خطة الجنرالات تغرق اسرائيل في مستنقع غزة
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
القدس"رويترز": يعتقد الجنرال الإسرائيلي المتقاعد جيورا إيلاند أن إسرائيل تواجه أشهرا من القتال في غزة ما لم ينتهز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الفرصة التي أتاحها مقتل يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لإنهاء الحرب.
ومنذ مقتل السنوار هذا الشهر، كان إيلاند واحدا من مجموعة من كبار ضباط الجيش السابقين الذين شككوا في استراتيجية الحكومة في غزة مع عودة القوات في وقت سابق من هذا الشهر إلى مناطق في الشمال تم تطهيرها بالفعل مرتين على الأقل من قبل.
وعلى مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، تعمل قوات الاحتلال الإسرائيلي في محيط جباليا، شمال غزة، وهي المرة الثالثة التي تعود فيها إلى البلدة ومخيمها التاريخي للاجئين منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023.
ويقول كثيرون من المسؤولين الأمنيين السابقين إن الجيش الإسرائيلي يغامر بالتورط في حملة مفتوحة المدة تتطلب وجودا دائما للقوات، بدلا من النهج المفضل الذي يعتمد على اتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة.
وقال الجنرال يوم توف سامية، رئيس القيادة الجنوبية السابق، لهيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) "الحكومة الإسرائيلية تتصرف في تناقض تام لمفهوم الأمن الإسرائيلي".
وشمل جزء من العملية إجلاء آلاف الأشخاص من المنطقة، في محاولة للفصل بين المدنيين ومقاتلي حماس.
ويقول الجيش إنه نقل نحو 45 ألف مدني من المنطقة المحيطة بجباليا وقتل مئات المقاومين خلال العملية. لكنه تعرض لانتقادات شديدة بسبب العدد الكبير من القتلى المدنيين الذين تم الإبلاغ عنهم، وواجه دعوات واسعة النطاق لتعزيز دخول إمدادات المساعدات لتخفيف الأزمة الإنسانية.
وكان إيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، هو المؤلف الرئيسي للمقترح الذي نوقش كثيرا والذي أطلق عليه "خطة الجنرالات"، والذي قد يؤدي إلى إخلاء شمال غزة من المدنيين بسرعة قبل تجويع مقاتلي حماس الباقين على قيد الحياة من خلال قطع إمدادات المياه والغذاء عنهم.
وأثارت التحركات الإسرائيلية هذا الشهر ادانات واسعة بأن الجيش تبنى خطة إيلاند التي تصورها كإجراء قصير الأمد لمواجهة حماس في الشمال، وتستهدف تطهير المنطقة بشكل دائم لإنشاء منطقة عازلة للجيش بعد الحرب. ويعتقد إيلاند نفسه أن الاستراتيجية المتبعة لا تمثل خطته ولا احتلالا تقليديا.
وقال إيلاند "لا أعرف بالضبط ما يحدث في جباليا.. لكنني أعتقد أن قوات الدفاع الإسرائيلية تفعل شيئا يقع بين البديلين، الهجوم العسكري العادي وخطتي".
وأعلن نتنياهو، منذ بداية الحرب، أن إسرائيل ستعيد الأسرى إلى ديارهم وتفكك حماس كقوة عسكرية وحاكمة، وأنها لا تنوي البقاء في غزة.
لكن حكومته لم تضع قط سياسة واضحة ومفصلة للتعامل مع عواقب الحملة التي بدأت بعد هجوم السابع من أكتوبر2023 الذي تمخض عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر أكثر من 250 آخرين.
وأسفرت الحملة الإسرائيلية عن مقتل نحو 43 ألف فلسطيني، وفقا لمسؤولي الصحة في غزة، وتحول القطاع إلى أرض خراب إلى حد كبير وهو ما سيتطلب مليارات الدولارات من المساعدات الدولية لإعادة إعماره.
ومنذ أشهر، ظهر على السطح خلافات بين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت في انعكاس لانقسام أوسع بين الائتلاف الحاكم والجيش الذي لطالما فضل التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال وإعادة الأسرى.
وفي غياب استراتيجية متفق عليها، تواجه إسرائيل خطر الغوص في مستنقع غزة في المستقبل المنظور، كما يقول عوفر شيلح، الباحث البارز في في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في تل أبيب.
وقال "الوضع خطير جدا حاليا لإسرائيل. نحن نتجه نحو وضع تعتبر فيه إسرائيل الحاكم الفعلي في غزة".
ولم ترد الحكومة الإسرائيلية على طلب للتعليق على التصريحات التي تشير إلى احتمال أن الجيش يتورط في غزة.
ومع تركيز الجيش الإسرائيلي حاليا على جماعة حزب الله المدعومة من إيران في لبنان، انخفض عدد فرق الجيش المنخرطة في الحرب في غزة إلى اثنتين، مقارنة بخمس في بداية الحرب.
ووفقا لتقديرات مصادر أمنية إسرائيلية، فإن كل فرقة في الجيش الإسرائيلي تضم ما بين 10 آلاف إلى 15 ألف جندي.
وقدر الجيش الإسرائيلي في بداية الحرب أن حركة حماس لديها 25 كتيبة، ويزعم إنها دُمرت منذ فترة طويلة، وإن ما يقرب من نصف قواتها، أو نحو 17 ألفا إلى 18 ألف مقاتل، قُتلوا. لكن الواقع يقول عكس الادعاءات الاسرائيلية فهناك مجموعات من المقاتلين صامدة تنفذ هجمات خاطفة بطريقة الكر والفر ضد القوات الإسرائيلية.
وقال مقاتل من حماس، جرى التواصل معه عبر تطبيق للدردشة، "نحن لا نقف مواجهة الدبابات فوق الأرض بشكل عشوائي ونقوم باختيار أهدافنا".وأضاف "نحن نعمل بالطريقة التي تمكننا من الصمود والقتال أطول فترة ممكنة"وهذه الأساليب في القتال لا تزال قادرة على فرض تكلفة كبيرة على إسرائيل.
وقُتِل قائد اللواء المدرع 401 الإسرائيلي في غزة هذا الأسبوع عندما خرج من دبابته للتحدث إلى قادة آخرين في نقطة مراقبة كان مسلحون زرعوا فيها عبوة ناسفة، ليصبح من بين أكبر القادة العسكريين الذين قتلوا في غزة منذ اندلاع الحرب. كما قُتل ثلاثة جنود يوم الجمعة.
وقال مسؤول عسكري كبير سابق لديه خبرة مباشرة في القطاع وطلب عدم ذكر اسمه "بعد مقتل السنوار، لم يعد هناك منطق يبرر البقاء في غزة".
وأضاف المسؤول السابق أنه ينبغي تنفيذ عمليات "منهجية" محددة في المستقبل إذا أعادت حماس تجميع صفوفها واستأنفت الهجوم على إسرائيل، لكن ترك القوات بصورة دائمة في غزة يشكل خطرا كبيرا، ودعا إلى تخليص الأسرى والخروج من القطاع.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الإسرائیلی فی بدایة الحرب فی غزة
إقرأ أيضاً:
حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة تتجاوز 154 ألف فلسطيني
فلسطين – أفادت وسائل إعلام فلسطينية امس الخميس، بمقتل أكثر من 70 فلسطينيا وإصابة العشرات غالبيتهم شمالي قطاع غزة، إثر قصف مكثف واستهدافات في أنحاء متفرقة من القطاع.
وبحسب مصادر فلسطينية: “ارتكب الجيش الإسرائيلي الخميس مجزرة جديدة بحق النازحين في منطقة مواصي خان يونس، خلفت عشرات الشهداء والجرحى، وسط استمرار معاناة النازحين بسبب الأمطار والبرد القارس”.
ولقي مدير عام الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة اللواء محمود صلاح ومعاونه العميد حسام شهوان مصرعهما في غارة إسرائيلية استهدفت خيام للنازحين في خان يونس، فيما يواجه آلاف النازحين ظروفا مأساوية بعد أن غمرت المياه مخيماتهم.
وأكد الدفاع المدني في غزة، أن “القوات الإسرائيلية تواصل منعه من العمل شمالي القطاع وتهدد طواقمه بالقتل”، ولفت إلى أن “طواقمه عاجزة عن تلبية نداءات الاستغاثة من الأهالي، في وقت ينتشر فيه الشهداء بالمئات في الشوارع، نتيجة ضعف الإمكانيات وتعطل سيارات الإسعاف بشكل شبه كامل في معظم مناطق القطاع”.
وفي اليوم التسعين للعملية العسكرية الإسرائيلية شمالي القطاع، استهدف قصف جوي ومدفعي محيط مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، بينما قصفت المدفعية الإسرائيلية المناطق الغربية لمخيم النصيرات، وأرضا زراعية في شارع الطوابين داخل حي الشجاعية.
وشن الطيران الإسرائيلي غارات مكثفة على مناطق متفرقة في القطاع، بينما واصلت القوات الإسرائيلية نسف المربعات السكنية، إذ نسفت الدبابات الإسرائيلية منازل سكنية في حي الزيتون، كما نسفت عددا من المباني السكنية في مخيم جباليا شمالي القطاع.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة في بيان اليوم الخميس، إن “الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 28 شهيد و59 اصابة خلال الـ (24 ساعة الماضية)”، مشيرة إلى أنه لايزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأكدت الوزارة ارتفاع “حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45581 شهيدا و108438 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023”.
المصدر: RT + وكالات