وفي إطار المسئولية والجهود المشتركة لحماية حقوق اللاجئين والمهاجرين في مصر، وافقت لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، برئاسة اللواء أحمد العوضي، في اجتماعها على مشروع قانون يتعلق بإصدار قانون بشأن لجوء الأجانب.

حقوق اللاجئين والمهاجرين

يتضمن مشروع القانون إنشاء لجنة تُسمى "اللجنة الدائمة لشؤون اللاجئين" تتمتع بشخصية اعتبارية وتكون تابعة لرئيس مجلس الوزراء، ومقرها الرئيسي في القاهرة، وتختص هذه اللجنة بإدارة جميع شؤون اللاجئين، بما في ذلك جمع المعلومات والإحصاءات المتعلقة بأعدادهم، وتنسق مع وزارة الخارجية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بالإضافة إلى التعاون مع المنظمات والجهات الدولية المعنية، وتتعاون مع الجهات الحكومية لتقديم الدعم والخدمات اللازمة للاجئين، على أن تُحدد اللائحة التنفيذية صلاحياتها الأخرى.

وفقاً لمشروع القانون، يُقدم طالب اللجوء، أو من ينوب عنه قانوناً، طلب اللجوء إلى اللجنة المختصة، التي تفصل في الطلب خلال ستة أشهر إذا كان دخول طالب اللجوء إلى البلاد بطريقة قانونية، أو خلال سنة في حال دخوله بشكل غير قانوني.

اللاجئين 

يعطي مشروع القانون الأولوية في دراسة طلبات اللجوء المقدمة من الأشخاص ذوي الإعاقة، المسنين، النساء الحوامل، الأطفال غير المصحوبين، وضحايا الاتجار بالبشر، والتعذيب، والعنف الجنسي.

كما ينص المشروع على إلزام الأجانب الذين دخلوا مصر بطرق غير قانونية، ويتوفر فيهم شروط اللجوء، بتقديم طلبات لجوئهم إلى اللجنة خلال 45 يوماً من تاريخ دخولهم، ويعاقب القانون المخالفين بالحبس لمدة لا تقل عن ستة أشهر وغرامة تتراوح بين عشرة آلاف إلى مائة ألف جنيه، أو بإحدى العقوبتين.

الخارجية: مصر ملتزمة بالوفاء بالتزاماتها الدولية تجاه اللاجئين والمهاجرين الأمم المتحدة: مخاطر شديدة تواجه الأطفال اللاجئين في إثيوبيا

من جانبه، قال أحمد الصاوي، الناشط الحقوقي، إن الدولة المصرية تبذل جهودًا كبيرة لضمان تمتع اللاجئين بحقوق متساوية مع المواطنين، بما في ذلك التعليم المجاني والرعاية الصحية، وانضمت مصر إلى عدة اتفاقيات دولية، منها اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1951 والبروتوكول الاختياري لعام 1967، واتفاقية منظمة الوحدة الأفريقية لعام 1969، لتعزيز التزامها بحماية حقوق اللاجئين.

وأضاف الصاوي لـ"صدى البلد، أن مصر تواصل دعمها عبر الانضمام إلى العهد الدولي للاجئين في عام 2018، ومشاركتها في المنتدى العالمي للاجئين في جنيف عام 2019، مما يؤكد على أهمية التعاون الدولي في حماية اللاجئين. كما ترتبط مصر بمذكرة تفاهم مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين منذ عام 1954، ما يمكّن المفوضية من تحديد وضع اللاجئين داخل البلاد.

وأشار إلى أن مصر تسعى لتعزيز الاستقرار كحل مستدام للأزمات التي تتسبب في النزوح، من خلال جهودها السياسية في إيجاد حلول سلمية إقليمية، وتستضيف مصر مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، بهدف معالجة جذور النزوح وتشجيع العودة الطوعية للاجئين إلى أوطانهم.

وفي سياق متصل، وجه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، بضرورة توثيق أعداد اللاجئين في مصر، أو "الضيوف" كما تسميهم الحكومة المصرية، وتسجيل ما تتحمله الدولة في تقديم الخدمات لهم،موضحا أن مصر تنفق سنوياً ما يتجاوز 10 مليارات دولار لتقديم الخدمات لهؤلاء المهاجرين.

تستضيف مصر عدداً كبيراً من اللاجئين من جنسيات متعددة، حيث يقدر بعض المصادر الدولية أن عددهم يصل إلى أكثر من 9 ملايين شخص من 133 جنسية مختلفة، ما يمثل حوالي 8.7% من سكان مصر، ومعظمهم من السودانيين والسوريين، تليهم جنسيات من جنوب السودان، إريتريا، إثيوبيا، اليمن، الصومال، العراق، وليبيا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اللاجئين حقوق اللاجئين الإجانب شؤون اللاجئين للاجئین فی

إقرأ أيضاً:

مخيم كترمايا للاجئين السوريين بلبنان.. معاناة لتأمين إفطار رمضان

 بيروت- في مخيم كترمايا حيث تمتد الخيام على أرضٍ جرداء، تعيش اللاجئة السورية أم جمعة منذ 14 عاما، جاءت بها الحرب من إدلب إلى لبنان فوجدت نفسها هنا، تحاول أن تنتزع حياة من بين أنقاض الخسارات، لكنها اليوم تواجه رمضان ليس كأي رمضان مضى إذ بلغت المعاناة ذروتها، والجوع يطرق الأبواب قبل موعد الإفطار بساعات طويلة.

في خيمتها المتواضعة تتحرك بين أبنائها العاجزين، ابنها الأكبر يحتاج لعملية وأدوية لا طاقة لها بتوفيرها، ولا يقوى على الوقوف، وأخوه الأصغر يعاني من الحالة ذاتها، طريح الفراش هو الآخر، أما زوجها فقد أقعدته جلطة دماغية شلت يده وسلبته القدرة على الكلام، ثم أفقدته إحدى عينيه.

"لا أستطيع تأمين لقمة العيش خاصة في رمضان حيث يصبح الوضع أشد قسوة"، تقولها للجزيرة نت بصوت أنهكه الحزن والتعب. عند أذان المغرب يطرق بابها أحدهم، يقدم لها طبقا بسيطا من الطعام وآخر يمدها بقطعة خبز، فتشكرهما بصمتٍ يختزل كل ما مرت به.

مخيم اللاجئين السوريين مقام على أرض قدمها أحد أبناء بلدة كترمايا (الجزيرة) معاناة متفاقمة

بدوره، يجلس محمود هماش، اللاجئ السوري الذي أنهكته الإعاقة والفقدان، لكنه لا يزال متشبثا بالصبر والرضا متكئا على ما تجود به الجمعيات الخيرية، وبكلمات يملؤها الامتنان يقول للجزيرة نت "والله ما مقصرين معنا أهل الخير يقدمون لنا ما نحتاجه، خاصة في رمضان حيث تزداد المعاناة".

فقدَ محمود عينه اليمنى في الحرب السورية، واستشهد أحد أبنائه، بينما يعاني ابنه الآخر من مرض جعله بالكاد ينطق. وبين وجع الفقد وضيق الحال لا يزال يقاوم في ظل شح المساعدات معتمدا على ما يصل إليه من دعم محدود.

ويختصر حاجته مؤكدا للجزيرة نت "نحن نحتاج إلى كل شيء من طعام وشراب وكهرباء، في رمضان بعض الجمعيات تقدم لنا المؤونة، واليوم نحضر المعكرونة للإفطار ومعها الفتوش".

القائمون على مخيم كترمايا يؤكدون تدفق المزيد من النازحين السوريين (الجزيرة) أيام صعبة

عائشة الحجة، لاجئة سورية أخرى، تتحدث بصوت مملوء بالألم "نعيش أياما صعبة خاصة في شهر رمضان، بالكاد نستطيع تأمين لقمة العيش، إذا وصلتنا مساعدة استطعنا تدبير أمورنا وإطعام أطفالنا، ولكن إذا لم تصل فلا حول لنا ولا قوة".

إعلان

وتتابع بمرارة "مصروفنا محدود وأنا أعيل أسرة كبيرة تضم 15 فردا تحت سقف واحد، في معظم الأيام لا نجد على مائدة الإفطار سوى البرغل أو المعكرونة مما يصلنا من المساعدات أو ما تقدمه الجمعيات من مؤن شهرية".

ثم تضيف بصوت منخفض وتحاول إخفاء المزيد من المعاناة للجزيرة نت "في المخيم يوزعون علينا الخبز يوميا خلال شهر رمضان، وهذا على الأقل يسد جزءا من جوعنا".

في السياق، يقول علي طفش، مسؤول مخيم كترمايا ورئيس جمعية "الحياة نور"، إنهم يواصلون تنفيذ عدد من المبادرات التي تهدف إلى تقديم الدعم للنازحين في هذه الأوقات العصيبة، وإنهم يعملون بلا كلل على توفير الدعم الضروري حيث يوزعون الخبز اليومي على الأسر المحتاجة، بالإضافة إلى تأمين وجبات الطعام لجميع سكان المنطقة لتخفيف معاناتهم.

جمعية "الحياة نور" مبادرة فردية لتخفيف معاناة النازحين بالمخيم (الجزيرة) تدفق مستمر

ويضيف طفش للجزيرة نت أنهم في هذا المخيم، يبذلون قصارى جهدهم لتوفير المساعدات الممكنة بناء على الإمكانيات المتاحة لهم، معتمدين بشكل أساسي على المساهمات الطوعية من الأفراد الذين يشاركونهم هذا العمل الإنساني، كما يحرصون على أن تكون هذه الجهود شاملة وفعالة لضمان تلبية احتياجات الناس في هذه الظروف الصعبة.

ووفقا له، لا توجد أرقام واضحة عن أعداد اللاجئين السوريين بمخيم كترمايا "حيث إن عددا منهم لا يملكون وثائق رسمية لذلك يصعب التعامل مع الإحصاءات في حالتهم".

وأوضح أن المخيم يضم عددا كبيرا من العائلات مع تدفق مستمر لأخرى جديدة معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، وهم قادمون من دير الزور، وحمص، وإدلب، والحسكة، وحلب. وشدد على أن المخيم "لن يجبر أي فرد على مغادرة المكان والعودة إلى بلده قبل أن يقرروا ذلك طوعا".

يُشار إلى أن بلدة كترمايا تستضيف، منذ عام 2011، هذا المخيم الوحيد للاجئين السوريين في إقليم الخروب- جبل لبنان، والذي أُقيم في وادٍ عند الطرف الشمالي للبلدة. وقد منح علي طفش رئيس جمعية "الحياة نور" الأرض التي يُقام عليها المخيم عندما كان عضوا سابقا في البلدية.

إعلان

مقالات مشابهة

  • تشكيل لجنة حكومية لتنفيذ قانون إعادة العقارات الى أصحابها
  • مسؤول أمريكي يقترح وقف المساعدات للاجئين الروهينغا ولبنان
  • حكومة النمسا تهدد بإلغاء الإقامة الدائمة للصحفي ريتشارد ميدهيرست
  • «كو» ينتقد عملية انتخاب رئيس «الأولمبية الدولية»
  • مخيم كترمايا للاجئين السوريين بلبنان.. معاناة لتأمين إفطار رمضان
  • الأوجلي: اجتماع إيجابي مع اللجنة الاستشارية لمناقشة الانتخابات وتفسيرات القوانين
  • هل يحق لعمرو دياب اللجوء إلى النقض بعد إدانته فى صفع الشاب؟.. تفاصيل
  • المستقلين الدولية «IOI» ترصد مستقبل اللاجئين السوريين
  • انطلاق فعاليات اجتماعات اللجنة الدولية للرقابة على المخدرات بفيينا لليوم الرابع
  • انطلاق فعاليات اجتماعات اللجنة الدولية للرقابة على المخدرات بفيينا لليوم الثالث