وتحدثت شيلين، في مقابلة مع برنامج "المنشقون" (يمكن مشاهدتها كاملة عبر هذا الرابط)، عن تداعيات هذه الخطوة على حياتها المهنية والشخصية، مؤكدة أن قراراتها جاءت نتيجة لقناعات راسخة ضد السياسات الأميركية في الشرق الأوسط.

فبعد سنوات من الطموح والعمل الدؤوب في وزارة الخارجية الأميركية، قررت أنيل شيلين الاستقالة احتجاجًا على ما وصفته بسياسة "العقاب الجماعي" التي اتبعتها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، والتي دعمتها الولايات المتحدة بلا تردد.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4لقد قرروا إبادة غزة.. هذا ما دفع ضابط استخبارات أميركيا يهوديا لترك منصبهlist 2 of 4مسؤولة بالخارجية الأميركية تستقيل احتجاجا على دعم إسرائيلlist 3 of 4ثاني مسؤول بإدارة بايدن يستقيل احتجاجا على التعاطي مع حرب غزةlist 4 of 4مسؤول أميركي: استقالة ميلر بمثابة دعوة استيقاظ لإسرائيلend of list

وقالت أنيل: "كان من الواضح لنا منذ اللحظات الأولى أن الحكومة الإسرائيلية تمضي في رد عنيف غير مسبوق تجاه الفلسطينيين، ورغم تحذيرات عدة داخل الوزارة، استمرت الإدارة الأميركية في دعمها اللامحدود لهذا النهج".

تحدثت شيلين عن التوتر الذي ساد داخل مكاتب الخارجية الأميركية مع تصاعد الأزمة، مؤكدة أن زملاءها كانوا يشعرون بقلق بالغ حيال تداعيات هذه السياسة على مستوى الساحة الدولية.

وأضافت: "بالرغم من الجهود الحثيثة للتأثير على مواقف الإدارة، كان هناك تجاهل تام لأي دعوات لتعديل السياسات أو على الأقل لتقييم خطورة ما يجري في غزة".

 

علاقة سابقة

لم تكن علاقة شيلين بالشرق الأوسط وليدة التطورات الأخيرة، فأول انفتاح لها على المنطقة كان في سن مبكرة حين وقعت هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وعلى عكس الرأي العام آنذاك، نشطت ضد الإسلاموفوبيا وضد الحرب على العراق، ما قادها إلى علاقة أوثق مع العالم العربي.

وتحدثت في المقابلة عن تأثير تلك الأحداث على حياتها، قائلة: "كنت أشعر بالغضب تجاه العنصرية والعداء الموجهين ضد العرب والمسلمين في أميركا بعد هجمات سبتمبر. هذه التجربة كانت الدافع الأساسي لاختياري دراسة حل النزاعات".

وزارت شيلين العديد من الدول العربية مثل مصر واليمن وسوريا والأردن، واكتسبت فهمًا عميقًا للمنطقة وثقافتها، مشيرة إلى أن تلك التجربة عززت من قناعتها بأن سياسات الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط تحتاج إلى مراجعة جذرية.

وعندما انطلقت الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، كانت أنيل تعمل في مكتب وزارة الخارجية المسؤول عن تعزيز حقوق الإنسان.

وتحدثت عن الصدمة التي أصابت زملاءها بعد هجوم إسرائيل الكاسح، وقالت: "كانت اللحظات الأولى مليئة بالدهشة، ولكن سرعان ما أصبح واضحًا أن الرد الإسرائيلي يستند إلى سياسة العقاب الجماعي".

وأكدت شيلين أنها وزملاءها لاحظوا بوضوح استهزاء المسؤولين الإسرائيليين بمعاناة الفلسطينيين، حيث سخروا عبر وسائل التواصل الاجتماعي من سكان غزة بسبب انقطاع الكهرباء والمياه.

مخيب للآمال

وأضافت: "كان ذلك مؤلمًا جدًا ومخيبًا للآمال، خاصة عندما رأينا الحكومة الأميركية تقف خلف هذه الانتهاكات دون أي محاولة لتغيير مسار الحرب أو حماية المدنيين".

ورغم أن أنيل شيلين لم تكن الوحيدة داخل وزارة الخارجية التي انتقدت الموقف الأميركي، فإنها كانت من القلائل الذين اتخذوا موقفًا علنيًا، وتحدثت عن محاولات عديدة لتحذير الإدارة الأميركية من التداعيات الكارثية لدعم إسرائيل بلا شروط، ولكن هذه التحذيرات قوبلت بالتجاهل.

وترى أنيل أن الديمقراطيين والجمهوريين متفقون على دعم إسرائيل بشكل مطلق، وهذا ما يعزز لديها الشعور بالخيبة العميقة، وأشارت إلى أنه كلما تحدثت مع زملائها في الوزارة، كانوا يدركون أن هذه السياسات ستؤدي إلى المزيد من التصعيد والكوارث الإنسانية، لكن الإدارة كانت مصممة على الاستمرار.

وقبل استقالتها، شاركت شيلين في عدة تحركات داخل الوزارة، حيث وقعت على مذكرتي احتجاج وشاركت في صياغة ثالثة. كما شاركت في مظاهرة في نوفمبر/تشرين الثاني مع موظفين آخرين من الوزارة والكونغرس والإدارة التنفيذية.

ومع استمرار الحرب وتصاعد عدد الضحايا المدنيين في غزة، شعرت شيلين بأنها لم تعد تستطيع التزام الصمت. وقالت: "قررت أن أضع حدًا لمساهمتي في هذا الظلم. كانت تلك اللحظة صعبة للغاية، لكنني كنت واثقة أنني أقوم بما هو صحيح".

وأرسلت شيلين رسالة استقالة داخلية توضح فيها أسباب قرارها، مؤكدة أن دعم حكومتها لإسرائيل في هذه الحرب يمثل "تواطؤًا في جرائم ضد الإنسانية"، لكنها تفاجأت بردود فعل زملائها الذين أبدوا دعمًا لها رغم عدم قدرتهم على اتخاذ خطوة مماثلة.

دعم ومساندة

وفي هذا السياق، قالت شيلين إنها شعرت بالراحة بعد الاستقالة، خاصة وأنها وجدت من يشاطرها نفس القلق، كما أنها تفاجأت بتلقي الكثير من الدعم والمساندة بخلاف ما توقعته من أن تلقى الكثير من الكراهية والنقد والهجوم في مواقع التواصل.

وترى شيلين أن سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ليست وليدة اللحظة، بل تمتد لعقود من الزمن، حيث تتواطأ إدارات متعاقبة على تعزيز مصالحها الاقتصادية والسياسية على حساب حقوق الإنسان.

وقالت: "يجب أن يتحمل كل من الديمقراطيين والجمهوريين المسؤولية عن هذه السياسات المروعة، فالولايات المتحدة لم تكن يومًا طرفًا نزيهًا في المنطقة"، مشددة على أن دعم إسرائيل بلا محاسبة لا يعكس فقط فشلًا أخلاقيًا، بل يؤجج الصراعات ويزيد من معاناة الشعوب.

وفي رسالة وجهتها للمشاهد العربي، قالت شيلين: "أنا آسفة جدا.. أعتقد أن الولايات المتحدة مسؤولة بشكل كبير عن العنف والألم في المنطقة".

وأضافت بأنها كانت تريد أن تقدم نموذجا ومثالا لأميركي قضى وقتا في المنطقة العربية لتبين لأهلها أنه ليس كل الأميركيين يوافقون على سياسات حكومتهم المريعة، وأن هناك أملا بأن تتحسن السياسة الأميركية في وقت ما في المستقبل.

26/10/2024المزيد من نفس البرنامجالجزيرة تتقصى مراحل "صناعة الرئيس" في الولايات المتحدةplay-arrowمدة الفيديو 01 minutes 01 seconds 01:01كم ثمن كرسي رئاسة أميركا؟play-arrowلماذا يتفرد حزبان بالمنافسة السياسية في أميركا؟play-arrowلا نزال هنا.. سكان أميركا الأصليون يستعرضون قصص صمودهم في "الطريق 66"play-arrowمدة الفيديو 01 minutes 59 seconds 01:59ما صلاحيات نائب الرئيس في أميركا.. وهل هو منصب ثانوي؟play-arrowمدة الفيديو 02 minutes 17 seconds 02:17ما الفرق بين مجلسي النواب والشيوخ في الولايات المتحدة؟play-arrowمدة الفيديو 02 minutes 12 seconds 02:12طلاب أميركيون: منظومتنا السياسية تسخّر كل صانع قرار لخدمة أهداف محددةplay-arrowمدة الفيديو 01 minutes 55 seconds 01:55من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة play arrowمدة الفیدیو دعم إسرائیل

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تقرر نشر قوات أمريكية في اليمن بناء على طلب دولة خليجية!!

الولايات المتحدة تقرر نشر قوات أمريكية في اليمن بناء على طلب دولة خليجية!!

مقالات مشابهة

  • الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية.. لماذا تخشى أميركا تحالف الرعب؟
  • روته التقى ترامب في الولايات المتحدة
  • كوريا الشمالية: الولايات المتحدة تخلق جواً من المواجهة النووية
  • مسؤولة أوروبية: سنرد على أميركا حال حدوث توترات تجارية
  • مشروع قرار يسعى إلى وقف مبيعات الأسلحة الأميركية إلى الإمارات
  • محافظ القطيف يلتقي سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى المملكة 
  • خبير عسكري: صواريخ أتاكمز الأميركية ستنفجر بوجه واشنطن
  • مئات المهاجرين ينطلقون من المكسيك سيرا على الأقدام لدخول أميركا قبل تنصيب ترامب
  • القاعدة الأميركية في بولندا.. روسيا تلوح بـ"تحرك خطير"
  • الولايات المتحدة تقرر نشر قوات أمريكية في اليمن بناء على طلب دولة خليجية!!