يمانيون – متابعات
اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من السخرية والاستهزاء في الشارع العربي وفي أوساط المستوطنين الصهاينة، عقب الرد الصهيوني على ايران فجر اليوم السبت.. واصفة إياه بـ”الباهت والواهن والضعيف”.

ورغم تصريحات المسؤولون الصهاينة الحادة بشأن الرد، إلا أن الواقع الميداني أثار سخرية الكثيرين، حيث وصف البعض الرد الصهيوني بـ”بالواهن والضعيف” مقارنة بحجم الهجوم الإيراني المُدمر.

وشن العدو الصهيوني سلسلة من الغارات الجوية على إيران في فجر اليوم السبت، وسُمع دوي انفجارات في العاصمة الإيرانية طهران، على الرغم من عدم ورود أي معلومات عن وقوع أضرار أو إصابات.

وبعد ساعات من بداية العملية التي أطلق عليها العدو الصهيوني اسم (أيام الرد)، أعلن جيش العدو أنه أكمل الهجوم على أهداف عسكرية في إيران، وأن جميع طائراته التي نفذت الهجوم على إيران عادت إلى قواعدها بسلام، وأن العملية حققت جميع أهدافها.

فيما قال الناطق العسكري باسم جيش العدو دانيال هاغاري: إن تنفيذ الهجوم تم بتوجيه من المستوى السياسي ردا على هجمات النظام الإيراني ضد “إسرائيل” ومواطنيها.

وصرح مسؤول أمريكي رفيع بأن الرد الصهيوني على إيران انتهى، وطلب من طهران عدم الرد أو التصعيد.. مؤكدا أنه لو قررت إيران الرد “فسنكون مستعدين تماما للدفاع عن “إسرائيل” مرة أخرى وستكون هناك عواقب وخيمة.. مضيفاً: ينبغي أن يكون هذا هو نهاية تبادل الضربات المباشرة بين “إسرائيل” وإيران.

وخلال الهجوم الصهيوني على إيران، نشر مكتب وزير الحرب يؤاف غالانت صورة له أثناء متابعة الهجوم والضربات للمواقع الإيرانية، وأظهرت الصورة الوزير غالانت وهو يتابع رفقة كبار الضباط، صورة قديمة لا علاقة لها بهجوم الليلة.

من جانبه علق مسؤول صهيوني، بالقول: إن الهجوم الصهيوني ألحق أضرارًا كبيرة بمنشآت إنتاج الصواريخ الباليستية الإيرانية، ودمر عددًا من أنظمة الدفاع الجوي.. مضيفاً: “لقد فشل الإيرانيون في تنفيذ عمليات اعتراض كبيرة، وتمت المهمة وتم تنفيذها بالكامل”.

من جانبها، نقلت وسائل إعلام إيرانية عن مصادر مطلعة، القول: إن الدفاعات الجوية تعاملت قبل قليل مع أجسام طائرة صغيرة هاجمت شرق طهران، وأن العملية الهجومية التي نفذت بأجسام طائرة صغيرة أحبطت بنجاح.. مؤكدة أن الدفاعات الجوية تعاملت بيقظة وأحبطت العملية الهجومية في الوقت المناسب.

كما عقب مختصون في الشأن الصهيوني على رواية العدو الصهيوني بالقول: إن الادعاء الرئيسي أن “إسرائيل” استهدفت انظمة الدفاع الجوي الإيراني، بالتالي أصبحت قادرة على العمل في الأجواء الإيرانية كما هو الحال في أجواء لبنان وسوريا، كاذب.

وأضاف المختصون: إن الادعاء الصهيوني الكاذب لو كان صحيحاً لأكملت “إسرائيل” تدميرها للمشروع النووي الإيراني وحتى رموز الدولة وبعض قادتها.

ويُشار إلى أن المحللين السياسيين والعسكريين في استديوهات القنوات الفضائية العبرية مطلوب منهم تضخيم ما حدث اعتمادا على ما صدر عن المتحدث باسم الجيش ويتحدثون بثقة وكأنهم كانوا مع الطيارين أثناء القصف وهذا يؤكد محاولة صهيونية إنتاج صورة نصر وردع.

وشن عدد كبير من قطعان المستوطنين الصهاينة حملة انتقادات كبيرة رافقها سخرية من رواية العدو بشأن الرد الصهيوني على إيران، ونشروا تعليقات ساخرة على طبيعة الرد وضعفه ونشر صور قديمة لمتابعة الهجوم الصهيوني على إيران.

كما نشر قطعان المستوطنون مقاطع فيديو للرد الإيراني على “إسرائيل” في الأول من أكتوبر ومقارنته بمشاهد خرجت من إيران للضربات الصهيونية على إيران.

وتكررت تعليقات المتابعين التي اعتبرت أن الرد الصهيوني لم يرتق إلى مستوى هجوم إيران الصاروخي الذي تحدث عنه العالم أجمع، إذ نفذت إيران ضربات قوية على مواقع حيوية تتبع لإسرائيل، بينما جاء الرد الصهيوني محدودا جداً من حيث الأهداف وحجم الخسائر، مما أثار تساؤلات حول مدى قدرة “إسرائيل” على فرض استراتيجيتها الردعية على إيران، التي باتت أكثر جرأة في تنفيذ هجماتها.

وقارن البعض بين هذا الرد وبين العمليات السابقة التي نفذتها “إسرائيل” في مواجهة خصومها الإقليميين، حيث كان الرد غالبا ما يكون سريعاً وشديداً في سياق معاركها مع حزب الله والقوات اليمنية، إلا أن التعامل مع إيران يبدو مختلفًا، ويبدو أن “إسرائيل” أرادت حفظ ماء وجهها الذي تمردغ بالتراب أمام العالم كله.

وكشف موقع “واالا” الصهيوني، بأن إيران أُعلمت مسبقا بالضربات الصهيونية التي نفذت فجر اليوم، على العاصمة طهران ومناطق أخرى، وسط سخرية واسعة في الإعلام الصهيوني من جدوى الضربة المحدودة.

وقال الموقع: إن الحكومة الصهيونية أرسلت رسائل عبر عدة دول إلى إيران الجمعة قبل الهجوم الذي نفذته، طالبت فيه بوقف التصعيد، وعدم الرد على ضربها مواقع محدودة في إيران.

ونقل الموقع عن ثلاثة مصادر قولها: “إن الإيرانيين حصلوا على توضيح عام مسبقاً عما سيتم قصفه، فيما تأمل الإدارة الأمريكية أن تكون هذه نهاية تبادل الضربات المباشرة بين الطرفين، أملا في خفض التوتر، وعدم الانزلاق إلى حرب شاملة”.

وأضافت المصادر: إن الرسالة الصهيونية سلمت إلى الإيرانيين الجمعة عبر عدة دول قبل عدة ساعات من الهجوم، و”لقد أوضح الصهاينة مسبقًا للإيرانيين بشكل عام ما الذي سيهاجمونه وما لن يهاجموه”.

وقال مصدران إضافيان: إن “إسرائيل” حذرت الإيرانيين من الرد على الهجوم.. مشددين على أنه إذا ردت إيران، فإن “إسرائيل” ستنفذ هجوما آخر سيكون أكثر أهمية.

فيما نفى مسؤول أمريكي كبير، مشاركة بلاده في العملية الصهيونية، لكنه أكد أنه إذا نفذت إيران عملية انتقامية، فإن الولايات المتحدة مستعدة للدفاع عن “إسرائيل” ضد مثل هذا الهجوم.

وأضاف المسؤول الأمريكي: “يجب أن تكون هذه نهاية تبادل الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيران”.. لافتاً إلى أنه “إذا هاجمت إيران “إسرائيل” مرة أخرى، فستكون هناك عواقب.. لقد أوضحنا ذلك بشكل مباشر وغير مباشر لإيران”.

وترددت أصداء الهجوم على إيران في الأوساط الإعلامية الصهيونية، وسط حالة من السخرية بشأن النتائج المحدودة للقصف، والذي سبقه حملة كبيرة من قبل الحكومة الصهيونية وسط تهديد برد كبير، يضمن حالة ردع طويلة.

وسخر مراسل قناة كان الصهيونية روعي كايس، من الهجوم الصهيوني على إيران قائلا في تغريدة على حسابه: “لو كنت أنا خامنئي، لعدت إلى النوم، وتحققت مما حدث في الصباح”.

ونشرت وسائل إعلام صهيونية وعالمية صوراً ومقطع فيديو ونسبته زورا إلى عدوان الكيان الصهيوني على ‎إيران، لكن هذه الصور قديمة ولا علاقة لها باعتداءات الساعات الأخيرة.

ومقطع الفيديو الذي نشرته هذه وسائل الإعلام لا علاقة له أيضا بالعدوان الصهيوني على إيران ويتعلق بالهجمات الصهيونية على بيروت في الأيام القليلة الماضية.

كما أن الصورة التي عرضتها وسائل إعلام العدو في مكان محصن تحت الأرض لوزير الحرب الصهيوني بزعم أنه يتابع العملية العسكرية على إيران، وفي الصورة تظهر صورة على الشاشات، ليتضح أن الصورة لحريق قديم قبل سنوات.

ونفى المتحدث باسم مصفاة النفط الرئيسية في طهران استهداف هذه المصفاة في الهجوم الصهيوني على أهداف في إيران صباح اليوم.. مؤكدا على أن هذه المصفاة تزاول نشاطها كالمعتاد.

كما نفى أي هجوم على منشآت تكرير النفط في طهران.. مؤكدا الاستعداد التام للدفاع والتأهب لإدارة الأزمات في هذه المصفاة تحسبا لأي حوادث محتملة.

وكان مصدر إيراني مُطلع قد أكد لوكالة “تسنيم” الإيرانية “أن ادعاء الجيش الصهيوني باستهداف 20 نقطة في إيران هو أمر غير واقعي ويدخل في إطار الحرب النفسية، وأن عدد أهداف العدو هو أقل من هذا بكثير”.
————————————————————
السياسية – مرزاح العسل

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الهجوم الصهیونی على الصهیونی على إیران الرد الصهیونی على التی نفذت فی إیران أن الرد

إقرأ أيضاً:

الجولة الجديدة من الحرب الصهيونية على غزة

يمانيون/ تحليل

استأنف العدو الإسرائيلي عدوانه على غزة بعملية إجرامية أسماها “العزة والسيف”، مستهدفاً المدنيين والمقاومة بتكتيكات أكثر وحشية، فالعدوان الإسرائيلي الجديد يهدف إلى كسر المقاومة، لكنه يواجه عقبات عسكرية وسياسية، فالمقاومة لا تزال صامدة رغم القصف والتدمير، ما يثبت فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه سابقاً.  كما يهدف نتنياهو إلى الهروب من الأزمات الداخلية وترضية اليمين المتطرف، وإحكام السيطرة على المؤسسة العسكرية.

أعطت الولايات المتحدة الكيان الضوء الأخضر للعدوان، إلا أن العدوان في هذه اللحظة قد يكون في أحد جوانبه ضغطا إسرائيليا على أمريكا التي أرسل رئيسها رسالة لمرشد الثورة الإسلامية في إيران من أجل الدخول في مفاوضات جديدة حول الملف النووي-وإيران ترفض المفوضات تحت الضغط-، ومحاولة من نتنياهو إلى وقف هذا المسار السياسي المُفترض. وهذا الأمر حتى لو صح فهذا السيناريو لا يتناقض من الأساس على القرار الأمريكي المسبق بدعم الكيان في أي جولة قادمة، سواء كان تعهد إدارة بايدن سابقاً، أو إدارة ترامب الراهنة.

يستهدف نتنياهو من الحرب إعادة “إيتمار بن غفير ” إلى “الحكومة” وتأمين تمرير الموازنة، ويستخدم الحرب للتغطية على أزمة حكومته وضعف ائتلافه، خاصة بعد تزايد الانتقادات من المعارضة.

فما يسمى بـ”منتدى عائلات الرهائن” يعارض استمرار الحرب، معتبرا أن نتنياهو ضحى بالأسرى. كما أن الإعلام الصهيوني يتحدث عن تراجع “شرعية” الحرب، خاصة مع طول أمدها وتزايد الخسائر، وهناك ضغط متزايد من المعارضة لإنهاء الحرب وإعادة التفاوض مع حماس، والاحتجاجات التي يقوم بها المستوطنون في الأراضي المحتلة تعرضت اليوم (الأربعاء) لقمع من أجهزة الأمن الصهيونية، وهي مرشحة للتصاعد، خصوصاً أن مكانة “حكومة” نتنياهو تراجعت في الأيام الأخيرة مع ظهور نتائج جديدة في التحقيقات التي يجريها العدو عن الانتكاسة الصهيونية في يوم السابع من أكتوبر المجيد 2023م.

 

المشهد العام في الحرب العدوانية الجديدة على غزة

بدأ “جيش” العدو الإسرائيلي عملية عدوانية جديدة بقصف واسع النطاق شمل مئات الغارات الجوية والبحرية والمدفعية، وبحسب الادعاءات الصهيونية استهدفت الهجمات قيادات سياسية وعسكرية في حماس، ومخابئ أسلحة، وبنية تحتية للمقاومة،- فيما أظهر الإعلام صوراً للمجازر التي لحقت بالمدنيين- وهناك تهديدات صهيونية بالتصعيد البري “إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى”، وهو ما يثير احتمال اجتياح مناطق جديدة في القطاع.

في المقابل أعلنت حماس أن لديها صواريخ لم تُستخدم بعد، ما يعني أنها تمتلك احتياطات قتالية، ورغم القصف المكثف، لا توجد دلائل على انهيار البنية العسكرية للمقاومة، وهو ما يعكس استمرار قدرة المقاومة عموماً على المواجهة، كما أن المقاومة الفلسطينية قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ في النصف الأخير من شهر يناير الماضي، في تلك الفترة تضاعفت عمليات المقاومة وعادت الصواريخ لضرب مستوطنات غلاف غزة، كما أن استهداف القوات الصهيونية المتوغلة كان شديداً وكانت هناك خسائر يومية لجيش العدو.

 

الحرب ومقترح ويتكوف

استؤنفت الحرب الصهيونية بينما كان يجري العمل على مقترح أمريكي جديد لوقف إطلاق النار، عرضه المبعوث الأمريكي ستيف فيتكوف، حيث أكدت حماس أنها تعاملت معه بإيجابية ولم ترفضه، وهو ما يعكس تنازلاً مقارنة بموقفها السابق الرافض لأي حلول بديلة عن دخول المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، ورغم ذلك استأنف العدو الحرب.

وقد اتهمت حماس “إسرائيل” بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، حيث رفض العدو الدخول في المرحلة الثانية من المفاوضات، وأغلق المعابر وزاد الحصار، وهو ما اعتُبر مؤشراً على نية الكيان العودة إلى العدوان الشامل، وليس مجرد غارات كتلك التي توجهها نحو سوريا ولبنان.

في هذه الظروف السياسية عاد العدوان الصهيوني على غزة من خلال ما أسماها العدو عملية “العزة والسيف” التي أطلقها جيش الاحتلال ليلة الاثنين-الثلاثاء، حيث شنت إسرائيل غارات جوية وبرية وبحرية مكثفة على أنحاء القطاع، استهدفت مواقع تابعة للمقاومة ومواقع مدنية أُخرى، مدعية أنها تستهدف قيادات بارزة في الجناح العسكري للحركة، إضافة إلى تدمير الأنفاق والبنية التحتية، حد زعمه.

استأنفت “إسرائيل” الحرب، بقرار من نتنياهو، وبتوجيه من المستوى السياسي والعسكري الصهيوني، حيث أعلن المتحدث باسم “جيش” العدو رسمياً بدء العملية العسكرية الجديدة، مؤكدا أنها تتم وفق “توجيهات المستوى السياسي”.

كما أكدت صحيفة وول ستريت جورنال أن الولايات المتحدة أعطت الكيان الضوء الأخضر لاستئناف الهجمات، ما يعني أن القرار الإسرائيلي لم يكن منفصلا عن الدعم الأمريكي المباشر.، وليس منفصلاً عن التصعيد الأمريكي في المنطقة ضد قوى المقاومة، بما في ذلك العدوان على اليمن في اليومين الماضيين.

 

الأهداف الصهيونية العامة المعلنة

حدد الكيان عدة أهداف رسمية للعملية العسكرية الجديدة، وفق تصريحات قادة الكيان وجيش الاحتلال وهي كما يقول: “تحرير جميع الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة”، و”القضاء على حركة حماس بالكامل، ومنعها من تشكيل تهديد مستقبلي لإسرائيل”، و”تغيير قواعد اللعبة مع المقاومة الفلسطينية، كما صرّح “وزير الدفاع” الإسرائيلي “يسرائيل كاتس”، الذي توعّد حماس بـ”فتح أبواب الجحيم”. حد تعبيره، و”إحكام السيطرة على غزة ومنعها من أن تصبح تهديدا مستمرًا، وهو ما يعني استمرار العمليات العسكرية لفترة طويلة.”

كما عاد الخطاب الصهيوني للحديث عن تهجير غزة، وطرح الإعلام الصهيوني، خيارات بديلة عن مصر والأردن، وهي السودان والصومال وسوريا، ومع ذلك فإن التهجير نحو  سيناء والضفة الشرقة في الأردن، لازال هذا المشروع قائما، إلا أنه يواجه عراقيل، وصلابة مصرية في رفض هذا المشروع، ما فاقم التوترات بينها وبين كيان الاحتلال.

 

أهداف نتنياهو الخاصة على الصعيد الداخلي

نتنياهو يواجه ضغوطًا سياسية واقتصادية وأمنية هائلة، واستئناف الحرب يخدم عدة أهداف داخلية له وفي مقدمتها الهروب من الأزمات السياسية الداخلية، إذ يواجه تحقيقات فساد وضغوطًا من المعارضة، واستمرار الحرب يتيح له تأجيل أي مساءلات سياسية أو محاكمات.

يريد نتنياهو ضمان بقاء تحالفه الحكومي متماسكًا، خصوصا مع اليمين المتطرف بن غفير وسموتريتش، حيث يسعى إلى إعادة بن غفير إلى “الحكومة”، حيث يعتمد عليه لضمان تمرير الموازنة العامة والاستمرار في الحكم. ويريد إضعاف معارضيه في الداخل، سواء داخل حزبه “الليكود” أو في الأحزاب المنافسة.

على الصعيد العسكري، يعمل نتنياهو على إحكام السيطرة على “الجيش” الذي شهد تمردات في الآونة الأخيرة، والذي كان أميل إلى موقف و”زير الحرب” السابق، فيسعى نتنياهو إلى إعادة ضبط “الجيش”، عبر فرض قرارات صارمة ضد التهرب من الخدمة العسكرية، وإسكات أي معارضة داخل “الجيش”.

مشهد الجبهة الداخلية للعدو

بخلاف التماسك السياسي في الجولة الأولى من الحرب الصهيونية، والذي كان متماسكاً نوعاً ما إثر صدمة السابع من أكتوبر “طوفان الأقصى”، بخلاف ذلك تعيش الجبهة الداخلية للكيان اليوم انقساماً حاداً وأزمة سياسية وأمنية متفاقمة بسبب استمرار الحرب على غزة، فهي أكثر تزعزعاً مقارنة بالجولة الأولى من الحرب العدوانية؛ فتراجع شعبية “حكومة” نتنياهو أمر واضح، فهناك غضب شعبي متزايد بسبب استمرار الحرب دون تحقيق نتائج ملموسة، خصوصا فيما يتعلق بعودة الأسرى؛ ما يسمى بـ”منتدى عائلات الرهائن” هاجم حكومة نتنياهو بشدة، متهما إياها بالتخلي عن “المختطفين” وإعادتهم إلى دائرة الخطر من خلال استئناف القتال.

كما يواجه “الجيش” الإسرائيلي أزمة في استدعاء قوات الاحتياط، حيث أظهرت البيانات المنشورة في صحافة العدو خلال هذه اليومين أن نسبة المستجيبين لأوامر الاستدعاء تتراوح بين 60% إلى 80% فقط، وهي نسبة أقل بكثير مما كانت عليه في الجولة الأولى من الحرب.

هناك تصاعد في رفض الخدمة العسكرية، لا سيما من قبل الاحتياطيين، مثل الضابط “ألون غور”، الذي تم فصله بسبب رفضه الخدمة واتهامه الحكومة بأنها غير صادقة في أهدافها من الحرب.

هناك ما يشبه التمرد داخل صفوف الجنود والضباط الاحتياطيين، حيث انتقد بعضهم السياسات الحكومية علنا، كما أن “جيش” العدو يواجه نقصا في عدد المجندين، ما دفع “الحكومة” للضغط على “الحريديم” اليهود المتدينين وإجبارهم على الخدمة العسكرية.

على الصعيد السياسي، تتهم المعارضة الصهيونية نتنياهو باستغلال الحرب لأهداف سياسية، لا سيما فيما يتعلق بالموازنة العامة وإعادة ما يسمى “وزير الأمن القومي” المستقيل “إيتمار بن غفير” إلى “الحكومة” الصهيونية.

مستقبل الحرب

بناءً على المعطيات الحالية، يمكن رسم عدة سيناريوهات محتملة لمسار الحرب، تختلف باختلاف العوامل الداخلية في “إسرائيل”، والموقف الدولي، وصمود المقاومة الفلسطينية، فاستمرار الحرب بوتيرة تصعيد متزايدة هو الأكثر ترجيحا حاليا، نظرا لعدم وجود ضغط كافٍ لإجبار العدو على وقف القتال، ورغبة نتنياهو في استثمار الحرب سياسيا، وهو يتناسب مع تصعيد ترامب وسياسته العدوانية في المنطقة.

إلا أن السيناريوهات مبنية على الوقائع، فإذا صعدت المقاومة بشكل غير متوقع، قد يؤدي ذلك إلى تغيير مسار الحرب، وإذا كان هناك تدخل دبلوماسي حاسم قد يجبر “إسرائيل” على العودة إلى التفاوض، وإذا اتسع التمرد الفردي داخل “جيش” العدو أو الاحتجاجات التي يقوم بها المستوطنون في الأراضي المحتلة قد يضغط على العدو، كما أن فاعلية الإسناد اليمني، وتأثيره أيضاً سيغير الوقائع على الأرض.

نقلا عن موقع أنصار الله

مقالات مشابهة

  • الجولة الجديدة من الحرب الصهيونية على غزة
  • العدو الصهيوني يدفع بتعزيزات عسكرية نحو “محور نتساريم” وسط غزة
  • تباين على مواقع التواصل اليمنية بعد عودة الحوثيين لقصف إسرائيل
  • توقيف شاب بفاس بتهمة إهانة هيئة منظمة عبر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي
  • “هيومن رايتس”: “إسرائيل” ارتكبت جرائم حرب وضد الإنسانية في قطاع غزة
  • 5 سنوات حبسا نافذا للتكتوتر ” موح الوشّام” عن نشر الرذيلة و الإلحاد عبر مواقع التواصل الاجتماعي
  • العدو الصهيوني يواصل عدوانه على غزة مخلفًا شهداء وجرحى فلسطينيين و”حماس” تدعو لتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق
  • الجيش السوري يطرد حزب الله من “حوش السيد علي”.. وعون يطلب الرد على “النيران”
  • رانيا يوسف: مواقع التواصل الاجتماعي تصدر أحكاما متسرعة قبل العرض
  • شمس الفارس تعيد إحياء مشهد “شوط طق” من مسلسل شارع الأعشى .. فيديو