تفاصيل انشقاق مستشارين عن الدعم السريع وانحيازهم للجيش السوداني
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
الخرطوم- أعلن 5 من أعضاء المجلس الاستشاري لقوات الدعم السريع انشقاقهم، وانحيازهم إلى الجيش واتهموا قائدهم السابق محمد حمدان دقلو "حميدتي" بالتخطيط للاستيلاء على السلطة، والسيطرة على سواحل السودان على البحر الأحمر، وأن فشل طموحاته قاد إلى اندلاع الحرب قبل 18 شهرا.
أتى ذلك بعد 6 أيام من إعلان الجيش السوداني انشقاق قائد قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل وانضمامه مع مجموعة من قواته للجيش.
وعقد المستشارون المنشقون مؤتمرا صحفيا اليوم السبت في بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة للسودان، كشفوا خلاله أسباب انشقاقهم وخطط حميدتي وارتباطاته الخارجية.
وصول عدد من مستشاري الدعم السريع إلى بورتسودان وإعلانهم الانشقاق والانضمام إلى صفوف الجيش السوداني (الصحافة السودانية) مساعي السيطرةوقال مسؤول ملف شرق السودان ومنظمات المجتمع المدني في المجلس الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع، عبد القادر إبراهيم إن مساعي سيطرة قوات الدعم السريع على سواحل السودان على البحر الأحمر لصالح دول أخرى هي السبب الرئيسي لاندلاع الحرب.
وأكد أن الدعم السريع طرح مشاريع بولاية البحر الأحمر بتكلفة 30 مليار دولار تشمل 3 مطارات و3 موانئ وإنشاء 6 معسكرات لتدريب قوات من ضمنها قوات بحرية لنشر 30 ألف مقاتل على طول الساحل.
وأضاف أن المصادقات الأولية لهذه المشاريع تم تمريرها بنفوذ محمد حمدان دقلو "حميتي" نائب رئيس مجلس السيادة حينها، لكن قيادة الجيش انتبهت لمخاطر المشاريع على السيادة الوطنية ورفضتها، مما دفع حميدتي للتهديد بالاستيلاء على السلطة حال رفض المشاريع بولاية البحر الأحمر.
أطماع شخصية
واعتبر إبراهيم أن عدم موافقة الجيش على مشاريع حميدتي كان السبب الحقيقي للصدام بين الجيش والدعم السريع، وأن الاتفاق الإطاري لم يكن وحده سببا في الحرب، وتابع "هناك أطماع شخصية لقائد الدعم السريع حيث كان يرغب في استلام السلطة بالقوة لتنفيذ أجندة خاصة به وأخرى تخص دولا أخرى".
وأفاد إبراهيم بأن 3 مستشارين آخرين كان ينبغي أن يكونوا معهم لكنهم تأخروا في خارج البلاد وسيصلون إلى بورتسودان خلال أيام ورفض الإفصاح عن أسمائهم لدواع أمنية.
من جانبه، قال محمد عثمان عمر مدير الإدارة الفنية بالإعلام واللجنة الاستشارية العليا للدعم السريع، إن إعلام الدعم السريع يدار بواسطة شركة إسرائيلية من خارج السودان.
وكشف خلال المؤتمر الصحفي أن التسجيلات المنسوبة لحميدتي "مفبركة وتدار من أطراف خارجية" ووعد بفضح تفاصيل عنها في وقت لاحق.
وأضاف عمر أن كل المتحدثين باسم الدعم السريع الذين يظهرون في الإعلام لا علاقة لهم مع إعلام الدعم السريع لذلك "يتخبطون وتصدر عنهم معلومات متضاربة".
واتهم خبراء أجانب وجهات خارجية بأنهم وراء التسجيلات المسربة بأسماء قادة الدعم السريع وبث معلومات مضللة مثل الحديث عن مجاعة وصناعة أزمات واستخدام كلمة "دواعش" لتأليب المجتمع الدولي والإقليمي.
ورأى عمر أن الاتفاق الإطاري الذي وقعته قوى الحرية والتغيير مع الجيش والدعم السريع في ديسمبر/كانون الأول 2022 ليس هو السبب في إشعال الحرب وإنما الطموح الجامح لحميدتي وشقيقه عبد الرحيم في السلطة.
أما محمد عبدالله ود أبوك رئيس قطاع الإعلام في المجلس الاستشاري لقائد الدعم السريع السابق، فقال إنهم حذروا من اللعب بالأجهزة الأمنية والعسكرية، لكن قيادة الدعم السريع لم تنتبه لهذا الأمر مما أدى إلى صراع، توقع أن ينتصر فيه الجيش على قوات الدعم السريع المتمردة، مشيرا إلى أن أطماع حميدتي هي سبب رئيسي في اندلاع الحرب.
المنشقون
وتحدث ود أبوك عن وجود قيادات في تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية "تقدم" يعملون مستشارين لقيادة الدعم السريع وهم عضو مجلس السيادة السابق محمد حسن التعايشي ووزير العدل الأسبق نصر الدين عبد البارئ طه عثمان إسحق وصلاح مناع.
واعتبر المتحدث نفسه، ما يدور بالسودان صراعا إقليميا عالميا يسعى إلى ابتلاع البلاد والسيطرة على مواردها وخيراتها وكذلك تصفية الدولة السودانية.
والمنشقون عن الدعم السريع حسب المعلومات التي قدمت في المؤتمر الصحفي هم:
عبدالقادر إبراهيم علي محمد مسؤول ملف شرق السودان، ورئيس قطاع منظمات المجتمع المدني بالمجلس الاستشاري لقائد الدعم السريع ، ويحمل درجة دكتوراة في التخطيط الإستراتيجي القومي. ومحمد عبدالله ود أبوك المحامي عضو المجلس الاستشاي لقائد الدعم السريع ورئيس القطاع الإعلامي، ويحمل درجة دكتوراة في القانون الدولي العام وخبير في قضايا العدالة الانتقالية. نواي إسماعيل الضو رئيس قطاع التخطيط الإستراتيجي بالمجلس الاستشاري لقائد الدعم السريع، ورئيس اللجنة الإستراتيجية العليا. محمد محمد عثمان عمر وهو خبير في الإعلام الرقمي ومدير الإدارة الفنية بإعلام الدعم السريع مستشار باللجنة العليا للدعم السريع. عبدالرحمن علي حمدو رئيس القطاع القانوني بالمجلس الاستشاري لقائد الدعم السريع ومسؤول ملف شباب القبائل.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
ما أهمية إعلان الجيش السوداني تحرير الخرطوم بحري؟
الخرطوم– بعد معارك دامية في شمال مدينة الخرطوم بحري -ثالث مدن العاصمة السودانية- انطلقت قبل نحو 4 أشهر، استعاد الجيش السوداني بمواجهات محدودة مع قوات الدعم السريع وسط وجنوب المدينة ومدخلها إلى الخرطوم، واقترب من مقر القصر الجمهوري، وهذا يعجل بتمدده لتحرير مقار رمزية ووزارات والمطار الدولي حسب مراقبين.
ويأتي هذا التطور بعد أيام من استعادة الجيش السيطرة على مصفاة الجيلي لتكرير النفط (70 كيلومترا شمال الخرطوم)، وفك الحصار على سلاح الإشارة في أقصى جنوب الخرطوم بحري ومقر القيادة العامة في العاصمة، ليبدأ الجيش في تنفيذ المرحلة الثالثة من العملية العسكرية التي أطلقها في 26 سبتمبر/أيلول الماضي.
وأكد عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للجيش ياسر العطا في تصريح له الأربعاء أن "الخرطوم بحري صارت نظيفة وخالية من التمرد، من مصفاة الجيلي شمالا وحتى جسر المك نمر جنوبا".
وأوضح العطا خلال زيارته الخرطوم بحري أن المدينة باتت آمنة، "وتبقت جيوب محدودة تعمل القوات المسلحة لتطهيرها، وسنعمل بجد لتحرير كل البلاد من التمرد" حسب قوله.
ويقدم هذا التقرير شرحا لموقع الخرطوم بحري وأهميتها الاقتصادية والعسكرية، وتداعيات تحريرها من قوات الدعم السريع على مجريات العمليات العسكرية في العاصمة وعلى سكان المنطقة.
إعلان أين تقع الخرطوم بحري وما حدودها الجغرافية؟تمتد حدود المدينة من شاطئ النيل الأزرق جنوبا وحتى منطقة قري على حدود ولاية نهر النيل من ناحية الشمال، وتعد البوابة الشمالية للعاصمة، وتحدها من جهة الشرق محلية شرق النيل، ومن الغرب مجرى نهر النيل بعد التقاء رافديه في المقرن، وتبلغ مساحتها 5 آلاف و60 كيلومترا مربعا، وهي بذلك تغطي ربع مساحة ولاية الخرطوم.
وترتبط الخرطوم بحري بالعاصمة الخرطوم بـ4 جسور: هي المنشية، والنيل الأزرق، والقوات المسلحة (كوبر)، وجسر المك نمر، كما ترتبط مع أم درمان عبر جسري شمبات والحلفاية.
وتعرف الخرطوم بحري اختصارا لدى سكانها باسم "بحري"، وتقع ضمن المثلث الحضري الذي تتكون منه العاصمة المثلثة، إلى جانب الخرطوم التي تقع جنوبها، وأم درمان التي تقع من الناحية الغربية لها.
وتعتبر "بحري" أصغر من الخرطوم وأم درمان من ناحية المساحة والسكان، وأحدثهما تاريخيا، لكنها لا تقل عنهما أهمية، فهي واحدة من أكبر المناطق الصناعية في السودان، ونقطة وصل مهمة تربط العاصمة بشمال السودان عبر السكك الحديدية، وجنوبه حتى منطقة كوستي ودولة جنوب السودان بالبواخر النيلية، كما أنها تمثل الوجه السياحي الهادئ للعاصمة.
الخرطوم بحري تعد الضلع الثالث للعاصمة مع الخرطوم وأم درمان (الجزيرة) ما الأهمية الاقتصادية والسياسية للمدينة؟تعد الخرطوم بحري الأكبر بين ضلعي العاصمة من الناحية الصناعية، حيث توجد بها أكبر منطقة صناعية بالولاية، تضم منشآت للصناعات الخفيفة الغذائية ومطاحن الغلال والأدوات المنزلية والملابس، إلى جانب الصناعات الكيميائية والمعدات والآليات.
وظلت المدينة بعيدة إلى حد ما عن الأجواء السياسية في العاصمة المثلثة، باستثناء سجن كوبر المركزي الذي يضم أكبر معتقل سياسي في البلاد، لكنها برزت سياسيا عندما أطلقت عليها الولايات المتحدة صواريخ كروز في عام 1998، لتصيب مصنع الشفاء للأدوية بالمنطقة الصناعية وتدمره، كرد من واشنطن على التفجيرات التي تعرضت لها سفارتاها في دار السلام ونيروبي.
إعلانوكان الرئيس الأميركي بيل كلينتون قال في تفسيره لاستهداف المصنع إن له علاقة بالشبكة التي يديرها زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، وإن المصنع كان ينتج مواد تدخل في صناعة أسلحة كيميائية.
ومن جهة أخرى، تتخذ طائفة الطريقة الختمية الصوفية التي يستند عليها الحزب الاتحادي الديمقراطي، من بحري مقرا رئيسا لها.
ماذا يعني استعادة الجيش السيطرة على الخرطوم بحري؟يوضح الخبير الأمني والعسكري أبو بكر عبد الرحيم للجزيرة نت أن إعادة السيطرة على بحري يؤمن ولاية نهر النيل المتاخمة لها، بعد انتشار قوات الدعم السريع في قرى بمنطقة حجر العسل في البلدات المتاخمة لمصفاة الجيلي.
وأضاف أن سيطرة الجيش على المدينة تقلل المخاطر على أم درمان، حيث كانت قوات الدعم السريع تقصف من مواقع سيطرتها أحياء في محلية كرري شمال أم درمان، مما أوقع مئات الضحايا من القتلى والجرحى خلال الشهور الماضية.
كما تجدر الإشارة إلى أنه يوجد في شمال بحري مقر سلاح الأسلحة في منطقة الكدرو، وسلاح الإشارة على النيل الأزرق في جنوب المدينة، حيث باتت الطرق الآن سالكة للارتباط مع قواعد الجيش في منطقتي حطاب والعليفون في شرق النيل، وهذا يسرّع تحرير محلية شرق النيل، التي لا تزال تنتشر فيها الدعم السريع حسب الخبير.
البنك الزراعي بالخرطوم بحري تمت سرقته وتخريبه (الجزيرة) ما تداعيات تحرير بحري المحتملة على الأوضاع العسكرية في الخرطوم؟يعتقد الخبير العسكري أن سيطرة الجيش على جسر المك نمر (550 مترا)، الذي يبعد أقل من كيلومتر من القصر الجمهوري سيجعل تحريره مسألة وقت، بعدما بات محاصرا بتمدد الجيش غربا من مقر قيادته العامة بعد فك الحصار عنها، وزحف القوة المتحركة من منطقة المقرن شرقا.
ويعني ذلك أيضا أن كلا من وزارات الدفاع والخارجية والمال والداخلية والحكم الاتحادي والصحة وكل المؤسسات بشارع النيل، باتت تحت مرمى نيران الجيش.
وحسب الخبير فإن تحرك الجيش في أحياء بحري، وفي منطقتي امتداد ناصر والرياض في شرق الخرطوم، بعد فك الحصار عن مقر القيادة، وانفتاح قوات سلاح المدرعات نحو وسط الخرطوم، سيؤدي إلى محاصرة قوات الدعم السريع وتحرير مطار الخرطوم وأحياء الخرطوم القريبة من وسط العاصمة وشرقها.
إعلانكما أن قوات الجيش في شرق بحري يمكنها عبور جسر كوبر بعد إخراجها قوات الدعم السريع إلى أحياء شرق الخرطوم، وهذا يضغط على القوات خصوصا بعد تحرير جسر المنشية، ويدفعها إلى الهرب أو الموت، لعدم وجود خيارات لمواصلة القتال في مساحات محدودة محاصرة.
ما أثر عودة الأمن على سكان بحري؟يقول الضابط الإداري عمر البادرابي الذي عمل لسنوات طويلة في المدينة، إن تحرير بحري سيمكن أكثر من مليون مواطن من العودة إلى ديارهم، بعد أن لجؤوا إلى دول مجاورة أو نزحوا داخليا.
ووفقا لحديثه للجزيرة نت فإن غالبية منازل المواطنين في شمال وجنوب ووسط المدينة في حالة جيدة، لعدم وقوع اشتباكات مسلحة قريبة منها، لكن ممتلكات المواطنين وأثاث منازلهم تعرضت للنهب من قبل قوات الدعم السريع واللصوص.
وأضاف أن الأضرار في محطة المياه يمكن معالجتها في وقت وجيز حال توفر قطع الغيار، لكن أكثر المناطق تضررا هي شمبات والصافية وكافوري.
يُذكر أن أعدادا مقدرة من المواطنين ومنذ تحرير الأجزاء الشمالية من بحري، في الكدرو والحلفايا والدروشاب، قد عادوا إليها من مصر ومحلية كرري بأم درمان، ومدن الشمال والشرق، وعادت الحياة إلى المنطقة خلال الشهرين الأخيرين.