الإعلام وَدورُه في ثقافة ووعي الأُمة
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
بشرى المؤيد
هل كان الخير والشر موجودان منذ خلق آدم وحواء وكيف استطاع الإعلام آن ذاك الوقت أن يأجج التوتر بينهما؟ كيف استطاع أن يغوي عقول الناس بحيث ينخرطون ويكونون مع رؤية الشر؟
“إعلام” في زمن آدم وحواء كلمة غريبة أليس كذلك؟ حين طرد آدم وحواء من الجنة لم يكن موجود في الأرض غير سواهما والشيطان طرد معهم قال تعالى “فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأرض مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ”.
وتكاثر من نسل آدم عشيرة من أبنائه. فكان لا بد للإعلام الشيطاني أن يبدأ دوره في بث الخلافات، بث النزاعات، بث الفرقة، بث الكره والحقد والبغض في النفوس، الاشتراك في سفك الدماء بين الأخوة؛ فكان هو سببا في أول قضية سفك الدماء وانتشار الشر في أوساط البشرية “﴿ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} فوسوس لقابيل الذي لم يتقبل الله عمله بقتل أخيه هابيل الذي رضي الله عنه. وكانت كما قالت الملائكة لله سبحانه” أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ” فكانت هذه حكمة ومشيئة الله أن يميز في الأرض الناس من هم المؤمنين وَمن هم الكافرين والمنافقين ليدخل المؤمنين الجنة والكافرين والمنافقين يدخلون النار التي أعدها الله لهم.
إذن نلاحظ أن الإعلام الشيطاني بدأ مسيرته منذ خلق آدم وحواء حتى تستمر مسيرته إلى يوم القيامة. ويتحاسب الناس على أفعالهم فمن عمل صالحًا سيرى أعماله ويأخذ كتابه بيمينه ويذهب إلى جنة الله ومن عمل شرا مسك كتابه بيساره وذهب إلى النار وحين يرون شيطانهم سيلومونه ويوجهون إصبع الاتّهام إليه لكنه سيصدمهم بإجابته ويقول لهم أنتم من استجبتم إلى مبادرتي ولم أغصبكم على ذلك ”
﴿وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أنفسكُم مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
[إبراهيم: 22]
فالإعلام الشيطاني آن ذاك الوقت كما الإعلام الآن الذي يتبع خطوات الشيطان ولكن بأُسلُـوب حديث ويقوم بنفس الدور الذي كان يقوم به سابقًا. وما دور الإعلام الحديث الذي يتبع طريق الخير إلا أن يكون له دور مهم وعظيم في توعية وثقافة الناس وَمواجهة الإعلام الشيطاني من يقوم بعدة أدوار مختلفة ويقوم ببرمجة عقول الناس على ما يريدون بضخهم الإعلامي المزيف للحقائق وحشوها في عقول الناس بطرق عديدة ومنها الكذب؛ لأَنَّها أبواق للشيطان نفسه. إن قنواتهم تعمل عمل الشيطان في
▪️مسخ العقول.
▪️طمس الهُــوِيَّة.
▪️تزييف الوعي.
▪️غسل العقول.
▪️تزييف الحقائق.
وأَيْـضاً دور الإعلام الذي يتبع طريق الخير أن يكثّـف جهوده ويطور من أساليبه ومهاراته الإعلامية وهناك قنوات ممتازة لديها هذا التطور الملحوظ. ويجب عليها أن تعمل في تشجيع وإبراز الأعمال الجيدة ونشرها إعلاميًّا لتحث الجانب الفني والثقافي على إنتاج برامج هادفة وفن راقي تحافظ به على قلوب وعقول الناس من زيغها وانحرافها فكريًّا حتى تبقى
▪️ سليمة القلب.
▪️سليمة العقل.
▪️سليمة الإيمان.
▪️سليمة النفس.
▪️سليمة الفكر.
▪️سليمة الفطرة.
فيلقى الإعلام الخير ربه بوجه سليم وعمل نظيف يزيد من حسناته ويثقلها في ميزان حسناتهم ويفوزون في الدارين الدنيا والآخرة.
ومن أراد أن تكون نفسه مطمئنة، ساكنة، هادئة، واثقة بنفسها ووعد ربها فما عليه إلا أن يبتعد عن أية قناة تكون بوقا للشيطان تتبع أوامره وتكون معه في خطه وطريقه. اللهم نسألك الثبات الذي لا يتزعزع ولا يرتاب ولا يشك.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
أستاذ بجامعة الأزهر يكشف سبب تعدد الطرق الصوفية «فيديو»
أكد الدكتور محمد مهنا، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أن تعدد الطرق الصوفية ليس غريبًا أو متناقضًا، بل هو أمر طبيعي يعود إلى اختلاف اجتهادات البشر في فهم وإدراك الحقيقة الإلهية.
وأضاف: كما هو الحال في مذاهب الفقه المختلفة، فإن التصوف يعد علمًا يتعلق بمعرفة الله تعالى، ويسعى كل مريد للوصول إلى الله تعالى من خلال التربية الروحية والصدق في التوجه إليه.
وأشار أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، خلال حلقة برنامج «الطريق إلى الله»، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، إلى أن التصوف يرتكز على مفهوم الصدق الذي يعد ثاني أعلى درجات الإيمان بعد النبوة، حيث يقتضي أن يكون المسلم في حال من الارتباط القوي بالله سبحانه وتعالى.
مشيرًا إلى أن الطرق الصوفية متعددة بناءً على اختلاف قدرات الناس على إدراك هذه الحقيقة، فكل طريقة تعبّر عن فهم الشخص للحقيقة حسب تجربته الروحية ودرجة وصوله إلى الفهم والمعرفة.
وأضاف، أن التصوف يقوم على مبدأ «مقام الإحسان»، وهو ما فسره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل، حيث بين أن الإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فاعلم أنه يراك، موضحًا أن هناك طرقًا روحية تتفاوت بين المشاهدة والمراقبة، حيث يرى بعض الصوفية الحقيقة بعيون الإيمان، في حين يكتفي آخرون بالمراقبة والتقوى في العبادة.
وأوضح الدكتور محمد مهنا أن الطرق الصوفية تتنوع بحسب استعدادات النفوس، فبعض الناس يميلون إلى الزهد، وآخرون يجدون راحتهم في العبادة والعمل الصالح، وكل طريقة تجد تلاميذها بما يتناسب مع استعداداتهم الروحية.
ونصح كل شخص بأن يسعى لفهم نفسه واكتشاف طريقه الروحي الخاص، مع الالتزام بالكتاب والسنة، والاعتراف بتعدد الطرق في سعيها نحو الحقيقة الإلهية، طالما كانت موجهة نحو الله تعالى.