نزع البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، فتيل أزمة «سيمنار» المجمع المقدس الذى كان مقررًا انعقاده فى الفترة من 18 وحتى 21 نوفمبر المقبل، ببيان كنسى أعلن خلاله تأجيله لأجل غير مسمى، ودعوة اللجنة الدائمة للانعقاد قريبًا لبحث عدد من الأمور الإيمانية، والعقائدية.

بيان «البطريرك» الذى حمل عنوان «المحبة لا تسقط أبدًا»، لاقى رواجًا لدى الأوساط القبطية، الداعمة للأساقفة المعترضين على اثنين من المتحدثين، والمعارضين الذين يرون فى الاعتراض انقسامًا داخل المجمع، وإحراجًا للبابا.

واعترض عدد من أساقفة المجمع المقدس على إدراج «د. جوزيف موريس فلتس»، و«د.سينوت شنودة» بقوائم المتحدثين خلال السيمنار المؤجل بقرار بابوى.

وتسببت قائمة «مسربة» متضمنة أسماء نحو 17 أسقفًا من كبار أساقفة المجمع فى إحداث جدل كبير فى الوسط القبطى، انتقل أثره إلى منصات التواصل الاجتماعى، متبوعًا بمقطعى فيديو لإعلان الرفض من جانب «الأنبا موسى أسقف الشباب»، والأنبا أبانوب.

لكن أساقفة من الذين وردت أسماؤهم بالقائمة غير الرسمية بادروا إلى التأكيد بأن البابا تواضروس الثانى ليس طرفًا فى أزمة جدول «السيمنار»، وإنما هو الحكم الذى من شأنه الفصل فى القضية.

واتجهت الأنظار فيما عدا البيان البابوى الصادر الأحد الماضى إلى ردود أفعال الأساقفة من ناحية، ونشطاء العلمانيين من ناحية أخرى، وفى الوقت الذى اعتبر بعض المحسوبين على جبهة أساقفة الرفض قرار البابا بأنه انتصار لـ«التعاليم الكنسية»، اعتبر كمال زاخر منسق جبهة العلمانيين الأقباط القرار البابوى بأنه «حل لتفويت الفرصة على المتربصين بالكنيسة».

يأتى ذلك فى الوقت الذى أدلى فيه الأنبا دانيال سكرتير المجمع المقدس بتصريحات حصرية لـ«الوفد» تشير إلى نفيه تلقى أية مذكرات كتابية من أساقفة المجمع المقدس بشأن رفضهم اثنين المتحدثين خلال السيمنار المؤجل.

ورفض سكرتير المجمع المقدس التعقيب على البيان البابوى الصادر بتأجيل السيمنار، ودعوة اللجنة الدائمة للانعقاد.

فى حين أن الأنبا بيمن -أسقف نقادة وقوص- ورئيس لجنة العلاقات العامة بالمجمع المقدس، وصف بيان «البابا تواضروس» المتضمن تأجيل السيمينار، والاعتذار للمحاضرين بأنه تعبير لافت عن إدارة البطريرك للأزمة بحكمة شديدة.

وقال: إن الأساقفة المعارضين لاثنين من متحدثى السيمنار بسبب مخالفات فى التعليم الكنسى، والمعتقد، كانوا يتوقعون انحياز «البطريرك» للحكمة، مشيرًا إلى أن عنوان البيان «المحبة لا تسقط أبدًا» يفى بكل شىء.

وحول مسألة «مذكرة الاعتراض المكتوبة» أشار «بيمن» إلى أن الأساقفة المعترضين لم يكتبوا مذكرات بالفعل، ذلك لأنهم تباحثوا الأمر عبر تطبيق «واتساب»، وكانوا يناقشون الوسيلة الأفضل لإبلاغ سكرتير المجمع المقدس بالموقف.

يشار إلى أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أجلت «سيمنار» المجمع المقدس لأجل غير مسمى، نظير اعتراض عشرات الأساقفة على اثنين من المتحدثين المدرجين على قوائم المتحدثين.

وقدمت الكنيسة بين يدى قرار التأجيل اعتذارًا للمحاضرين، لافتة إلى أن التأجيل جاء على خلفية ورود عدة ملاحظات من الأساقفة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية سيمنار المجمع المقدس البابا تواضروس إلى أن

إقرأ أيضاً:

«محمد الباز» يناقش شهادة البابا تواضروس في معرض القاهرة الدولي للكتاب

شهدت قاعة "فكر وإبداع" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 ندوة خاصة لمناقشة كتاب "شهادة البابا تواضروس: الدولة.. الكنيسة.. الإرهاب" للإعلامي الدكتور محمد الباز، رئيس مجلس إدارة وتحرير جريدة الدستور.

الكتاب، الذي صدر عن دار بتانة للنشر والتوزيع، يعتبر مرجعا يوثق شهادة البابا تواضروس الثاني عن أبرز الأحداث التاريخية التي شهدتها مصر خلال ثورتي 25 يناير و30 يونيو وما تلاهما من تغييرات سياسية واجتماعية.

شارك في مناقشة الكتاب الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة، وعماد خليل، عضو مجلس النواب، وأدار اللقاء الإعلامي محمد عبد العزيز.

وأعرب الإعلامي محمد عبد العزيز عن سعادته بالمشاركة في مناقشة كتاب مهم يتناول شخصية بارزة بحجم البابا تواضروس الثاني.

وأكد عبد العزيز أن الكتاب لا يكتفي بسرد شهادات البابا فحسب، بل يقدّم رؤية تحليلية معمقة للأحداث، مشيدا بأسلوب الدكتور محمد الباز الذي يمزج بين دقة الصحفي ورؤية المؤرخ.

وأوضح أن الكتاب يكتسب أهميته من كونه وثيقة وطنية تتناول مرحلة مفصلية في تاريخ مصر الحديث، حيث يلقي الضوء على دور الكنيسة المصرية ورؤية البابا تواضروس للأحداث التي عاشتها البلاد، مما يجعله مصدرا غنيًا للأجيال القادمة لفهم هذه الفترة.

و أشاد الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، بمحتوى الكتاب، واصفا إياه بالعمل التاريخي الاستثنائي الذي يبرز شهادة البابا تواضروس كشخصية عاصرت أحداثا غيّرت وجه مصر.

وأكد أن البابا تواضروس، بشهادته، قدّم صورة دقيقة عن التحديات التي واجهت الدولة المصرية، خاصة في فترة ما بعد ثورة 30 يونيو، التي وصفها بأنها ثورة الشعب المصري بمختلف أطيافه.

وأضاف عفيفي أن الكتاب يعكس مهارة الدكتور محمد الباز في الحوار، حيث استطاع أن يتجاوز التحفظ المعتاد للشخصيات الدينية، مخرجا شهادات تحمل تفاصيل دقيقة ومهمة.

واستشهد بعدة أمثلة من الكتاب تُبرز قدرة الباز على تقديم مادة تجمع بين التحليل السياسي والرؤية الإنسانية، ما يجعل الكتاب إضافة قيّمة للمكتبة العربية.

وأكد النائب عماد خليل أن الكتاب يعد مصدرا ثريا لمن يريد دراسة شخصية البابا تواضروس ودور الكنيسة القبطية في الحياة العامة خلال الفترة الماضية.

وأوضح أن البابا، على الرغم من تحفظه الطبيعي كزعيم ديني، قدم خلال الحوار مع الدكتور الباز شهادات غاية في الأهمية، خاصة حول الأحداث التي تعرضت لها الكاتدرائية وموقف الكنيسة من جماعة الإخوان المسلمين.

وأشار خليل إلى أن الكتاب لا يقتصر على تسجيل الأحداث فحسب، بل يقدم تحليلا اجتماعيا وسياسيا لواقع الكنيسة والدولة في تلك المرحلة.

وأضاف أن الدكتور الباز تناول شخصية البابا من منظور عميق، مستشهدا بمقارباته لكتاب "الأعمدة السبعة" لميلاد حنا، والذي ارتكز عليه في توضيح الجوانب الإنسانية والفكرية لشخصية البابا.

من جانبه، تحدث الدكتور محمد الباز عن دوافعه لكتابة هذا الكتاب، موضحا أنه جزء من مشروع بدأه منذ عام 2014 لتوثيق الرواية المصرية للأحداث الكبرى.

وأشار إلى أن فكرة الكتاب نشأت من رغبته في تقديم شهادة البابا تواضروس ضمن سلسلة من الحوارات التوثيقية التي أجراها عبر برنامجه التلفزيوني "الشاهد".

وأكد الباز أن الصحافة تعتبر مصدرا مهمًا من مصادر التاريخ، ولذلك حرص على أن يكون هذا الكتاب ليس مجرد حوار، بل وثيقة وطنية يمكن الرجوع إليها لفهم السياقات السياسية والاجتماعية التي مرت بها مصر.

وأوضح الباز أن العمل على الكتاب تطلب وضع شهادة البابا في سياقها التاريخي، حيث لم يقتصر الكتاب على نص الحوار فقط، بل أضاف خلفيات وتحليلات تساعد القارئ على فهم أعمق للأحداث. كما أعرب عن شكره للناشر عاطف عبيد، الذي شجعه على إصدار الكتاب وتقديمه للمكتبة العربية.

واختتم الباز كلمته بتأكيده على أهمية الحفاظ على الرواية الوطنية للأحداث التاريخية الكبرى، مشددا على أن الكتاب ليس مجرد عمل صحفي أو توثيقي، بل هو جزء من ذاكرة وطنية لا يجب أن تُنسى.

وأعرب عن أمله في أن يظل الكتاب حاضرًا كمرجع للأجيال القادمة لفهم دور الكنيسة المصرية في الحفاظ على تماسك الدولة في أوقات الأزمات.

مقالات مشابهة

  • البابا تواضروس: علاقاتنا طيبة مع كافة الكنائس
  • البابا تواضروس يستقبل سفير جمهورية كوت ديڤوار بالقاهرة
  • البابا تواضروس يستقبل القنصل العام المصري بكندا
  • البابا تواضروس يستقبل القنصل العام المصري بكندا.. صور
  • البابا تواضروس الثاني يستقبل السفير المصري بالڤاتيكان
  • البابا تواضروس يلتقي الخدام الميدانيين الجدد بأسقفية الخدمات
  • «محمد الباز» يناقش شهادة البابا تواضروس في معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • صليب فضة من كنوز دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر هدية من البابا يوأنس الملواني
  • البابا تواضروس وحديث الوحدة الوطنية
  • بطريرك الأقباط الكاثوليك يبحث مع رئيس أساقفة مونتريال سبل التعاون المشترك