لم تعد قضية التحرش المدرسى مجرد حوادث فردية، بل باتت ظاهرة مقلقة تتمدد جذورها فى كل مكان، لتلوث براءة الأطفال وتسرق منهم بسمة الطفولة. فقد تسلل إلى المدارس، تلك المعاقل التى نرتجى منها أن تكون حصنًا منيعًا للأجيال القادمة، شرٌ خفى يهدد بابتلاع أزهى ما فيها. فى الفترة الأخيرة، كثرت الأنباء عن وقائع تحرش ارتكبها معلمون ضد طلابهم، صدمت المجتمع وأثارت موجة من الغضب والاستياء.
وأعتقد أن الأسباب التى أدت إلى انتشار هذه الظاهرة هى اختلال توازن القوة ، حيث أن المعلم يمتلك سلطة كبيرة على التلميذ داخل المدرسة، ما يجعله فى موقع قوة يمكنه من استغلاله. وغياب الرقابة الكافية على سلوك المعلمين داخل المدارس، مع عدم وجود آليات فعالة للإبلاغ عن حالات التحرش، يشجع بعض المعلمين على ارتكاب هذه الجرائم. بالإضافة إلى صمت الضحايا وأسرهم بسبب ثقافة العيب التى لا تزال سائدة فى بعض المجتمعات تحول دون الإبلاغ عن حالات التحرش، مما يعتبر حافزًا للمتحرشين على الاستمرار فى جرائمهم. وفى بعض الأحيان يخشى العديد من أولياء الأمور الإبلاغ عن حالات التحرش خوفًا من الانتقام وعدم تصديقهم. وعلى رأس كل ذلك الفراغ الأسري، وهو غياب الرقابة الأسرية على الأطفال، وقلة التواصل بين الأهل والأبناء، يجعل الأطفال أكثر عرضة للاستغلال. وتتطلب مواجهة هذه الظاهرة تضافر جهود جميع أفراد المجتمع، بدءًا من الأسرة والمدرسة وصولًا إلى الدولة، فلا بد من توعية الطلاب بحقوقهم وكيفية حماية أنفسهم من التحرش، وتزويدهم بأرقام الطوارئ للإبلاغ عن أى حالات. وكذلك تدريب المعلمين على كيفية التعرف على علامات التحرش وكيفية التعامل مع الحالات المشتبه بها، وتزويدهم بالمهارات اللازمة لمنع حدوث هذه الجرائم. ويجب على الإدارة المدرسية تفعيل آليات الرقابة على سلوك المعلمين، وتوفير بيئة آمنة للطلاب للإبلاغ عن أى حالات تحرش. وتغيير الثقافة المجتمعية السائدة حول التحرش، وكسر حاجز الصمت، وتشجيع الضحايا على الإبلاغ عن الجناة. وأخيراً تشديد العقوبات على مرتكبى جرائم التحرش، وتطبيق القانون بحزم على جميع المجرمين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سامية فاروق إطلالة حوادث فردية للأجيال القادمة
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم: عجز المعلمين 655 ألف معلم.. ونجحنا في حل المشكلة بنسبة 90%
قال محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم، إنه مازال لدينا جزءا من عجز المعلمين، نحاول التعامل معه بطرق مختلفة، ونجحنا في حل مشكلة العجز بنسبة 90% بالمدارس الحكومية، حيث كان عجز المعلمين قد أصبح 655 ألف معلم، وتم مواجهته بجملة من الحلول الفنية إضافة لتعيينات المعلمين ومعلمى الحصة وزيادة نصاب بعض المعلمين المعينين، وهكذا، .
وأضاف أنه لا توجد مدرسة حكومية حاليا بدون معلمين على الأقل في المواد الأساسية، ونسبة الحضور في المدارس للطلاب تخطت 85% وتحديدا في صفوف النقل بعد تطبيق أعمال السنة، ولا يوجد نظام تعليمي في العالم بدون أعمال سنة.
جاء ذلك خلال جلسة نقاشية لوزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف بمقر الهيئة الوطنية للصحافة، بحضور المهندس عبد الصادق الشوربجي رئيس الهيئة، والدكتور أحمد مختار وكيل الهيئة، وحضور أعضاء الهيئة، ورؤساء تحرير الصحف والمواقع الإلكترونية القومية.
وأوضح، أنه تم زيادة يوم دراسي في المدارس الثانوي بإلغاء اليوم الرياضي لدراسة 100 حصة سنويًا للمواد الأساسية.
وكشف أنه بهذه الطرق، تم استحداث 98 ألف فصل على مستوى الجمهورية، وكان لدينا عجز 460 ألف معلم، أصبحنا محتاجين لكل فصل 2 معلم، فزاد العجز الـ 660 ألف معلم، كما تم زيادة عدد حصص الأسبوع من 23 أسبوعا إلى 31 أسبوعا، لزيادة حصص المواد الدراسية.
اقرأ أيضاًوزير التعليم يترأس اجتماع مجلس إدارة صندوق دعم وتمويل وإدارة المشروعات
بالأسماء.. تغييرات في مناصب قيادية بوزارة التربية والتعليم
مديريات التعليم تشدد على تفعيل الغياب ومحاسبة المتغيبين عن الدراسة