السعودية والإمارات تقودان الإنفاق على البنية التحتية خليجياً وعربياً
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
واصلت دول الخليج العربي الاستثمار خلال العام 2024 في مشاريع البنيـة التحتيـة الكبيرة، نظراً لمساهمتها الكبرى في مسـتقبل الـدول ولعوائدهـا الكبيرة على الاقتصاد الكلي من حيث التنمية وجذب الاستثمارات الخارجية ولتعزيز التنمية في القطاعات غير النفطية وتنويع مصادر الدخل وتحقيق الرفاهية للسكان، والتي وصلت مستوياتها إنفاق مئات مليارات الدولارات سنويا ضمن خطط طويلة الأجل للتنويع الاقتصادي بعيداً عن النفط.
وأكد تقرير حديث لمركز ” إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” ومقره أبوظبي، أن المملكة العربية السعودية تقود خليجياً في حجم الاستثمارات في البنية التحتية ضمن “رؤية 2030″،و التي تشمل الطرق والنقل والمواصلات والمشاريع السكنية والرقمية، حيث استمر دعم المملكة لهذه المشاريع كما واصلت دولة الإمارات ضخ استثمارات كبيرة في البنى التحتية في مجالات أهمها الطيران والصناعة والموانئ واللوجستيات والاتصالات وتقنية المعلومات.
– تنويع
وتشمل أهداف الاستثمار في البنى التحتية بكافة أشكالها في دول الخليج تطوير اقتصاد متنوع عبر دعم القطاعات غير النفطية مثل: الصناعة والسياحة والنقل والخدمات اللوجستية وغيرها من القطاعات الحيوية، مما يسهم في خلق مصادر دخل جديدة بعيداً عن النفط، بالإضافة إلى إنشاء مدن مستدامة ومرافق عامة متطورة.
– السعودية
وقال ” إنترريجونال”: وفقاً لميزانية المملكة العربية السعودية لعام 2024، فإن الحكومة قدرت إنفاقًا إجماليًا بنحو 1.251 تريليون ريال سعودي، بزيادة في الإنفاق بالتركيز على مشاريع تنموية وتحسين البنية التحتية لتحقيق رؤية 2030 وتأتي هذه الاستثمارات كجزء من مساعي السعودية لتنويع الاقتصاد.
وتُعدّ مشاريع مثل “نيوم”، التي تصل استثماراتها إلى نحو 500 مليار دولار، ومشروع البحر الأحمر، جزءًا أساسيًا من هذه الرؤية وفي مناطق مثل الرياض ومدينة نيوم، والتي تشمل مشاريع مثل “ذا لاين”، المتوقع أن يُحدث نقلة نوعية في نمط العيش الحضري وتطوير ميناء ضخم ليصبح مركزاً للتجارة العالمية وبناء مصنع ضخم لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
وتسعى المملكة أيضاً إلى تحديث شبكة النقل عبر مشاريع ضخمة تشمل خطوط السكك الحديدية والطرق المطورة، وتوسعة المطارات لجعل السعودية مركزاً إقليمياً للطيران بالإضافة إلى إطلاق نظام الحافلات العامة في الرياض، كما أوشكت شبكة مترو الرياض على بدء التشغيل.
ويترافق هذا التطور مع توجه قوي نحو الطاقة المتجددة، حيث تواصل السعودية زيادة سعة الطاقة الشمسية والرياح بهدف تحقيق 50% من استهلاك الطاقة من مصادر متجددة بحلول 2030، مما يعكس التزام المملكة بالتحول نحو اقتصاد أخضر ومتنوع.
– تطور كبير
وتُخطط المملكة لتطوير مطار الرياض ليكون مركزاً دولياً بحلول عام 2030، إضافة إلى تحديثات في شبكات الطرق السريعة لربط المدن وتحسين الوصول إلى المناطق الصناعية والسياحية، كما تركز المملكة على مشاريع الطاقة المتجددة وتحلية المياه.
وتعمل المملكة على تعزيز البنية التحتية الرقمية لدعم الاقتصاد الرقمي وتشمل هذه الجهود تغطية واسعة لشبكات الجيل الخامس (5G) وتوسيع نطاق الإنترنت عالي السرعة في جميع أنحاء البلاد كما خصصت استثمارات كبيرة لتحسين جودة الخدمات الصحية والبنية التحتية التعليمية.
– دولة الإمارات
وفي السياق، أوضح ” إنترريجونال” أن ميزانية دولة الإمارات تضمنت خلال 2024 إنفاقاً ضخماً على مشاريع البنية التحتية ضمن ميزانية اتحادية عامة قُدرت بـ 192 مليار درهم للفترة من 2024 إلى 2026، بتركيز على تعزيز الخدمات الرقمية والمرافق الصحية والتعليمية والنقل.
وفي 2024، خصصت دولة الإمارات العربية المتحدة حوالي 4% من الميزانية العامة الفيدرالية للإنفاق على البنية التحتية والموارد الاقتصادية، من ضمن إجمالي ميزانية تبلغ 64 مليار درهم للسنة الأولى من خطتها 2024-2026.
وتمثل الميزانية الجديدة خطوة لتعزيز التنمية المستدامة وتقوية الأسس الاقتصادية للدولة، مع التركيز الأكبر على مجالات التنمية الاجتماعية وشؤون الحكومة، اللتين تحصلان على 42% و39% من الميزانية على التوالي.
– جودة الحياة
وشهدت الإمارات تطوراً ملحوظاً في بنيتها التحتية العام 2024، مع التركيز بشكل كبير على مشروعات تهدف لتحسين جودة الحياة، وتحقيق التنمية المستدامة، ففي أبوظبي، أعلنت دائرة البلديات والنقل عن استثمارات بقيمة 66 مليار درهم موزعة على 144 مشروعًا تشمل الإسكان، والمرافق العامة، والتعليم، والسياحة. تم تخصيص الجزء الأكبر، حوالي 59 مليار درهم، لتطوير الإسكان والمرافق العامة.
و أكد “إنترريجونال ” أن هذه المشاريع تعكس التزام الإمارات بتبني نهجٍ شاملٍ ومبتكر في تطوير بنيتها التحتية، مما يسهم في تحقيق رؤيتها للاستدامة، وتحقيق تطور اجتماعي واقتصادي يواكب احتياجات المستقبل وتتميز بمقومات متعددة تشمل شبكات نقل متطورة، خدمات طاقة مستدامة، وتوسعاً في التكنولوجيا والاتصالات حيث تمتلك الإمارات شبكة حديثة من الطرق السريعة تربط بين المدن، إلى جانب المطارات الكبرى مثل مطارات أبوظبي ودبي والشارقة كما تمتاز الدولة بنظام مترو متكامل في دبي، وهو الأول من نوعه في المنطقة، بالإضافة إلى مشاريع التوسع في النقل العام في أبوظبي.
– الطاقة المتجددة
وتتصدر الإمارات المنطقة في التحول إلى الطاقة المتجددة، حيث تعتمد بشكل متزايد على الطاقة الشمسية حيث تم إنشاء مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية، وهو أحد أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم، إضافة إلى محطات أخرى في أبوظبي تسهم في خفض الاعتماد على النفط وتعزيز الاستدامة كما طورت الإمارات بنية تحتية رقمية قوية تدعم التحول الرقمي السريع، بما في ذلك شبكات الجيل الخامس (5G) التي تغطي معظم المناطق، ودعمت مبادرات المدن الذكية.
ووضعت الإمارات استثمارات كبيرة في تحسين البنية التحتية للقطاعين التعليمي والصحي، بما في ذلك بناء مستشفيات ومدارس حديثة، وتوفير مرافق تعليمية متطورة لتعزيز جودة الحياة وتحقيق التنمية المستدامة في المجتمع وتعكس هذه المقومات رؤية الإمارات لتعزيز مكانتها كدولة رائدة في البنية التحتية على مستوى المنطقة والعالم.
وأوضح “إنترريجونال” أن دولة الإمارات تستثمر بشكل مكثف في مشاريع البنية التحتية التي تدعم التنويع الاقتصادي وتقلل الاعتماد على النفط بقطاعات الطاقة المتجددة مثل مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية ومشاريع أخرى تركز على تقنيات الاستدامة، مما يعزز مكانة الإمارات في مجال الطاقة النظيفة وعلى إنشاء مدن ذكية مستدامة ورفع كفاءة المدن الحالية.
– البنية الرقمية
وتسعى الإمارات لتكون مركزاً تقنياً إقليمياً من خلال الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، مما يسهم في دعم الاقتصاد الرقمي وتطوير قطاعات مثل التعليم والصحة والأمن وتعزيز مكانتها السياحية من خلال تطوير المعالم الثقافية والسياحية، مثل المتاحف والمراكز الثقافية، وإقامة الفعاليات العالمية بهدف توفير فرص عمل جديدة، مما يدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الطاقة المتجددة البنیة التحتیة دولة الإمارات ملیار درهم
إقرأ أيضاً:
الوكالة اليابانية للتعاون الدولي قدمت للعراق (36)قرضاً بمبلغ (11) مليار دولاراً لتعزيز التنمية الاجتماعية والبنية التحتية
آخر تحديث: 21 دجنبر 2024 - 10:55 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- جدد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومكتب الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) في العراق، شراكتهما الطويلة الأمد لتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في العراق من خلال التمويل من حكومة اليابان وجايكا.وتعكس هذه الشراكة، التي امتدت لأكثر من خمسة عشر عاماً من التعاون مع حكومة العراق، الالتزام القوي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وحكومة اليابان/جايكا بتلبية حاجة العراق إلى خدمات أساسية وبنية تحتية اقتصادية فعالة ومستقرة وموثوقة؛ بحسب تقرير(جايكا) .وأضاف أن هذه الشراكة ساهمت بشكل كبير في النمو البشري والاقتصادي في العراق، بما يتماشى مع خطط وبرامج التنمية الوطنية العراقية التي تركز على التنويع الاقتصادي وتحديث البنية التحتية وتحسين الخدمات الاجتماعية.ودعماً لإعادة الإعمار والتنمية، حصل العراق على 36 قرضاً من المساعدات الإنمائية الرسمية من الحكومة اليابانية والوكالة اليابانية للتعاون الدولي، بلغ مجموعها نحو 11 مليار دولار أميركي. وتشمل هذه القروض 34 قرضاً لمشاريع القطاعات الحيوية وقرضين لسياسة التنمية.وتهدف هذه المساعدات الإنمائية إلى دعم العراق في تحقيق أهدافه الإنمائية المستدامة، مع التركيز على تحسين الظروف المعيشية على الصعيد الوطني واستعادة البنية الأساسية لتعزيز النمو الشامل. وقال هيروشي سوزوكي، الممثل الرئيسي لوكالة جايكا في العراق: “تظل جايكا ملتزمة بمعالجة تحديات التنمية مع حكومة العراق من خلال هذه الشراكة المؤثرة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. توفر هذه الشراكة الدعم الشامل للمسؤولين العراقيين لتحقيق المعايير الدولية في إدارة المشاريع، والجمع بين الخبرة الفنية وتنمية القدرات وتمويل التنمية. ويهدف كل هذا إلى تحسين سبل العيش وتعزيز التنمية المستدامة في البلاد”. وبموجب اتفاقية الشراكة المتجددة هذه، وبما يتماشى مع خطة التنمية الوطنية العراقية 2024-2028، يواصل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تقديم الدعم الحاسم للحكومة العراقية لتسهيل التنفيذ السلس للمشاريع الاجتماعية والاقتصادية الأساسية الممولة من قروض المساعدة الإنمائية الرسمية من جايكا. ويشمل هذا الدعم التنسيق على مستوى كبار المسؤولين، والإشراف الائتماني، ومتابعة التقدم، والمساعدة الفنية، وتبادل المعرفة، وتنمية القدرات. وعلاوة على ذلك، من خلال تعزيز الشفافية والمساءلة والالتزام بالمعايير الدولية، تضمن الشراكة التنفيذ الناجح لهذه المشاريع الحيوية. وقال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق آوكي لوتسما: “تسلط هذه الشراكة المتجددة بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وجايكا الضوء على التزامنا المشترك بدعم أهداف التنمية في العراق، مع التركيز على تطوير البنية التحتية، والنمو الاقتصادي المستدام ورأس المال البشري. ونهدف معاً إلى تسهيل التنفيذ الناجح للمشاريع الحيوية التي لن تعيد بناء البنية التحتية للعراق فحسب، بل ستعزز أيضاً المرونة الاجتماعية والاقتصادية طويلة الأجل، وتحسن حياة العراقيين في جميع أنحاء البلاد”.وتؤكد هذه الشراكة الفريدة والمتجددة على مزايا التعاون الثلاثي الفعال في تعزيز الرخاء، ودفع النمو المستدام، وتحسين تقديم الخدمات والبنية الأساسية من أجل عراق مستقر ومزدهر. كما تسلط الضوء على الملكية القوية من جانب حكومة العراق وتعمل كنموذج للشراكات المؤثرة والمستدامة التي يمكن أن تساهم في التنمية طويلة الأجل في العراق.