لهذه الأسباب ... أمريكا قادت و شنت العدوان على غزة !
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
إن أهمية الكيان الصهيوني الاستراتيجية لأمريكا والغرب تتجاوز كونه قاعدة متقدمة له أو حاملة طائرات ثابتة أو الحفاظ على مصالحة الاقتصادية والتجارية .
بل هو حجر الزاوية في مشروعه الاستراتيجي الأكبر لتدمير المنطقة العربية الإسلامية وتفتيتها والسيطرة عليها واستعبادها .
-تصفية القضية
تعمدت الاستراتيجية الأمريكية قبل طوفان الأقصى تجاهل المسألة الفلسطينية وإحالتها إلى نوع من الضجيج الخافت الذي يمكن تدبره , فمنحت الكيان الصهيوني فرصة تاريخية لتصعيد سياسته العدوانية بحق الفلسطينيين على كل الأصعدة , منطلقة من اعتقاد أنه لم يعد هناك ما يحول دون سحق إرادة الفلسطينيين وحقوقهم .
فقد أعلن نتنياهو على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2022م , أنه : ( لم يعد بوسع الفلسطينيين وضع فيتو على السلام مع العرب وفي المنطقة ).
وعاد إلى ذات المنبر عام 2023م , قبل عملية طوفان الأقصى بأقل من شهر ليعلن أنه لا يوجد شيء اسمه فلسطين حاملا خريطة فلسطين وقد لونها باللون الأزرق ليضيف أن هذه هي إسرائيل , هكذا كانت عام 1948م , وهي كذلك اليوم وستبقى كذلك للأبد ).
لتتلقي الاستراتيجية الأمريكية ومعها غرور القوة الذي منحته للكيان الصهيوني , ضربة في الصميم بفعل عملية طوفان الأقصى , التي أسقطت ما بدأ كأنه ترسم لمكانه تل أبيب وجعلها في موقع المهيمن في المنطقة على رأس تحالف يضمن التفوق الأمريكي .
-استعادة الردع
أعلنت الإدارة الأمريكية مبكرا تحذيرها لبعض للأطراف الإقليمية من التدخل في الحرب الدائرة في غزة - فالتحذير لم يأتي من العدو الصهيوني بل من أمريكا ليدلل دلالة قاطعة ان امريكا هي من تقود هذا العدوان -.
وكان هذا التحذير مشفوعا باستقدام حاملة الطائرات الأمريكية وملحقاتها إلى شرق المتوسط في رسالة صريحة لهذه الأطراف . فقد هدفت الولايات المتحدة في تمكين الكيان الصهيوني من استعادة الردع , بعد أن شكلت عملية طوفان الأقصى تهديدا حقيقيا لهذا الهدف الذي طالما حافظ عليه الكيان الصهيوني منذ قيامه , ومن ثم فقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال نحو 2000 جندي إلى الكيان الصهيوني في بداية العدوان على غزة , وتحريك حاملتي طائرات إلى شرق البحر المتوسط منها حاملة الطائرات ( فورد ) وهي أحدث حاملة طائرات في الولايات المتحدة والأكبر في العالم والتي تستوعب ما يزيد على خمسة آلاف شخص .
كما حرصت الولايات المتحدة على إمداد الكيان الصهيوني بالأسلحة التى يحتاجها في عدوانه ضد قطاع غزة , حتى إن إدارة بايدن وفقل لصحيفة ( وول ستريت جورنال) في 17 فبراير 2024م ,قالت : ( إنها تعتزم إرسال قنابل وأسلحة إلى إسرائيل لتعزيز ترسانتها العسكرية , وتشمل الأسلحة حوالي ألف قنبلة من طراز MK-82, فضلا عن ذخائر الهجوم المباشر المشترك KMU- 572 والتي تضيف توجيها دقيقا , وايضا صمامات القنابل FMU- 139, والتي تقدر قيمتها بعشرات الملايين من الدولارات ).
-قيادة العدوان
ومع بدأ معركة طوفان الأقصى كان الدعم المطلق واللامشروط للكيان الصهيوني بشكل كامل , ولتأكيد هذا الدعم المطلق فقد قام الرئيس الأمريكي جو بايدن بزيارة ظاهرها تضامنية لتل أبيب أثناء العدوان على غزة وبعد عملية طوفان الأقصى ببضعة أيام فقد كانت تلك الزيارة تأكيد وتطمين لداخل الصهيوني ورسالة تحذيرية لقوى اقليمية ودولية إن الذي يشن ويقود العدوان على غزة هي امريكا ,ومما يؤكد ما نقوله أن هذه الزيارة تعتبر سابقة لم يفعلها رئيس أمريكي حتي في حرب أكتوبر 1973م ,
ومن خلال التصريح الذي أطلقه الرئيس بايدن في أثناء زيارته لخص الموقف الأمريكي والذي قال فيه : ( لو لم تكن هناك إسرائيل لعملنا على إقامتها ) وهذا يفسر فيه سر الدعم الأمريكي المطلق للكيان الصهيوني , وليؤكد على أن الكيان الصهيوني ليس مجرد كيان تدعمه الولايات المتحدة على مدار عقود بل يدعم ما ذهب إليه بعض المحللين : ( بإن إسرائيل هي الابن الشرعي والأداة المثلى للمشروع الاستعماري الغربي في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط ) وبذلك يفهم سر ثبات الموقف الأمريكي من العدوان على غزة منذ عام .
فخلال العدوان على غزة وتعمد الحكومة الصهيونية في كل جولة تفاوض وتحديدا رئيس وزرائها الإرهابي نتنياهو إلى إضافة شروط ومطالب جديدة سرعان ما يتم تبنيها من قبل الإدارة الأمريكية , الأمر الذي يضع واشنطن في موضع الخصم التفاوضي وليس الوسيط وهذا ما يؤكد أن واشنطن هي من تقود وتشن العدوان على غزة .
وهذا الموقف نجد جذوره في التقييم الأمريكي الأستراتيجي لتحديات السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية مثلما عبر عته بوضوح تقرير ( مجتمع الاستخبارات الأمريكي ) الصادر في فبراير 2024م .
يرى التقرير أن حركة حماس هي أحد مصادر التهديد للأمن القومي الأمريكي ولموقع الولايات المتحدة الأمريكية المتفوق عالميا , فقد جاء في مقدمة التقرير : ( أن النظام العالمي سيكون على امتداد السنوات القادمة هشا , وسيشهد تحديات عابرة للقوميات وصراعات إقليمية متعددة لها ارتدادات بعيدة المدى ) .
وإلى جانب التحديات التي تمثلها كل من الصين وروسيا , يضيف التقرير : ( أن بعض القوى الإقليمية مثل إيران , وبعض القوى غير الدولاتية صاحبة القدرة تتحدى القواعد الراسخة للنظام الدولي والموقع المتفوق للولايات المتحدة فيه ) .
-تهديدا لأمريكا
إن موقف الولايات المتحدة من العدوان على غزة , والاستراتيجية التفاوضية التي تسير وفقها مستمدان من مقدمتين راسختين ومترابطتين :
الأولى , هي أن حركة حماس تمثل تهديدا صريحا للموقع المتفوق للولايات المتحدة الأمريكية من خلال تحديها للهيمنة الصهيونية المتعاظمة في الإقليم , وبخاصة لما تعنيه عملية ( طوفان الأقصى ) استراتيجيا على مستوى ضرب قدرات الردع الصهيوني والتي ظلت أمريكا و الكيان الصهيوني يتباهون بقوة الردع الصهيوني منذ قيامه .
كذلك شكلت عملية طوفان الاقصى ضربا للمساعي الأمريكية لإيجاد بيئة مواتية استراتيجيا للنفوذ الصهيوني من خلال اتفاقيات التطبيع العربي – الصهيوني خاصة مع المملكة العربية السعودية .
استناد إلى ذلك فإن واشنطن متفقة تماما مع الكيان الصهيوني على هدف هزيمة حركة حماس , أو على الأقل تقويضها إلى الحد الذي لا تعود فيه تشكل تهديدا للكيان الصهيوني وتفقد قدرتها على أداء أي أدوار سياسية أو حكومية في قطاع غزة والضفة الغربية .
فمخاوف تقرير الاستخبارات الأمريكية تبدو عملية حركة حماس في السابغ من أكتوبر 2023م , وكأنها تمثل كل التهديدات الاستراتيجية مجتمعة لاستمرار الهيمنة الأمريكية . ففي سياق التدليل على تقييمه للأخطار ,
يقول التقرير : ( إن الأزمات الإقليمية ووجود قوى – دون الدولة – متمكنة , يمكن أن تكون لها ارتدادات وامتدادات عالمية ) ليؤكد التقرير ذلك بقوله : ( ما عليك إلا النظر إلى أزمة غزة التي أطلقها لاعب إرهابي غير دولتي صاحب قدرات وهو حماس , تحركه جزئيا إيران صاحبة الطموح الإقليمي , وتفاقمه سردية تشجعها الصين وروسيا لتقويض مكانة الولايات المتحدة الأمريكية على الساحة الدولية ) .
-افشال التطبيع
من اجل التركيز على مواجهة تحدي الصعود الصيني والسياسات الهجومية لروسيا , دفعت واشنطن باتجاه إنشاء وتعزيز حلف إقليمي يدافع عن مصالحها , وتقع في قلب هذا الحلف اتفاقيات التطبيع العربي – الصهيوني المعروف باسم ( الاتفاقيات الإبراهيمية ) بدت هذه الاتفاقيات بالنسبة لواشنطن بمثابة الترياق الذي سيعالج التحديات الإقليمية , ويرسم خريطة جيوسياسة تشكل خط حماية لمصالح واشنطن وحلفائها في المنطقة أمام تقلبات النظام الدولي , وأمام صعود إيران كقوة إقليمية .
فواشنطن تسعى لإعادة تشكيل المنطقة على حساب الفلسطينيين وفي ذات الوقت فإن واشنطن تسعى لتحقيق هدفهما المشترك مع الكيان الصهيوني وهو هزيمة حركة حماس وإخراجها من المشهد الفلسطيني والمعادلة الإقليمية بل وتصفية القضية الفلسطينية برمتها لتأتي عملية طوفان الأقصى لتسقط صفقة القرن والتطبيع والردع الصهيوني .
300- مليار دولار
تاريخيا يُعد الكيان الصهيوني أكبر متلق للمساعدات الأمريكية منذ تأسيسه , حيث تلقي حوالي تاريخيا يُعد الكيان الصهيوني أكبر متلق للمساعدات الأمريكية منذ تأسيسه , حيث تلقي حوالي 300 مليار دولار في مجموع المساعدات الاقتصادية والعسكرية في الفترة من 1946- 2023م , بحيث تذهب 55% من المساعدات الأمريكية التي تقدمها للعالم إلى الكيان الصهيوني
وفي اطار الدعم المطلق للكيان الصهيوني فقد تخطت الإدارة الأمريكية الكونجرس الأمريكي لمرتين في شهر ديسمبر 2023م , للموافقة على صفقة بيع أسلحة للكيان الصهيوني باستخدام صلاحية الطوارئ , وقد قدم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مبررات لاتخاذ هذا القرار مشيرا إلى وجود جالة طوارئ تتطلب البيع الفوري للمواد والخدمات العسكرية لتأمين أمن الكيان الصهيوني .
-حق الفيتو
وبجانب الدعم الاقتصادي والعسكري اللامحدود استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض ( الفيتو) للمرة الثالثة في مجلس الأمن الدولي خلال الشهور الأولى من بدا العدوان على غزة , فقد استخدمت الفيتو ضد مشروع قرار مقدم من الجزائر في 20 فبراير 2024م , على اعتبارها هضوا عربيا في مجلس الأمن ! وسبق المقترح الجزائري مشروعي قرار روسي وبرازيلي يطالبان بوقف إطلاق النار في 17 أكتوبر 2023م ,
هذا فضلا عن تصويت الولايات المتحدة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 27 أكتوبر 2023م , ضد مشروع قرار تقدمت به الدول العربية يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار ودخول مساعدات إنسانية من دون معوقات إلى سكان غزة .
يُذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية قد استخدمت حق النقض ( الفيتو) في مجلس الأمن نحو 79 مرة , منها 50 مرة لمصلحة الكيان الصهيوني وحمايته ودعم عدوانه على مدي تاريخه الإجرامي والعدواني والنازي الممتد طوال 76 عاما منذ قيامه وجثى الآن .
-إبادة جماعية
وإمعانا في اذلال الفلسطينيين في قطاع غزة وتأكيدا على قيادة وشن الولايات المتحدة لهذا العدوان , أوقفت كل من الولايات جنبا إلى جنب دول أخرى ككندا وأستراليا وإيطاليا والمملكة المتحدة وفنلندا وألمانيا وهولندا والنمسا ورومانيا ونيوزيلاندا المساعدات المالية لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( أونروا ) في 24 يناير 2024م , بسبب ما أدعته سلطات الكيان الصهيوني من ضلوع عدد من موظفي الأنروا في غزة في عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023م .
في حين استمرت كل من النرويج وإسبانبا في تقديم الدعم للأنروا . وتأتي هذه الاتهامات في وقت يعتمد فيه أكثر من مليوني شخص في غزة على المساعدات التي تقدمها الوكالة منذ بداية العدوان .
مع تجاهل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية الأخرى ما ينطويه هذا القرار على كوارث إغاثية وإنسانية داخل القطاع . -حرب صليبية وبالنظر للدعم الأمريكي على مختلف الأصعدة العسكرية والاقتصادية والسياسية والإعلامية والدبلوماسية وغيرها , يتضح بما لا يدع مجالا لأي شك أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من قادت وشنت العدوان على غزة , والحديث عن تغيير الموقف الأمريكي تجاه الكيان الصهيوني بخصوص وقف هذا العدوان يبدو أمرا بعيد المنال .
فالعدوان على غزة هو جزء من مخطط امريكي في محاولة لتشكيل خريطة المنطقة العربية . لكن هذه فالمنطقة أثبتت عبر التاريخ بحكم الدين الإسلامي إنها المنطقة الأكثر مناعة والأصلب عودا في مواجهة الغرب الاستعماري منذ الحروب الصليبية وإنها الأكثر إخافة وإرهابا للغرب لأنها تمتلك عقيدة ترفض الانحناء والركوع وتأبي القبول بالمخططات التوسعية لفرض السيطرة والاستعمار والهيمنة كما إنها عقيدة أصلية ترفض الذوبان في الحضارة أو التصاغر أمامها أو الاندماج في نموذجها .
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکیة عملیة طوفان الأقصى للکیان الصهیونی الکیان الصهیونی العدوان على غزة الصهیونی من أکتوبر 2023م فی المنطقة المتحدة فی حرکة حماس
إقرأ أيضاً:
محلل إسرائيلي يدعو واشنطن لدعم قسد لهذه الأسباب.. وصفها بالشريك الموثوق
حذر المحلل العسكري الإسرائيلي عيدو ليفي من التخلي عن قوات سوريا الديمقراطية في سوريا، معتبرا أن دعمها سيكون بمثابة الردع ضد هيئة تحرير الشام، ودعمها للتصدي لقوات الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا.
ليفي الذي يشغل "زميل مشارك" في معهد واشنطن، ويقدم على أنه متخصص في العمليات العسكرية ومكافحة الإرهاب، يرى أن قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، التي يهيمن عليها الأكراد، هي الشريك الوحيد الموثوق في سوريا.
ويؤكد ليفي في تقرير نشره معهد واشنطن أنه وبعد سقوط نظام الأسد فإنه يجب على المسؤولين الأمريكيين إعادة تقييم احتياجات "قوات سوريا الديمقراطية" لضمان حصولها على الدعم اللازم لمواصلة المهمة التي جمعت الشريكين معاً في المقام الأول وهي: القتال المشترك ضد تنظيم الدولة، والذي يشمل الآن الدفاع عن العديد من مرافق الاحتجاز في شمال شرق سوريا التي تضم آلاف من عناصر التنظيم وأنصاره. كما تتضمن هذه المهمة إبقاء قوات "الجيش الوطني السوري" تحت السيطرة، وضمان استعداد "قوات سوريا الديمقراطية" لمواجهة هجوم جديد من "هيئة تحرير الشام" إذا قررت دفع عملياتهم نحو شمال شرق البلاد.
وبحسب ليفي فإنه على الرغم من أن الأسد و"قوات سوريا الديمقراطية" كانا خصمين، إلّا أن النظام وحلفاءه في إيران وروسيا طوروا وضعاً غير سهل بل مستقر نسبياً مع هذه القوات خلال السنوات الأخيرة. وفي الغالب ترك الأسد "قوات سوريا الديمقراطية" دون تدخل كبير في شمال شرق البلاد، بينما وافقت "قوات سوريا الديمقراطية" على أن يسيطر النظام وحلفاؤه الأجانب على أقسام صغيرة من مناطق الحسكة والقامشلي داخل أراضي "قوات سوريا الديمقراطية"، ومن بينها مطار القامشلي والمعبر الحدودي القريب مع تركيا. وفي الوقت نفسه، تتواجد القوات الأمريكية في شمال شرق البلاد منذ عام 2015 لمساعدة "قوات سوريا الديمقراطية" في محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، كما عملت كوسيلة ردع فعلية ضد إيران وروسيا وتركيا والأسد.
وكجزء من هذه الترتيبات، تعاونت قوات النظام السوري وروسيا و"قوات سوريا الديمقراطية" للقيام بدوريات على خطوط المواجهة مع "الجيش الوطني السوري" وعلى الحدود التركية، بهدف ردع أنقرة عن تنفيذ المزيد من العمليات الهجومية.
لكن ليفي يحذر من التعاون بين "هيئة تحرير الشام" و"الجيش الوطني السوري" بصورة غير علنية ضد "قوات سوريا الديمقراطية" في البيئة الجديدة.
في مثل هذا السيناريو، قد يُشكل "الجهاديون"، بحسب ليفي، تحدياً عسكرياً خطيراً لـ "قوات سوريا الديمقراطية". مضيفا: "لقد استثمرت "هيئة تحرير الشام" بشكل كبير في تحسين قدراتها العسكرية على مدى السنوات القليلة الماضية، وأظهرت احترافية محسنة وتكتيكات مبتكرة خلال هجومها ضد (نظام) الأسد، بما في ذلك الاستخدام المتقدم للطائرات المسيّرة للقيادة والتحكم، والمراقبة، والاستهداف، والهجمات المضادة للدروع. ولم يواجه الأكراد مثل هذا الخصم الجهادي العازم منذ الحرب ضد تنظيم الدولة في الفترة 2014-2019".
في مواجهة التطورات الجديدة يدعو ليفي إدارة بايدن إلى أن توضح لتركيا، علناً وسراً، أن المزيد من هجمات "الجيش الوطني السوري" غير مقبولة، وأن الولايات المتحدة ستوفر دعماً جوياً لـ "قوات سوريا الديمقراطية" ضد هذه الهجمات. ومن شأن توسيع نطاق طلعات القاذفات فوق المنطقة على الفور أن يشير إلى الحزم في هذا الشأن. كما يجب على واشنطن أن تدرس فرض عقوبات إضافية على قادة "الجيش الوطني السوري"، ونقل قوات أمريكية إلى خطوط المواجهة في الرقة وكوباني، وتوسيع الدوريات المشتركة مع "قوات سوريا الديمقراطية". ومن شأن الدعم الأمريكي المتزايد أن يحقق فائدة جانبية حاسمة تتمثل في ضمان عدم إرهاق "قوات سوريا الديمقراطية" وإهمال واجبها في تأمين مرافق احتجاز تنظيم "الدولة الإسلامية".
وفي الوقت نفسه، يجب على الإدارة الأمريكية، يقول ليفي، أن تراقب "هيئة تحرير الشام"، التي قد تحاول التقدم نحو المناطق التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" إذا شعرت بالضعف - وهو السيناريو الذي من شأنه أن يعرّض الحرب ضد تنظيم الدولة للخطر بشكل أكبر، على حد قوله.
يذكر أن العديد من العشائر العربية في المنطقة الشرقية تطالب بطرد قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد من محافظتي الرقة والحسكة.