وصفت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية وغير الرسمية، وتحديدا الوكالات المقربة من الحرس الثوري، الهجوم الإسرائيلي الأخير على البلاد بالفاشل وأكدت إحباطه، مما وضع التوقعات بشأن المرحلة المقبلة في سياق نوع من التهدئة أو عدم التصعيد وتوقف دوامة الرد والرد المضاد بين طهران وتل أبيب.

 

فبعد أن نفذت إيران هجومين بالصواريخ والمسيرات ضدها، قامت إسرائيل لأول مرة بتنفيذ هجوم عسكري مباشر على إيران فجر اليوم السبت.

وجاء هذا الهجوم بعد توعد إسرائيلي عقب استهداف إيران لمواقع إسرائيلية عسكرية في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

 

وتقول إسرائيل إنها استهدفت مواقع عسكرية ومنظومات للدفاع الجوي في هجومها فجر السبت، بينما تنفي إيران هذه الأنباء، وتؤكد أن منظومات دفاعها الجوي تصدت لجميع محاولات الاستهداف في محافظات طهران وشمال البلاد وخوزستان جنوب غرب، وإيلام غربي البلاد.

 

ومن جانب آخر، وبعد مرور 8 ساعات على سماع الأصوات الأولى لانفجارات في طهران، أعلن الجيش الإيراني عن مقتل اثنين من أعضائه أثناء التصدي للهجوم.

 

الرد المضاعف

 

يرى القيادي السابق في الحرس الثوري حسين كنعاني مقدم، أن ما قام به الكيان الإسرائيلي فجر اليوم أقل بكثير مما قامت به إيران في عملية "الوعد الصادق 2″، ولكن هذا لا يعني أن إيران لن ترد، مؤكدا أنها سترد على الهجوم الإسرائيلي وبأضعاف الهجوم الذي تلقته.

 

ويقول للجزيرة نت إن الولايات المتحدة خائفة، وهذا ما دفعها للقول إنها لم تساعد إسرائيل بهذه العملية، ولكن تأكد لإيران أن واشنطن كان لها دور، وعليه فإن جميع قواعد الولايات المتحدة في المنطقة باتت ضمن بنك الأهداف الإيرانية.

 

ويضيف كنعاني مقدم أنه إذا اتضح استخدام أي من أجواء دول المنطقة لهذه العملية فستتعامل الجمهورية الإسلامية مع تلك الدول.

 

واعتبر القيادي السابق في الحرس الثوري أن ما قامت به إسرائيل لم يكن مفاجئا، حيث أعلنت أكثر من مرة أنها ستستهدف المواقع النووية ومواقع النفط والغاز، مستذكرا تصريح المتحدث باسم جيشهم الذي قال فيه إنهم سيهاجمون إيران بكل قواهم، وبالتالي إذا كانت هذه هي كل قواهم فهذا يعني أن الكيان بحالة ضعف ومقبل على التلاشي.

 

وخلص إلى أن "المواقع المستهدفة عبارة عن مقار عسكرية لا يمكن تصنيفها بالمهمة والحساسة، وحاول الكيان أن يستهدف منظوماتنا الدفاعية، وركز بعمليته على استهداف الأنظمة الرادارية، وفشل بذلك".

 

مرحلة أكثر خطورة

 

وحتى الآن لا توجد رواية إيرانية متكاملة حول طبيعة الهجوم الإسرائيلي، والمعطيات بشأن التفاصيل قليلة مع تداول أنباء غير رسمية. وفي هذا السياق، نفى أستاذ العلوم السياسية مصطفى نجفي دخول أي مقاتلات المجال الجوي الإيراني، مضيفا، أن الهجوم تم تنفيذه بإطلاق النار من خارج الأراضي الإيرانية.

 

وأضاف في حديثه للجزيرة نت "يبدو أن إيران كانت على علم بوقت الهجوم ولم تفاجأ، ولم يكن الهجوم واسع الانتشار وخطيرًا كما هددت السلطات الإسرائيلية سابقا، ولكن إيران لا تتجاهله بسهولة وتحتفظ بحق الرد، باعتبار أنه أول هجوم رسمي لإسرائيل على الأراضي الإيرانية وانتهاك لسلامة أراضي البلاد".

 

ولم ير نجفي ما يمكن تأويله بعدم التصعيد بين إيران وإسرائيل في هذه المرحلة، حيث قال إن الهجوم لا يمكن أن يعني نهاية الصراع المباشر بين طهران وتل أبيب، بل يعني "بدء صراع أكثر مباشرة مع عواقب أكثر خطورة".

 

وانتهى إلى القول إن الصراع المباشر بين الطرفين دخل مرحلة جديدة اعتبارا من اليوم، ومن غير المرجح أن يتوقف عند هذا الحد.

 

استمرار الردود

 

من جانبه، لاحظ أستاذ السياسة المختص بالشأن الإسرائيلي، منصور براتي، أن إيران كانت مستعدة للهجوم، على الرغم من محاولة إسرائيل بالأيام السابقة استمرار الحرب النفسية والاحتفاظ بعنصر المفاجأة، ولكن تضارب الأنباء من الجانب الآخر رفعت من استعداد إيران لسيناريوهات مختلفة.

 

ووصف في حديثه للجزيرة نت المشهد بالمعقد، حيث إن وسائل الإعلام الإيرانية تظهر العمليات بأنها صغيرة في حين أعلن الجيش عن استشهاد اثنين من عناصره.

 

وأضاف براتي أن ضعف العملية الإسرائيلية يجعل عدة احتمالات أمامنا في ما يتعلق بالمرحلة القادمة، فقد يكون الرد لم ينته، وشرح ذلك بوجود احتمال أن يكون الرد الإسرائيلي على مستويات مختلفة، وقد تستعد إسرائيل إلى مستوى آخر من الرد مثل المستوى الأمني، وهذا ما ستبينه الأيام القادمة.

 

واستبعد أن تذهب إيران وإسرائيل في هذه المرحلة باتجاه حرب شاملة، حيث إن إيران لا تريد الحرب وإسرائيل منشغلة بلبنان، ولكن هذا الأمر لا يعني بالضرورة توقف دوامة الرد والرد المضاد بين إيران وإسرائيل.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: الهجوم الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

إيران تتوعد إسرائيل بالوعد الصادق 3.. الحرس الثوري يهدد بتدمير دولة الاحتلال

واصل القادة الإيرانيين إطلاق تصريحاتهم ضد دولة الاحتلال، وتوعدوا بتدميرها عبر عملية الوعد الصادق 3 في إشارة إلى الهجمتين اللتين أطلقتهما طهران ضد تل أبيب خلال العام الماضي.

وخلال الأسبوع الماضي شن قادة الحرس الثوري الإيراني، هجوما ضد إسرائيل، كان آخرهم اللواء إبراهيم جباري الذي هدد بتدمير إسرائيل كجزء من عملية الوعد الصادق 3 في خطاب ألقاه أمام أعضاء الباسيج خلال مناورة تدريبية في بيرجند أمس الجمعة.

وقال جباري "إن عملية الوعد الحق 3 ستنفذ في الوقت المناسب، وبدقة، وعلى نطاق كافٍ لتدمير إسرائيل وقصف تل أبيب وحيفا".

وانضم جباري إلى العميد علي فدوي، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، والعميد أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوية الفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني، في تهديداتهم بتدمير إسرائيل في عملية الوعد الصادق 3.

عملية الوعد الصادق 3 هو الاسم الذي أُطلق على الهجوم الإيراني الثالث المخطط له ضد إسرائيل، بعد الهجومين الأول والثاني في أبريل وأكتوبر 2024.

تهديدات الحرس الثوري الإيراني بتدمير إسرائيل

ارتبطت زيادة تهديدات الحرس الثوري الإيراني بزيادة إنتاج الحرس الثوري الإيراني للصواريخ خلال الشهر الماضي.

تلقت إيران شحنة من المواد الكيميائية الأولية لوقود الصواريخ تزن 1000 طن من الصين الأسبوع الماضي، بينما كشف الحرس الثوري الإيراني عن "مدينة صاروخية" جديدة تحت الأرض قبل أسبوع.

وقد تعزز هذا الأمر بتعليقات حاجي زاده يوم الثلاثاء، حيث أشاد بقدرة إيران على ضرب إسرائيل في "أكبر عملية صاروخية باليستية في العالم".

خلال بقية خطابه، أشاد جباري بحسن نصر الله، الزعيم السابق لحزب الله، الذي قُتل في غارة على الضاحية الجنوبية العاصمة اللبنانية بيروت العام الماضي.

وجاء الرد الإسرائيلي عبر وزير الخارجية جدعون ساعر، قائلا : "إذا كان الشعب اليهودي قد تعلم أي شيء من التاريخ، فهو هذا: إذا قال عدوك إن هدفه هو إبادتك – صدقه، نحن مستعدون".

مقالات مشابهة

  • مجدداً..هل تستعد إسرائيل لضرب نووي إيران؟
  • معاريف.. بداية الهجوم الإيراني على إسرائيل
  • وزير استخبارات إيران: لا تراجع عن سياسة الرد بالمثل في مواجهة التهديدات الأمريكية
  • إيران تتوعد إسرائيل بالوعد الصادق 3.. الحرس الثوري يهدد بتدمير دولة الاحتلال
  • أخّر “طوفان الأقصى” نصف ساعة.. الضيف تفّوق استخبارياً على إسرائيل
  • إيران: سنسوي إسرائيل بالأرض..هل اقتربت عملية الوعد الصادق3؟
  • خبير إستراتيجي: إسرائيل قد تضرب إيران عسكريا في هذه الحالة
  • الرئيس الإيراني: نريد التفاوض مع أمريكا ودول المنطقة ولن نخشى إسرائيل
  • مجدي يوسف: مندوب إسرائيل كانت عينه في الأرض ولم يستطع الرد على كلمة النائب محمد أبو العينين
  • العلاقات بين إسرائيل وتركيا تتأرجح.. بسبب إيران وحزب الله؟