الأنبا دانيال: رحلة «المسيح» منحت بلادنا «البركة» وندعو لاستغلالها سياحياًنادر جرجس: الأردن يستهدف مليوناً ونصف المليون سائح سنوياً بـ«وجود المغطس» فقط.. ولدينا 25 محطة قادرة على مضاعفة الناتج القومى«روشتة كاثوليكية» لوضع المسار على قائمة وجهات الحج المسيحى فى العالم

مرة أخرى يعود مشروع «إحياء مسار العائلة المقدسة» إلى صدارة الساحتين الكنسية والسياحية، بعد توقف رحلات الوفود السياحية الفاتيكانية التى كانت مدرجة على قوائم «الحج المسيحى» قبل نحو 6 سنوات.

 وفى سابقة للمجتمع المدنى أعلن نادى «روتارى» عن تأسيس لجنة لإحياء مسار العائلة المقدسة برئاسة «نادر جرجس» منسق اللجنة الوزارية السابق لتطوير المسار، وأبرز المهتمين بتفاصيل إعادة الميزة السياحية المصرية إلى الساحة العالمية.

ويتضمن مسار العائلة المقدسة الذى يمتد لنحو 3500 كيلومترًا ذهابًا وإيابًا، نحو 25 محطة، من شمال سيناء وحتى محافظة أسيوط.

وتعد أشهر محطات المسار فى القاهرة «كنيسة أبى سرجة»، والكنيسة المعلقة بمصر القديمة، إلى جانب كنيسة العذراء بالمعادى. وهى كنائس أدرجت ضمن 9 محطات اتفق عليها فى برنامج الحج السياحى إلى مصر.

وقال الأنبا دانيال سكرتير المجمع المقدس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية: إن مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة مهم للغاية، لافتًا إلى أن العائلة المقدسة لم تخرج من «أورشليم» -مدينة القدس- إلا مرة واحدة، عندما جاءت إلى مصر.

وأضاف خلال ندوة «إحياء مسار العائلة المقدسة» المنعقدة بنادى «روتارى» مدينة نصر أن زيارة العائلة المقدسة لمصر استغرقت نحو 3 سنوات، ونصف، بدءًا من سيناء حتى مدينة أسيوط، قاطعة نحو 30 محطة، ونقطة.

وتتمايز النقطة عن المحطة، فى أن الأخيرة هى المنطقة التى استقرت بها العائلة المقدسة لمدة يوم، وحتى 6 أشهر، أما النقطة فهى المكان التى مرت عليه العائلة فقط أثناء سيرها، دون إقامة تذكر.

وأشار الأنبا دانيال إلى الدولة فى الفترة الأخيرة أولت مسار العائلة المقدسة اهتمامًا كبيرًا، ابتداءً من أولى المحطات بـ«جنوب، وشمال سيناء»، مرورًا بأديرة وادى النطرون، وانتهاءً بكنائس مصر القديمة، وباقى المحطات فى جنوب مصر.

وأوضح سكرتير المجمع المقدس أن ثمة تنسيقات جرت خلال الفترة الماضية مع «الفاتيكان»، عبر لقاءات خاصة عقدت بمقر مطرانيته بمنطقة المعادى، داعيًا إلى ضرورة استغلال «مسار العائلة المقدسة» لتنمية موارد الدولة اقتصاديًا وسياحيًا.

وأردف قائلًا: «زيارة العائلة المقدسة لمصر جاءت بتوجيه إلهى، ونفتخر بها كونها تحمل دلالة الأمان للبلاد».

واستطرد: «مؤخرًا عقدت وزارة التنمية المحلية اجتماعًا بالمحافظين للتباحث بشأن تطوير مناطق محطات، ونقاط المسار».

واستقبلت مصر أول رحلة حج كاثوليكى للقاهرة فى 17 يونيو 2018، قادمة من إيطاليا لزيارة مسار العائلة المقدسة، وضم وفد الكاثوليك نحو 50 سائحًا.

فى سياق متصل قال نادر جرجس – منسق لجنة إحياء مسار العائلة المقدسة: إن تطوير المسار لا بد أن يتم وفق عدة محاور هى على الترتيب «الدولة، والكنيسة، والأزهر، والمجتمع المدنى، والتسويق».

وأضاف أن أهمية المسار ترجع إلى كونه رسالة إنسانية للعالم، وإضافة جيدة لتنوع المنتج السياحى المصرى، بجانب مساهمته الإيجابية فى الناتج القومى المصرى.

إبراهيم صابر محافظ القاهرة 

ودعا «جرجس» -الذى شغل من قبل منصب منسق اللجنة الوزارية لإحياء مسار العائلة المقدسة بوزارة السياحة- إلى ضرورة مخاطبة العالم بوثائق محققة عن المسار، تتضمن حقيقة كتابية، لافتًا إلى وجود بروتوكول تعاون مع الفاتيكان بشأن تبادل الوثائق.

وأعرب منسق لجنة إحياء مسار العائلة المقدسة بنادى «روتارى» عن أسفه إزاء استفادة بلدان مثل الأردن التى تتضمن فقط «مغطس السيد المسيح» من السياحة الدينية بنحو مليون ونصف سائح سنويًا، فى حين أن مصر التى تمتلك ما يزيد على 25 محطة لتنقلات العائلة المقدسة، لم تستفد بعد من تراثها الدينى.

ولفت إلى أن قضية إحياء مسار العائلة المقدسة شهدت انتعاشة كبرى فى أعقاب توقيع وزير السياحة الأسبق يحيى راشد بروتوكول تعاون مع البابا فرنسيس الأول «بابا الفاتيكان» عام 2016، لكن الأمور تعطلت فيما بعد.

وأردف قائلًا: «من جانبنا سننظم عدة رحلات لأهم محطات المسار، ونعززها بقوافل لمناطق المحطات تجمع بين الخدمة الطبية للأهالى، والتوعية الثقافية بأهمية السياحة الدينية».

من جانبه دعا محافظ القاهرة د. إبراهيم صابر مؤسسات المجتمع المدنى للمشاركة فى مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة، معربًا عن استعداد محافظته للتعاون من خلال حملات توعية، وتنظيف المناطق.

وقال: إننا نحلم بإقامة ممشى سياحى من منطقة المطرية حتى شجرة مريم، معربًا عن تقديره لأى جهود تبذل فى إحياء هذا المشروع.

إلى ذلك قال «نادر جرجس» –منسق لجنة إحياء المسار-: إن مشروع إحياء المسار يستهدف نحو مليونى سائح سنويًا، غير أن رفعه من كتالوج برامج الحج الفاتيكانى عام 2019 عطل البرنامج السياحى، بعد أن بلغ عدد الزوار فى عام 2018 نحو 300 ألف سائح.

وأضاف «جرجس» فى تصريح لـ«الوفد» أن اللجنة المنبثقة عن منظمة مجتمع مدنى تدفع باتجاه تفعيل دور المنظمات الأهلية فى إحياء مسار العائلة المقدسة، مؤكدًا أن ثمة تنسيقا يجرى بشكل لافت مع الأزهر والكنيسة، بشأن وضع مصر على خريطة السياحة الدينية.

وقبل أربع سنوات أقر البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية الشعار الرسمى لمشروع «إحياء مسار العائلة المقدسة فى مصر»، والذى يستخدم فى لافتات المشروع، ومطبوعاته.

وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد دخول العائلة المقدسة مصر فى بداية يونيو من كل عام.

وأطلقت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تطبيق «The Holy Family Egypt»، لتمكين راغبى زيارة المسار من التعرف على كل تفاصيل رحلة العائلة المقدسة.

أزمة «كتالوج الفاتيكان»

وحول إشكالية رفع مسار العائلة المقدسة من «كتالوج» البرامج السياحية الفاتيكانية، نفى سفير الفاتيكان بالقاهرة الكاردينال نيقولاس تيفن، تدخل دولة الفاتيكان بشكل رسمى فى الأمر.

وقال: إن دولة الفاتيكان لم ترفع برنامج «مسار العائلة المقدسة»، لكن وكالات السفر والشركات المنظمة للحج فى روما هى التى فعلت ذلك، مشيرًا إلى أن رحلة العائلة المقدسة جزء من التاريخ المسيحى، وجزء من مصر.

وأضاف السفير الفاتيكانى فى تصريحات سابقة بعد تأكيده على زيارة نقطتين من مسار العائلة فى ديرى «درنكة، والمحرق» بأسيوط، أن ثمة جهودا كبيرة تبذلها الحكومة المصرية بشأن تطوير مسار العائلة المقدسة، لافتًا إلى أن التطوير لا يجب أن يكون عن طريق بناء كثير من الفنادق، وإنما بتوفير خدمات عديدة بالقرب من الأديرة، إلى جانب تهيئة الأديرة ذاتها لاستقبال الناس.

وأشار «نيقولاس» إلى حاجة بعض محطات الرحلة لطرق أفضل، وبنية تحتية لاستقبال الوفود المسيحية، مع ضرورة الحفاظ على الجانب الروحى، والذى يعد جزءًا من روح، وثقافة مصر.

واستطرد قائلًا: «أفضل ما يمكن تقديمه هو البحث عما يريده الراغبون فى الزيارة، لأنهم يبحثون عن أجواء تحاكى ما مرت به العائلة المقدسة خلال الرحلة».

وطلبت لجنة «الفاتيكان» تنفيذ عدة مهام لتسهيل رحلة الحج الكاثوليكى فى أعقاب توقيع اتفاق مع وزارة السياحة عام 2017، فى حضور وزير السياحة الأسبق يحيى راشد، ووعدت الوزارة بالتنفيذ فى مايو 2019.

وتضمنت المطالب وقتذاك «توفير مراكز طبية فى نقاط مسار العائلة المقدسة مثل وادى النطرون، وجبل الطير، ودير درنكة»، بجانب توفير إسعاف طائر نظير كون معظم الزائرين من كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، وتوفير استراحات مجهزة، ووسائل نقل لذوى الاحتياجات الخاصة.

من جانبه قال الأب رفيق جريش المستشار الصحفى للكنيسة الكاثوليكية: إن أزمة «كورونا» وتوابعها أثرت بشكل كبير على حركة الحج المسيحى حول العالم، وليس فى مصر فقط.

وأضاف «جريش» الذى يرى أن المكاتب السياحية الحكومية فى الخارج صاحبة النصيب الأكبر فى القدرة على استعادة حركة الحج الكاثوليكى، أن جائحة «كورونا» أخّرت أعمال التطوير، والانتهاء من تجهيز نقاط مسار العائلة المقدسة داخل مصر.

وبدأ التعريف بـ«مسار العائلة المقدسة» عبر زيارتين تعريفيتين للفاتيكان عام 2017، وزيارتين مماثلتين لشركة «أوبرا رومانا»، وهى الشركة المسئولة عن تنظيم الحج المسيحى فى العالم بالتنسيق مع الفاتيكان.

وأشار المستشار الصحفى للكنيسة الكاثوليكية إلى أن مصر تستطيع الوصول إلى الرقم المستهدف سنويًا من السائحين، بشرط أن تتبنى وزارة السياحة أفكارًا غير تقليدية، وتتواصل مع الأسقفيات الغربية، والتى تتضمن لجان خاصة بالسياحة الدينية.

وأردف قائلًا: «لجنة روتارى قد تسهم بقدر ما فى جذب سائحين للمسار، لكن التواصل الحكومى الرسمى هو الأهم، كما أن الكنيسة الأرثوذكسية تلعب دورًا هامًا فى إحياء المسار».

وبلغت التكلفة الإجمالية لتطوير المسار حسب تصريحات «عادل الجندى» -منسق زيارة مسار العائلة المقدسة بوزارة السياحة- نحو 320 مليون جنيه، بمساهمة تبلغ 60 مليون جنيه لوزارتى السياحة، والآثار، وساهمت وزارة التنمية المحلية بنفس المبلغ، بينما تحملت الموازنات التخطيطية للمحافظات التى تقع بها نقاط المسار باقى التكلفة.

وتسعى وزارة السياحة حاليًا لتنفيذ مخطط حملات متخصصة للتسويق السياحى عبر تنظيم رحلات تعريفية، تستهدف تعريف العالم بجاهزية المسار.

وحسبما أفاد «الجندى» فإن ثمة مخاطبات تجرى حاليًا مع رؤساء الكنائس، والقيادات الدينية المحلية، والعالمية، والفاتيكان بشكل خاص لإطلاعه على أوجه تطوير المسار، وخطة الدولة فى الفترة المقبلة.

 

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إحياء مسار العائلة المقدسة روتاري إحیاء مسار العائلة المقدسة السیاحة الدینیة وزارة السیاحة تطویر المسار السیاحة ا إلى أن قائل ا

إقرأ أيضاً:

محمد بن حمد: أهمية تعزيز السياحة الداخلية

استقبل سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، في مكتبه بالديوان الأميري، عبد الله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، رئيس مجلس الإمارات للسياحة، الوفد المُرافق. ورحّب سموّه بالوزير والوفد المرافق، مشيداً بجهود الوزارة في تعزيز قطاع السياحة والاقتصاد في الدولة ودعم تنافسيته.
واطّلع سمو ولي عهد الفجيرة خلال اللقاء، على مُخرجات النسخة الخامسة من حملة «أجمل شتاء في العالم» تحت شعار «السياحة الخضراء»، والتي تم تنظيمها، بالتعاون بين وزارة الاقتصاد والمركز الزراعي الوطني والهيئات السياحية المحلية في الدولة.
كما جرى استعراض النتائج التي حقّقتها الحملة عبر التعريف ببيئات الدولة وطبيعتها ومعالمها السياحية، بهدف دعم السياحة الداخلية والاقتصاد الوطني وتعزيز مكانة الدولة كوجهةٍ سياحيةٍ عالمية.
وأكّد سموّه أهمية المشاريع الوطنية النوعيّة التي تسهم في تحقيق مُستهدفات الدولة ورؤيتها في تعزيز قطاع السياحة الداخلية المستدامة، ونشر المعرفة والوعي المجتمعي حول الممارسات الهادفة في مجالات التنمية المستدامة وبناء منظومة سياحية يتشارك في تحقيق استدامتها الأفراد والمؤسسات على مستوى الدولة.
كما نوّه سموّه بحرص حكومة الفجيرة وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، على تنسيق الجهود والعمل متعدد الأطراف مساهمة في تحقيق رؤية الدولة واستراتيجيتها في مجال دعم الاستثمار السياحي، ومواصلة التنمية الشاملة في الدولة في مختلف المجالات وعلى الأصعدة كافة.
وتقدّم عبد الله بن طوق المرّي، بالشكر والتقدير إلى سمو ولي عهد الفجيرة، على حفاوة الاستقبال، ومُثمّناً اهتمام سموّه بمتابعة ودعم المشاريع السياحية التنموية في إمارة الفجيرة. حضر اللقاء الدكتور أحمد حمدان الزيودي مدير مكتب سمو ولي عهد الفجيرة، وعبد الله آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد، صالح الجزيري مدير عام قطاع السياحة بدائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، وعدد من المسؤولين. (وام)

مقالات مشابهة

  • محمد بن حمد: أهمية تعزيز السياحة الداخلية
  • الإمارات تطلق مساراً جديداً لـ«الملكية الفكرية الخضراء» لتحفيز الابتكار
  • الإمارات تطلق مساراً جديداً لـ "الملكية الفكرية الخضراء"
  • فعالية خطابية في مديرية حفاش بالمحويت إحياءً للذكرى السنوية للشهيد الرئيس الصماد
  • مدبولي: تدبير احتياجات المواطنين خلال رمضان أولوية قصوى.. وزيادة الأجور في هذا الموعد
  • متحدث الوزراء: الدولة حريصة على دعم المواطن والاستمرار في مسار الإصلاح الاقتصادي
  • درنكة والفرنسيسكان.. دروب الإيمان في أرض المعجزات
  • مجلس الدولة: اللجنة الاستشارية تضيف طرفا جديدا في الأزمة الليبية بدلاً من حلها
  • فعالية ثقافية في مديرية وشحة بحجة إحياءً لذكرى استشهاد الرئيس الصماد
  • بابا الفاتيكان يشيد بجهود مصر لتهدئة الأوضاع في غزة وحل القضية الفلسطينية