جندي صهيوني واستهداف آليات عسكرية شمال قطاع غزة، بالإضافة إلى ناقلتي جند لجيش العدو بقذيفتي “الياسين 105″ و”تاندوم” بالإضافة لجرافة عسكرية من نوع “دي 9”.
وقد أقر جيش العدو الصهيوني، أمس، بمصرع ثلاثة من جنوده في معارك مع المقاومة الفلسطينية .
ومن هنا فإن الأداء الميداني المفاجئ لفصائل المقاومة الفلسطينية خلال الأيام الماضية لا يشير فقط إلى قدرة المقاومة على التعافي المستمر وحرمان العدو من الوصول إلى حالة السبات الدفاعي المقاوم، إنما أيضاً إلى الدائرة المفرغة التي يدور فيها جيش العدو منذ أكثر من عام كامل.
وهذا ما دفع الخبير العسكري الصهيوني إسحاق بريك، إلى المطالبة بإنهاء الحرب، لأن عمليات الجيش الصهيوني وخسائره بعد ستة أشهر قادمة من القتال أو حتى عام كامل، لن تغير من واقع الأمر شيئاً.
وعلى خطّ مواز، وفي ظل تصاعد العمليات العسكرية للمقاومة الفلسطينية يؤكد الباحث البارز في في معهد دراسات الأمن القومي الصهيوني في “تل أبيب” عوفر شيلح أن الكيان الصهيوني يواجه خطر الغوص في مستنقع غزة في المستقبل المنظور .
ويقول الخبراء والمختصون: إن المقاومة الفلسطينية لا تزال تسير بنسق منضبط ولا تتعامل بردات الفعل، بما لا يعطي للاحتلال تحقيق أهدافه وتبقي على حالة الاستنزاف قائمة لأطول فترة ممكنة وهو ما يوصل الكيان الصهيوني لقناعة أنه لا يمكن أن يمرر مخططاته.
كما تشي بلاغات فصائل المقاومة الفلسطينية عن عملياتها بأنه ما يزال هناك لديها القدرة على المناورة من خلال مباغتة جيش العدو الصهيوني بالكمائن والهجمات السريعة ، ما يعني فعليا أنها استعدت للتكيّف مع حرب استنزاف طويلة الأمد
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
السينما الفلسطينية... مرآة للألم وأداة للمقاومة في وجه الاحتلال والصمت
في أجواء مشحونة بالتحديات السياسية والإنسانية، ومع تصاعد وتيرة الأزمات التي تواجه الشعب الفلسطيني، ألقى صنّاع السينما الفلسطينيون المشاركون في مهرجان أجيال السينمائي 2024، الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام، الضوء على دور السينما الفلسطينية في إيصال صوت الشعب وقصصه إلى العالم. وأعرب المشاركون عن قلقهم بشأن مستقبل صناعة الأفلام في فلسطين في ظل غياب البنية الاساسية والتمويل المناسب، بينما أبدوا فخرهم الكبير بالتزام المخرجين الفلسطينيين الشباب والمخضرمين بإنتاج أعمال تعبّر عن واقع الشعب الفلسطيني ونضاله.
وخلال لقاء صحفي أقيم على هامش المهرجان، شارك فيه المخرج محمد بكري، والمخرج المعروف رشيد مشهراوي، والممثل ورئيس لجنة تحكيم "صنع في قطر" لهذا العام صالح بكري ، بالإضافة إلى المخرجين الصاعدين محمد المغني وليلى عباس، تم التأكيد على أهمية السينما الفلسطينية كأداة للمقاومة والتوعية.
وتحدث المخرج محمد بكري عن فيلمه الجديد "جنين جنين"، الذي يعرض خلال المهرجان، قائلاً: لا توجد بنية أساسية لصناعة السينما في فلسطين، ولكن هناك أفراد يبذلون قصارى جهدهم. في كل منطقة جغرافية يتواجد فيها الفلسطينيون، هناك نضالات مختلفة، لكننا جميعًا نتشارك أحلام التحرر والاستقلال والكرامة.
ويعود "بكري" في فيلمه إلى مخيم جنين بعد 20 عامًا من فيلمه الوثائقي الأول "جنين، جنين"، ليربط بين شهادات الناجين من العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة وتأثيرات اجتياح عام 2002. وأضاف بكري: أحيي مؤسسة الدوحة للأفلام على تنظيم مهرجان بهذه الأهمية وبهذه الطريقة، مع مراعاة ما يحدث لشعبنا في غزة. تمويل أفلامي كان بالغ الصعوبة، ولكن عندما أنهيت 'جنين جنين'، نظرت إلى نفسي في المرآة وشعرت بالفخر!
من جانبه، عبّر المخرج رشيد مشهراوي، الذي اشتهرت أفلامه في مهرجانات عالمية، عن صعوبات صناعة الأفلام، موضحًا: "إنتاج فيلم جديد استغرق مني ثلاث سنوات، حتى بعد الإشادة بأعمالي في مهرجان كان السينمائي. كل مرة أبدأ فيها العمل على فيلم جديد، أشعر وكأنني أعمل على أول فيلم لي. الواقع هو أنّ كل فيلم يحتاج إلى وقت وجهد وتخطيط أكبر لتحقيقه."
كما تحدث عن أهمية السينما الفلسطينية في مواجهة الرواية الإسرائيلية، قائلاً: من المهم صناعة الأفلام، على الرغم من أنّ السّينما ليست مجرد ضغطة زر لتحقيق تغيير فوري. على الجميع أن يشارك، وأنا أحاول قدر استطاعتي من خلال عملي أن أنقل الرواية الفلسطينية وأفند الرواية الزائفة للاحتلال. العمل السينمائي يجعلني أشعر بأنني لست عاجزاً، بل مشاركاً فعّالاً في تحقيق التغيير."
وأشار مشهراوي أيضًا إلى فيلمه الجديد "أحلام عابرة"، الذي تم تصويره في عدة مواقع داخل فلسطين: كل هذه الأماكن منفصلة عن بعضها البعض، وكنّا بحاجة إلى طلب تصاريح للتنقل بينها. ولكننا نجحنا في تحقيق ذلك. وما يلهمني ويحركني هو أن الشباب الفلسطيني، رغم كل هذه التحديات، يواصلون صناعة أفلام رائعة." كما تحدث عن مشروعه "من المسافة الصفر"، وهو مجموعة من 22 فيلمًا قصيرًا أنتجها صُنّاع أفلام من غزة: ما يحدث في غزة يجب أن يُعرض في كل مكان. هذه المجزرة تختلف عن أي شيء حدث من قبل لأنها تُبث على الهواء مباشرة. يجب ألا نعتاد على ذلك. وما يقتلنا ليس فقط الاحتلال الإسرائيلي، بل أيضاً الصمت العربي."
من جانبه أكد الممثل ورئيس لجنة تحكيم "صنع في قطر" هذا العام، صالح بكري، على الدور العاطفي الذي تلعبه السينما في حياة الفلسطينيين، قائلاً: "على الرغم من أن السينما لا تشفي الجراح، إلا أنّها تمنح معنى للحياة وتساعد على إزالة غبار العجز." وأشار إلى واقع الحياة اليومية في فلسطين: "فكرة المدينة الفلسطينية نفسها قد تم تدميرها. في الماضي، كان الفنانون العرب العظماء يأتون إلى حيفا من جميع أنحاء العالم ليؤدوا عروضهم. أما اليوم، فإن جمهوري الطبيعي لا يستطيع حتى دخول قاعة سينما."
اما المخرج الصاعد محمد المغني، الذي يعرض فيلمه "برتقالة من يافا"، تحدث عن أهمية السينما الفلسطينية، قائلاً:
قوة السّينما تكمن في أنها تبني جسوراً بيننا وبين العالم، وبين أبناء الشعب الفلسطيني. إنها وسيلة للتعبير عما بداخلنا. ولكن صناعة السينما في فلسطين صعبة للغاية لأن الظروف تجعلها ترفاً لا يقدر عليه الكثيرون."
أما المخرجة ليلى عباس، التي تشارك بفيلمها "شكراً لأنك تحلم معنا"، فقد تحدثت عن تجربتها السينمائية، موضحة:
صوّرت فيلمي قبل أحداث السابع من أكتوبر. كنت أرغب في الابتعاد عن السياسة، لكن هذا مستحيل في السياق الفلسطيني، لأن ذلك يعني الانفصال عن الواقع. ولم أكن أرغب في أن تحتل إسرائيل قصتي أيضاً." وأوضحت أن السينما الفلسطينية تطرح أسئلة صعبة وتفتح مجالات الحوار، وهو ما يجعلها أداة فعالة في التعبير عن الواقع الفلسطيني.