استشهد "السنوار" وتبقى الفكرة
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
استخوذ خبر استشهاد المقاتل البطل الفلسطينى يحيى السنوار على اهتمام كل وسائل التواصل الاجتماعى خلال الأيام الماضية ، وكسب الشهيد شعبية وتعاطفا ربما فاق ما حققه قبل استشهاده عبر نضاله الطويل وفترة سجنه الكبيرة.
ورغم أن هذا القائد المقاوم لم يكن الأول فى قائمة اغتيالات الكيان الصهيونى المحتل لرموز المقاومة ، حيث سبقه اسماعيل هنية وبعده الشيخ حسن نصرالله قائد حزب الله اللبنانى وأخرين ، إلا أن اغتيال السنوار أحدث ضجيجا كبيرا وأجج المشاعر بشكل أكبر بكثير من ردود فعل الاغتيالات السابقة ، والسبب أن هذا البطل المقاوم اغتيل غدرا وهو فى الميدان يقاوم ويحارب ويواجه العدو مرتديا زيه العسكرى مع اقرانه وليس مختبئا أو خائفا أو يعيش حياة الرغد بعيدا عن وطنه.
واغتيال السنوار ليس نهاية للعربدة الاسرائيلية والجرائم التى يرتكبها مجرم الحرب " " نتنياهو" رئيس وزراء اسرائيل أمام أعين العالم كله ، بل بدعم وتشجيع وتواطء الكثير من الدول وصمت وخذلان الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى. فعلى مدار عام كامل لم تتوقف أالة الحرب الصهيونية عن القتل والذبح والتدمير بكل ما أوتيت من قوة فى غزة ولبنان وسوريا وحتى خارج الحدود ، بينما وقف الجميع يتفرجون.
ولعل اصعب مشهد أثر فى نفس كل عربى ومسلم عندما وقف نتنياهو على منبر الأمم المتحدة منذ اسابيع قليلة ليقول فى خطابه بعنجهية وغرور " أن يد اسرائيل قادرة على الوصول لكل مكان فى الشرق الأوسط" ، وبينما كان يتفوه بهذه الكلمات كانت طائراته تضرب مقر قيادة حزب الله اللبنانى لتغتال الشيخ حسن نصرالله زعيم المقاومة اللبنانية ، وكأن كلماته كانت بمثابة كلمة السر لتنفيذ الاغتيال لشخصية بهذا الحجم الكبير.
وإذا كان نتنياهو وعصابته الإجرامية يتصور أنه باغتيال رموز المقاومة سواء فى لبنان أو فلسطين ، يحقق انتصارا معنويا ويحبط من عزيمة رجال المقاومة ، فهو واهم لأن فكرة مقاومة الاحتلال هى عقيدة ليس لها علاقة بالأشخاص تتوارثها الأجيال ، فليرتقى هنية والسنوار ونصرالله وكل الشهداء لربهم مثل سابقيهم وتبقى مقاومة الاحتلال مستمرة ، وسيولد ألف سنوار وألف هنية وألف نصرالله ، وليت مجرم الحرب نتنياهو يتعلم ويدرك أن المقاومة فكرة لا تموت ، وإلا ما كانت استمرت طوال االعقود الماضية رغم كل الألام والصعاب والضربات التى تتلاقها من آلة بطش مدعومة من بلدان العالم الكبرى.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: يحيى السنوار وسائل التواصل الاجتماعي
إقرأ أيضاً:
إصرار نتنياهو على الحرب.. محاولة نجاة أم سعي لتنفيذ خطط اليمين؟
في خضم أزمات داخلية متصاعدة تُطوّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من محاكمات فساد واحتجاجات شعبية تطالب باستقالته، يواصل الأخير تصعيد عملياته العسكرية في قطاع غزة، ما يثير تساؤلات حول دوافعه الحقيقية في هذا التوقيت الحرج.
وتأتي هذه التساؤلات في ظل استمرار جلسات محاكمة نتنياهو بتهم فساد للمرة العشرين منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث يواجه اتهامات بتلقي رشا واستغلال منصبه، وفي تطور لافت، غادر محامو نتنياهو إحدى الجلسات احتجاجا على اعتقال مقربين منه ما يزيد من الضغط عليه.
وفي هذا السياق، يرى الدكتور مهند مصطفى، الأكاديمي والخبير في الشأن الإسرائيلي، أن نتنياهو لا يهرب من الضغوط الداخلية بالحرب، بل على العكس، هو يستغل حالة الحرب والطوارئ في إسرائيل لتنفيذ مشروع اليمين الأساسي بالسيطرة على مؤسسات الدولة.
ويشير مصطفى إلى أن حكومة نتنياهو تستغل حالة الطوارئ، المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 تحت غطاء الحرب في غزة، لتمرير تشريعات دستورية تهدف إلى إحداث تغييرات جذرية في النظام القضائي الإسرائيلي.
ويضيف مصطفى أن الدليل على ذلك هو نجاح الحكومة، في ظل حالة الحرب، في تمرير قانون تغيير تركيبة لجنة تعيين القضاة، وهو القانون الذي فشلت في تمريره قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، ويرى أن نتنياهو يستغل الحرب لإغلاق ملفات داخلية وليس العكس.
إعلان عدم البقاء بلا حربمن جهته، يربط الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية سعيد زياد استمرار الحرب في غزة برغبة إسرائيلية في عدم البقاء بلا حرب، مؤكدا أن الحكومة اليمينية المتطرفة، وعلى رأسها نتنياهو، تجد في المعركة حبل نجاة.
ويعتقد زياد أن نتنياهو يحاول إقناع الإدارة الأميركية بأن استمرار الضغط العسكري سيجبر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الرضوخ للمقترحات الإسرائيلية، مشيرا إلى أن إسرائيل قد حصلت على ضوء أخضر أميركي لتوسيع العمليات في قطاع غزة.
ويشير زياد إلى أن إسرائيل تسارع في التقاط أي إشارة -حتى لو كانت خطأ- على أنها تصدُّع في موقف حماس، بهدف تبرير استمرار الضغط العسكري، مدللا على ذلك بتصريحات نتنياهو ووزراء في حكومته حول وجود تصدع في جدار المجتمع الغزي بعد خروج مظاهرات محدودة في القطاع.
ويرى زياد أن المقاومة الفلسطينية تعتبر التمسك بالاتفاقات الموقعة والتحصن بها هو أهم أوراقها، مؤكدا أن لديها اتفاقًا وقّع عليه الإسرائيلي والأميركي والوسطاء، ويجب الدفاع عنه وعدم تركه.
ويشير زياد إلى أن إسرائيل تخوض اختبارا جديدا في غزة، وأن الضغط العسكري قد يقود الجيش الإسرائيلي إلى الهلكة، وأن المقاومة قادرة على كسر إرادة القتال لدى إسرائيل.
آراء إسرائيليةبينما يرى أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس، مئير مصري، أن الحديث عن فساد نتنياهو ومحاكمته هو مجرد "ثرثرة إعلامية"، مؤكدا أن القضاء الإسرائيلي يأخذ مجراه، وحتى اللحظة لم توجَّه أي تهمة لنتنياهو.
ويرى مصري أن إسرائيل دولة ديمقراطية وشعبها مدلل، على حد وصفه، معتبرا أن الانتقادات الموجهة لنتنياهو والحكومة هي جزء من حرية التعبير، لكنه يحذر من أن بعض هذه الانتقادات قد تصل إلى حد التشهير وتستوجب المساءلة القانونية.
أما الكاتب والباحث السياسي الإسرائيلي، يؤاف شتيرن، فيرى أن الوضع الحالي غير مسبوق في إسرائيل، حيث يواجه رئيس الحكومة محاكمة بتهم فساد وهو في منصبه.
إعلانويؤكد شتيرن أن الشعب في إسرائيل ليس مدللا، بل يعيش في دولة رئيس حكومتها متهم في المحكمة، وينتقد محاولات نتنياهو تصوير نفسه كضحية، مؤكدا أن المشكلة تكمن فيه شخصيا، حيث استولى على حزب الليكود وأبعد كل من يمكن أن ينافسه على الزعامة.