أبرز 7 تخصصات جامعية في العلوم الإنسانية والاجتماعية للعمل ورواتبها
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
أثار التقرير الذي نشرته الجزيرة نت مؤخرا تحت عنوان: 10 تخصصات على الجامعات التوقف عن تدريسها بسبب سوق العمل الكثير من النقاش والجدل في الأوساط الأكاديمية وبين الطلاب الذي يدرسون تخصصات إنسانية واجتماعية مثل الفلسفة والسياحة والآثار وغيرها من التخصصات.
ولعل السؤال الأبرز في هذه النقاشات كان: هل حقا أن هذه التخصصات لا مستقبل لها بسوق العمل، وماذا سيفعل الطلاب الذين يدرسون هذه التخصصات؟ وما التخصصات الجامعية في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية التي لها مستقبل بسوق العمل؟
للإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها طرحنا الأسئلة التالية على الذكاء الاصطناعي (Chatgpt4o):
ما التخصصات الجامعية الإنسانية والاجتماعية التي لها فرص عمل حاليا وفي المستقبل بعد 30 سنة من الآن؟ هل درجة البكالوريوس وحدها تكفي أم تحتاج لشهادات عليا مثل الماجستير والدكتوراة كي يكون لها فرص عمل في المستقبل؟ ما الرواتب المتوقعة حاضرا ومستقبلا لهذه التخصصات؟كما بحثنا أيضا عن أبرز الدراسات والأبحاث العلمية الصادرة عن مؤسسات مرموقة للتأكد من أهمية ومستقبل هذه التخصصات المذكورة في هذا التقرير.
وأخذنا رأي الخبراء حول توجهات الطلاب والأهالي للدراسة والعوامل التي تقف خلف اختياراتهم لتخصصات معينة دون غيرها.
الذكاء الاصطناعي سيؤثر على مستقبل الوظائف في قطاع التخصصات الإنسانية (شترستوك) التخصصات الرشيقةيقول الدكتور غسان أبو مطر أخصائي اقتصاديات التمويل ومدير مؤسسة العالم العربي للأبحاث الاقتصادية والاجتماعية في تصريحات خاصة للجزيرة نت "إن التخصصات الراكدة لا تقتصر على العلوم الإنسانية والاجتماعية بل تتعداها إلى تخصصات علمية وهندسية وطبية كانت تلقى إقبالا كبيرا من الطلاب في السابق ولكنها أصبحت تخصصات راكدة ومُشبَعة في سوق العمل حاليا".
وأشار أبو مطر إلى أن "هناك توجهًا متزايدا لدى الطلاب والأهالي نحو التخصصات التقنية التي تلبي احتياجات سوق العمل، كما لاحظنا خلال السنوات الأخيرة توجهًا نحو ما يعرف بـ"التخصصات الرشيقة"، وهي تلك التخصصات التي تتطلب عدد ساعات دراسية أقل، ما يجعل مدة الدراسة أقصر نسبيًا، ولها مستقبل واعد في سوق العمل المحلي والعربي والدولي، وهذا الأمر لا يقتصر على العلوم الإنسانية والاجتماعية فقط، بل يتعداه لبعض التخصصات الهندسية والطبية".
ويوضح أبو مطر "على سبيل المثال، بينما يتطلب تخصص هندسة الحاسوب 162 ساعة أكاديمية في معظم الجامعات، يتطلب التخصص في علوم الحاسوب المختلفة مثل الذكاء الاصطناعي أو الأمن السيبراني عدد ساعات أقل. هذا الاختلاف في عدد الساعات يمكن أن يؤدي إلى تقليل مدة الدراسة بسنة دراسية كاملة تقريبًا، وهو ما يوفر الوقت والمال، ويجذب الطلاب والأهالي على حد سواء، خاصة مع تزايد الطلب على المهارات التقنية بسوق العمل، وهو ما أدى إلى زيادة الإقبال على هذه التخصصات. في المقابل، شهدت التخصصات في العلوم الإنسانية والاجتماعية وصولا لبعض التخصصات العلمية والهندسية والطبية، انخفاضًا في الإقبال عليها".
وأكد أبو مطر أن "هناك وعيًا متزايدًا بين الطلاب والأهالي حول أهمية اختيار التخصصات التي تتوافق مع احتياجات سوق العمل الحالي بعيدا عن التخصصات الراكدة أو المشبعة سواء في العلوم الإنسانية والاجتماعية أو غيرها. على الجامعات وصناع القرار في العالم العربي أن يأخذوا هذه التوجهات في الاعتبار عند تخطيط البرامج الأكاديمية للمستقبل لضمان تلبية احتياجات السوق، والنأي بالطلاب عن شبح البطالة".
أبرز 7 تخصصات جامعية في العلوم الإنسانية والاجتماعية ولها مستقبل بسوق العمل 1. الاقتصادهو دراسة كيفية تخصيص المجتمعات للموارد لتلبية احتياجاتها. وهو يشمل كلًّا من "الاقتصاد الجزئي"، الذي يركز على القرارات الفردية والتجارية، و"الاقتصاد الكلي"، الذي يدرس الأنظمة والسياسات الاقتصادية الشاملة وفق البنك الدولي.
هل درجة البكالوريوس تكفي وحدها؟
قد توفر درجة البكالوريوس أساسا قويا لمناصب ووظائف المستوى الأول في مجالات مختلفة. بالنسبة للمناصب والوظائف المتقدمة، فهناك حاجة لدرجتي الماجستير أو الدكتوراه.
الرواتب الحالية في الدول المتقدمة
خبير اقتصادي: 80 ألفا- 110 آلاف دولار سنويا محلل مالي: 70 ألفا- 90 ألف دولار سنويا محلل بيانات: 60 ألفا- 85 ألف دولار سنويا محلل أبحاث السوق: 55 ألفا- 75 ألف دولار سنويا.الرواتب المتوقعة خلال 30 عاما في الدول المتقدمة
خبير اقتصادي: 120 ألفا- 180 ألف دولار سنويا محلل مالي: 100 – 150 ألف دولار سنويا محلل بيانات: 100 ألف دولار سنويا محلل أبحاث السوق: 80 ألفا- 120 ألف دولار سنويا درجة البكالوريوس في الاقتصاد توفر أساسا قويا لمناصب ووظائف المستوى الأول في مجالات مختلفة (شترستوك) 2. القانونيشمل هذا التخصص مجموعة واسعة من المجالات القانونية، بما في ذلك: القانون الجنائي، وقانون الشركات، والملكية الفكرية، والبيئة، وقانون الأسرة.
هل درجة البكالوريوس تكفي وحدها؟
درجة البكالوريوس وحدها لا تكفي للعديد من الوظائف القانونية. ستحتاج إلى:
درجة الماجستير في القانون اجتياز امتحان المحاماة والحصول على الترخيص للترافع أمام المحاكم تدريب عملي.فرص العمل الحالية والمستقبلية
محامٍ مستشار الشركات قاضٍ مساعد قانوني مستشار قانوني للأمن السيبراني أخصائي قانون البيئة خبير القانون الدولي.الرواتب الحالية بالدول المتقدمة
المحامي: من 80 ألفا- 160 ألف دولار سنويا مستشار الشركات: 100- 200 ألف دولار سنويا القاضي: 120 ألفا- 200 ألف دولار سنويا المساعد القانوني: 50 ألفا- 75 ألف دولار سنوياالرواتب المتوقعة خلال 30 عاما في الدول المتقدمة
المحامي: من 150 ألفا- 300 ألف دولار سنويا المستشار القانوني للشركات: من 200 – 400 ألف دولار سنويا القاضي: من 200- 300 ألف دولار سنويا مساعد قانوني: من 70 ألفا- 100 ألف دولار سنويا الوظائف المبدئية في علم النفس تتنوع بين الاستشارة والخدمات الاجتماعية وباحثين في مجال التسويق (بيكسلز) 3. علم النفسقدرت منظمة الصحة العالمية أنه بحلول عام 2030 ستصبح الأمراض العقلية العامل الأكثر إسهاما في العبء العالمي للأمراض ومن هنا تأتي أهمية علم النفس في سوق العمل المستقبلي.
هل درجة البكالوريوس وحدها تكفي؟
درجة البكالوريوس وحدها لا تكفي فلن تؤهلك لتصبح طبيبا نفسيا، وفي الواقع، حتى درجة الماجستير في علم النفس ليست كافية أيضا. يجب أن تحصل على درجة الدكتوراة في هذا التخصص وفق ما ذكرت منصة "يونيفيرسيتيز".
الوظائف على مستوى البكالوريوس: أدوار مبتدئة في الاستشارة والخدمات الاجتماعية، وباحثون في مجال التسويق، أو مختصو إرشاد نفسي بالمدارس.
الرواتب الحالية لعلماء وأطباء النفس (2024)
عالم النفس السريري: 75 ألفا – 100 ألف دولار سنويا عالم النفس الاستشاري: 60 ألفا- 90 ألف دولار سنويا عالم النفس المدرسي: 60 ألفا- 80 ألف دولار سنويا عالم النفس البحثي: 70 ألفا- 100 ألف دولار سنويا.الرواتب المتوقعة في 30 عاما (2054)
عالم النفس السريري: 100 ألف- 130 ألف دولار سنويا عالم النفس الاستشاري: 80 ألفا- 100 ألف دولار سنويا عالم النفس المدرسي: 80 ألفا- 100 ألف دولار سنويا عالم النفس البحثي: 90 ألفا – 130 ألف دولار سنويا 4. علم الاجتماعهو دراسة المجتمع والسلوك الاجتماعي، وهو يستكشف كيفية تفاعل الأفراد والمجموعات، والهياكل التي تشكل السلوك البشري.
هل درجة البكالوريوس وحدها تكفي؟
قد تؤدي درجة البكالوريوس إلى وظائف مبتدئة في هذا المجال، ولكن الوظائف المتقدمة تتطلب عادةً درجة الماجستير أو الدكتوراه.
الرواتب الحالية في علم الاجتماع بالدول المتقدمة
عالم اجتماع: 80 ألفا- 100 ألف دولار سنويا باحث اجتماعي: 60 ألفا- 90 ألف دولار سنويا محلل سياسات: 70 ألفا- 100 ألف دولار سنويا مدير خدمة المجتمع: 65 ألفا -90 ألف دولار سنويا.توقعات الرواتب المستقبلية (30 عاما)
عالم اجتماع: 100 ألف- 130 ألف دولار سنويا باحث اجتماعي: 80 ألفا- 110 آلاف دولار سنويا محلل سياسات: 90 ألفا- 130 ألف دولار سنويا مدير خدمة المجتمع: 85 ألفا- 115 ألف دولار سنويا تخصص الاتصالات يوفر فرصة للعمل في العلاقات العامة (غيتي) 5. التواصل والاتصال (الاتصالات)الاتصالات هي مجال ديناميكي يركز على كيفية إنشاء المعلومات ومشاركتها وفهمها. وهي تشمل أشكالا مختلفة بما في ذلك الوسائط اللفظية والمكتوبة والمرئية والرقمية.
هل درجة البكالوريوس وحدها تكفي؟
قد تؤدي إلى مجموعة واسعة من الفرص المهنية في مختلف الصناعات، ومنها: أخصائي العلاقات العامة، ومدير وسائل التواصل الاجتماعي، وكاتب المحتوى، ومنسق الفعاليات.
الرواتب الحالية بالدول المتقدمة
أخصائي العلاقات العامة: 50 ألفا- 75 ألف دولار سنويا مدير وسائل التواصل الاجتماعي: 50 ألفا- 80 ألف دولار سنويا كاتب المحتوى: 45 ألفا-70 ألف دولار سنويا منسق الفعاليات: 40 ألفا- 60 ألف دولار سنويا.توقعات الرواتب المستقبلية (بعد 30 عاما)
أخصائي العلاقات العامة: 70 ألفا- 100 ألف دولار سنويا مدير وسائل التواصل الاجتماعي: 80 ألفا- 120 ألف دولار سنويا كاتب المحتوى: 70 ألفا- 100 ألف دولار سنويا منسق الفعاليات: 60 ألفا-80 ألف دولار سنويا 6. علوم ودراسات البيئةعلم يغطي مجموعة واسعة من المجالات من الحفاظ والاستدامة والسياسة البيئية إلى تغير المناخ والعدالة الاجتماعية.
توقعات سوق العمل:
يتوقع مكتب إحصاءات العمل الأميركي (BLS) نمو الوظائف في مجال العلوم البيئية والحماية بنسبة 5% من عام 2021 إلى عام 2031.
هل درجة البكالوريوس وحدها تكفي؟
توفر درجة البكالوريوس في الدراسات والعلوم البيئية أساسا قويا، ولكنها ليست كافية لمسارات مهنية أكثر تخصصا حيث تحتاج لدرجتي الماجستير والدكتوراة، وشهادات تدريب أخرى متخصصة.
الرواتب الحالية والمستقبلية في الدول المتقدمة
يبلغ متوسط الأجر السنوي لعلماء البيئة والمتخصصين فيها حاليا نحو 76 ألف دولار سنويا.
ويتوقع أن تنمو المهن البيئية من حيث الطلب والأجر على مدار 30 عاما ليصل ما بين 150 إلى 200 ألف دولار سنويا.
7. العلوم السياسيةهي دراسة أنظمة الحكم والسلوك السياسي. وكيفية عمل الأنظمة السياسية. ومن أهم المجالات بهذا التخصص: العلاقات الدولية، والسياسة المقارنة، والسياسة العامة، والاقتصاد السياسي.
هل درجة البكالوريوس وحدها تكفي؟
درجة البكالوريوس جيدة للوظائف الأولية؛ ويفضل درجة الماجستير والدكتوراة للوظائف المتقدمة. فيما يلي بعض فرص العمل الشائعة:
محلل ومستشار سياسي أخصائي العلاقات الدولية منسق حملات سياسية الخدمة الحكومية.الرواتب الحالية في العلوم السياسية
تختلف الرواتب حسب الخبرة والمنطقة الجغرافية أو البلد، ومعظم الوظائف السابقة يتراوح راتبها ما بين 50 ألفا – 80 ألف دولار سنويا بالدول المتقدمة.
توقعات الرواتب المستقبلية (30 عاما)
من المتوقع أن ترتفع الرواتب بسبب الطلب المتزايد على الخبرة في التحليل السياسي والسياسة العامة، وستتراوح رواتب العاملين في المجال السياسي خلال السنوات الـ30 القادمة ما بين 70 ألفا – 100 ألف دولار سنويا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی العلوم الإنسانیة والاجتماعیة فی الدول المتقدمة العلاقات العامة الطلاب والأهالی درجة الماجستیر هذه التخصصات بسوق العمل سوق العمل علم النفس فی مجال أبو مطر
إقرأ أيضاً:
من يدفع فاتورة التغيرات المناخية؟.. الدول النامية تطالب بـ1300 مليار دولار لمكافحة «الاحترار».. والزراعة أكبر الخاسرين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق من يدفع فاتورة التغيرات المناخية؟.. الدول النامية تطالب بـ1300 مليار دولار لمكافحة «الاحترار».. والزراعة أكبر الخاسرين.. وصندوق النقد: ٥٠ مليون شخص فى البلدان النامية قد يقعون فريسة الجوع بحلول 2060
الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الصدمات المناخية أصبحت أكثر «شدة واستمرارية«تغيرات المناخ تسببت فى خفض إنتاجية المحاصيل الاستراتيجية فى مصر أبرزها القمح والأرزصندوق النقد الدولي: ٥٠ مليون شخص فى البلدان النامية قد يقعون فريسة الجوع بحلول العام ٢٠٦٠
فى نوفمبر كل عام تتجه أنظار العالم أجمع إلى القضايا المناخية التى تستعر وتيرتها بالتزامن مع انعقاد مؤتمر المناخ العالمي، أو بالأحرى مؤتمر الأطراف بشأن تغير المناخ، والذى أتى فى نسخته التاسعة والعشرين COP29، فى عاصمة أذربيجان "باكو"، وسعى إلى الحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية وعلى رأسها الارتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة، وبالتزامن مع انعقاد المؤتمر فى الشهر الماضى أصدرت هيئة المناخ الأوروبية تقريرًا أكدت فيه أن عام 2024 فى طريقه لأن يصبح الأكثر سخونة على الإطلاق.
الأنشطة البشرية كلمة السر فى مخاطر المناخوبحسب التقرير الصادر عن خدمة تغيّر المناخ التابعة لمرصد كوبرنيكوس "سى ٣ إس" التابعة لهيئة المناخ الأوروبية، فإنه من المتوقع أن ترتفع درجة الحرارة العالمية السنوية بمقدار ١.٥ درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة لأول مرة، وسوف يتجاوز سجلات درجات الحرارة السابقة، حيث إن متوسط شذوذ درجة الحرارة فى الأشهر المتبقية من العام سوف يحتاج إلى الانخفاض إلى ما يقرب من الصفر لتجنب حدوث ارتفاع جديد.
البيانات الصادرة عن الوكالة الأوروبية أكدت أن متوسط درجة الحرارة العالمية خلال الأشهر العشرة الأولى من عام ٢٠٢٤ كان أعلى بمقدار ٠.٧١ درجة مئوية من خط أساس الفترة ١٩٩١-٢٠٢٠، وهو أعلى معدل مسجل لهذه الفترة، كما أنه فى شهر أكتوبر ٢٠٢٤ سجلت درجات حرارة أعلى بمقدار ١.٦٥ درجة مئوية عن مستويات ما قبل الصناعة، ليكون الشهر الـ١٥ فى فترة تمتد لـ١٦ شهرا الذى يتجاوز خلاله المتوسط العالمى لدرجة حرارة الهواء السطحى ١.٥ درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وهى عتبة حرجة حددتها اتفاقية باريس.
وبمقارنة بيانات عام ٢٠٢٤، فإنها ترتفع عن نظيرتها فى ٢٠٢٣، حيث سجل درجات الحرارة أعلى بمقدار ١.٤٨ درجة مئوية عن مستويات ما قبل الصناعة، تتوقع خدمة تغيّر المناخ التابعة للمرصد أن تكون درجة الحرارة السنوية فى عام ٢٠٢٤ أعلى بمقدار ١.٥ درجة مئوية عن مستويات ما قبل الصناعة، ومن المرجح أن تتجاوز ١.٥٥ درجة مئوية.
وأرجعت العديد من التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة الارتفاع غير المسبوق فى درجات الحرارة إلى تغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان، مع مساهمات أصغر من العوامل الطبيعية وعلى رأسها ظاهرة "النينيو"، وهى ظاهرة مناخية واسعة النطاق تحدث بشكل طبيعى وتنطوى على تقلب درجات حرارة المحيطات فى وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي، إلى جانب التغيرات التى تطرأ على الغلاف الجوى العلوي، وتتسم بفترة ترتفع فيها درجة حرارة سطح البحر وما يترتب على ذلك من كبت للمياه الباردة الغنية بالمغذيات التى تصل إلى السطح قبالة سواحل بيرو وإكوادور، والتى تستمر عادة ما بين ١٢ و١٨ شهرًا.
وبدأت هذه المرحلة الأخيرة من ظاهرة النينيو فى منتصف عام ٢٠٢٣ وانتهت تقريبا فى أبريل ٢٠٢٤، لكن درجات الحرارة ظلت مرتفعة بشكل متواصل، الأمر الذى يعد بمثابة جرس الإنذار لدول العالم لضرورة تفادى الآثار السلبية لتغيرات المناخ، وفى هذا السياق، قالت ليز بنتلي، الرئيسة التنفيذية للجمعية الملكية للأرصاد الجوية: "إن تقرير كوبرنيكوس يرسل تحذيرًا قويًا آخر للحكومات فى مؤتمر المناخ (COP٢٩)، بشأن الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات للحد من أى ارتفاع إضافى فى درجات الحرارة".
الزراعة والدول الفقيرة.. أكبر الخاسرين من التغيرات المناخيةولعل الفاتورة الباهظة للتغيرات المناخية تدفعها الدول "النامية" والفقيرة، والتى لطالما طالبت بتحقيق العدالة المناخية، وفي COP٢٩، طالبت هذه الدول بما لا يقل عن ١٣٠٠ مليار دولار من المساعدات لمكافحة الاحترار المناخى وأن تكون على شكل هبات لا قروض.
وبالنظر إلى القطاعات الأكثر تضررًا من التغيرات المناخية، فإن قطاع الزراعة يأتى على قمة الهرم للقطاعات الأكثر تضررًا من تغير المناخ، حيث تتسبب التغيرات المناخية فى تهديد مباشر للمحاصيل الزراعية الأمر الذى يشكل تهديدا مباشرا للأمن الغذائي.
الأمن الغذائى فى العالموبالنظر إلى تهديدات الأمن الغذائى العالمى فإن تغيرات المناخ تعد أكبر المخاطر التى تهدد الأمن الغذائى نظرًا لتأثيرها على إنتاجية المحاصيل بالإضافة إلى تأثيرات التغيرات على صلاحية الأراضى الزراعية حيث تتسبب فى فقدان الأراضى لصلاحيتها، وتأتى على رأس المحاصيل الزراعية المتضررة من تغيرات المناخ الحبوب والسكر والفواكه والخضر والأرز.
وتشير تقديرات صندوق النقد الدولى إلى أن أكثر من ٥٠ مليون شخص فى البلدان النامية قد يقعون فريسة للجوع بحلول العام ٢٠٦٠ بسبب انخفاض إنتاج الغذاء وارتفاع الأسعار، موضحًا أن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الصدمات المناخية أكثر "شدة واستمرارية" فى الدول الهشة منها فى الدول الأخرى.
أضرار تغيرات المناخ على الزراعة فى مصروبحسب ورقة بحثية حديثة بعنوان "التغيرات المناخية وتأثيرها على قطاع الزراعة فى مصر"، أعدتها الدكتورة سامية المرصفاوى، رئيس وحدة بحوث الأرصاد الجوية الزراعية والتغير فى المناخ بشبكة اتصال للتنمية الزراعية "رادكون"، فإن التغيرات المناخية من أبرز التحديات التى تواجه الزراعة فى مصر.
وكشفت الورقة البحثية عن الآثار السلبية للتغيرات المناخية وتأثيرها على قطاع الزراعة فى مصر، حيث أكدت أن التغيرات المناخية جاءت كنتيجة حتمية لزيادة الانبعاثات الغازية الناتجة عن الأنشطة البشرية، مثل الثورة الصناعية والنمو السكانى قد أديا لزيادة الطلب على الطاقة، مما ساهم فى تغيير المناخ بشكل يهدد مختلف القطاعات، وخاصة الزراعة.
وتشير الورقة البحثية إلى أن تأثيرات التغيرات المناخية على الإنتاجية الزراعية، حيث تمثل الزراعة أحد أكثر القطاعات تأثرًا بالتغيرات المناخية، حيث يتوقع أن تؤثر هذه التغيرات على الخصائص الطبيعية والكيميائية والتربوية للأراضى الزراعية، وتبين الدراسات أن ارتفاع درجات الحرارة سيؤثر سلبًا على إنتاج المحاصيل الأساسية فى مصر بشكل ملحوظ، مثل:
القمح: سيتقلص الإنتاج بنسبة ٩٪ عند ارتفاع الحرارة ٢°م، و١٨٪ عند ٣.٥°م.الشعير: يتوقع انخفاض إنتاجه ١٨٪ بحلول عام ٢٠٥٠.الذرة الشامية: قد ينخفض إنتاجها ١٩٪ باستخدام نفس الظروف.الأرز: سيشهد انخفاضًا قدره ١١٪ وزيادة فى استهلاك المياه بنسبة ١٦٪.بالإضافة غلى ذلك، هناك أيضًا محاصيل مثل فول الصويا وعباد الشمس والتى تتوقع الدراسات انخفاضًا كبيرًا فى إنتاجيتها (٢٨٪ و٢٧٪ على التوالي) وزيادة فى استهلاك المياه. تأثيرات أخرى على الزراعة تتجاوز التأثيرات انخفاض الإنتاجية، حيث ستتسبب التغيرات المناخية فى ارتفاع مستوى سطح البحر، مما يهدد الأراضى الزراعية فى شمال الدلتا بالملوحة والغرق. وهذا بدوره سيؤثر سلبًا على المساحات الزراعية والإنتاج العام.
ووضعت الورقة البحثية مجموعة من الاستراتيجيات للتكيف مع التغيرات المناخية لمواجهة تأثيرات التغيرات المناخية، والتى يجب على القطاع الزراعى تبنيها، وتشمل:
استنباط أصناف جديدة: تحسين المحاصيل لتكون أكثر تحملًا للحرارة والجفاف.تغيير مواعيد الزراعة: لتحسين الإنتاجية تحت الظروف المناخية المتغيرة.ترشيد استخدام المياه: تحسين كفاءة الرى وتحديد المساحات المخصصة لمحاصيل أكثر استهلاكًا للمياه.ولفتت الورقة البحثية إلى أن الدراسات البحثية فى هذا المجال تشير إلى أن تغيير مواعيد الزراعة وزيادة معدلات التسميد يمكن أن يؤديا إلى تحسين الإنتاجية حتى تحت الظروف المناخية الصعبة. خلاصة ستؤدى التغيرات المناخية بحلول ٢٠٥٠ إلى انخفاض إنتاجية المحاصيل وزيادة الاستهلاك المائي، مما سينعكس سلبًا على العائد الزراعي. تعتبر دراسات التكيف من العوامل الأساسية لمواجهة هذه التحديات، ومن الضرورى تحديث تقييمات هذه الدراسات بشكل دورى لضمان تحقيق النتائج المرغوبة.
التغيرات المناخية والإنتاجية الزراعيةوبالنظر إلى التأثير على صافى عائد الزراعة ووسائل التكيف، تظهر الدراسات أن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار ١°م سيؤدى إلى خفض صافى العائد المزرعى بنحو ٩٦٩ دولارا للهكتار، بينما سيتفاقم هذا الخفض ليصل إلى ٣٤٨٨ دولارا للهكتار إذا ارتفعت الحرارة إلى ٣.٥°م. أما بالنسبة لمحصول قصب السكر، فقد يصل انخفاض العائد إلى ٤٤٪ فى حالة ملكية المزارع للأرض و٧٧٪ إذا كان المزارع يستأجر الأرض.
وتؤكد الورقة البحثية أن استراتيجيات التكيف مع التغيرات المناخية من شأنها أن تخفف من تأثير التغيرات المناخية وتضمن استدامة الإنتاج الزراعي، مما يسهم فى تعزيز الأمن الغذائى فى مصر. وبالنظر إلى الأمن الغذائى عالميًا، فإن تقرير حالة الأمن الغذائى والتغذية فى العالم لعام ٢٠٢٤، الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة العالمية "فاو"، أكد أن هناك حالة من عدم توافر مستويات كافية من التمويل لمواجهة تحديات الأمن الغذائى والتغذية خاصة مع استمرار ارتفاع معدلات الجوع وانعدام الأمن الغذائى وسوء التغذية، والذى ترتب عليه خروج العالم عن مسار تحقيق هدف القضاء على الجوع وتعزيز الأمن الغذائى بحلول عام ٢٠٣٠.
ولفت التقرير الذى يُعد جزءًا من سلسلة حالة العالم التى تنشرها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة منذ عام ١٩٤٧، إلى أن مخاطر الأمن الغذائى العالمى تتزايد عاما تلو الآخر، حيث اعتمد التقرير فى حساب معدلات الأمن الغذائى والتغذية على مستوى العالم على مؤشرات الهدف الثانى من أهداف التنمية المستدامة وهى مؤشرات الأمن الغذائي، ومؤشرات التغذية، مؤكدا على أن حوالى ٩.١٪ شخص على مستوى العالم يعانون من سوء التغذية، بينما بلغ نحو ٢،٣ مليار شخص يعانون من انعدام أمن غذائى متوسط وشديد على مستوى العالم.
وذكر التقرير أن الوضع الراهن لتمويل الأمن الغذائى والتنمية يؤكد ضرورة اتباع نهجًا جديدا للتمويل لمواجهة الدوافع المسئولة عن انتشار الجوع، تضمن قدرة النظم الزراعية والغذائية على الصمود والتصدى لهذه الدوافع، موضحا أن عدم القدرة على سد الفجوة التمويلية سوف يؤدى إلى استمرار معاناة ملايين الأشخاص من الجوع وسوء التغذية، والعجز عن كلفة تحمل نمط غذائى صحي.
كما أشار التقرير إلى أن التمويل المطلوب للعودة إلى المسار الصحيح لتحقيق هدف القضاء على الجوع وتعزيز الأمن الغذائى حتى عام ٢٠٣٠ يتطلب ٣.٩٨ ترليون دولار لاستئصال النقص التغذوي، بينما يحتاج إلى ١٥.٤ ترليون دولار من أجل زيادة قدرة الأشخاص على تحمل كلفة الأنماط الغذائية الصحية والحد فى الوقت نفسه من النقص التغذوي.
وحول وجود آلية للوصول إلى حلول مبتكرة ومستدامة للتمويل، أشار التقرير إلى ضرورة توافر البيانات بطريقة أكثر شفافية وإتاحة، إلى جانب جعل تحقيق المقصدين ٢-١ و٢-٢ من مقاصد أهداف التنمية المستدامة من أولويات جدول أعمال السياسات الدولية، وأن تقوم الجهات المانحة والمؤسسات الخيرية بمواءمة أولويات الإنفاق لديها مع أولويات البلدان، فضلا عن مشاركة القطاعات المختلفة فى تحقيق الأمن الغذائى والقضاء على الجوع.