بطبَب التَّاريخيَّة أَدبِي أَبهَا يُنظِّم مُحَاضرَة عن السِّياحة الثَّقافيَّة
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
نَظَّم نَادِي أَبهَا الأدَبيّ وإدارة مَجلِس قِلَاع آل أَبي نُقطَة المتحمي لِقَاء بِعنْوَان: “السِّياحة الثَّقافيَّة – عسير نموذَجًا” تَحدَّث فِيه كُلٌّ مِن الدُّكْتورة: شَفِيقَة وُعَيل، والْأديبة أنَّ الصَّافي، والْأسْتاذ سعيد المتحمي رئيس مَجلِس إِدارة قِلَاع آل أَبي نُقطَة وَأَدارَه الدُّكْتور عَادِل اليزيدي.
وَرَحَّب اليزيدي فِي بِداية اللِّقَاء بِالضَّيْفتيْنِ المشاركتيْنِ وَبرئِيس مَجلِس إِدارة قِلَاع آل أَبي نُقطَة المتحمي وبالْحضور ثُمَّ تَحدَّث عن دَوْر كُلٍّ مِن نَادِي أَبهَا الأدَبيِّ وقلاع آل أَبي نُقطَة المتحمي فِي دَعْم السِّياحة الثَّقافيَّة ومَا قَدمَه ويقدِّمه النَّادي مُنْذ سَنَوات فِي تبنِّي المشاريع الثَّقافيَّة والسِّياحيَّة والْمشاركة بِهَا ومَا يَقُوم عليْه الآن مَشرُوع قِلَاع آل أَبي نُقطَة المتحمي فِي التَّرْويج لِلسِّياحة فِي أبْعادهَا الثَّقافيَّة.
بُعْد ذَلِك قرأ سَيْر المتحدِّثين ثُمَّ قَدَّم رئيس مَجلِس الإدارة الدكتور أَحمَد بْن عَلِي آل مُريعٍ كَلمَة النَّادي رَحَّب فِيهَا بِالضَّيْفتيْنِ وبالْحضور وَثمَن لِقلاع آل أبي نُقطَة المتحمي هَذِه اَلجُهود فِي إِبرَاز هُويَّة المنْطقة سِياحِيًّا وثقافيًّا وَأكَّد على اِسْتمْرار النَّادي فِي دَعْم هذيْنِ الجانبيْنِ بِمَا يُسْهِم فِي تَحقِيق رُؤيَة بِلادِنَا 2030 وَتحقِيق أهْدافهَا.
ثُمَّ بَدأَت الدُّكْتورة شَفِيقَة وُعَيل حَيْث قَدمَت وَرقَة تَحدثَت فِيهَا عن عَلاقَة المكَان بِالْإبْداع وانْعكاس ذَلِك على تجْربتهَا فِي إِقامة الكتَاب فِي عسير، وبالضَّبْط فِي قِلَاع أَبِي نُقطَة المتحمي:
“اَلذِي اِعْتدْناه فِي الشِّعْر العرَبيِّ هُو وُقُوف الشَّاعر على الطَّلل لِاسْترْجاع الزَّمَان، وَلكِن التَّساؤل هُو أيُّ زَمَان يسْترْجعه وكيْف يسْترْجعه؟ اَلمبْدِع يُعيد لَملمَة التَّفاصيل اَلتِي فقدهَا بِفعْل الزَّمَان لِاسْترْجاع دَهشَة الطُّفولة اَلتِي تَمدُّه بِالْإبْداع، فَهُو إِذْن يَسعَى إِلى اِسْتعادة نَفسِه المفْقودة. يَفعَل ذَلِك عَبْر الانْدماج بِالْمكان حَتَّى يَصِيرَا شيْئًا واحدًا، وعنْدئذ يَنظُر إِلَيه (أيْ إِلى المكَان) بِوصْفه نصًّا . . . وَتكُون كُلّ مُحَاولَة لِلْإبْداع هِي تَأوِيل. هَذِه الرُّؤْية هِي المنْطلق اَلذِي بنيت على أَساسِه العمل اَلمُنجز فِي إِقامَتي فِي عسير، وَهُو عَلاقَة “سر فانتاس” بِمغارة “الحامة” فِي الجزائر العاصمة. فَهُو أيْضًا اِعتزَل هُنَاك -هاربًا مُسْتخْفيًا- لِأرْبع سِنين، ويقال إِنَّه أَنجَز رِوايَته “دُون كَيخُوته” فِيهَا”.
وختمتْ مُشاركتهَا بِقصيدة شِعْريَّة اِسْتلْهمتْ فِيهَا المكَان والْإنْسان فِي غِنائِيَّة رَاقِية.
اقرأ أيضاًالمجتمع“تعليم الرياض” تنفذ خطتها لمتابعة مؤشرات الاستعداد والتهيئة للعام الدراسي الجديد
ثُمَّ اِنتقَل اَلحدِيث إِلى الرِّوائيَّة والْإعْلاميَّة الأسْتاذة أنَّ الصَّافي حَيْث تَحدثَت عن عِدَّة مَحاوِر أبْرزهَا: مَشرُوع الكتابة لِلْمسْتقْبل ومَا لِهَذه الإقامة فِي قِلَاع آل أبي نُقطَة المتحمي مِن تَأثِير على السَّارد وَمدَى إِمْكانيَّة اِسْتخْلاص فِكْرَة تَمتَد عَبْر التَّاريخ. ثُمَّ تَحدثَت عن مَفهُوم اِسْتدامة الثَّقافة، بَعْد ذَلِك طَرحَت مِحوَرا عِبارة عن سُؤَال: لِماذَا أنَا هُنَا؟ إِجابَته فِيه عن اِخْتيارهَا ضِمْن مُبَادرَة (مُعْتزلات الكتابة وإقامة الكتَاب) وما لمسْته مِن اِهتِمام وعناية ووعْي بِأهمِّيَّة الثَّقافة وأهمِّيَّة تدْويلهَا، ثُمَّ تَحدثَت عن علاقتهَا وإقامتهَا فِي الممْلكة العربيَّة السُّعوديَّة كمَا أسْمتْهَا (كَوكَب الممْلكة) ثُمَّ تَحدثَت عن الحضارة وإنْسَان المكَان المعاصر وفِي الختَام تَحدثَت عن أهمِّ المحطَّات والْمعالم السِّياحيَّة اَلتِي شهدتْهَا فِي مِنطَقة عسير.
ثُمَّ تَحدَّث رئيس مَجلِس قِلَاع آل أَبي نُقطَة المتحمي الأسْتاذ سعيد المتحمي عن غَايَة القلَاع مِن الإسْهام فِي إِنعَاش الحرَكة السِّياحيَّة والاقْتصاديَّة ودعْم فِئة الشَّبَاب وأهْدافهَا اَلكُبرى فِي تَصدِير السِّياحة واسْتقْطاب الآخر مِن دُوَل العالم وتعْريفهم بِأساسيَّات نُهُوض هذَا المكَان وَالتِي بَدأَت بِأدوَات بَسِيطَة وَجهُود جَبَّارة عمل عليْهَا الآبَاء وحرصوا على اِسْتمْرارهَا إِيمانًا مِنْهم بِأهمِّيَّتهَا فِي تَواصُل الأجْيال.
وفِي الختَام اِسْتقْبل عَسيرِي المداخلات حَيْث تَداخُل كُلّ مِن اَلأدِيب إِبْراهيم طَالَع والْإعْلاميِّ مَرعِي عَسيرِي والدُّكْتور مُحمَّد مُسْفِر وَكُلهَا تَدُور حَوْل أدب المكَان وصناعة السِّياحة الثَّقافيَّة والْمكانيَّة.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية ت حدث ت عن
إقرأ أيضاً:
ملاحظات لا بدّ منها برسم الرئيس المكّلف
سواء تشكّلت الحكومة العتيدة خلال 24 ساعة أو لم تتشكّل فإن ثمة ملاحظات سريعة لا بدّ منها توضع أمام الرئيس المكّلف القاضي نواف سلام، الذي يُفترض أن يكون صدره رحبًا وواسعًا ليتلقّى به ما يُقال له في السرّ أو في العلن، فيترك ما هو مسيء لحكم التاريخ، ويتفاعل مع ما هو مفيد وجيد، والذي يُقصد به الخير العام بعيدًا عن التجريح أو الإساءة بالشخصي وغير ذلك من انتقادات طابعها مصلحي أكثر مما تهدف إلى إصلاح بعض الاعوجاج.ومن بين هذه الملاحظات، التي توقفت عندها أوساط سياسية مراقبة، والتي استشفتها من كلام الرئيس المكّلف عقب لقائه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ثلاث:
أولى هذه الملاحظات تتعلق بمسألة توزير حزبيين. وقد سُجّل له نصف تراجع عن موقف سابق رافض في المطلق هذه المسألة، لكنه أدرك هذه المرّة "أهمية دور الأحزاب في الحياة السياسية"، بل أكد أنه "من المؤمنين بأن بلا احزاب لا تستقيم الحياة السياسية في أي بلد"، لكنه "في هذه المرحلة الدقيقة من حياتنا الوطنية، اخترت تغليب فعالية العمل الحكومي على مخاطر التجاذبات الحزبية داخل الحكومة". وهذا يعني في المنطق الأولي أن وجود الأحزاب داخل مجلس النواب مثلًا من شأنه أن يعطّل الحياة البرلمانية، ولذلك فإنه وفق منطق الرئيس المكّلف استبعاد الأحزاب عن المجلس النيابي والاتيان بأشخاص لا علاقة لهم بالأحزاب السياسية، وذلك خوفًا من تعطيل عمل المجلس النيابي، الذي توافق على انتخاب رئيس للجمهورية وعلى تسميته رئيسًا مكّلفًا لتشكيل حكومة العهد الأولى على رغم التباينات بين أعضائه والخلافات بينهم، والتي أدّت إلى تعطيل الرئاسة الأولى سنتين وشهرين.
ولكن وعلى رغم هذه الخلافات فإن من بين بديهيات الأمور أن تعالج هذه الخلافات داخل المؤسسات الدستورية وليس خارجها بالطبع. وقد رأينا ما كانت نتيجة تفاعل الخلافات بين اللبنانيين في الشارع، ونحن على مقربة إحياء ذكرى مرور خمسين عامًا على بداية الحرب الأهلية وغير الأهلية على أرض لبنان.
ولتبيان أهمية وجود وزراء حزبيين داخل السلطة التنفيذية يمكن التوقف عند مسألة في غاية الأهمية، وهي تتعلق بجدول أعمال جلسات مجلس الوزراء، الذي يوزّع على الوزراء قبل 48 ساعة، والذي يتضمّن في الحالات العادية بنودًا كثيرة تحتاج إلى دراستها والتمحيص فيها الوقت الكافي لكي يستطيع أي وزير أن يكون على اطلاع وافٍ وكافٍ في أي قرار قد يتخذ في شأن هذه البنود الموضوعة على جدول الأعمال، وهو يفوق قدرة شخص واحد على القيام بما يفترض القيام به لكي تبنى القرارات على دراسة معمقة ومشبعة درسًا، وهو أمر متعذّر، ولكنه ممكن بالنسبة إلى الوزراء الحزبيين، الذين يتكلون على اللجان المختصة داخل أحزابهم، التي تنكب على دراسة هذا الجدول بالتفصيل والخروج بخلاصات تساعد كثيرًا في أن يكون الوزير الحزبي على بينة مما يجري حوله وخلفه وأمامه.
ثاني هذه الملاحظات تتعلق بما قاله الرئيس المكّلف، الذي طمأن إلى "أنني أعمل على تأليف حكومة تكون على درجة عالية من الانسجام بين أعضائها، ومتلزمة مبدأ التضامن الوزاري، وهذا الأمر ينسحب على كل الوزراء من دون استثناء، وأكرر من دون استثناء". والمقصود بتكرار كلمة "من دون استثناء" هم الوزراء الذين سماهم كل من "الثنائي الشيعي" وحزب "القوات اللبنانية". فالتضامن الوزاري والانسجام بين الوزراء بأعلى درجة لا يعني تخّلي الوزراء عمّا يرونه مناسبًا لتقويم الاعوجاج، وهذا الأمر يقود حتمًا إلى تضارب في الآراء وإلى التناقض في المقاربات؛ وهو أمر يجب ألا يخيف، بل هو ظاهرة صحية، خصوصًا إذا أدّت النقاشات إلى خلاصات تصب في خانة المصلحة الوطنية. وهذا ما اعترف به نواب ووزراء من "القوات اللبنانية"، يتوافقون مع نواب ووزراء في "الثنائي الشيعي" على أمور كثيرة. ولعل أهم ما توافقوا عليه هو تمديد تسريح قائد الجيش لمرتين.
أمّا الملاحظة الثالثة، وهي شكلية أكثر منها جوهرية، وتتعلق بالعمل الإعلامي. ويُفترض بالرئيس المكّلف أن يكون على دراية تامة بـ "مهنة المتاعب" كون عقيلته السيدة سحر بعاصيري لا تزال تحّن إلى الأسرة الإعلامية، التي تنتمي إليها طوعًا وعفويًا أكثر من أي مهمة أخرى تولتها بعد اقترانها بالقاضي نواف سلام.
فالإعلاميات والاعلاميون الذين يؤدّون دورهم بكل حرفية ومهنية عالية وينتظرون ساعات في مكان الحدث للحصول على "سكوب" صحافي يستحقون أن يُعاملوا بتقدير واحترام، وعدم اعتبارهم صندوقة بريد. فمن حقهم الطبيعي أن يسألوا، ومن حق المسؤول أن يجيب أو لا يجيب، ولكن هذا الأمر لا ينفي ما يمكن أن يُستنتج من عملية السؤال والجواب من معلومات تتمظهر من خلال الأجوبة العفوية، التي تختلف ظاهريًا عن البيانات المعدّة سلفًا.
المصدر: خاص لبنان24