بوابة الوفد:
2025-04-28@04:49:43 GMT

انتهاك البراءة

تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT

لم تعد قضية التحرش المدرسى مجرد حوادث فردية، بل باتت ظاهرة مقلقة تتمدد جذورها فى كل مكان، لتلوث براءة الأطفال وتسرق منهم بسمة الطفولة. فقد تسلل إلى المدارس، تلك المعاقل التى نرتجى منها أن تكون حصنًا منيعًا للأجيال القادمة، شرٌ خفى يهدد بابتلاع أزهى ما فيها. فى الفترة الأخيرة، كثرت الأنباء عن وقائع تحرش ارتكبها معلمون ضد طلابهم، صدمت المجتمع وأثارت موجة من الغضب والاستياء.

لم يعد الأمر مقتصرًا على فئة عمرية معينة أو جنس، بل بات يشمل جميع المراحل التعليمية وكلا الجنسين، وكأن حرمة المدرسة لم تعد تحمى أحدًا. تلك الأفعال الشنيعة لا تقتصر آثارها على الضحية وحدها، بل تمتد لتشمل الأسرة والمجتمع بأكمله، فالصدمة النفسية التى يتعرض لها الطفل تترك ندوبًا عميقة فى نفسه، قد لا تمحى بمرور الزمن. يعانى الضحايا من اضطرابات نفسية حادة، كالاكتئاب والقلق والخوف، وقد تتطور إلى مشاكل سلوكية تؤثر على جميع جوانب حياتهم، كما أن الثقة التى فقدوها فى الآخرين، وخاصة الكبار، قد تدفعهم إلى الانطواء والعزلة، وتجعل من الصعب عليهم بناء علاقات صحية فى المستقبل. أما بالنسبة للأسرة، فالصدمة التى تتعرض لها لا تقل عن صدمة الطفل، فهى تشعر بالذنب واللوم، وتتساءل عن أسباب حدوث هذه المأساة. قد يؤدى ذلك إلى تدهور العلاقات الأسرية، وتأثير سلبى على حياة جميع أفراد الأسرة. ولعل أخطر ما فى الأمر هو أن هذه الجرائم لا تقتصر على الضرر النفسى والجسدى للضحايا، بل تمتد لتشمل المجتمع ككل. فهى تهدد الثقة فى المؤسسات التعليمية، وتشجع على انتشار الخوف وعدم الأمان. كما أنها تعكس وجود خلل عميق فى القيم والمبادئ التى نؤمن بها، وتدعو إلى إعادة النظر فى كل ما يتعلق بتربية الأجيال وتأهيلهم.

 وأعتقد أن الأسباب التى أدت إلى انتشار هذه الظاهرة هى اختلال توازن القوة ، حيث أن المعلم يمتلك سلطة كبيرة على التلميذ داخل المدرسة، ما يجعله فى موقع قوة يمكنه من استغلاله. وغياب الرقابة الكافية على سلوك المعلمين داخل المدارس، مع عدم وجود آليات فعالة للإبلاغ عن حالات التحرش، يشجع بعض المعلمين على ارتكاب هذه الجرائم. بالإضافة إلى صمت الضحايا وأسرهم بسبب ثقافة العيب التى لا تزال سائدة فى بعض المجتمعات تحول دون الإبلاغ عن حالات التحرش، مما يعتبر حافزًا للمتحرشين على الاستمرار فى جرائمهم. وفى بعض الأحيان يخشى العديد من أولياء الأمور الإبلاغ عن حالات التحرش خوفًا من الانتقام وعدم تصديقهم. وعلى رأس كل ذلك الفراغ الأسري، وهو غياب الرقابة الأسرية على الأطفال، وقلة التواصل بين الأهل والأبناء، يجعل الأطفال أكثر عرضة للاستغلال. وتتطلب مواجهة هذه الظاهرة تضافر جهود جميع أفراد المجتمع، بدءًا من الأسرة والمدرسة وصولًا إلى الدولة، فلا بد من توعية الطلاب بحقوقهم وكيفية حماية أنفسهم من التحرش، وتزويدهم بأرقام الطوارئ للإبلاغ عن أى حالات. وكذلك تدريب المعلمين على كيفية التعرف على علامات التحرش وكيفية التعامل مع الحالات المشتبه بها، وتزويدهم بالمهارات اللازمة لمنع حدوث هذه الجرائم. ويجب على الإدارة المدرسية تفعيل آليات الرقابة على سلوك المعلمين، وتوفير بيئة آمنة للطلاب للإبلاغ عن أى حالات تحرش. وتغيير الثقافة المجتمعية السائدة حول التحرش، وكسر حاجز الصمت، وتشجيع الضحايا على الإبلاغ عن الجناة. وأخيراً تشديد العقوبات على مرتكبى جرائم التحرش، وتطبيق القانون بحزم على جميع المجرمين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سامية فاروق إطلالة حوادث فردية للأجيال القادمة

إقرأ أيضاً:

فعالية خطابية بذمار إحياءً للذكرى السنوية للصرخة

يمانيون../
أُقيمت بمحافظة ذمار، اليوم الأحد، فعالية خطابية وإنشادية بالذكرى السنوية للصرخة، نظمتها قطاعات الأوقاف والإرشاد والتربية والتعليم تحت شعار “الشعار وجه بوصلة العداء إلى الأعداء الحقيقيين”.
وفي الفعالية، التي حضرها مسؤول قطاع التربية والتعليم بالمحافظة محمد الهادي، استعرض مدير مكتب هيئة الأوقاف بالمحافظة فيصل الهطفي، أهداف شعار الصرخة وما يتضمنه من مدلولات ومعاني في تحفيز المؤمنين لمواجهة الأعداء، الذين أرادوا أن يجعلوا من أمة القرآن أمة ضعيفة.
وبين، أن شعار الصرخة، حطم جدار الصمت والخوف في زمن الخنوع والخضوع لقوى الهيمنة والاستكبار، مؤكدًا أهمية التمسك بالثقافة القرآنية والمشروع الذي أسسه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ورفض المشاريع التآمرية.
بدوره، أشار مسؤول قطاع الإرشاد عبدالله مشرح، إلى أن الشعار يُجسّد المشروع القرآني للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي في إعلان البراءة من أعداء الله واستلهام النصر في مواجهة قوى الطغيان وعلى رأسها أمريكا والكيان الصهيوني.
ولفت إلى أن الشعار انطلق من واقع الشعور بالمسؤولية والمعاناة ومنطلق البراءة من أعداء الله، مشيراً إلى ما حققه الشعار من آثار نفسية ومعنوية وواقعية وعملية للخروج من حالة الصمت واللا موقف.
فيما، تطرق عضو رابطة علماء اليمن العلامة إسماعيل الوشلي، إلى المعاني الحقيقية للشعار في مواجهة قوى الاستكبار العالمي والمخاطر التي تتربص بالأمة، لافتًا إلى دور شعار الصرخة في تحديد أعداء الأمة، والتحرك لمواجهة قوى الاستكبار العالمي.
وأكد أهمية تجسيد الشعار في البراءة من أعداء الله، داعيًا إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية كأساس ومرتكز وسلاح فاعل، في وجه المشروع الأمريكي الصهيوني.
تخللت الفعالية بحضور، نائبي مديري قطاع التربية والتعليم علي العمدي، والثقافة حميد حيدر وقيادات تربوية وشخصيات اجتماعية، فقرة إنشادية وقصيدة شعرية معبرة.

مقالات مشابهة

  • محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تلقى رشوة اليوم
  • فعالية خطابية بذمار إحياءً للذكرى السنوية للصرخة
  • الاحتلال يدمر مبنى في ضاحية بيروت الجنوبية في انتهاك جديد للهدنة (فيديو)
  • ميناء رجائي.. ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 40 قتيلاً و1241 جريحاً
  • الحبس 6 أشهر وغرامة 100 ألف جنيه عقوبة انتهاك حرمة الحياة الخاصة
  • ميناء رجائي.. القصة مستمرة وأعداد الضحايا في ارتفاع
  • كارثة ميناء رجائي.. ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 8 قتلى و750 مصاباً
  • في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر
  • طريقة استرداد الكفالة بعد البراءة والتصالح مع المحكمة
  • كيف تحمي أبناءك من التـ.ــحرش الإلكتروني؟.. الأوقاف توضح