إسرائيل تقصف إيران .. وطهران تتوعد بالرد
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
عواصم «وكالات»: قصفت إسرائيل مواقع عسكرية فـي إيران فـي وقت مبكر اليوم لكن هجومها لم يستهدف مواقعها النفطية والنووية. وأعلنت إيران أن الهجوم الإسرائيلي على أراضيها أسفر عن مقتل جنديَين، مؤكدة أنّ «من حقها وواجبها الدفاع عن نفسها»، وأعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن عزم بلاده على الدفاع عن نفسها «لا حدود له».
وقال الجيش الإسرائيلي إن عشرات الطائرات انتهت قبل فجر اليوم من شن ثلاث موجات من الضربات «الدقيقة والموجهة» على منشآت لتصنيع الصواريخ ومواقع أخرى قرب طهران وفـي غرب إيران، وحذر طهران من الرد، وقالت إيران إن الدفاعات الجوية تصدت بنجاح للهجوم لكن جنديين قتلا وتعرضت بعض المواقع «لأضرار محدودة». ونقلت وكالة أنباء إيرانية شبه رسمية عن مصادر توعدها «برد متناسب» على الضربات الإسرائيلية. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية فـي بيان «تعتبر إيران أنّ من حقّها وواجبها الدفاع عن نفسها ضدّ الأعمال العدوانية الأجنبية، على أساس الحق الطبيعي فـي الدفاع عن النفس المنصوص عليه فـي المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة». لكنها أضافت أنها «تدرك مسؤولياتها تجاه السلام والأمن بالمنطقة»، وذلك فـي بيان اتسم بلهجة أخف حدة من البيانات الصادرة فـي موجات سابقة من التصعيد.
وتطالب الولايات المتحدة ودول أخرى بإنهاء دائرة المواجهة، وقال مسؤول أمريكي كبير «يجب أن يكون هذا (الهجوم) هو نهاية الأمر».
وقال مسؤولان إقليميان مطلعان على معلومات من إيران إن عدة اجتماعات رفـيعة المستوى عُقدت فـي طهران لتحديد نطاق الرد الإيراني. وذكر مسؤول أن الأضرار «قليلة للغاية» وأن عدة قواعد للحرس الثوري داخل طهران وفـي محيطها استُهدفت أيضا. وقال الجيش الإسرائيلي إنه لم يطرأ أي تغيير على القيود المفروضة لضمان السلامة العامة فـي أنحاء إسرائيل، فـي إشارة إلى أنه لا يتوقع ردا إيرانيا فوريا.
وأظهرت مقاطع مصورة بثتها وسائل إعلام إيرانية الدفاعات الجوية وهي تطلق النار باستمرار على ما يبدو أنها صواريخ قادمة فـي وسط طهران، دون ذكر المواقع التي تعرضت لهجمات.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته قصفت منشآت لتصنيع الصواريخ وصواريخ سطح-جو، وإنها عادت بأمان.
وذكر مسؤول أمريكي أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة قبيل شن الضربات على إيران، لكن واشنطن لم تشارك فـي العملية، وقال مسؤول أمريكي إن الأهداف لم تشمل بنية تحتية للطاقة أو منشآت نووية إيرانية. وفـيما أكدت طهران أنّ الهجوم «تسبّب بأضرار محدودة»، قال الجيش الإيراني فـي بيان نقله التلفزيون الرسمي فـي وقت لاحق، إنّه «فَقَد خلال الليل اثنين من جنوده الذين كانوا يتصدّون لقذائف الكيان الصهيوني المجرم دفاعا» عن الأراضي الإيرانية. وقالت قوات الدفاع الجوي الإيرانية فـي بيان إنّ إسرائيل قامت «بمهاجمة مراكز عسكرية فـي محافظات طهران وخوزستان (جنوب غرب) وإيلام (غرب)» عند الحدود مع العراق «فـي خطوة تثير توترا». وأضافت «بينما تم اعتراض هذا العمل العدواني ومواجهته بنجاح من قبل المنظومة الشاملة للدفاع الجوي، فقد لحقت أضرار محدودة ببعض النقاط، ويجري التحقيق فـي أبعاد الحادث».
وتوعد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إسرائيل الخميس بضربة «موجعة» فـي حال هاجمت أهدافا إيرانية.
وقبيل السادسة صباح اليوم السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي انتهاء الضربات الجوية على أهداف عسكرية فـي إيران، موضحا فـي بيان «الضربة الانتقامية تمت والمهمة أنجِزَت».
وتابع: «ضرب الجيش الإسرائيلي منظومات صواريخ أرض-جو وقدرات جوية إيرانية إضافـية، كانت تهدف إلى تقييد حرية عملية إسرائيل الجوية فـي إيران».
بدوره، زعم المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري إن إسرائيل باتت الآن تتمتع بهامش تحرك أوسع فـي أجواء إيران أيضا».
ونفّذت إيران هجومها الأول على إسرائيل، ردّا على غارة إسرائيلية على القنصلية الإيرانية فـي دمشق قتل فـيها قادة وعناصر فـي الحرس الثوري الإيراني.
وجاء الهجوم الثاني ردّا على مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ومعه قيادي فـي الحرس الثوري فـي غارات إسرائيلية فـي الضاحية الجنوبية لبيروت فـي 27 سبتمبر ومقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
ودان حزب الله اللبناني اليوم الضربات الإسرائيلية على إيران واعتبرها «تصعيدا خطيرا»، مشدّدا على أن الولايات المتحدة تتحمّل «المسؤولية الكاملة» عن الهجوم.
واعتبر الحزب أن الولايات المتحدة تتحمّل «المسؤولية الكاملة عن المجازر والمآسي والآلام» التي تتسبب بها إسرائيل على المستوى الدولي، أكدت واشنطن أنّ هذه الضربات الإسرائيلية تأتي فـي إطار «الدفاع عن النفس».
وشدد المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي شون سافـيت على أن الولايات المتحدة لم تشارك فـي الضربات الإسرائيلية مؤكدا أن «هدفنا هو فـي تسريع المسار الدبلوماسي وخفض التصعيد فـي منطقة الشرق الأوسط».
وأفاد مسؤول أمريكي بأن الولايات المتحدة علمت مسبقا بالضربات الإسرائيلية على إيران لكنها غير مشاركة فـيها.
وحذرت ألمانيا اليوم طهران من أي «تصعيد» بعد الغارات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية، فـي حين أعربت روسيا عن قلقها من «تصعيد متفجر» داعية الطرفـين إلى «ضبط النفس». ودعا الاتحاد الأوروبي الطرفـين إلى ممارسة «أكبر قدر من ضبط النفس».
عربيا، دانت سلطنة عمان والسعودية والإمارات وقطر والكويت «الاستهداف الإسرائيلي العسكري» للجمهورية الإسلامية، كذلك، دانت سوريا والعراق وحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) الضربات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الضربات الإسرائیلیة أن الولایات المتحدة الجیش الإسرائیلی الإسرائیلیة على مسؤول أمریکی الدفاع عن
إقرأ أيضاً:
هذا "لم ولن يحدث".. واشنطن توضح غرض رسالة ترامب إلى إيران
تحدث المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، عن أسباب تجدد القتال في قطاع غزة، كما تطرق إلى رسالة الرئيس الأميركي إلى إيران، والغرض منها.
واعتبر ويتكوف أن حركة حماس مسؤولة عن تجدد القتال في قطاع غزة بعد رفضها الجهود المبذولة للمضي قدما، فيما كان يُعتبر "اتفاقا مقبولا".
وأضاف في تصريح لقناة فوكس نيوز "المسؤولية تقع على حماس. الولايات المتحدة تقف إلى جانب دولة إسرائيل".
وفي سياق آخر أشار ويتكوف إلى أن رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمرشد الإيراني علي خامنئي بشأن اتفاق نووي جديد محتمل هي محاولة لتجنب العمل العسكري.
وقال: "لسنا بحاجة إلى حل كل شيء عسكريا".
لكنه أكد أن إيران لا يمكنها امتلاك قنبلة نووية و"هذا لا يمكن أن يحدث ولن يحدث".
قال الكرملين، الجمعة، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعث برسالة إلى نظيره الأميركي دونالد ترامب بشأن اقتراحه بوقف إطلاق النار في أوكرانيا عبر مبعوث ترامب الخاص، وأضاف أن هناك أسبابا تدعو "للتفاؤل الحذر".
وأضاف ويتكوف "رسالتنا لإيران هي: دعونا نجلس معا ونرى ما إذا كان بإمكاننا، من خلال الحوار والدبلوماسية، الوصول إلى الحل الصحيح. إذا استطعنا، فنحن مستعدون لذلك. وإذا لم نستطع، فإن البديل ليس خيارا جيدا".
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال، الخميس، إن بلاده ستدرس "الفرص" كما ستدرس التهديدات الواردة في رسالة ترامب التي حث فيها طهران على التوصل إلى اتفاق نووي جديد وسترد قريبا.
وكان خامنئي رفض رسالة ترامب قائلا إن مطالب ترامب "ستضيق خناق العقوبات على إيران وتزيد الضغط عليها".
لكن عراقجي قال إن طهران ما زالت تقيم الرسالة، وتفكر في الرد.
وذكر موقع أكسيوس، الأربعاءن أن رسالة ترامب أمهلت إيران شهرين للتوصل لاتفاق نووي أو التعرض لفرض عقوبات أكثر صرامة في إطار حملة "أقصى الضغوط".
وانسحب ترامب من الاتفاق النووي الموقع في 2015 بين طهران وقوى كبرى خلال ولايته الرئاسية الأولى، وأعاد فرض العقوبات على إيران.
وخالفت إيران منذ ذلك الحين القيود التي وضعها الاتفاق على برنامجها النووي.
وتتهم قوى غربية إيران بالسعي لتطوير أسلحة نووية بتخصيبها اليورانيوم لنسبة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، بما يتخطى ما يقولون إنه نسبة مبررة في برنامج نووي مدني.
وتقول طهران إن تطوير برنامجها النووي يتم لأغراض سلمية، وإنها تحترم التزاماتها بموجب القانون الدولي.