خديجة المرّي
كُشفَت الحقائق على أرض الواقع، وأُسقِطت الأقنعة المُتلبِّسة مع الشواهد، وبان على مرأى ومسمع العالم من هو العدوّ الماكر، وأدواته الخادمة لـهُ بشكلٍ صريحٍ وواضح، فأما أن يكون هُناك مؤمن صريح أو مُنافق صريح في هذا الزمن الراهن، ولا طريق ثالث لمن يتساءل أَو يُجادل.
لعب الدور الإعلامي السعوديّ والإماراتي بكافة وسائلة بدون حياءٍ واستحياء أمام العالم بأسره وَإذَا لم تستحِ فصنع ما شئت، كرَّس نفسهُ لخدمة اللوبي الصهيوني؛ وذلك بِمُتاجرة الأرواح، وتصنيف المُقاومة بالإرهاب، ومُحاولة إخفاء الوجه الحقيقي البشع للعدو الصهيوني؛ وذلك بحجّـة الدفاع عن النفس، وإنكارهم للقضية الفلسطينية بشكلٍ علني ودون أي مُبرّر سِوى التطبيع، والانبطاح تحت رحمة اليهودي والنصارى، وأكبر شاهد على ذلك إقامة حفلات المجون والعُهر لاستقبال اليهود وإدخَالهم لأرض الحرمين الشريفين بكل أريحية وكأنهُ ليس محرَّماً عليهم (وأكبر دليل عندما دخل اليهودي أحد الحاخامات في وسط مكة مرتديًا العقال والعباءة السعوديّة ليختطب ويدعيهم لعقد ديانة جديدة تنهي الخلافات بزعمه تحت مسمى إبراهام وترك دين مُحمّد صلوات الله عليه وعلى آله بذريعة أنه الدين الذي تسبب في سفك الدماء دعوة للكفر واضحة غير مسبوقة) وهذا حدث في عام 1441هـ في رجب بينما يدّعي أن المقاومة الفلسطينية إرهابية وليس لها حق في الدفاع عن أرضها، وعن مُقدساتها وقد انكروا المسجد الأقصى إنكار قطعي والدليل على ذلك (الإعلامي رواف السعين عندما تحدث وبكل وضوح في مدحه واعترافه بالإسرائيليين واتّهاماته الباطلة للمقاومة والإساءة اليهم بكل أنواع الانفلات الأخلاقي والديني والإنساني وقام بنشره في القنوات الفضائية وفي كُـلّ مواقع السوشال ميديا) حدث هذا في عام 1445هـ في السابع من أُكتوبر في بداية معركة (طُـوفَان الأقصى)، وقد أثبتت الفترة الأخيرة قناة الـMbc ذلك في تصريحاتها العلنية وتقاريرها في استشهاد القائد السنوار ورفيقه من قبل إسماعيل هنية بوصفهم لهم إنهم إرهاب وإن حركة المقاومة حماس إرهابية.
سعى النظام السعوديّ والإماراتي بالدعم العلني والصريح الواضح للوبي الصهيوني بمليارات الدولارات منذ بداية معركة (طُـوفَان الأقصى) والدليل على ذلك في تقديم مبالغ مالية لكل طفل إسرائيلي قدر المبلغ 2000دولار بحجّـة المساعدة الإنسانية ناهيك عن المساعدات العسكرية الغير المصرح بها، وبينما أطفال غزة يموتون ويتشردون من الجوع لم يُرسلوا ولو شاحنة واحدة مُحمَّلة بالأغذية لمساعدتهم، وأما عن الإمارات فقد تورطت حتى بإرسال الجنود الإماراتيين لمساندة الإسرائيليين بالطائرات الحربية نوع ميج مُحملة بالأطنان من المتفجرات لتضرب بها أطفال غزة بحجّـة قتل الإرهاب، والدليل في عام 1445هـ السابع من أُكتوبر تصريحاتهم على قناة الحدث والجزيرة والإمبيسي، وفي كُـلّ عملية كانت تنفذها قوات الاحتلال الغاصب ضد شعب فلسطين يظهر محمد بن سلمان في الخطابات ليقول:˝ نحن لا علاقة لنا بما فعله الإسرائيليون ونؤكّـد على أن لا يوجد بيننا أي علاقة تربطنا بهم ˝، بينما يظهر في صور إعلامية وهو في مجالس مع بايدن، وبن يامين، ونتنياهو، وهذا أكبر دليل على تورطه معهم، وفي تعتيمهم الإعلامي عن جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة ولم يذكرونها ولو بكلمة وحدة وما خُفي كان أعظم.
ومن الأسباب الدعائية العلاقات التجارية وإقامة الصفقات الاستثمارية في التطبيع نفسه تطبيع العلاقات معهم، ومنحهم جنسيات إماراتية وتسهيل دخولهم إلى دول الخليج، وهذا يُمهد لاحتلال الخليج بشكلٍ سريع ودون أي جُهد يُذكر، وتواجد القواعد الأمريكية في بحار الخليج هذا يُمثل إحلالاً بشكلٍ واضح، والمخاطر هنا تكمن في طمع العدوّ بالحرمين الشريفين ففي ثقافتهم انهم شعب الله المختار وكل المُقدسات لم تُخلق إلَّا لهم والبشر عبيدهم، وتأكيدهم الواضح على ملكية خيبر والمدينة، وحيثُ ترى السعوديّة والإمارات العربية إن “إسرائيل” شريك اقتصاديّ وتكنولوجي، مُتجاهلين كُـلّ المخاطر وكأن المُقدسات لا تعنيهم بينما هم أنفسهم لن يسلموا من شر هذا اللوبي الحقود وسينالهم منه ما ناله من فلسطين وهذه سنة الله بينما يجب أن يُحاربونه ويقفون ضده لقد انبطحوا تحته وتحت سيادته وطبعوا العلاقات معه التي لا توحي إلاّ بريحة الخيانة لله ولرسوله وللمُقدسات ولشعبهم أَيْـضاً.
اتخذ الإعلام السعوديّ والإماراتي أساليب عده لمُناصرة العدوّ الإسرائيلي على مستوى أساليب الحرب النفسية ضد شعوب المحور ومنها:
– المُسارعة في نشر عمليات الاغتيال مع التركيز على الأخبار بشكل يُبث الهلع والضعف في نفوس المُتابعين دون وعي كما تم استضافة محللين سياسيين وعسكريين منحازين للعدو الصهيوني، بالإضافة إلى استضافة مُحللين من جهته˝ كالناطق العربي باسم جيش العدوّ الصهيوني والمتحدث العسكري الصهيوني (دانيال هقاري) وغيرهما عدة مرات على قنوات التطبيع الصهيونية الأمر الذي شهده الجميع.
-عدم التركيز في مقابل الجرائم على الانتصارات التي تُحقّقها جبهات المقاومة جميعها بما ذلك جبهتي˝ لبنان وغزة˝ في المواجهة البرية المباشرة وعدم تصويرها كإنجازات عظيمة يحقّقها المجاهدون.
كما استخدمت الحرب النفسية أَيْـضاً مصطلحات مُضللة مثل وصف الضحايا بـ ˝ضحايا˝ بدلاً عن شهداء خلال المجازر التي وقعت في غزة ولبنان والترويج لمزاعم العدوّ أثناء استهداف البُنى التحتية كالمستشفيات ومراكز الإيواء بحجّـة وجود عناصر من حماس أَو حزب الله فيها واستخدام العناوين الزائفة للتضليل والكثير الكثير من وسائل وأساليب الدعم للكيان للصهيوني وشيطنة محور الجهاد والمقاومة وقياداته.
استراتيجيات دعم الكيان الصهيوني تتجلى في:
1- الاستراتيجية الجغرافية: تعزيز مواقفهم مع العدوّ تجاه ما يحدث في غزة.
2- الاستراتيجية العسكرية: دعم العدوّ تمويليًّا من خلال الاستثمار والمتاجرة معه ومُمارسة الرباء في الاستثمارات الكبيرة؛ مما يُساهم في تمويل أنشطته الإجرامية.
3- الاستراتيجيات الاقتصادية: دعم صادراته واستيراد جميع بضائعه ومنتجاته، بما في ذلك المنتجات اليومية حتى على مستوى الثياب والأواني، وترويج إعلانات عبر قنواتهم الفضائية لدعم اقتصاده.
لم يكتفوا بهذا فقط بل إن لديهم أساليب عدة لمناصرة العدوّ الإسرائيلي منها:-الدعاية بنشر معلومات إيجابية عن “إسرائيل” والترويج لوجه نظرها، بالإضافة إلى استخدامهما للتضليل الإعلامي، حَيثُ تقوم كلًا من السعوديّة والإمارات بنشر الشائعات المُضللة والزائفة بين أوساط المجتمع والسعي لمحاولة التأثير على الأفراد والترويج لأهداف “إسرائيل” في المنطقة، واستخدامهم للنصوص الدينية ووصفهم إنهم يسعون لمُحاربة الإرهاب، ونشرهما دعايات مؤيدة لـ “إسرائيل” أَو انتقاد منتقديها والتعاون معها في المجالات الثقافية والتعليمية، والتبادل الثقافي والإعلامي مع الاعترافات المُصرحة بإسرائيل وتعزيز تبادل الزيارات والفعاليات الثقافية بين الشخصيات الإعلامية والفنية من كُلا الجانبين مما ساعد ذلك على كسر الحواجز بينهما وتعزيز الصورة الحسنة لـ “إسرائيل” في الإعلام، وتسليطهم الضوء على مواقف إيجابية للتطبيع بين فئات مختلفة من المجتمع لتعزيز هذا التوجّـه واستخدامهما وسائل التواصل الاجتماعي لترويج الاخبار والمعلومات التي تدعم رؤية التطبيع من خلال الحملات المدفوعة والتوظيف الفعال للمؤثرين وتغير خطابهما الإعلامي فهناك تحول في خطابهم الإعلامي الذي يتناول الصراع العربي والإسرائيلي، حَيثُ يتم التركيز على أكثر الجوانب الاقتصادية والتنموية التي يمكن تحقيقها من خلال التعاون مع إسرائيل، وظهور شخصيات عامة سعوديّة وإماراتية في وسائل الإعلام تدعم فكرة التطبيع مع “إسرائيل” وضرورة التعان في مختلف المجالات واستغلاهم للانقسامات الداخلية ومحاولة إدخال الفتن والتوترات بين مكونات المجتمع في دولة معينه لتعزيز السيطرة والتأثير من جديد.
واستخدامهما للحرب الناعمة بتعزيز صورة “إسرائيل” كدولة شريكة في السلام والاستقرار في المنطقة وهذ إن دل هذا على شيء فَــإنَّما يدلُ على الحقد الكبير للأُمَّـة العربية بشكل عام، ومحور المُقاومة بشكلٍ خاص.
إننا اليوم في مرحلة تتطلب من الجميع عدم السكوت لمثل هذه الافاعيل الإجرامية والدعايات الكاذبة التي يروج لها أعداء بأساليبهم الجذابة والمُخادعة، لا بُـدَّ لهذه الأُمَّــة من الوقوف التحَرّك الجاد والتكاتف وبذل الجهود للتصدي للعدو الإسرائيلي وكل من يقف تحت خدمته وفضحهم إعلاميًّا وسياسيًّا وثقافيًّا بآيات القرآن الكريم التي لا جدال بعدها أبدًا، لا بُـدَّ للأُمَّـة العربية والإسلامية أن تُدين ما يحدث من انفلات عربي مع العدوّ الأمريكي وحث الجميع للتكاتف وأبطال هذه الهجمة العدائية التي ستفشل بإذن الله، لا بُـدَّ أن يُفعل الجميع سلاح المُقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، والسعي الدؤوب لنشر مخاطر دعم اقتصاد العدوّ ففي نهضته الاقتصادية انتصاره، وفي تدهور اقتصاده ضرب روحه المعنوية لديه، فالعدوّ يأمن بقوة المال والسلاح ولا يوجد لديه قوة الإيمان بالله كما نحنُ فهو على باطلٍ ونحن الحق بإذن الله.
يتوجب الشعوب العربية والإسلامية اليوم مُواجهة الدعايات الإسرائيلية وعدم تصديقها، والعمل على تحقيق رد قاسي ضدها لردعها وكف إجرامها.
فلا نصر دون تضحية، ولا وطن دون رجال، ولا ترسانة عسكرية دون قوة الإيمان الصادق بالله. فمن يُراهن على الظروف والعتاد لن ينتصر أبدًا.
يجب أن نُراهن على قوة الله ونؤمن بوعده الصادق، ونعلم جيِّدًا بأننا سنُضحي في سبيل الله، وسيغربلنا الله ويبتلينا كي يعلم من منا الصابرون الصادقون.
فنحن نؤمن بوعد الله، وثقتنا بنصره مؤكّـدة. يجب أن نتسلح بسلاح الوعي والبصيرة والحكمة، ثم نُجاهد في الله حق جهاده حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
يجب أن نُرسخ روحية العطاء في سبيل الله بالنفس والمال، وأَلَّا نضعف مهما بلغ حجم الخسائر التي نتكبدها. فلا خسارة في سبيل الله، والصمود هو سر النجاة.
لابد أن نتحَرّك بثقافة القرآن الكريم، وأن يكون القرآن هو منهجنا ودستورنا في مواجهة أعدائنا.
لابد أن نعزز من ثقافة الجهاد والاستشهاد، ويجب أن تسود هذه الثقافة لدى شعوب أحرار أمتنا العربية والإسلامية، ضد هذا الكيان الغاصب لكي ننتصر في مواجهته ونحرّر مقدساتنا من إجرامه وبطشه.
لابد من الثبات على موقفنا، والتمسك بقضيتنا، والعزم والإصرار على أن الوضع اليوم يتطلب منا التماسك ورص الصفوف والاعتصام بحبله، وعدم التفرق حتى ننتصر في مواجهة اليهود والنصارى وكل من والاهم.
قال تعالى: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جميعاً وَلَا تَفَرَّقُوا».
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً: