لجريدة عمان:
2024-11-01@06:30:46 GMT

ثقافة بث الأمل المفقودة

تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT

بمجرد أن تضع الخطوة الأولى في طريقك المؤدي إلى المستشفى، ينقبض صدرك ويرتفع لديك هرمون الكورتيزول، فأنت لست خارجًا في نزهة، والمكان الذي تقصده ليس صالة سينما أو ملعب كرة قدم أو سبلة أفراح.

تنفتح البوابة الإلكترونية الكبيرة أمامك، وفي الممر الطويل المؤدي إلى الأجنحة تُبصر من بعيد الزوار القادمين من ولايات وقد تجمعوا بالقرب من نوافير المياه بانتظار حلول الساعة الرابعة عصرًا، موعد بدء الزيارة.

ما إن تدلف إلى الجناح الذي يرقد فيه مريضك حتى تنفذ إلى أنفك رائحة المكان المكتظ بالزوار والمُركَبات الكيميائية للأدوية، وهنُ الأجساد التي تستلقي على الأسِرة التي يحجب بعضها عن بعض قماش الستائر القصير.

لن تحتاج إلى جهد كبير حتى تعثر على سرير المريض الذي جئت إليه، لأن وقع ضحكات زواره المتعالية الذين اصطفوا على طول الممر تصل إليك من بعيد.. تُسلِّم على المتحلقين به شخصًا شخصًا وكأنك في «سبلة عزاء».

تُضطر إلى أخذ «العلوم والأخبار» من فم الشخص الذي اتفقوا عليه بعد اختلاف ممل ورتيب، ثم تبحث لك عن مساحة تتمكن من الوقوف فيها لتتكلم مع المريض دون إرغامه طبعًا على إعادة أسطوانة قصة مرضه وأسبابه والعلاجات التي تعِب من روايتها كلما زاره شخص جديد.

ولأنك تعي أن هدف زيارتك هو تزويد الشخص الذي يعز عليك بجرعات الأمل مداواةً لنفسيته المُرهقة، تمتنع قاصدًا عن سرد أو اجترار أي حديث حول الأسقام والأمراض أو تجارب مررت بها أو نقلها لك آخرون، مدركًا أن ذلك مدعاة لتثبيط معنوياته وإحباطه.

تفعل ذلك لليقين الذي لديك بأن كثيرين ممن يزورون مرضاهم تعوزهم ثقافة بث روح التفاؤل التي هم بحاجة إليها، وإيمانًا منك بدور هذا الجانب المهم في تسريع التعافي وقدرة الطاقة الإيجابية على التخفيف من الآلام والمعاناة والشعور باليأس.

ولأنك على يقين بأن الكلمة كالرصاصة لا يمكن التحكم بمقدار الضرر الذي قد تُحدثه عندما تخرج من فوهة البندقية، تتوخى الحذر من نطق أي كلمة مدمرة قد تفلت من لسانك دون أن تتمكن من قياس وقعها وتأثيرها على الشخص الذي أمامك.. تحرص على فحص عباراتك ووزنها قبل إصدارها؛ فالكلمة الطيبة صدقة، وما يخرج عن الألسنة دون تقدير مدعاة لإلحاق الأذى.

النقطة الأخيرة:

يقول لقمان الحكيم: «إن من الكلام ما هو أشد من الحجر، وأنفذ من وخز الإبر، وأمر من الصبر، وأحر من الجمر، وإن من القلوب مزارع، فازرع فيها الكلمة الطيبة، فإن لم تنبت كلها ينبت بعضها».

عُمر العبري كاتب عُماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

حمدان بن محمد: ندعم نقل رسائل الأمل والتغيير الإيجابي من دبي للعالم

قال سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في تغريدة عبر منصة «إكس»: التقيت اليوم شو زي تشيو الرئيس التنفيذي لمنصة تيك توك العالمية، التي تتخذ من دبي مقراً إقليمياً لعملياتها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأضاف سموه: ناقشنا خلال الاجتماع، سبل تعزيز شراكاتنا القائمة مع المؤسسات الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث تسعى دبي لدفع الابتكار في مختلف المجالات وترسيخ مكانتها كمركز إعلامي إقليمي وعالمي وأرضاً للمواهب، ونجدد دعمنا لكل الجهود الهادفة للارتقاء بجودة المحتوى ونقل رسائل الأمل والتغيير الإيجابي من دبي للعالم.

مقالات مشابهة

  • خالد علي: شيريهان إنسانة بمعنى الكلمة وأحمد زكى رجل راقي
  • قائد الثورة: العدو الإسرائيلي في العملية البرية العدوانية على لبنان مهزوم بكل ما تعنيه الكلمة
  • حمدان بن محمد: ندعم نقل رسائل الأمل والتغيير الإيجابي من دبي للعالم
  • الانزعاج من الأصوات.. اضطراب شائع يؤثر على الحياة اليومية
  • تفسير حلم رؤية الأقارب في المنام.. خير وفير في الطريق إليك
  • ما حكم من حلف ألا يعيد الوضوء ثم توضأ مرة أخرى؟.. احذر الوسواس
  • “الأحوال المدنية” توضح الإجراء المطلوب عند العثور على الهوية المفقودة بعد الإبلاغ عنها
  • الكلمة الختامية.. هاريس تدعو الأمريكيين لرفض فوضى ترامب
  • خدمة جديدة من التأمينات على «مصر الرقمية».. كيفية استعراض المعاشات المستحقة
  • الكلمة الختامية.. هاريس تهاجم بشراسة وتدعو "لطي صفحة ترامب"